الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

«كورونا» يحرم جامعيين وخريجين من التدريب الميداني والعمل

«كورونا» يحرم جامعيين وخريجين من التدريب الميداني والعمل
خيمت تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» بظلالها على الطلبة الجامعيين في السنة الدراسية الأخيرة وكذلك المتخرجين حديثاً، بأن حرمت الفئة الأولى من فرصة التدريب العملي الذي يُمكن الطلبة من التخرج في وقت محدد، إلى جانب حرمان الخريجين من إمكانية التدرب ضمن منشآت أو مؤسسات ترتبط باختصاصاتهم للحصول على فرصة عمل لاحقاً.

وأوضح طلبة لـ«الرؤية» أن جامعات طرحت بدائل لإنجاز فترة التدريب المطلوبة للتخرج تعتمد على المشاريع البحثية وهي بعيدة عن الجانب العملي الميداني، فيما بيّن خريجون أن فرصهم للالتحاق بشركة أو مؤسسة للتدريب على أرض الواقع شبه معدومة في ظل الإجراءات الاحترازية خوفاً من عدوى «كورونا»، وخصوصاً المجالات الدراسية العلمية والمهنية التي لا تتوافق مع التدريب عن بعد (الافتراضي)، وبالتالي صعوبة إيجاد فرصة عمل حالياً.

وعبر الطلبة عن أهمية فترة التدريب الجامعي بالنسبة لهم، مبدين خيبة أملهم بسبب عدم قبول عدد من الشركات تدريبهم ميدانياً أو عن بعد بسبب الظروف الراهنة، مشيرين إلى أن فترة التدريب تصقل مهاراتهم وتؤهلهم لسوق العمل بشكل أفضل.


من جهتها، أكدت جامعات توفير محاكاة لواقع بيئة العمل من أجل تدريب الطلبة عملياً مثل الصيدليات الافتراضية لطلبة كلية الصيدلة، أو طلب إعداد المشاريع البحثية، أو التدريب عن بعد.


7 بدائل للتدريب

وطرحت جامعة زايد 7 بدائل متاحة للطلبة لإنجاز فترة التدريب المطلوبة للتخرج، وهي برنامج تدريب عملي مصمم لتخصصات معينة، تدريب قائم على المشاريع، أبحاث عبر التدريب الافتراضي، الاعتراف بالتعلم المسبق، التدريب الافتراضي خارج الدولة، تدريب داخلي بالتعاون مع لينكد إن، وبرنامج تبادل طلابي افتراضي مع جامعات أخرى.

وأوضح مدير إدارة الشؤون المهنية للطلبة والخريجين بالإنابة راشد الشامسي أن جامعة زايد عملت بشكل جماعي واستباقي منذ بداية ظهور وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» مع الطلبة ومنسقي التدريب الداخلي وقسم التوظيف إلى جانب كبار الإداريين الأكاديميين لإيجاد بدائل للتدريب الجامعي حفاظاً على صحة الطلبة في الوضع الحالي وبشكل يضمن إعدادهم لسوق العمل.

وشرح الشامسي أن على الكليات التحديد والموافقة على برامج التدريب حسب التخصصات كما العمل مع الطلبة لتقديم مشاريع لأصحاب العمل ذوي الصلة، إلى جانب تنفيذ أبحاث مطلوبة في قطاعات معينة، وتحديد معايير معينة لقبول الدورات السابقة والمبادرات التطوعية وغيرها.

مشاريع بحثية

وأكد مسؤول التوظيف والتدريب في جامعة أبوظبي همام أبو جبر أن بعض الجامعات في الدولة عمدت لاستبدال فترة التدريب الإجبارية التي تعد من متطلبات التخرج في الجامعة والحصول على الدرجة العلمية، بتكليف الطلبة بمشاريع ليتم تقييمها بسبب صعوبة تطبيق التدريب العملي في ظل الظروف الحالية، بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد وعدم قبول معظم الشركات لتدريب الطلبة عن بعد.

