السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

طبيب إماراتي يروي تجربة 17 يوماً في علاج مرضى كورونا

طبيب إماراتي يروي تجربة 17 يوماً في علاج مرضى كورونا

جاسم الهاشمي.

روى استشاري ورئيس قسم القلب في مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة بدبي الدكتور جاسم الهاشمي، تفاصيل 17 يوماً قضاهاً مديرا طبيا لمركز العزل والحجر الصحي لمرضى (كوفيد 19) في منطقة ورسان بدبي.

وقال الهاشمي إنه بصفته رئيساً لقسم أمراض القلب طُلب منه ترشيح طبيب قلب وفني تخطيط كهرباء القلب للتواجد في مركز الحجر والعزل بورسان، ليؤديا مهمة قراءة مخططات القلب لمرضى (كوفيد-19) الذين يتناولون هيدروكسي كلوروكوين، وفي صباح يوم الأحد 11 أبريل الماضي، تلقى بريداً إلكترونياً من المقر الرئيسي للعمل يفيد بأنه سيكون المدير الطبي لهذا المركز في ورسان.

وأضاف أنه مكث في ورسان من 11 إلى 28 أبريل الماضي، وأنه يسجل تجربته ليتشاركها مع زملائه الذين يعالجون حالات (كوفيد-19)، مشيراً إلى أن معايير استمرار المرضى للعلاج بمركز العزل والحجر الصحي بورسان كانت: أن يكون المرضى ذكوراً، وأعمارهم أقل من 55 عاماً، ولا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى المزمنة، وأمراض القلب.

وأوضح الهاشمي، أنه على الرغم من هذه المعايير، كان المركز يحول من حالة إلى اثنين يومياً إلى المستشفيات بسبب تدهور الحالة السريرية للمرضى، وأنه لاحظ أن المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري (النوعان 1 و2)، ظهرت عليهم أعراض ضيق التنفس ونقص الأكسجين في الدم، والمثير للدهشة عند سماع صدر المريض كانت الرئتان صافيتين، بينما أظهر قياس نسبة الأكسجين الطرفية تشبع الدم بالأكسجين بنسبة 85 إلى 90%، ما يعد نقصاً، إلا أن هؤلاء المرضى استجابوا بشكل جيد للأكسجين منخفض التدفق 2-4 لتر في الدقيقة في البداية، وتحسن تشبعهم بالأكسجين خلال 3-4 ساعات.

وأكد أنه من بين الحالات الـ12 التي تعرضت لمضاعفات خلال هذه الفترة وكان مشرفا عليها، كانت بحاجة إلى نقل 8 حالات (75%) من المركز إلى المستشفى، وفي عموم المرضى بالمركز كانت هناك أعراض كثيرة التكرار لاضطراب الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والقيء لدى عدد كبير من المرضى، لكن معظمهم لم يحتاجوا إلى النقل إلى المستشفى، وقد تكون هذه الأعراض لأسباب تتعلق بالغذاء.

وقال الهاشمي: كان السؤال الذي طرحناه، هل تؤدي هذه الملاحظات إلى استنتاج مفاده أن الأكسجين منخفض التدفق الطرفي فعال في حالات (كوفيد-19)، مع الحالات الطبية المصاحبة للمرض، وهل تحليل غازات الدم الشرياني في هؤلاء المرضى يعطينا فكرة عن حالة الأكسجين لديهم، وهل المزيد من العلاج بالأكسجين منخفض التدفق سيساعدهم؟

وأضاف أن معظم المرضى بكورونا الشباب في المركز، الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة ولا يعانون أمراضاً مصاحبة، كانت الأعراض التنفسية لديهم تساوي (صفراً)، حيث كانت دورة المرض صامتة بشكل كامل، وأمضوا فترة العزل (14 يوماً) كاملة دون شكوى واحدة، والمثير للدهشة أن البعض منهم شكك في تشخيص إصابته بـ(كوفيد-19).

وأشار إلى أن من بين 2800 حالة كانت معزولة في المركز، تم إخراج 1200 حالة (42%) إلى الحجر الصحي المنزلي، وهذا مؤشر لأن مراكز العزل يجب أن تكون فقط للذين يعانون من أمراض طبية مصاحبة، ويجب أن يبقى الشباب المصابون في عزلة منزلية، ما يقلل من العبء الاقتصادي على النفقات الطبية.

ونوه الهاشمي بأن خطر انتقال فيروس (كوفيد-19) بين مقدمي الرعاية الصحية والمرضى، أعلى لأولئك الذين يرون ويختبرون المرضى لأول مرة، مقارنة بأولئك الذين يتابعون المرضى في الأجنحة المخصصة للمرضى بالفيروس، حيث لم يأتِ اختبار أي من فريق جناح مرضى (كوفيد-19) إيجابياً حتى الآن، ولكن تم اختبار عدد كبير من الأطباء بشكل إيجابي لأنهم كانوا أول من تعرضوا للمرضى.

وذكر الهاشمي أفضل التدابير الوقائية التي نفذها بنفسه بأنها: الحفاظ على المسافة الاجتماعية، البقاء في المنزل، تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين، ارتداء الكمامة، وغسل اليدين بانتظام.