الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عبد الكريم العلماء: 5 مجالات لمركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، خلال جولة لـ«الرؤية» في مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الثلاثاء الماضي، إن المركز يركز على 5 مجالات بحثية رئيسية هي: القلب، السكري، السرطان، السِّمنة، والصحة النفسية، وأن جائحة كورونا فرضت إدخال هذا التخصص البحثي المتعلق بالوباء إلى المركز.

وأوضح العلماء: «التميز في القطاع الطبي يتطلب مركزاً للأبحاث الصحية، وهذا المركز يحتاج بالضرورة إلى خلق بيئة داعمة للأبحاث الطبية، لذلك وضعنا البذرة بتمويل الأبحاث الطبية داخل الدولة، لأنها تحتاج إلى الأبحاث الطبية، خصوصاً من قِبل الأطباء العاملين بالمستشفيات، ونتلقى سنوياً أكثر من 100 طلب لتمويل الأبحاث».

تمويل الأبحاث

وأضاف أن مؤسسة الجليلة مستقلة، ولديها مجلس استشاري علمي مستقل وشبكة من 82 عالماً على مستوى العالم يُقيِّمون طلبات تمويل الأبحاث، ويتم اختيار أقوى 20 بحثاً لتمويلها، ويكون الاختيار وفق معايير محددة أهمها: أن يكون هذا البحث ذو تأثير مباشر على مستوى الدولة، وأن يكون بحثاً أصيلاً، ويتم النظر إلى استراتيجية عمل البحث عند تقييمه.

وأشار العلماء إلى بدء العمل على إنشاء مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية منذ عام 2015، حيث زار فريق «الجليلة» مؤسسات علمية عريقة مثل جامعتَي هارفارد وأكسفورد وغيرهما، وتم الحصول على الأفضل من أحسن الجامعات بالخارج مع إضافة لمسة دبي، وتم اختيار شركة JHD العالمية المتخصصة في تصميم مراكز الأبحاث.

وقال: «راعينا إن هذا المركز في دبي، ولذلك يجب أن يتماشى مع شكل الإمارة وروحها وطرازها، وأن يكون المركز صديقاً للبيئة، وألا نحتاج إضاءة قوية لأن الشمس تدخل إليه من كل مكان، وبالفعل حصل تصميم المركز على جائزة دولية».



تحقيق المساواة

وأكد العلماء أن إنشاء المركز لا يعني وقف تمويل الأبحاث، بل يستمر العملان بالتوازي، وتم تمويل 95 بحثاً منذ إنشاء المؤسسة وحتى الآن بكُلفة إجمالية 25 مليون درهم، موضحاً أن المؤسسة تمول أي بحث بعد الخضوع لتقييم علمي بغض النظر عن هوية الباحث، سواء مواطن أو مقيم، تابع للقطاع الخاص أو الحكومي، يعمل في دبي أو باقي الإمارات، فالجميع سواسية.

وأشار إلى أن الـ300 مليون درهم التي تكلفها إنشاء مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية، تبرع بها المانحون من رجال أعمال ومؤسسات مختلفة بالدولة، وتم إنفاق معظم هذه الكُلفة على البنية الأساسية للمركز، فمثلاً هناك نظام للتهوية بحيث يتغير الهواء 10 مرات في الساعة الواحدة، والأجهزة الطبية الحديثة بالخلايا الجذعية والجينات والسرطان والقلب والسكري والسِّمنة، وهذه مجرد بداية.

أمراض سارية

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة، إنه تم إعداد دراسة قبل إنشاء المركز لمعرفة الأمراض التي لها تأثير مباشر على الدولة، وتوصَّلت النتيجة إلى أهم 5 أمراض بالدولة (السكري، القلب والشرايين، السِّمنة، السرطان، والصحة النفسية)، حتى جاءت جائحة كوفيد-19 لتضاف إلى مجالات البحث بالمركز، وسيتم الإعلان قريباً عن 5 أبحاث مختارة للتمويل حول كورونا.

ولفت العلماء إلى أن الإمارات تتجه إلى الاقتصاد القائم على المعرفة الذي يشكِّل الطب جزءاً مهماً منه، وهذا يعني ضرورة وجود أبحاث طبية، فاللقاحات تجارة مربحة على مستوى العالم وتحقق مكاسب بالمليارات، وهذه اللقاحات لن يتم التوصل إليها إلا بالبحث الطبي.

أبحاث طبية

وذكر أن الطاقة الاستيعابية الكاملة للمركز تبلغ 210 باحثين، إلا أنه حالياً توجد 5 فِرق خاصة بالأمراض الرئيسية بالدولة، ويتكون الفريق البحثي من الباحث الرئيسي ويعاونه مجموعة من باحثي الدكتوراه والماجستير، مؤكداً أن الباحثين الفائزين بالمِنح البحثية للمؤسسة لا يُشترط عليهم تنفيذ هذه الأبحاث داخل المركز.

وأشار إلى أنه بالإضافة للأمراض غير السارية التي يعمل عليها المركز بشكل أساسي، فإن المركز لديه أولويات فرضتها جائحة كوفيد-19، فكل مهني طبي يجب أن يدرك أنه من المهم إجراء بحث في علاقة تخصصه بكورونا لكي يُفهم المرض بشكل أكبر ويساعد البشرية على احتوائه، مؤكداً أن السرطان مرض العصر والمستقبل، ويجب التركيز عليه في الأبحاث الطبية بسبب زيادة أعداد المصابين به، خصوصاً أنه قاتل ولا يمكن التعايش معه، على عكس غيره مثل السكري.

وحول دور مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية في جهود محاولة إنتاج لقاح لكورونا، أفاد العلماء بأن نتائج الأبحاث الخمسة المتخصصة بكورونا التي ستمولها مؤسسة الجليلة، ستشكِّل لبِنة في البناء الكبير وهو اللقاح، ومن الممكن أن تزيد الأبحاث عن هذا العدد.