الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

طلبة مبتعثون: واجهنا تحديات كورونا وانتصرنا بالعلم لأجل الوطن

طلبة مبتعثون: واجهنا تحديات كورونا وانتصرنا بالعلم لأجل الوطن
كشف طلبة إماراتيون مبتعثون إلى بريطانيا عن بعض التحديات التي واجهتهم في رحلتهم الدراسية خلال فترة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والتي استقبلوها بجسارة وعزيمة قوية مكنتهم من الانتصار عليها بمكاسب علمي ومعرفي لأجل الوطن، وأبرز تلك الصعوبات: التغيير المفاجئ في نظام وبيئة الدراسة والتحول إلى التعليم عن بُعد، وفارق التوقيت، والتأقلم مع التغيرات غير المتوقعة في نمط الحياة، والبعد عن الجامعات بسبب صعوبة السفر في ظل الإجراءات الاحترازية من كورونا.

وأكد الطلبة أن التواصل المستمر مع المنظمين بالجامعات، وتنظيم الوقت، وتوافر التكنولوجيا المتطورة، عوامل سهلت عليهم متابعة تحصيلهم العلمي بدون أي انقطاع، لافتين إلى استعدادهم وجاهزيتهم للسفر لمتابعة تعليمهم عندما تتاح الفرصة وتتخذ الإجراءات من قبل جامعاتهم وجهات الابتعاث.

تواصل مستمر

وقالت نائبة المجتمع الإماراتي في نوتنغهام وعضو المجلس العالمي لشباب الإمارات في المملكة المتحدة الطالبة المبتعثة حمدة الحمادي، التي تدرس السياسة والاقتصاد في جامعة نوتنغهام: «إن وجودنا في الإمارات لم يمنعنا من التواصل المستمر مع الجامعة والأساتذة والزملاء لمناقشة ما يلزم بخطة الدراسة، فلا بد أن نثبت للعالم أننا قبلنا تحدي جائحة كورونا وأننا فزنا به».



وتابعت: «دخلت جائحة كورونا بدون أن تطرق الباب ومع بدايتها اضطررت للعودة بدون حزم ملحقاتي الدراسية، ما جعل ذلك عائقاً في فترة الاختبارات، ومع التحول الإلكتروني للدراسة شكل فرق التوقيت إشكالية كبيرة لي، وكانت هذه التحديات خطوة إيجابية في حياتي، حيث إنني استطعت المثابرة أكثر في الدراسة والاعتماد على النفس من خلال البحث والاستقصاء، وبالنسبة للتوقيت ولله الحمد استطعت تنظيم يومي وفقاً لجدول الدراسة بين ممارسة الرياضة والقراءة والجلوس مع عائلتي».

تعلم وتطوع

اعتبرت الحمادي التعليم عن بعد أمراً واقعاً، فكان لزاماً عليها التعايش معه، بل وضعت لنفسها خطة للاستفادة من فترة وجودها بوطنها، تضمنت تلك الخطة المشاركة في بعض الأعمال التطوعية وتنمية المهارات، وتركيزها على الدراسة بشكل فعليّ كما لو كانت تدرس بمقر جامعتها.

وأكدت على التزامها باتخاذ الاحتياطات الاحترازية عند الخروج أو داخل المنزل وسط العائلة أو خلال السياحة الداخلية في الدولة، فيما قامت بالتسجيل في برامج وورش تدريبية إلكترونية لتنمية مهاراتها، فضلاً عن نيتها المشاركة في دورات الأكاديمية الصيفية للشباب خلال أغسطس الجاري، مشيرة إلى أن الظروف الصعبة دائماً تحث أبناء الإمارات المبتعثين على أن يكونوا يداً واحدة.

تحديات وتأقلم

من جهته، قال طالب هندسة الطيران والفضاء في جامعة شفيلد خليفة خالد، إن التعليم عن بعد كان أبرز التحديات التي تمكن من التغلب عليها عن طريق التواصل مع المنظمين بالجامعة وزملائه الطلبة، موضحاً أنه قام بتكملة التخصص وفق المعايير التي تضعها الجامعة، كما حرص على تنمية المواهب مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والقراءة، ويتطلع إلى تكملة التخصص والعودة إلى بلد الدراسة عندما يصبح الوضع آمناً ومسموحاً به.



وذكرت طالبة هندسة علوم المواد البيولوجية في جامعة شيفيلد مريم عبدالرحمن العوضي، أن تخصصها يجمع بين الهندسة والطب وعلم الأحياء، وهذا التخصص يهتم بالمواد المصنعة التي تستخدم في صناعة الأطراف الصناعية، وتطبيقات تسهيل العمليات الجراحية، والأجهزة الطبية الأخرى من أجل زراعتها بجسم الإنسان والوقاية من الأمراض، ما سيساهم في المجال الطبي ومساعدة الأطباء والمرضى، وأيضاً سيساعد الطالب على معرفة وظائف الجسم والأنسجة والخلايا.



وقالت إنها واجهت صعوبات كثيرة خلال فترة الجائحة، أولها كان التأقلم مع التغيرات المفاجئة بسبب كورونا، فالجميع لم يتوقعوا قضاء وقت طويل في المنزل والاضطرار إلى التعلم عبر الإنترنت، علاوة على تغير أنماط الدراسة والعادات المعتاد عليها، وأيضاً الصعوبات في تحفيز النفس في هذه الظروف غير العادية.

