الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«صحة دبي» تكشف عن حالة التهاب حاد للنخاع بسبب الإصابة بكورونا

«صحة دبي» تكشف عن حالة التهاب حاد للنخاع بسبب الإصابة بكورونا

هيئة الصحة بدبي

كشف أطباء في هيئة الصحة بدبي، عن حالة إصابة بالالتهاب الحاد للنخاع، كمضاعفات عصبية لكوفيد-19، مؤكدين أنه في حالة الوباء الحالية، يجب اعتبار كوفيد-19 تشخيصاً تفاضلياً في المرضى الذين يعانون من فقدان الوعي، أو الترنح، أو التشنجات، أو حالة الصرع، أو التهاب الدماغ، أو التهاب النخاع، أو التهاب الأعصاب، من أجل العلاج السليم.

وأجرى 7 أطباء متخصصون في الأشعة في هيئة الصحة بدبي، وهم: رئيس قسم الأشعة بمستشفى راشد أسامة البستكي، ودانة النعيمي، وريم الكتبي، ومنى الملا، ونوف الطلاي، ومحمد سمير، ونافين كومار، دراسة لحالة مريض آسيوي كشفت عن هذه النتائج بعد إجراء كثير من الفحوصات.

وقال الأطباء إنه خلال الفاشية الأخيرة لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس التاج التاجي SARS-CoV-2، هناك مخاوف متزايدة بشأن المضاعفات العصبية لكوفيد-19 التي قد تحدث الحمى والصداع وفقد حاسة الشم في وقت مبكر أثناء دورة المرض، وقد تحدث مشكلات عصبية أخرى مثل التهاب الدماغ في مراحل لاحقة.

وأبلغ الأطباء عن حالة «التهاب النخاع الحاد في مريض إيجابي لكوفيد-19 يبلغ من العمر 32 عاماً، والذي كانت لديه على مدى يومين سابقين أعراض شبيهة بالإنفلونزا ثم بدأ الشلل النصفي المفاجئ واحتباس البول»، مضيفين أن «الإصابة كانت غير مشخصة، ولا يزال السبب في المرض وراء هذا المظهر غير مفهوم بالكامل، ومع ذلك، كان التفكير في التشخيص التفريقي الواسع النطاق لالتهاب النخاع الحاد، والعمل السريري والتشخيصي السريع أمراً حاسماً لاستبعاد الأسباب الأخرى».

وذكر تقرير حالة المريض أنه كان يتمتع بصحة جيدة سابقاً، ووصل إلى قسم الطوارئ يشكو لمدة يوم واحد من ظهور مفاجئ لضعف الأطراف السفلية الثنائي، وصعوبة الجلوس، والتبول، لاحظ هذه الأعراض عند الاستيقاظ من النوم في الصباح، لم يكن هناك عجز حسي ولا ضعف في الأطراف العلوية أو آلام في الظهر، ولكن تضمّن الضعف الأطراف السفلية بأكملها بشكل متساوٍ.

وقد سبقت هذه الأعراض تاريخ لمدة يومين من الحمى الشديدة والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا، والتي لم تكن مرتبطة بضيق التنفس أو السعال وتمت إدارتها في العيادة الخارجية، ونفى المريض أي تاريخ من الصدمات أو الحوادث أو أشياء مشابهة، ولم يكن هناك تاريخ طبي أو جراحي كبير، وكان تاريخ العائلة سلبياً لأي اضطرابات عصبية.

وفي الفحص البدني، كان المريض مستقراً، ويقظاً ومنتبهاً إلى الزمان والمكان والأشخاص، وكان الأطباء يسمعون صوت صدره واضحاً، وكذلك أصوات القلب S1 وS2 كانت طبيعية، كان البطن ليناً مع وجود مثانة بولية منتفخة واضحة، لم تكن هناك علامات على الجلد أو مشكلات في المفاصل.

كما كشف الفحص العصبي عن ثبوت سلامة الأعصاب القحفية والجهاز الحسي، والعضلات كانت طبيعية في الأطراف العلوية، مع انخفاض ضغط الدم في الطرفين السفليين، وكانت قوة العضلات في الأطراف العلوية القريبة 5/5 وفي البعيدة 3-4 / 5 بينما في عضلات الأطراف السفلية كانت القوة 0/5 في جميع مجموعات العضلات، كان هناك أيضاً ضعف في الجذع دون إصابة عضلات الرقبة، وكانت ردود الفعل 2+ في الأطراف العلوية و1+ في الأطراف السفلية، تم إدخال قسطرة بولية في قسم الطوارئ، وتم تصريف حوالي 1.5 لتر من البول.

وتم إدخال المريض إلى المستشفى كحالة يشتبه في إصابتها بالتهاب النخاع الحاد لمزيد من الفحص والإدارة، وتم إجراء أشعة سينية للصدر في المنظر الأمامي وكانت طبيعية دون وجود دليل على الدمج أو الانصباب الجنبي أو تضخم القلب.

وأوضحت الدراسة أن النتائج المعملية أظهرت عدد خلايا الدم البيضاء طبيعية، فيما كانت علامات الالتهاب مرتفعة (بروتين سي التفاعلي (42 مل / لتر) ومع ذلك، كان معدل ترسيب كريات الدم الحمراء طبيعياً.

وأشارت الدراسة إلى أن نتيجة فحص المسحة الأنفية للمريض كانت إيجابية بكورونا، وتم فحص العديد من الفيروسات الأخرى وكانت نتيجتها سلبية، وكانت الأمصال أو المضادات في الدم للفيروسات الأخرى سلبية، ما يعني أنه ليس مصاباً بفيروسات أخرى سابقاً أو حالياً، وأعطت البكتيريا المرتبطة بالتهاب النخاع الحاد مثل: المتدثرة الرئوية، بورديتيلا السعال الديكي، الميكوبلازما الالتهاب الرئوي، وأضداد بوريليا، نتائج سلبية أيضاً.

