الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

برعاية الشيخة فاطمة.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «دور المرأة الإماراتية في تعزيز قيم التعايش»

برعاية الشيخة فاطمة.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «دور المرأة الإماراتية في تعزيز قيم التعايش»
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن المرأة الإماراتية حظيت بمكانة بارزة في فكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وفي فكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، لإيمانهما معاً بما تملكه المرأة من قدرات وطاقات كبيرة، وأنها ستحقق أفضل إمكاناتها إذا كانت على درجة جيدة من التعليم، حيث يوسع التعليم آفاقهن، ويصقل مهاراتهن، ويثري قدراتهن على التواصل، والتحليل والتقييم، وقدراتهن على اتخاذ القرار، وأنها ستبني الأسس للأجيال القادمة ليصبحوا مواطنين عالميين منتجين.

وقال: «لأن الفكر لا بُدَّ له من مجهود دؤوب ومستمر، لكي يتحقق ويكون واقعاً على الأرض، فلم تبخل سمو (أم الإمارات) ولا قيادتنا الرشيدة بأي جهد لتحقيق هذا الهدف، وإذا ألقينا نظرة على الإمارات اليوم، نرى نتائج مبهرة، حيث ساهمت المرأة المتعلمة والمتمكنة في نجاح الإمارات، وأصبحت لدينا وزيرات وسفيرات وقادة شركات وأعضاء في القوات المسلحة والشرطة وطيارات، وتشكل المرأة الآن 70% من خريجي الجامعات الإماراتية».

جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر «دور المرأة في تعزيز قيم التعايش»، مساء أمس، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، بالتزامن مع الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية، عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت شعار «استشراف إسهامات المرأة في الخمسين» بحضور عربي ودولي بارز.

وشارك في المؤتمر، الذي امتد لـ3 جلسات منفصلة، الأميرة لمياء بن ماجد آل سعود الأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية، ووزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، ووزيرة دولة لشؤون الشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، ووزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة سارة بنت يوسف الأميري، والأمين العام للاتحاد النسائي العام نورة خليفة السويدي، ونائب رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المري، والمدير العام بمكتب وزير التسامح عفراء الصابري، والمدير الطبي في مستشفى هيلث بوينت الدكتورة مي الجابر، والرئيس السابق للجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا إسبينوزا غارسيس، وسفير منظمة المرأة والسلام والأمن في كندا جاكلين أونيل، والبارونة فلويلا بنجامين، وعدد كبير من القيادات الفكرية والأكاديمية المحلية والعالمية.

وحضر المؤتمر وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، ووزيرة دولة الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزكي أنور نسيبة وزير دولة، ووزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، ورئيس جامعة الامارات سعيد أحمد غباش، ورئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي الدكتور حنيف حسن القاسم.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته الافتتاحية: «اليوم ومع اقتراب الذكرى الـ50 لتأسيسها، تحتفل الإمارات بيوم المرأة الإماراتية، فقبل 50 عاماً ما كان أحد ليحلم بأننا سوف نجتمع اليوم في مثل هذا المؤتمر لنتحدث عن المرأة، فاجتماعنا هذا يعد شاهداً على منجز حضاري، مؤكداً أن حدث اليوم لم يكن ليذهل المؤسس العظيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، فبالنسبة له كان كل يوم في الإمارات هو يوم المرأة، لإدراكه اليقيني أن الطاقات الكبيرة للمرأة ضرورية لتطوير هذه الدولة الشابة، واعتمد على حكمة و رؤية وطاقة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتحقيق هذا الهدف، بالعمل المستمر والجهد اللازم لإطلاق هذه الطاقات لصالح المرأة والوطن العزيز».

وأكد أن سمو أم الإمارات عملت على مدى عقود، على تمكين المرأة من خلال عملها المتميز كرئيسة للاتحاد النسائي العام، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، حيث تنعم المرأة بفضل فكر وجهود «أم الإمارات» بمكانة بارزة، فبالنسبة لسموها، جميع الأيام في الإمارات كانت ولا تزال يوماً للمرأة.

وأضاف: بلا شك فالمرأة الإماراتية ليست الوحيدة في العالم التي تصل إلى عنان السماء وتساعد مجتمعها على تحقيق أعلى إمكاناته، وهذا المؤتمر العالمي يوضح هذه الحقيقة من خلال هذه النخبة من النساء الحاضرات معنا اليوم من شتى بقاع العالم، ومثلهن كسائر غيرهن يرين أن التعليم طريق لفهم العالم من حولهن وطريق للإسهام في دولهن، فالنساء حول العالم يدركن أن التواصل المبني على الفهم مع سائر بلاد العالم أمر ضروري، ومن خلال التعليم يدركن متطلبات هذا العالم.

وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن الإمارات مكان للتسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات الأخرى»، وهي المقولة التي أدركتها المرأة وآمنت بها، لأنها تعرف أن التسامح يولّد التعاطف، وتعرف أن التسامح يسمح للأشخاص المختلفين ظاهرياً بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الجنسية أو الدين أو اللغة أو الثقافة أو القدرات أو الوضع في الحياة، بالتحاور والتعاون كبشر، حيث يستحق كل منهم الكرامة والاحترام، واستوعبت أنه بدلاً من تجاهل أولئك المختلفين والخوف منهم، يجب أن نتعاون معهم ونشاركهم الاحترام المتبادل لإيمانها بأن فهم الآخرين يساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل، ويسمح لنا بتقبل الاختلافات لنتحد معاً من أجل إنسانيتنا المشتركة.



وأوضح أن المرأة في جميع أنحاء العالم تتفوق في إطلاق العنان لقوة التسامح والتعايش المنتج، وتأثيرها يتزايد في هذا الاتجاه لأنها فريدة، وأنها أضافت الكثير إلى البيئة العالمية بسبب حكمتها وتعاطفها وانفتاحها واحترامها العميق للبشر، وامتدت هذه السمات من مكان العمل إلى المنزل كونها أماً، وتأثر معظمنا رجالاً ونساء بهذه الصفات، وانتقلت التجربة بآثارها الإيجابية للأجيال الجديدة.

وأكد في ختام كلمته الافتتاحية، أن المؤتمر يركز على المستقبل في هذه الأوقات العصيبة. فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، لعبت المرأة في جميع أنحاء العالم دوراً كبيراً في مواجهة «كوفيد-19»، وأظهرت قيادة استثنائية كعاملات في المجال الصحي في الخطوط الأمامية، ومقدمات الرعاية، ومعلمات، فقادت المرأة هذه المواجهة برحمة ورعاية وتعاطف وحسم عملي، وصمود يبشر بالخير للمستقبل، أياً كان ما يجلبه هذا المستقبل، فإن استمرار رفاهية كوكبنا يعتمد على مساهماتنا جميعاً كبشر، فشكراً لكل امرأة ورجل يعملون نحو هذه النهاية المجيدة.

من جانبها، أعربت الأميرة لمياء بنت ماجد سعود آل سعود، الأمين العام لمؤسسة الوليد للإنسانية، في كلمة لها، عن سعادتها بالمشاركة في هذا المؤتمر الذي يناقش أحد الموضوعات المهمة، وهو دور المرأة في توفير عالم يسوده التسامح والتعايش، مشيرة إلى أن عملها بمنصب الأمين العام لمؤسسة الوليد الإنسانية منحها فرصة المشاركة في تمكين السيدات والفتيات، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان المختلفة من خلال إنشاء شراكات مع مؤسسات أكاديمية وإبداعية. واسترشاداً برؤية رئيس المؤسسة، صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، فقد عملنا بالفعل على تجسيد مجتمع بلا حدود، فنحن نفهم أهمية التعايش ودور كل من المرأة والرجل في إتاحة مستقبل أفضل.

وأضافت أن المرأة هي جوهر التغيير الحقيقي الهادف، حيث تلعب المرأة العربية دوراً حيوياً في ممارسة القيم المكتسبة ونقلها والمحافظة عليها، وتعليم قيم التسامح والتعايش للجيل القادم، ومن هنا تظهر أهمية تمكين المرأة على الصعيدين المهني والاجتماعي، مؤكدة أن تمكين المرأة للإسهام في السياسة والقانون يتضمن التسامح وعدم التمييز العنصري، وتوفير فرص متكافئة للمرأة في جميع مجالات الحياة، فمن المهم توفير فرص أكثر للمرأة لقيادة المؤسسات التعليمية والسياسة والقانون، وقالت إن مؤشرات الإنجازات كبيرة في هذه المجالات. وعلى سبيل المثال، فإن زيادة مشاركة المرأة في المجال القانوني في السعودية، الذي شهد عام 2013 بدايتها في هذا المجال، وصل الآن إلى ما يزيد على 487 محامية مسجلة.

