الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«لجنة إدارة حالات كورونا» تقول كلمتها بشأن استخدام هيدروكسي كلوروكين

«لجنة إدارة حالات كورونا» تقول كلمتها بشأن استخدام هيدروكسي كلوروكين

قررت اللجنة الوطنية لإدارة حالات كوفيد-19، استبعاد عقار (هيدروكسي كلوروكين) من بروتوكول علاج أصحاب الحالات الحرجة من المرضى المصابين بالفيروس، كما أدخلت اللجنة تعديلات تتعلق بتعريف الحالات مؤكدة الإصابة، وعوامل الخطورة لدى بعض الفئات.

وكشف دليل المبادئ التوجيهية الوطنية للإدارة السريرية والعلاج من كوفيد-19 المحدث، في نسخته الرابعة، والذي حصلت «الرؤية» على نسخة منه، استبعاد دواء هيدروكسي كلوروكين من بروتوكول العلاج بالنسبة للمصابين بكوفيد-19 الذين يعانون من التهاب رئوي حاد وحالتهم حرجة لمدة 10 أيام، وهي أقصى درجات الإصابة في الدليل.

ونص البروتوكول العلاجي الخاص بهذه الحالات على علاج هذه النوعية من الحالات بـ3 أشكال، الشكل الأول هو: إعطاء (فافيبرافير 1600 ملغم) جرعتين يومياً لمدة يومين فقط، ثم (فافيبيرافير 600 ملغم) مرتين يومياً، إضافة إلى (كاموستات 200 ملغم) 3 مرات يومياً، ويمكن إعطاء إنترفيرون (معزز للمناعة) مع البخار لمدة 5 أيام، ومنعت الجهات الصحية استخدام إنترفيرون من نوع (Pegasys).

ويتمثل الشكل الثاني بأن يكون البروتوكول العلاجي لمرضى الحالات الحرجة، (لوبينافير، ريتونافير 200/50 ملغم) قرصين مرتين يومياً، إضافة إلى (ريبافيرين 400 ملغم) مرتين يومياً لمدة 7 أيام، إضافة إلى إنترفيرون عن طريق البخار.

أما الشكل الثالث، فيتضمن إعطاء ريمديسفير 200 ملغم في الوريد في اليوم الأول ثم ريمديسفير 100 ملغم يومياً.

وأشار بروتكول العلاج إلى أنه بالنسبة لمرضى الرعاية المركزة يجب إعطائهم المضادات الحيوية التجريبية إذا تم الاشتباه في الإصابة بعدوى بكتيرية وفقاً لبروتوكول أو إرشادات كل مستشفى على حدة.

ونص بروتوكول علاج الحالات الحرجة على إعطاء دواء توسيلزوماب في حالات(Cytokine storm) ، ويمكن إعطاء بلازما المتعافين لمرضى الحالات الحرجة، ومنعت اللجنة استخدام ريبافيرين في بعض الحالات وهي: المرضى الذين لديهم حساسية لهذا الدواء، والحوامل، والمرضى الذين لديهم زوجات حوامل، أو الاستخدام المتزامن مع عقار ديدانوزين، أو من يعانون من الالتهاب الكبدي المناعي، أو الفشل الكبدي المميت، والتهاب البنكرياس، ومرضى الثلاسيميا، ومرضى أنيميا الخلايا المنجلية، أو من يعانون من قصور كلوي من الدرجة الرابعة أو الخامسة.

ونص البروتوكول على إضافة حالة «المصاب المحتمل» بكوفيد-19، إلى تعريف الحالات المدرجة في الدليل، وهو الشخص الذي لديه تشخيص سريري وإشعاعي متوافق مع عدوى كوفيد-19، في انتظار نتيجة فحص تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) السلبية التي تم جمعها من مواقع مختلفة بدون دليل ميكروبيولوجي على مسببات معدية أخرى، بعدما كان تعريف الحالة في البروتوكول القديم يقتصر على «المشتبه بإصابته» و«المصاب المؤكد» فقط.

كما أضيف تعريف أن الإصابة المؤكدة هي إيجابية اختبار (PCR) أو إيجابية فحص اختبار (Ag) بواسطة مختبر معتمد، واختبار Ag هو فحص البروتين الموجود على سطح الفيروس، ويتم هذا الفحص بواسطة وسيلة طبية خلال 30 دقيقة في بعض الدول، وكانت الفحوصات المعتمدة لتأكيد الإصابة في الدليل القديم تقتصر على فحص (PCR) فقط.

وأضافت اللجنة الأشخاص المصابين بالسمنة إلى الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات كوفيد-19، وهم الأشخاص الذين يرتفع مؤشر كتلة الجسم لديهم لأكثر من 30، وإذا لم تكن هناك إمكانية لقياس طول الشخص لتحديد مؤشر الكتلة، يمكن اعتبار المرضى الذين يزيد وزنهم عن 100 كغ ضمن الأكثر عرضة لمضاعفات كورونا.

