الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

القلب الكبير تخصص 500 ألف دولار لدعم اللاجئين خلال جائحة «كوفيد-19»

القلب الكبير تخصص 500 ألف دولار لدعم اللاجئين خلال جائحة «كوفيد-19»

خصصت «القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، نصف مليون دولار من تبرعات حملة «دعمك لهم مسافة أمانهم» لتنفيذ المرحلة الأولى من أهداف الحملة الرامية إلى تعزيز خدمات الرعاية الصحية المقدمة للاجئين والنازحين في 5 دول عربية وأجنبية تشمل: الأردن، وفلسطين، ولبنان، وبنغلاديش، وكينيا.

وجاءت المبالغ التي جمعتها الحملة نتيجة تبرعات ومساهمات خيرية قدمها أفراد ومؤسسات من جميع أنحاء العالم، كان أبرزها شركة الاستدامة الإماراتية بيئة ومؤسسة الشارقة الوطنية للنفط ومدينة الشارقة للإعلام (شمس) ومطار الشارقة وجمعية الشارقة التعاونية.

وقدمت «القلب الكبير» 100 ألف دولار لشركائها المحليين في كل دولة من الدول الخمس، بهدف تزويد مخيمات اللاجئين بمعدات ولوازم الوقاية الشخصية، وأدوات ومعدات التعقيم للمستشفيات والعيادات وأماكن السكن والمرافق العامة، وتدعيم منظومة الرعاية الصحية بالأدوية والأجهزة الطبية المتخصصة واللوازم المخبرية، إلى جانب تدريب الطواقم الطبية على آليات الاستجابة للأزمات الصحية وانتشار الأوبئة.

أما على النطاق المحلي فقدمت المؤسسة مساعدات تحقق الأمن الغذائي لنحو 660 عائلة و1400 عامل ممن تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وجاءت حملة «دعمك لهم مسافة أمانهم» بعد الدعوة التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في أبريل الماضي، للتضامن والتعاون بين المجتمعات والمؤسسات للحد من الآثار السلبية المحتملة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على مناطق تجمعات اللاجئين والنازحين وضحايا الصراعات والأزمات حول العالم.

وحول أهداف الحملة وتوجيه التبرعات لمناطق تجمعات اللاجئين والنازحين، قالت مديرة مؤسسة القلب الكبير مريم الحمادي: تعاني تجمعات اللاجئين والنازحين من ضعف البنى التحتية وأنظمة الرعاية الصحية، وصعوبة الوصول إلى الموارد، واكتظاظ المخيمات، ما يهدد الصحة العامة للاجئين والنازحين ويستوجب بذل كافة الجهود لضمان حصولهم على سبل الوقاية الصحية اللازمة.

وأضافت الحمادي: حرصنا من خلال هذه المرحلة من الحملة على توفير كل ما يلزم من سبل الوقاية والرعاية الصحية في مخيمات اللاجئين، بدءاً من مستلزمات العناية الشخصية وصولاً إلى تدريب الطواقم الطبية وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية، فنحن نعتبر أن أهم عامل في الانتصار على الفيروس وحماية اللاجئين من الإصابة بالعدوى هو الانتباه للتفاصيل الصغيرة وتوفير الاحتياجات التي قد تبدو عادية وبسيطة، ولكنها مهمة جداً لدرجة أنها قد تشكل الفارق أحياناً بين الحياة والموت.

وأشادت الحمادي بالاستجابة العاجلة والواسعة من الأفراد والمؤسسات الذين قدموا التبرعات للحملة، وأوضحت أن «القلب الكبير» تواكب مستجدات الأوضاع الصحية في العالم بشكل عام وفي المجتمعات التي تعاني تحديات خاصة في مواجهة انتشار «فيروس كورونا»، وذلك بهدف وضع برنامج المرحلة الثانية من الحملة بالتنسيق مع شركائها الإقليمين والعالميين.

توفير اللوازم الطبية لمخيمات كينيا

واستهدفت حملة مؤسسة القلب الكبير مخيم كاكوما ومخيم داداب في كينيا، اللذين يعدان من أكبر مخيمات اللاجئين في القارة الأفريقية، وسيستفيد المخيمان من تمويل «مؤسسة القلب الكبير» بمبلغ 100 ألف دولار لتوفير معدات الوقاية الشخصيّة واللوازم الطبية الأساسية، بالإضافة إلى الدعم والتدريب في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها فضلاً عن تعزيز خدمات الرعاية الصحية لكافة المقيمين في المخيمين.

وتتولى «لجنة الإنقاذ الدولية»، المنظمة غير الحكومية المعنية بالمساعدات الإنسانية العالمية والإغاثة والتنمية التي تدعم تجمعات اللاجئين في كينيا منذ عام 1992، مهمة ضمان توفير معدات الوقاية الشخصية المناسبة في مخيمي داداب وكاكوما المكتظين باللاجئين على مدى 6 أشهر، وتشمل تلك المعدات القفازات وأقنعة الوجه، والنظارات، والألبسة الواقية، بالإضافة إلى تجهيز وحدات العزل داخل المخيمين بالمعدات الطبية المخصصة للتشخيص بهدف تعزيز قدرتها على كشف الفيروس والعناية بالمصابين.