وتم إجراء تصوير رنين مغناطيسي عاجل محسّن للجادولينيوم للعمود الفقري بأكمله، والذي كشف عن إشارة مفرطة منتشرة واسعة النطاق تنطوي في الغالب على المادة الرمادية في مناطق الظهرية والقطنية من الحبل الشوكي، كما لوحظ تضخم خفيف وتورم في الحبل العنقي.

وكانت النتائج توحي بوجود التهاب النخاع الحاد المحتمل كضرر مباشر أو تتابعات لعملية ما بعد العدوى من فيروس كوفيد-19، حيث تم استبعاد جميع الفيروسات والاضطرابات المناعية الشائعة الأخرى، وكان نقص تروية النخاع الشوكي أو الاحتشاء أقل احتمالاً بالنسبة لنتائج التصوير بالرنين المغناطيسي.

وبعد يوم واحد من دخول المريض أصبح تسارع القلب واقعاً، وتم إجراء تصوير الأوعية المقطعية الرئوية لاستبعاد الانسداد الرئوي، لكنها كشفت عن خلل ملء انسداد الفروع القاعدية الخلفية والجانبية من الشريان الرئوي السفلي الأيمن وخثرة جزئية في الشريان بين الفصيص الأيمن وفي الفروع القطعية من الفص السفلي الأيسر.

بعد ذلك بوقت قصير تحسنت الحالة العامة للمريض واستقرت وظائف جسمه، كما عاد الكرياتين لمستواه الطبيعي، ولوحظ تحسن ملحوظ في عجزه العصبي على مدى 5 أيام من العلاج مع ميثيل بريدنيزولون الرابع، واستعادة القوة في الطرف العلوي والأطراف السفلية الثنائية.

وذكر نقاش الأطباء في دراستهم حول هذه الحالة أن الأعراض السريرية لكوفيد-19 ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتهاب الجهاز التنفسي مع أكثر الأعراض شيوعاً، بما في ذلك حمى الدرجة العالية (98٪) والسعال (76٪)، والتي يمكن أن تتعقد بسرعة بسبب ضيق التنفس الحاد، ومن المفترض أن تكون هذه الحالات مرتبطة بعاصفة سيتوكين مع الإفراط في إنتاج السيتوكينات الالتهابية المسببة للاستجابة المبكرة، وهناك خطر متزايد من فرط نفاذية الأوعية الدموية، والفشل متعدد الأعضاء، وفي النهاية الموت لهؤلاء المرضى.

وأوضح الأطباء أن هناك أيضاً اختلالاً في التوازن بين التخثر ومضاد التخثر، ما يزيد من خطر الإصابة بتجلط الدم الدقيق وينتج التخثر داخل الأوعية الدموية، وهكذا كما هو الحال مع المريض، فإن الصمات الرئوية أكثر انتشاراً.

وقال الأطباء إنه في الآونة الأخيرة، وصفت بعض الدراسات المضاعفات العصبية المرتبطة بكوفيد-19، في الصين أبلغت دراسة عن أعراض عصبية مرتبطة بـكوفيد-19 تشمل كل من الجهاز العصبي المركزي (CNS) والجهاز العصبي المحيطي (PNS) في 214 مريضاً.

وكان الصداع والدوار وضعف الوعي والترنح ومرض الأوعية الدماغية الحادة والصرع من الحالات الأكثر شيوعاً من التتابعات العصبية لكوفيد-19، وكانت أعراض الجهاز العصبي المركزي أكثر شيوعاً في المرضى الأكثر حدة.

وأشار الأطباء إلى أنه لم يُفهم حتى الآن كيف تسبب كورونا في هذه الأعراض لهذا المريض، لكن هناك دليل قوي يشير إلى أن فيروس كوفيد-19 يستخدم إنزيم تحويل الأنجيوتنسين2 (ACE2) كمستقبله للتفاعل مع الخلايا المضيفة، ويستند هذا الدليل إلى التحليلات الهيكلية المكثفة السابقة لـفيروس سارس كوف2، التي أظهرت تفاعلات بينه وبين مستقبلات ACE2.

ولفت الأطباء إلى أنه يفترض أيضاً أن الفيروس يمكن أن ينتشر في الجهاز العصبي من خلال اللمبة الشمية التي تربط فيها الخلايا العصبية الحسية تجويف الأنف بالجهاز العصبي المركزي عن طريق المحاور العصبية، والتي تنتهي في اللمبة الشمية ويمر من خلال لوحة cribriform، ويجب أن يؤخذ هذا المسار في الاعتبار في حالات المرحلة المبكرة للمصابين بكوفيد-19، علاوة على ذلك، في المراحل المتقدمة من المرض، يمكن أن تكون العلامات والأعراض العصبية التي لوحظت في حالات كورونا ناتجة عن آثار نقص الأكسجة والحماض التنفسي والاستقلابي.

واختتم الأطباء دراستهم قائلين: ارتبط كوفيد-19 بالعديد من المضاعفات العصبية، وقدمنا ​​حالة التهاب النخاع الحاد كمضاعفات عصبية لعدوى هذا الفيروس، تم قبولها في المستشفى مع الشلل النصفي واحتباس البول، وتحسن المريض في نهاية المطاف واستعاد الوظائف الحركية، وفي حالة الوباء الحالية، يجب اعتبار كوفيد-19 تشخيصاً تفاضلياً في المرضى الذين يعانون من فقدان الوعي، أو الترنح، أو التشنجات، أو حالة الصرع، أو التهاب الدماغ، أو التهاب النخاع، أو التهاب الأعصاب.