وأكد الدليل على عدم إعطاء الحوامل المصابات بكورونا (فافيبيرافير وريبافيرين)، حيث إن الحمل يتعارض مع تناول هذه الأدوية، كما يجب التحقق من قسم معلومات سلامة الأدوية بخصوص فافيبيرافير وريبافيرين قبل وصف أي من هذه الأدوية للمرضى الذكور الذين تكون شريكتهم حاملاً بالفعل أو يمكن أن تكون حاملاً خلال 7 أيام بعد نهاية العلاج مع فافيبيرافير، أو خلال 6 أشهر بعد نهاية العلاج بالريبافيرين.

بروتوكول علاج البالغين

وأضاف الدليل تحذيراً وصفه بـ«المهم» فيما يتعلق بالكلوروكوين، حيث إنه قد يسبب عدم انتظام ضربات القلب وارتجاف البطين وتوقف القلب في بعض الحالات، لذلك يجب فحص قلب المريض قبل بدء إعطائه الكلوروكوين، وعدم إعطاء أي دواء آخر للمريض قد يسبب عدم انتظام ضربات القلب إلا بعد 3 إلى 5 أيام من إيقاف الكلوروكوين، وكذلك بعد 6-8 أسابيع من إيقاف هيدروكسي كلوروكوين.

وشدَّد الدليل على عدم استخدام أدوية كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين للمرضى قبل فترة 3-5 أيام على الأقل بعد التوقف عن استخدام أزيثروميسين، وإن لم يكن ذلك ممكناً، يجب القيام بمراقبة صارمة لتخطيط القلب وحالة المريض.

وأكَّدت اللجنة الوطنية لإدارة حالات كوفيد-19 على تجنب استخدام هيدروكسي كلوروكين أو الكلوروكين بشكل متزامن أو في غضون 8-10 أسابيع من إيقاف دواء (أميودارون) لأن فعالية هذا الدواء طويلة جداً (متوسط ​​58 يوماً)، وكذلك عدم إعطاء دواء (أميودارون) خلال 6-8 أسابيع من إيقاف هيدروكسي كلوروكين إذا كان ذلك ممكناً.

وأشار الدليل إلى أن إعطاء جرعات بسيطة من مضادات الالتهابات السترويدية (الكورتيزونية)، في مرحلة مبكرة من المرض، يمكن أن يجدي نفعاً في بعض المرضى، خصوصاً في حالات الالتهاب الرئوي المعتدل والشديد، ويتم تقييم كل حالة على حدة بواسطة فريق الرعاية الصحية الأولية، اعتماداً على تقييم المخاطر مقابل الفوائد.

ولفت الدليل إلى إمكانية اللجوء إلى الفيتامينات المتعددة والمكملات الغذائية، حيث يمكن إعطاء فيتامين سي 1000 مرتين يومياً، وفيتامين (د 50000) وحدة مرة واحدة أسبوعياً ولمدة أسبوعين، ويمكن إعطاء الزنك 50 ملغم مرة واحدة يومياً لمدة 5 إلى 7 أيام للمرضى الذين يتناولون الهيدروكسي كلوروكوين.

من جانبه، فسر استشاري ورئيس قسم العناية المركزة في المستشفى الأمريكي بدبي، الدكتور مازن زويهد، سبب وقف إعطاء الهيدروكسي كلوروكين لمرضى الحالات الحرجة بكورونا، قائلاً: إن الآثار الجانبية لهذا الدواء خطيرة وأثبت عدم فعاليته في علاج أي فيروسات.

وأشار إلى أن معظم الدراسات أثبتت عدم فعالية هذا الدواء عند إعطائه بجرعات خفيفة، وخطورته على القلب عند إعطائه بجرعات كبيرة، حيث يؤدي إلى رجفان القلب وهبوط الضغط، وهو ما يؤدي إلى حتمية إجراء تخطيط للقلب للمرضى قبل بدء العلاج وتكراره كل 3 أيام.

وأوضح أن الفرضية التي تم وضعها عند اقتراح العلاج بهذا الدواء كانت أنه يمنع تفتت جدار الخلية عندما يلتصق الفيروس به، حيث إن فيروس كورونا يلتصق بمستقبلات في جدار الخلية لكي يتمكن من الدخول إليها مصطحباً جزءاً من هذا الجدار على شكل كرات، ويحد هذا الدواء من هذه المشكلة، حيث يحول جدار الخلية إلى وسط حمضي بدلاً من القلوي.

وأوضح استشاري الرعاية المركزة الدكتور أشرف الحوفي، أن إعطاء أي دواء يتوقف على قياس الفوائد مقابل الآثار الجانبية، والدراسات أثبتت أن عقار الهيدروكسي كلوروكين ليس له فائدة لعلاج الحالات الحرجة والالتهاب الرئوي الشديد عندما يكون المريض ماكثاً على جهاز التنفس الصناعي، ويؤدي إلى احتمالية حدوث مضاعفات لديهم.