كما تستفيد طواقم الرعاية الصحية في المخيمين، التي تضم نحو 170 عاملاً، و250 موظفاً، و32 من قادة المجتمع المحلي، و25 من القيادات الدينية، من مشروع مؤسسة القلب الكبير الذي يزود 1900 لاجئ في المخيمين بالمعلومات الطبية التوعوية اللازمة.

التركيز على المياه والمرافق الصحيّة في مخيمات ببنغلاديش

يبلغ عدد المستفيدين بشكل مباشر من جهود مؤسسة القلب الكبير لمواجهة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في بنغلاديش أكثر من 30 ألف شخص بمن فيهم طواقم الرعاية الصحيّة، فيما يبلغ عدد المستفيدين بشكل غير مباشر أكثر من 120 ألف شخص، حيث تسعى المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة بيني أبييل (penny appeal)لتعزيز قدرة مؤسسات ومراكز الصحة العامة على الاستجابة للأزمات من خلال توفير الإمدادات الطبية والمياه، والخدمات الصحية ومستلزمات النظافة الشخصية للمرافق الصحية المتواجدة في مخيمات لاجئي الروهينغا والقرى والمجتمعات والمدن المضيفة المحيطة بها في مقاطعة كوكس بازار.

تعزيز تدابير الرعاية الصحية للاجئين في لبنان

أما لبنان الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه في العالم، فسيمكنه تمويل مؤسسة القلب الكبير من تلبية احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 1000 طفل لاجئ وعائلاتهم، تحت رعاية منظمة «أنقذوا الأطفال العالمية» التي تحرص على الاستجابة للاحتياجات التنموية الطارئة للأطفال واليافعين والشباب وعائلاتهم في الدولة منذ أكثر من 6 عقود.

كما يسهم التمويل بتلبية احتياجات موظفي منظمة «أنقذوا الأطفال العالمية» وشركائها فيما يتعلق بمستلزمات الوقاية الشخصية، ولتحقيق أهداف المشروع الذي يمتد على مدى شهرين ويسعى للتركيز على حماية الصحة العقلية للأطفال الصغار وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم، حيث ستوزع المنظمة 150 حقيبة «سعادة الطفل» على العائلات المحتاجة.

وتحتوي حقيبة «سعادة الطفل» على موارد ترفيهية تقدّم أنشطة متنوعة للأطفال أثناء وجودهم في المنزل، تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال الرسم والأنشطة الأخرى، لتخفيف الضغط النفسي عليهم. وسيتم توزيع الحقيبة على الأطفال الذين يتواجد أحد أفراد أسرتهم في الحجر الصحي.

دعم حلول الحماية الطارئة للاجئين في الأردن

وتسعى مؤسسة القلب الكبير بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتوفير الرعاية الصحية وحلول الحماية الطارئة للاجئين على مدى 6 أشهر لنحو 125 ألف لاجئ تأثروا بتداعيات الوباء في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن.

لحمايتهم من المخاطر التي يشكلها الوباء، ستستخدم المفوضية دعم مؤسسة القلب الكبير لحماية اللاجئين الذين يعانون من نقص في الاحتياجات الصحية أساسية من خلال تعزيز وصولهم إلى الإحالات الصحية، حيث سيتم تقديم العلاج في حالات الطوارئ لإنقاذ أرواح المحتاجين.

تعزيز إجراءات الوقاية في غزة

وفي قطاع غزة بفلسطين المحتلة، حرصت «مؤسسة القلب الكبير» على التعاون مع «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) لشراء مواد ومستلزمات طبية وقائية تشمل 100 ألف قناع، و20 ألف رداء طبي، بالإضافة إلى مواد التعقيم للمنازل والمؤسسات والمرافق العامة.

وتساعد هذه التدابير والإجراءات الوقائية موظفي وكالة الأونروا وكوادرها الطبية في الصفوف الأولى الذين يتواصلون بشكل مباشر مع نحو 3000 مستفيد، بالإضافة إلى توفير الأقنعة لـ100 ألف مريض ممن يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي خلال مراجعاتهم في المراكز الطبية والصحية التابعة للأونروا.

ومع مواصلة العالم لجهوده في التصدي لوباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، يواجه النازحون واللاجئون في جميع أنحاء العالم مخاطر صحية غير مسبوقة، بدءاً من عدم قدرتهم على الوصول إلى مرافق الصحة والنظافة الأساسية، وانتهاءً بصعوبة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتقيّد بتدابير التباعد الجسدي في المخيمات المكتظة باللاجئين.

وتدعو مؤسسة القلب الكبير كافة المؤسسات والجهات والمنظمات والأفراد لدعم حملة «دعمك لهم مسافة أمانهم» على الموقع الرسمي للمؤسسة: www.tbhf.ae.، لمساعدة اللاجئين على تجاوز هذه الأزمة الصحية.