الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

100 صحفي وصحفية يشاركون بورشة «غرف الأخبار في مواجهة التزييف العميق»

100 صحفي وصحفية يشاركون بورشة «غرف الأخبار في مواجهة التزييف العميق»

شارك أكثر من 100 صحفي وصحفية يعملون في المؤسسات الإعلامية داخل الإمارات وخارجها في ورشة تفاعلية عن بعد نظّمها نادي دبي للصحافة بالتعاون مع وكالة رويترز للأنباء تحت عنوان «غرف الأخبار في مواجهة التزييف العميق»، ناقشت انتشار المحتوى الإعلامي غير الدقيق والمضلل وتحوله لمشكلة عالمية متنامية بسبب استخدامه لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، مما بات يشكل تحدياً كبيراً أمام الصحفيين ومصدر قلق للحكومات والمؤسسات والأفراد في جميع أنحاء العالم.

من جانبها، حددت الرئيسة العالمية للمحتوى في وكالة «رويترز»: هيزل بيكر بعض الخطوات التي يمكن طرحها للتأكد من مصداقية الفيديو وهي التأكد من المصدر، والأدوات التي يمكن استخدامها للمساعدة في إزالة التلاعب، وتحديد الموقع الجغرافي الذي صور فيه الفيديو، فضلا عن التحقق من الفيديو من مصدرين.

وقالت هيزل: «أصبح انتشار المعلومات غير الدقيقة والمضللة مشكلة كبيرة ومتنامية في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي بات يمثل تحدياً كبيراً للصحفيين ومصدر قلق للحكومات والمؤسسات والأفراد على مستوى العالم.

وأشارت إلى أن بعض المعلومات الخاطئة الأكثر دهاء والأكثر انتشاراً تأتي في شكل فيديو وصور وصوت تم التلاعب بها، وأضافت: «في وكالة رويترز للأنباء تردنا كميات كبيرة من المواد المضللة والتي نمنعها في نهاية الأمر»، لافتة إلى مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالوسائط، منوهة بأن بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يعملون لتدمير الحقيقة.

وذكرت هيزل أن بعض الوسائل التركيبية تستخدم في تزييف الحقيقة وتتيح إضافة أو إلغاء بعض عناصر الفيديو الأصلي وتجعل الأمر أسوأ، لافتة إلى انتشار فيديو وقت وقوع الانفجار في بيروت عن طائرة بلا طيار وتم ربطها بالحادث، وبعد البحث اكتشفوا أن الدرونز ليس لها علاقة بالانفجار بل كانت تستخدم في موقع بعيد عن الحادث.

كما تحدثت عن التزييف الذي يتم باستخدام برامج رخيصة ذات جودة منخفضة ويسهل كشفها، مشيرة إلى أنه في عام 2019، انتشر مقطع فيديو يظهر امرأة تتحدث ببطء تظهر أنها كانت في حالة سكر وبعد تحليل الفيديو تبين أنه تم إبطاء الفيديو عن عمد، وفي مقطع فيديو آخر، يظهر مريضًا مصابًا بكورونا وهو يهرب من المستشفى، وتبين أن هذا ليس حقيقيًا بل كان مقطع كوميدي ​​على الأرجح.

وقدمت هيزل أمثلة حقيقية وحالات افتراضية تعاملت معها رويترز في هذا الجانب، وفرت للمشاركين فرصة للاطلاع على التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في إنشاء واكتشاف التلاعب الإعلامي، بما في ذلك التهديد الجديد الذي يسمى بـ «التزييف العميق».

كما ركزت على الطرق التي يتم من خلالها إنشاء فيديو مزيف بعمق باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ عبر إمدادها بمخزون من الفيديوهات والصور والصوتيات للتعديل عليها بشكل كامل وقابل للتصديق، وكيفية استبدال وجوه الشخصيات المستهدفة وجعلهم يقولون أشياء لم يقولوها لتقترب إلى الواقع بطريقة يصعب كشفها.

وأوضحت هيزل أن التكنولوجيا الرقمية تجعل من إنتاج المواد الإعلامية المزيفة والمُقنِعة أمراً سهلاً للغاية، وتسهل تلفيق أقوال وأفعال لشخص ما دون علم منه، مشيرة إلى أن المشهد الإعلامي العالمي بات يشهد زيادة في آليات التزييف للمحتوى الإعلامي، أو ما يعرف بتقنيات التزييف العميق Deep fakes، حيث أصبحت هذه الآليات تشكل تهديداً حقيقياً للخصوصية بشكل عام، وللعمل الصحفي على وجه الخصوص.

من جهتها، أكدت مديرة نادي دبي للصحافة ميثاء بوحميد، على اعتزاز النادي بالتعاون مع وكالة «رويترز» العالمية للأنباء، والتي تواجه ضمن إطار عملها كميات كبيرة من المواد الإعلامية المضللة التي يتم التعامل معها بشكل مهني، معربة عن سعادتها بوضع «وكالة رويترز» خبرتها في مكافحة الأخبار والمواد المزيفة بين أيدي المشاركين في الورشة، للاطلاع على أمثلة حقيقية وحالات افتراضية تعاملت معها رويترز في هذا الجانب، إلى جانب الاطلاع على التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في إنشاء واكتشاف التلاعب الإعلامي، بما في ذلك التهديد الجديد الذي يسمى بـالتزييف العميق – deep fakes.

وقالت بوحميد: يحرص النادي على التعاون مع شركائه لبناء مستقبل أقوى للصحافة، من خلال الارتقاء بجودة ما تقدمه من محتوى وتطوير نماذج أعمال تسهم في تحقيق نمو مستدام، علاوة على الإسهام في تمكين المؤسسات الإخبارية عبر نشر الوعي بأساليب وأدوات الابتكار التقني.

وأضافت مديرة نادي دبي للصحافة، أن ورشة «غرف الأخبار في مواجهة: التزييف العميق»، تأتي في سياق مجموعة من ورش العمل التي ينظمها نادي دبي للصحافة عن بعد حرصاً منه على الاستمرار في مواكبة المستجدات الإعلامية والصحافية حول العالم والقضايا المرتبطة به، ومنها موضوع Deep fakes الذي قفز لمقدمة المواضيع المثارة للنقاش وسط الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع جراء انتشار جائحة كورونا المستجد، ودوره في نشر شائعات مزيفة بإتقان أدخلت الرعب في قلوب الناس، مشيرة إلى أنه قديماً كانت هذه التقنية مقصورة على الشركات العملاقة وتستخدمها لغايات تقنية وعلمية بحتة، أما الآن فقد بات بإمكان أي شخص تصميم فيديو مزيف باستخدام تطبيقات أصبحت في متناول جميع المستخدمين.