وأوضحت أنه على الرغم مما نمر به حالياً في أعقاب الجائحة العالمية، فإننا نستطيع إعادة البناء والتعاون باتحاد أكبر ومزيد من التسامح والقبول للعالم، معربة عن اعتقادها أن المرأة والشباب، لديهم فرصة عظيمة خلال السنوات القادمة لإلهام الأشخاص، لا سيما الجيل القادم، لأخذ أدوارهم في تعزيز التعايش والتسامح في المنطقة.



بدورها، عبّرت وزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بو حميد في كلمة لها، عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر الذي يحظى برعاية كريمة من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لكي نسلط الضوء على الـ50 عاماً القادمة، وما تحمله من تطلعات وآفاق تنموية ترسّخ ريادة المرأة الإماراتية، مؤكدة أن المرأة الإماراتية تحظى برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبالثقة والدعم والتمكين من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولذلك ندرك- جميعاً كنساء- أننا مقبلات على مرحلة استثنائية زاخرة بالنجاحات والإنجازات، مرحلة ما بعد التمكين إن جاز التعبير.

وأضافت أن محور حديثنا عن تمكين المرأة الإماراتية والآفاق المستقبلية لدورها خلال الـ50 عاماً المقبلة، وهنا لا بُدَّ أن نتوقف عند واقع المرأة الإماراتية حالياً: 9 وزيرات، و20 عضوة في المجلس الوطني الاتحادي، أي نصف أعضاء المجلس، وهي تشكل النسبة الأكبر من موظفي الحكومة الاتحادية التي تفوق 52%، كما أنها تشغل 45% من إجمالي الوظائف القيادية التي يشغلها المواطنون في الحكومة الاتحادية.

وأوضحت بوحميد أن المرأة في دولتنا، والفضل لله أولاً، ولقيادتنا، لم تضعف أمام صغيرة أو كبيرة، لأنها لم تغلق أبواب بيتها على نفسها، ولم تحكر ذاتها على وظيفة بعينها، بل وسّعت آفاقها، وارتقت بطموحها وتطلعاتها، وانطلقت بإنجازاتها، لذلك استحقت ثقة «التخطيط للخمسين.. المرأة سند للوطن» الذي نحتفل به هذا العام شعاراً ليوم المرأة الإماراتية، بتوجيه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية حتماً ستبقى سنداً للوطن وعضداً لشريكها الرجل.



من ناحيتها، أكدت وزيرة دولة لشؤون الشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، أن المرأة الإماراتية وصلت في زمن قياسي إلى مرحلة التمكين، بجهود كبيرة ساهمت فيها قيادتنا الرشيدة، وبدأتها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي غمرت الجميع بحرصها ودعمها ورعايتها حتى وصلنا اليوم كنساء إماراتيات إلى غايات نفاخر بها العالم، وبالنيابة عني وعن كل شابة إماراتية، أشكرها من كل قلبي، كما أشكر معالي الشيخ نهيان بن مبارك على دعمه المتواصل للمرأة الإماراتية، وسعيه الدائم لنصل إلى دولة مليئة بالحب والتسامح والسلام، دولة تفتح المجال أمام المرأة من أجل مجتمع التعايش.

وقالت: تمكنت المرأة الإماراتية بفضل الرؤية الحكيمة والتمكين اللامحدود من القيادة الرشيدة، من تحقيق إنجازات نوعية وفي جميع القطاعات والمجالات، ووصلت إلى أعلى الدرجات من التميز والريادة، وأصبحت مثالاً مشرفاً يحتذى به بإنجازات تعانق السماء، ونموذجاً يختزل في نجاحاته مسيرة التقدم والازدهار، والمكانة الرائدة للدولة على جميع المستويات.

ودعت وزيرة الدولة لشؤون الشباب كل الفتيات الطموحات لرفع حس المسؤولية لديهن والتعاون سواء في الدراسة أو التدريب، وأن تبني كل منهن خبراتها الشخصية، وأن تنشر كل منهن روح التعايش والتعاون والتبادل المعرفي في المجتمع.



بدورها، هنأت وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة سارة بنت يوسف الأميري، الجميع بيوم المرأة الإماراتية، مشيدة بالعقول الرائعة التي ضمها المؤتمر والتي قدمت مجموعة من وجهات النظر والخبرات التي تتعلق بتمكين المرأة عالمياً ومحلياً، ودورها في المستقبل، مؤكدة أن تجربتها الشخصية تتعلق بدور المرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا، والذي تحظى فيه المرأة الإماراتية بمكانة جيدة، وأن العمل بمجال التكنولوجيا المتقدمة لا ينفصل عن القضايا الإنسانية كقيم التسامح والتعايش والقضايا المجتمعية كتمكين المرأة والاحتفال بإنجازاتها، باعتبارها جميعاً مجالات أسهمت فيها المرأة بشكل رائع.