وأوضح أن جامعة أبوظبي استعاضت عن مساقات فترة التدريب الإلزامية بمشاريع بحثية يتم تنسيقها مع عضو الهيئة التدريسية المسؤول الذي يتابع الطالب خطوة بخطوة لإتمام مراحل المشروع البحثي ويقدم له الإرشاد والتوجيه اللازم، مبيناً أن الأستاذ يقوم بالإشراف على أداء الطالب وتقييمه ومناقشة النتائج معه حين الانتهاء.

محاكاة بيئة العمل

واعتمدت جامعة العين على الواقع الافتراضي لمحاكاة بيئة مماثلة لواقع العمل، بحيث تمكن طلبتها من إنجاز فترة التدريب العملي الملزمة للتخرج ونيل الشهادة الجامعية عن بعد بدون الحاجة لتواصل مباشر، نظراً للأوضاع الحالية التي تحتم التباعد الجسدي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».

وأكد رئيس جامعة العين الدكتور غالب الرفاعي أن الجامعة وفرت للطلبة خططاً تدريبية تحاكي الواقع مثل الصيدليات الافتراضية لطلبة كلية الصيدلة والتدريب عن بعد لأقسام أخرى مثل خريجي كلية التربية والعلوم الإنسانية والاجتماعية الذين تم خلق بيئة تعليمية افتراضية لهم لتطبيق التعليم عن بعد وكأنهم في فصول تدريسية حقيقية داخل المدرسة.

وبين أن القسم الوحيد الذي توافرت فيه فرص للتدريب العملي على الأرض كان لطلبة تقنية المعلومات مع الحرص على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي أثناء التدريب.

شركات متخصصة

وقال نائب مدير جامعة عجمان للشؤون الأكاديمية الدكتور خالد الصالح «في الظروف الطبيعية توفر الجامعة للطلبة وتساعدهم للتدريب في مؤسسات مختلفة في القطاعين الخاص والحكومي، بما يتناسب مع تخصصاتهم، ويشرف على تدريبهم مشرف من الجامعة ومشرف من جهة التدريب، ولكن للأسف، وبسبب جائحة كوفيد-19، تمكن عدد من الطلبة أن ينالوا التدريب من خلال التواصل عن بعد بالطريقة ذاتها التي يعمل بها بعض الموظفين في عدد من التخصصات، مثل إدارة الأعمال كما في المؤسسات المالية والمصرفية والشركات».

وتابع: «بالنسبة لطلبة آخرين، استحدثت الجامعة برنامجاً قام به أساتذة الجامعة يُحاكي التدريب في الشركات من خلال معرفتهم بما يحتاج إليه الطالب وما يحدث في هذه الشركات التي يتدرب فيها الطلبة، لذا أعدوا برامج بديلة للتدريب أشرف عليها الأساتذة بعد أن وفروها للطلبة لتحقيق مخرجات التعلم الموجودة في توصيف التدريب الميداني، وهناك حالات أخرى، تم فيها التعاقد مع شركات متخصصة في التدريب، وضعت برنامجاً مماثلاً يلبي متطلبات هذا المساق وكان ذلك أيضاً تحت إشراف الكليات وبالذات منسقي التدريب في مختلف التخصصات.

مادة مستقلة

وأوضح نائب مدير جامعة عجمان للشؤون الأكاديمية الدكتور خالد الصالح أن التدريب مادة مستقلة، وهو مساق كأي مساق، له توصيف ومخرجات تعلم، وله أيضاً عدد ساعات معتمدة، ففي بعض التخصصات يكون على مرحلة واحدة، وبأخرى يكون على مرحلتين، وغالباً ما تتراوح فترته بين 6 و8 أسابيع، مشيراً إلى أن للتدريب الميداني طرقاً خاصة للتقييم، إذ يعد الطالب تقريراً خاصاً بمرحلة التدريب، وكذلك يسلم المشرف في مكان التدريب تقريراً يقيم فيه الطالب، ويعرض الطالب أيضاً أمام لجنة من الأساتذة فترة التدريب والمهارات والأمور التي تعلمها خلال هذه الفترة.



