الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مراكز التدريب بالقوات المسلحة تستقبل الدفعة الـ14 من مجندي الخدمة الوطنية

استقبلت مراكز التدريب في القوات المسلحة، أمس السبت، شباب الوطن من مجندي الدفعة الـ14 للخدمة الوطنية التأسيسية، الخاصة بخريجي الصف الـ12 «الثانوية العامة» للعام الدراسي 2020 - 2021، وسط إجراءات وقائية واحترازية لضمان سلامتهم.

وتوافد الملتحقون بالخدمة الوطنية على مختلف المراكز المخصصة لاستقبال الدفعة الـ14 من الخدمة الوطنية، وهي: معسكر تدريب العين ومعسكر سيح لحمه وليوا والمنامة، منذ الصباح بأعداد كبيرة، حيث تم تسجيلهم في الدورة وتسليمهم متطلبات المجندين من ملابس وعهدة خاصة بهم، وتعريفهم بالمعسكر والنظام الداخلي.

وتلقى المجندون محاضرات من قِبل المدربين قبل افتتاح الدورة التدريبية، حيث ظهر إقبال كبير وحماس من الطلبة وثقة للالتحاق بالخدمة الوطنية، باعتبار أن التحاق خريجي الثانوية العامة ببرنامج الخدمة الوطنية يسهم في زيادة مخزونهم الوطني والثقافي والفكري، ويجعلهم أكثر قوة وكفاءة وثقة بالنفس، لشق طريقهم نحو مستقبل دراسي ووظيفي ناجح.

فحوصات وقائية

وكان المجندون قد خضعوا لإجراء فحوصات قبل التحاقهم بالدورة للحفاظ عليهم وحمايتهم من جائحة «كوفيد-19»، تحت إشراف مستشفى زايد العسكري وشركة «صحة» اللذين حرصا على تقديم الرعاية الصحية لهم وفقاً لأعلى المعايير.

وسيخضع المجندون لبرنامج تدريبي متكامل تم تطويره وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ما يؤكد حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الارتقاء بالمنظومة التدريبية للبرنامج وتطويرها وتعزيزها بمناهج عالية المستوى، لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة منه.

وأعرب اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية عن فخره برؤية أبناء الوطن وهم يتوافدون للالتحاق لخدمة وطنهم، مؤكداً على أهمية هذه المرحلة من حياتهم ودورها الرئيسي في بناء وترسيخ القيم النبيلة في نفوسهم، وتعزيز قدراتهم العسكرية.

اتحاد قوي وآمن

ولفت إلى أن برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية جاء متوائماً مع الرؤية الوطنية لدولة الإمارات 2021، والتي تنص على أنه «في ظل اتحاد قوي وآمن، سيخطو الإماراتيون بثقة وطموح، متسلحين بالمعرفة والإبداع، لبناء اقتصاد تنافسي منيع، في مجتمع متلاحم متمسك بهويته، ينعم بأفضل مستويات العيش، في بيئة معطاء مستدامة».

ونوَّه بأنه تم أخذ هذه المبادئ والأولويات بعين الاعتبار، حيث إن برنامج الخدمة الوطنية يدعم بشكل كبير تحقيق الأهداف الاستراتيجية في كافة الجوانب الوطنية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، ولا ينحصر فقط على هذه الأهداف، بل يتضمن أيضاً الجانب الشخصي للفرد المواطن، لما توفره الخدمة الوطنية من صقل للمهارات وتعزيز للثقة بالنفس، واستكشاف قدرات الفرد، وتمكين الأجيال من إيجاد الطريق الأمثل لبناء مستقبل واعد، ينتفع بثماره الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام.

الوحدة والمسؤولية الوطنية

وأشار إلى أن البرنامج يساهم في تعزيز الوحدة والمسؤولية الوطنية، عبر ترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية، كما يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية ويؤثر بشكل إيجابي على اللياقة البدنية والصحة العامة للأفراد، ويساهم في تنمية العنصر البشري وإعداد قادة متميزين من الكوادر المواطنة.

وأكد اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان أن حرص المجندين على الالتحاق بالمعسكرات التدريبية، يعكس الصورة المشرفة للجندي الإماراتي في الالتزام والانضباط والأمانة والأخلاق وتحمل المسؤولية.

ولفت رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية إلى أنه تماشياً مع الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس «كوفيد-19»، قامت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية بالتأكيد على تطبيق إجراء التباعد الاجتماعي أثناء التدريبات وفي القاعات والغرف، وتعقيم المنتسبين والأدوات والأجهزة بالإضافة لإجراء فحص «كوفيد-19».

تدريب وتخصص

وسيركز برنامج الخدمة الوطنية في المرحلة الأولى منه على تحويل المجندين من الصبغة المدنية إلى العسكرية، من خلال التدريبات العسكرية وحمل واستخدام السلاح وتعويدهم على الضبط العسكري، وتعزيز مستوى لياقتهم البدنية وترسيخ القيم الوطنية في نفوسهم وصقل وتطوير مهاراتهم القيادية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التدريب التخصصي والتي يتم فيها التدريب على مهن وتخصصات محددة تخدم القوات المسلحة، ليتم توزيعهم بعد التخصص على وحدات القوات المسلحة ليمارسوا وبصورة فعلية هذه المهن والتخصصات بحرفية عالية، جنباً إلى جنب مع إخوانهم العاملين في القوات المسلحة، إلى جانب العديد من المحاضرات التي سيتلقونها على أيدي مدربين متخصصين، بهدف تعزيز القيم الإسلامية والوطنية التي تعزز لديهم قيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة.