وقالت إن تطوير القدرات باستمرار في العلوم والتكنولوجيا كوسيلة للنمو والازدهار والمستقبل، يتوقف على القبول بالتنوع، موضحة أن تجربتها كامرأة في مجال العلوم، مكّنتها من التعايش مع واقع التنوع في الإنتاج العلمي سواء في فرق الأبحاث، أو في مجال العمل على نتائج البحوث في مجالات التنمية.

وأوضحت الأميري أنها عملت مع مهندسين من كوريا وألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة واليابان وغيرها، واستفادت من التنوع الذي يمثل حالة مثالية للتعايش واحترام الاختلاف والقبول بالآخر، قائلة: بصفتي امرأة تعمل في قطاع الفضاء، فإني لاحظت تزايداً كبيراً في أعداد النساء اللاتي دخلن مجال الفضاء، ليس داخل مؤسستي، ولكن على الصعيد العالمي أيضاً.

وحول قدرة الإمارات على زيادة تمكين المرأة لضمان تحقيق التوازن بين الجنسين في الأدوار القيادية في العلوم، أكدت أن الأدوار القيادية التي تشغلها النساء من خلفيات علمية وصلت إلى 50%، مثمّنة جهود ومبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لدعم المرأة في جميع المجالات، والتي أثبتت أن المرأة يمكنها أن تكون أماً ناجحة، وأن تتميز أيضاً في مختلف المجالات ودفع التنمية والنهوض بهذه الأمة، مشيرة إلى أن نمو أعداد القيادات النسائية في مجال التكنولوجيا هو ثمرة جهود أم الإمارات في تمكين المرأة.



من جانبها، أشادت نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المري، في كلمتها بتنظيم وزارة التسامح والتعايش لمؤتمر «دور المرأة في تعزيز قيم التعايش»، برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، بالتزامن مع يوم المرأة الإماراتية، وقالت إن هذا المؤتمر الذي يعقد تحت شعار «استشراف إسهامات المرأة في الخمسين»، بحضور عربي ودولي بارز يترجم شعار احتفالات الدولة بيوم المرأة الإماراتية هذا العام (التخطيط للخمسين.. المرأة سند للوطن)، الذي وجهت به سمو «أم الإمارات»، ويوفر كذلك منصة لتبادل المعرفة والخبرات حول دور المرأة في نهضة وتقدم الأمم، كما يعد فرصة مثالية لتسليط الضوء على نجاحات المرأة الإماراتية وإنجازاتها في مختلف المجالات بفضل دعم وتشجيع القيادة الرشيدة لها منذ تأسيس الدولة، بما في ذلك دورها في تعزيز قيم التعايش والتسامح داخل مجتمع الإمارات المعروف بتنوعه الثقافي وعلى المستوى العالمي، مؤكدة أن الشعب الإماراتي فخور بأن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي قدوة ونموذج عالمي يحتذى به في تعزيز قيم العطاء والتسامح والتعايش الإنساني من خلال مبادراتها الإنسانية والتنموية على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث امتدت أياديها البيضاء إلى مختلف دول العالم، مستهدفة خير ورخاء البشرية وتعزيز الروابط الإنسانية والارتقاء بالمرأة وتمكينها أينما كانت.

وأكدت أن المرأة الإماراتية أمامها فرص عديدة لتقديم المزيد من الإنجازات والمساهمة في تعزيز ريادة الإمارات عالمياً.



وتناولت نورة خليفة السويدي، جهود أم الإمارات كنموذج عالمي لتمكين المرأة وما حققته من إنجازات خلال الـ50 عاماً، حيث بدأت كلمتها بنقل تحيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمشاركين بالمؤتمر، وتهنئتها بمناسبة يوم المرأة الإماراتية التي تعد مناسبة ملهمة تحيي في الأذهان والقلوب دور المرأة في المجتمع، وشراكتها في منظومة التنمية واستئناف الحضارة.

وعبّرت السويدي عن اعتزازها بالدعم السخي الذي تحظى به المرأة الإماراتية من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تعد المثال والداعم الأول لكل امرأة على أرض الوطن بعطائها وريادتها في العمل النسائي والإنساني داخل الإمارات وخارجها، وكما نعتز بنشأتنا في دولة الإمارات التي تعتبر من الدول السباقة في تقدير المرأة.