وأضاف: «يتم تسليم هذه التقارير لمنسق التدريب في الكلية، وتقييمه عليها، ويحصل على العلامة التي تدخل في حساب المعدل الجامعي، والتي قد تساهم إما برفع المعدل أو خفضه بناء على أداء الطالب خلال هذه الفترة، وفي حال ثبت أن الطالب لم يحصل على الفائدة المرجوة من التدريب قد يُطلب منه إعادة التدريب، لأن التدريب مادة أساسية ومن متطلبات التخرج، حتى لو أنهى الطالب جميع المساقات الدراسية ولم ينجز التدريب الميداني، فلا يمكنه التخرج من الجامعة».

تدريب عن بعد

من جانبها، أتاحت دائرة القضاء في أبوظبي فرصاً للتدريب الجامعي للطلبة الجامعيين الدارسين في كليات القانون عن بعد، بإشراف مستشارين قانونيين بالدائرة ومشاركة 47 طالباً متدرباً من كلية القانون بجامعة الإمارات دعماً للعملية التعليمية ومساهمةً في رفع مستوى مخرجات الجامعات لتتوافق مع احتياجات سوق العمل، ما يتيح للطلبة في مختلف جامعات الدولة التعرف عن قرب على أجواء العمل القانوني.

وأكدت امتلاكها بنية تقنية متطورة ساهمت في تقديم البرنامج التدريبي عن بعد بفاعلية، لتحقيق أهداف البرنامج مع المحافظة على سلامة المتدربين من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا.

موعد التخرج

وأبدى الطالب عمر سعيد اليعقوبي دعمه لفكرة استبدال فترة التدريب بمشروع ينفذه الطالب وذلك حتى لا يتأخر عن موعد تخرجه، بل يجعل المدة أقصر زمنياً، ناصحاً الطلبة بالانخراط في مجال التطوع ليكون داعماً للخبرات العملية المكتسبة، إلى جانب البحث عن فرص للتدريب داخل الجامعة نفسها.

من جانبه، فضّل الطالب منصور المنصوري تأجيل فترة التدريب قدر المستطاع حتى يتمكن الطالب من الاستفادة منها، وذلك من منطلق أن المصلحة العامة تطغى على أي مصالح أخرى، وهذا ما على الطلبة تفهمه في الفترة الحالية الذي تصعب فيها فرص التدريب بسبب الجهود لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأشارت الطالبة ميثا عبدالغفار إلى أنها كانت تواقة لفترة التدريب العملي لتطبيق ما درسته على أرض الواقع وخوض أول تجربة حقيقية لها في سوق العمل، إلا أن الوضع الراهن الذي يفرض أقل قدر من التواصل المباشر مع الآخرين جعلها تحاول الحصول على تدريب عن بعد من خلال الجامعة.

ولفتت الطالبة تالة محمد إلى أن تجربة التعلم عن بعد أثبتت فاعليتها، وعليه يجب على الشركات إتاحة الفرصة للشباب بالتدريب عن بعد حتى يتسنى لهم الحصول على خبرة جيدة ليتمكنوا من الانخراط في سوق العمل لاحقاً بسهولة.

فرص العمل

وذكرت الخريجة لين محمد أن التدريب الميداني وعلى أرض الواقع، وخصوصاً لبعض التخصصات مثل الطب والصيدلة والإعلام وغيرها، مهم جداً، موضحة أن تلك التخصصات لا تتناسب والتدريب الافتراضي، الأمر الذي يحرم الخريج من الخبرة العملية في ظل رفض المؤسسات والشركات استقبال الخريجين للتدرب تطبيقاً للتدابير الاحترازية، ويصعب على الطلبة فرصة الحصول على العمل حالياً.

من جانبها، قالت الخريجة نورة علي إن التدريب الميداني فرصة للبدء بالعمل في الشركة ذاتها التي يتدرب الطالب فيها أو على الأقل لوضعها ضمن السيرة الذاتية ومن ثم إيجاد فرصة عمل أخرى، ولكن بسبب الظروف الصحية الحالية فإن الطلبة لا يستطيعون الالتحاق بالشركات أو المؤسسات للتدرب، ويقتصر الأمر على الدورات الافتراضية التي لا تؤثر بشكل كبير على قرار الشركات بالتوظيف، وإنما يفضلون أصحاب الخبرة الميدانية.