وأعرب المنتسبون عن سعادتهم وفخرهم ببدء خدمتهم الوطنية، مشيرين إلى حرصهم، ومنذ فترة، على أن يكونوا جاهزين ومستعدين لاجتياز هذه الدورة، وهم دائماً ما يحفزون الشباب على ذلك، لأنه شرف لكل أبناء الوطن أن يشاركوا في العرس الوطني في الانتساب للخدمة الوطنية.

وأكدوا أن الخدمة الوطنية فرصة للتعبير عن حب الوطن والامتنان لقادته الذين لم يدخروا جهداً في بناء دولة يشار إليها بالبنان، معربين عن الاستعداد للتضحية بأغلى ما يملكون، من أجل أن تظل الإمارات واحة الأمن والأمان، وتبقى راية الوطن عالية خفاقة.

أبناء الوطن

من ناحيته، أعرب محمد عبدالله محمد البدواوي في معسكر العين عن استعداده للتضحية بأغلى ما يملك، من أجل أن تظل الإمارات واحة الأمن والأمان، وتبقى راية الوطن عالية خفاقة.

وقال صالح وليد الشحي: «أشعر بالسعادة والفخر بأنني واحد من بين أبناء البلاد المنضمين لنيل شرف الخدمة الوطنية في دفعتها الرابعة عشر».

وأشار إلى أن أحد أصدقائه قال له إن فترة التدريب الأولى لن تُنسى في حياته، حيث تعلم فيها الكثير من القيم والعادات النبيلة التي يغرسها المدربون في حياة المجندين، فتعلمهم الانضباط والمداومة على الصلاة في جماعة، وتنظيم المأكل والمشرب، وترتيب الأسرَّة بصورة شخصية، وغيرها العديد من السلوكيات التي كان الغالبية لا يقوم بها في الحياة المدنية السابقة.

فيما أوضح سلطان محمد الخضر الذي جاء من أبوظبي مع والده وأمه، أن «الوطن يستحق أن نُجلّه ونحميه بأرواحنا ونقدم له كل ما نملك، فقد بذل القادة المؤسسون الجهد والعرق لتحقيق نهضة الوطن، ولذلك علينا صون مكتسباته وحمايتها»، لافتاً إلى أن خدمة الوطن والمحافظة عليه مسؤولية جميع أبنائه، وأن الخدمة الوطنية مسؤولية وطنية يشعر بها الجميع، لأنها في أبسط معانيها حماية لإنجازات الوطن.

وقال عبدالله عمر محمد البدواوي من معسكر المنامة: «أشعر بأن حياتي سوف تتغير بصورة كبيرة للأفضل، من حيث النظام والانضباط وتحمل المسؤولية والحياة الهادفة، وفي مقدمتها تأصيل حب الوطن في نفوس أبنائه».



أولياء الأمور

وعبَّر أولياء الأمور عن سعادتهم وسرورهم بإحضار أبنائهم للالتحاق بالخدمة الوطنية، علاوة على متابعتهم أثناء فترة المعسكر، وكشفت صورة التفاعل من جانب المواطنين وأبنائهم للاستجابة لنداء الوطن بالخدمة الوطنية والاحتياطية، أن الإمارات قوية بأبنائها المحبين لها، والمستعدين للتضحية بكل غالٍ ونفيس في الدفاع عنها، وشامخة بولاء مواطنيها لقيادتهم الرشيدة، وإيمانهم بأن القيادة تضع مصلحة الوطن وأمنه واستقراره في قمة أولوياتها، وتعمل دائماً على الحفاظ على استقراره ومكتسباته التنموية، وتعبئة قدراته المادية والبشرية من أجل أن تظل تجربته التنموية مصانة ورائدة، ومتوهجة على الدوام.

وقال ولي الأمر يوسف الحمادي الذي حضر مع ابنه محمد: «أشعر بسعادة غامرة وأنا أودع ابني الذي سيمضي أياماً في تأدية واجب الخدمة الوطنية»، مضيفاً أن ابنه يشعر بحماس غامر وهو يلبي نداء الواجب في خدمة وطنه، مؤكداً أن الخدمة الوطنية تعد فرصة ثمينة أمام شباب الوطن لتعزيز الكثير من المهارات الموجودة لديهم، من خلال الخبرات التي يحصلون عليها طوال فترة التجنيد.

وأضاف الحمادي أنه أوصى ابنه بطاعة الأوامر والالتزام بما يكلف به من قبل مدربيه.

من ناحيته، أكد ولي الأمر أحمد عبدالواحد الشحي، أن هذه اللحظة التاريخية ستظل محفورة في ذاكرة ابنه مدى الحياة، موضحاً أن الخدمة الوطنية تعد مدرسة في ترسيخ قيم الولاء للوطن والانتماء له.

وقال ولي الأمر إسماعيل حسين محمد البلوشي الذي جاء لتوصيل ابنه محمد، إن الخدمة الوطنية ستعطي الجيل الجديد فرصة لا تعوض، فهي تجربة تجعلهم أكثر صلابة أمام التحديات التي ستواجههم في حياتهم، إن كانت في المجال المهني أو الاجتماعي أو غيره.

وقال الوالد ناصر سعيد الأحبابي الذي جاء مع ابنيه جابر وحمد: أشعر بالتفاؤل وسعيد وقد لبى أبنائي نداء الوطن ضمن الدورة التأسيسية الـ14، حيث أظهرا حماساً عالياً، باعتبار أن الخدمة الوطنية هي الاختبار الذي يُظهر معادن الرجال، والمضمار الحقيقي لإثبات صدق الولاء وقوة الانتماء إلى الوطن.