وقالت السويدي إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أرست القواعد الأساسية لعمل المرأة بتحديث الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة للسنوات 2015 - 2021، وذلك بهدف ريادة المرأة لتكون إطاراً إرشادياً لجميع المؤسسات، كما وجهت سموها الاتحاد النسائي العام بتقديم فرصة مميزة للمرأة للاطلاع على تجارب الدول العربية خاصة في فترة الانتخابات، إذ يعتبر مشروع تعزيز دور البرلمانيات منذ عام 2004 إحدى أهم مبادرات الاتحاد النسائي العام. وبفضل جهود سمو «أم الإمارات» التنموية، ارتفعت أعداد النساء اللاتي تقلدن مناصب وزارية إلى 9 وزيرات حالية، ويدرن ملفات مهمة، بالإضافة إلى رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% في العام الجاري، فضلاً عن اختيار الإمارات لتكون المقر الإقليمي للشرطة النسائية العربية من قبل الجمعية العالمية للشرطة النسائية، وحصولها على العضوية العالمية في الجمعية العالمية للشرطة النسائية كأول دولة عربية.

وأضافت أن جهود أم الإمارات لم تتوقف على تقديم دعمها للداخل الإماراتي فقط، وإنما انطلقت إلى العالمية، ويعد «برنامج الشيخة فاطمة للتطوع» عام 2017، نموذجاً عالمياً إنسانياً مبتكراً، بتمكين الأطباء من مختلف الجنسيات في خدمة الإنسانية أسهمت بفاعلية في تخفيف معاناة المرضى في شتى بقاع العالم، مؤكدة أن ما تم ذكره من مبادرات هو نبذة موجزة من عطاء سموها اللامحدود لدعم المرأة الإماراتية وجميع نساء العالم.

وأكدت الدكتورة مي الجابر، مدير طبي في مستشفى هيلث بوينت، أن المرأة الإماراتية تخطت مرحلة التمكين مع قيام الاتحاد وحصدت ثمار الغرس الطيب الذي حرص عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تشكل المرأة حالياً إضافة نوعية لكل قطاع.

كما تحدثت البارونة فلويلا بنجامين عن محور تعزيز دور المرأة في تشكيل القيم، معبرة عن سعادتها بكونها جزءاً من المؤتمر، من واقع إيمانها بأهمية أن يُسمع صوت المرأة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى لإضفاء روح التسامح والعقلانية والفطرة السليمة والتعاطف على هذا العالم المثخن بالجراح، وقالت: نحن النساء مربيات، إذ نضطلع بمهمة حراسة المستقبل وجلب قيمة الحياة إلى هذا العالم، معربة عن تمنياتها بأن تكون لدى المملكة المتحدة وزارة للتسامح، وذلك بعد أن لمست خلال زيارتها للإمارات، حيث يعيش ابنها ويعمل، شعوراً رائعاً بالتسامح.



بدورها، قالت إيرينا بوكوفا المدير العام السابق لليونسكو، رئيس أكاديمية الدبلوماسية الثقافية في برلين: «يشرفني أن أتمكن من المشاركة في هذا المؤتمر المهم، وأشكر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على منحي هذه الفرصة، وأتشرف أيضاً بالمشاركة في هذا المؤتمر المنظم تحت رعاية أحد أكثر الشخصيات احتراماً على الإطلاق، وهي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي ساهمت بدور رئيسي في تعزيز مكانة المرأة، وهو ما انعكس في شكل مبادرات أطلقتها سمو الشيخة فاطمة في كثير من مناحي الحياة».

وأضافت أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً لقصة تنمية سريعة وناجحة في المنطقة، وذلك على اعتبار أن المرأة تحتل اليوم موضعاً متقدماً في مصاف القوى العاملة، سواء في القطاع الحكومي أو من حيث زيادة أعداد المرأة العاملة في القطاع الخاص، كما تقود النساء الابتكارات في الدولة، ما ساهم في بروز دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها مركزاً جديداً لعمل المرأة في مجال التكنولوجيا، وتمثل المرأة نسبة 50% من علماء العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.



وأوضحت أن هذا المؤتمر يأتي في الوقت المناسب لأنه يمثل امتداداً لعام 2019، عام التسامح في الإمارات العربية المتحدة، وقالت إن الإمارات تقدم مثالاً رائعاً للتضامن مع العالم، ففي عام 2019، تشرفت بحضور حدث تاريخي، تمثل في زيارة قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف وتوقيع وثيقـة «الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك» التاريخية في حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأتحدث اليوم أيضاً بصفتي عضواً في اللجنة العليا للأخوة الإنسانية المعنية بتحقيق الأهداف الواردة في الوثيقة.