وأردفت العوضي: «حاولت التغلب على الصعوبات مع تنظيم الوقت وأولوياتي وأهدافي، ووضعت خطة واضحة وأهدافاً زمنية محددة للانتهاء من مهامي»، موضحة أنها مثلاً حاولت تخصيص وقت للهوايات التي تخفف الضغوط والتوتر، فحددت وقتاً للرسم وممارسة الرياضة والقراءة، وذلك إلى جانب المهمة الأساسية وهي الدراسة، مبينة أن أهم عامل ساعدها على التغلب على الضغوطات هو التواجد مع العائلة وقضاء الوقت بينها.

وأشارت إلى أنها الآن تقضي وقتها في تنمية وتحسين مهاراتها بما يساعدها في تخصصها الجامعي، مؤكدة أنها بعد أشهر قليلة ستعود الدراسة في شيفيلد لتكون خليطاً ما بين التعليم عن بعد والدراسة التقليدية، وأنها ستكمل مشوارها التعليمي حتى تفيد بلدها، وخاصة في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد والصناعات المرتبطة بها.

عزيمة وإصرار

أما الطالبة فاطمة ناصر حمدان الغافري التي تدرس هندسة الفضاء والطيران بجامعة ليدز بريطانيا، فقالت إن فارق التوقيت يُعد من العوامل التي وجدت فيها صعوبة للتكيف معها في بداية أزمة كورونا، مؤكدة أنها الآن تترقب المستجدات للسفر واستكمال رحلة التعليم.



وأضافت الغافري: «لا نعلم إن كانت الدراسة ستكون عن بعد فقط؜ أم ستتبنى الجامعة النظام الهجين الجديد، والذي سيسمح للطلبة باستلام المادة العلمية عن بعد ثم الذهاب للمختبرات الجامعية لممارسة الأمور العملية مع وجود التباعد الاجتماعي».

ولفتت إلى أنها استغلت الإجازة الصيفية في تعزيز حصيلتها المعرفية من خلال القراءة، فضلاً عن الاشتراك في برنامج أكاديمية الأمل والذي يختص بعلوم الفضاء بإشراف مباشر من وكالة الإمارات للفضاء، مشددة على عدم إهمال الجانب الرياضي الصحي في ظل الجائحة، حيث يعتبر من أهم المقومات للحفاظ على الصحة للتمتع بأسلوب حياتي سليم.

وتذهب الغافري بطموحها لأن تصبح أول رائدة فضاء إماراتية، حيث حددت خطواتها المستقبلية لإكمال الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه للوصول إلى غايتها، التي ستتمكن من خلالها من خدمة بلدها في مجال الفضاء لدعم قطاع العلوم والتكنولوجيا وتنمية الاقتصاد المعرفي رداً للجميل.

خطط مستقبلية

فيما اعتبر الطالب عمر عبدالرحيم، الذي يدرس العلاقات الدولية من جامعة ،King’s College London أن أصعب ما واجهه في التعليم جراء جائحة كوفيد-19 هو التغيير المفاجئ لبيئة الدراسة، وإجراء كل الامتحانات النهائية عبر منصة التعليم عن بُعد، منوهاً بأن البداية كانت صعبة، خصوصاً مع عدم وجود حلول أو خيارات أخرى، ولكن مع مرور الوقت تأقلم على الظروف الجديدة للتعلم.



وقال إن خططه الشخصية للمرحلة المقبلة تشمل التركيز بشكل استثنائي على السنة القادمة من الدراسة الجامعية، خصوصاً أنه عامه الأخير في طريقه لنيل شهادة البكالوريوس والتحضير للدراسات العليا.

وأفاد عبدالرحيم باستمرار تواصله مع زملائه الطلبة المبتعثين إلى المملكة المتحدة على الصعيد الدراسي والشخصي، بهدف «جعل بلادنا وقادتنا وعائلاتنا فخورين بنا»، وأنه يجهز للمرحلة القادمة من السنة الجامعية لما بعد كورونا، من خلال مواكبة العصر الجديد والتأقلم مع الوضع الحالي فيما يخص منصة التعليم الذكي، خصوصاً في الإمارات، لأنها من أكثر الدول تطوراً من ناحية البنية التكنولوجية.

تغيير خطط

من جانبه، نوه الطالب المبتعث عبدالرحمن أحمد البلوشي، تخصص هندسة كهرباء وإلكترونيات بجامعة شيفيلد، بأن التأقلم مع التغيرات التي حدثت في مجريات الدراسة والمشاريع والامتحانات النهائية كان من أكبر التحديات، التي أجبرته أن يغير طريقة دراسته لتتوازى مع تلك التغيرات.



وأوضح أنه استفاد من وقته ببناء مهاراته للمرحلة المقبلة من دراسته، كي يكون في أتم الاستعداد لما هو قادم، مبيناً أنه يتطلع لاستكمال دراسته في الجامعة حين تهدأ الأمور ويقل عدد الإصابات بالفيروس في بريطانيا.

وأفاد البلوشي بأنه انضم إلى برنامج تدريب في الأبحاث والتطوير بمجال الطاقة المتجددة، لكي ينمي مهارته في هذا المجال الذي يعد مهماً في بناء وخدمة الوطن.