الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

رعاية اجتماعية ونفسية للأطفال المتأثرين بـ(كوفيد-19) وأسرهم في دبي

أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي مبادرة تركز على الخدمات الترفيهية المقدمة للأطفال المتعافين من (كوفيد-19) والموجودين في الحجر الصحي، وذلك في إطار اهتمام الهيئة بدعم الأطفال سواء خلال فترة العزل أو الحجر، ومساعدتهم على اجتياز المصاعب المرتبطة بهذه الفترة وإدخال السعادة إلى نفوسهم، بما يمنحهم الإرادة الصلبة والعزيمة القوية للتغلب على هذا الوضع المؤقت، انسجاماً مع رؤيتها في تطوير قطاع اجتماعي يواكب طموحات حكومة دبي لتحقيق التنمية المستدامة من أجل مجتمع سعيد ومتلاحم.

ومثلت الرؤية الاستشرافية لحكومة دبي نموذجاً مُلهِماً لدول العالم نحو المستقبل وجودة الخدمات الصحية المقدمة لمصابي فيروس (كوفيد-19) خلال فترة الحجر الصحي الإلزامي، وذلك من حيث جودة وشمولية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، ورقي التعامل مع الاحتياجات المتنوعة لمختلف فئات المجتمع ولا سيما للأطفال وأسرهم، في ظل الظروف المصاحبة لأزمة فيروس كورونا المستجد.

وأشار المدير العام لهيئة تنمية المجتمع بدبي أحمد جلفار، إلى أن الأطفال من الشرائح الهشة والأكثر عرضة للتأثر بالظروف والمتغيرات المحيطة، الأمر الذي يجعلهم معرضين للاضطرابات ومشاعر قلق في ظروف العزل وحالات الإصابة أو حتى في حالات الحجر الاحترازي.


وأكد أهمية عدم إغفال الرعاية النفسية لهم بهذه الظروف، وضرورة إحاطتهم بأجواء من المرح والفعاليات الإيجابية التي من شأنها إدخال البهجة على نفوسهم، لكسر حالة القلق أو المخاوف التي قد تنشأ لديهم بسبب هذه الظروف.


وقال جلفار: تولي قيادتنا الرشيدة أهمية خاصة لحماية الطفل وضمان تنشئته في أفضل الظروف وإيجاد حلول لمختلف التحديات التي قد تواجه نموه بالشكل الأمثل وبلوغه لأقصى طاقاته، ومن هنا تشكل هذه المبادرة خطوة هامة لمعالجة الأثر النفسي للمرض على الأطفال ومحو أي مشاعر سلبية لديهم تجاه هذه التجربة.

وتابع أن الانتشار المفاجئ لجائحة كورونا حول العالم وما أحاط به من إجراءات احترازية وتغيرات على مستوى المجتمع والأسر والحجر المنزلي، تسبب في عبء نفسي على جميع أفراد المجتمع بكل فئاتهم وأعمارهم، ولا شك أن الأطفال كان لهم نصيب من هذا القلق خاصة وأنهم غير قادرين على تفسير هذه التغيرات.

ولفت جلفاز إلى أن المبادرة تشكل خطوة سريعة للتعامل مع القلق والتوتر النفسي الذي تعرض له الأطفال، لا سيما من أصيب منهم بالفيروس وتم عزله، إيماناً بأهمية أن يواكب التأهيل النفسي العلاج الدوائي للمرض، وضرورة أن يعود الأطفال لحياتهم الطبيعية بصحة جيدة متجاوزين هذه المرحلة بقوة وتماسك.

نموذج مجتمعي ريادي

وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم من تبعات أزمة تفشي فيروس كورونا المُستجد، قدمت دبي نموذجا ريادياً في معالجة الأزمة بكل أبعادها بما في ذلك البعد الاجتماعي والنفسي، من خلال العمل على تحقيق أفضل مستويات الرخاء المجتمعي لكل من يعيش على أرضها من مواطنين ومقيمين تجسيداً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة الاهتمام بالبعد الاجتماعي خلال هذه المرحلة الاستثنائية، وتوفير جميع أوجه الدعم الممكنة للمجتمع بكل مكوناته لتخطي مختلف تداعياتها سواء الصحية أو الاقتصادية وكذلك الاجتماعية.

وتمكنت دبي من التخفيف بصورة كبيرة من الأثر النفسي للموقف الراهن في إطار محكم من الإجراءات الوقائية والمحافظة على جودة الخدمات الطبية المقدمة لأفراد المجتمع، حرصاً على الاهتمام بصحة الأطفال وتخفيف العبء النفسي عليهم وأسرهم سواء قبل فترة العزل الصحي من خلال إرسال المختصين بإجراء اختبار كوفيد-19 إلى منزل العائلة بعيداً عن عناء الذهاب للعيادات أو المراكز الصحية، أو بعد تأكيد الإصابة للحالات المشتبه بها أو المتوسطة، حيث وفرت لهم الإمارة اختيارات ملائمة للعزل الصحي في فنادق ومبان مهيأة للمحافظة على الجو الأسري، وبمساحات وخدمات تؤمن للأسرة الراحة والاطمئنان وممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية العائلية، إلى جانب تأمين مختلف الوسائل والأدوات المعنية باستمرار تعلم الأطفال عن بعد خلال فترة العزل التي تمتد 14 يوماً.

حرصت هيئة تنمية المجتمع في دبي عبر العديد من المبادرات على الاحتفاء بالمناسبات الشخصية وأعياد الميلاد للأطفال الموجودين بالمنشآت الصحية، وتوزيع الهدايا لهم في أجواء عائلية، تجسيداً لأواصر التكافل والتضامن وتحقيقاً للتماسك والتلاحم المجتمعي، وحرصاً على رفع المعنويات وتعزيز الإيجابية والطمأنينة لديهم، وذلك انسجاماً مع حقوق الطفل المكفولة في قوانين الدولة وإعطاء هذه الفئة أولوية الحماية والرعاية والإغاثة والتوجيه بحالات الطوارئ، ومواكبة لتوجهات الدولة من ناحية أخرى لضمان جودة الحياة لكل أفرادها.

وبالنسبة للحالات ذات الأعراض الشديدة أو الحرجة، تمكنت مستشفيات الإمارة أيضاً من توفير الخدمات اللازمة، مع مراعاة احتياجات الأسر والحاجة لإبقاء الأمهات مع صغار الأطفال، وتوفير كل سبل الترفيه والرعاية لهم خلال فترة الاستشفاء.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

ومنحت خطة دبي الاستراتيجية 2021، أولوية خاصة للقطاع الاجتماعي، حيث ترسخ مختلف مبادرات هيئة تنمية المجتمع بدبي مبدأ إسعاد أفراد المجتمع وتحسين جودة حياتهم في سعي مستمر لتحقيق تطلعاتهم، وتعمل الهيئة وبشكل مستمر كجزء من سعيها لاستشراف المستقبل على تطوير سياسات لحماية حقوق الفئات الأكثر عرضة للخطر، ككبار السن، وذوي الإعاقة، والأطفال.