الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إزالة عزبة في الشارقة تتسبب بتشرد الماشية.. البلدية: منحنا صاحبها مهلة عام كامل

أبدى الإماراتي عبدالله إبراهيم الحوسني استياءه من إزالة عزبته غير النظامية الواقعة بمنطقة «أم فنين» بالشارقة من قبل بلدية مدينة الشارقة دون منحه عزبة بديلة، ما نتج عنه نفوق أكثر من 12 رأساً من الحيوانات والطيور والتي كانت داخل العزبة وتشرد أكثر من 70 رأساً من الماشية.

وأكد «بعد أن وجهت لي البلدية 4 إشعارات متتالية قبل تنفيذ أمر الإزالة، راجعت خلال هذه الفترة الجهات ذات الاختصاص أكثر من مرة للحصول على عزبة بديلة لكن دون جدوى إذ كان طلبي يقابل بالرفض في كل مرة».

في المقابل، ذكرت بلدية مدينة الشارقة أنها أمهلت صاحب العزبة عاماً كاملاً كما وجهت له إشعارات عدة قبل تنفيذ أمر الإزالة، لافتة إلى أن هذه العزب تكون مأوى للمخالفين ومستودعات غير نظامية.

وقال الحوسني لــ «الرؤية» «العزبة التي أسستها بمنطقة أم فنين قبل نحو 6 أعوام كانت بغرض تربية الحيوانات مثل الأغنام والماعز والخيول، وفي أحد الأيام وتحديداً قبل نحو 8 أشهر كنت متجهاً إلى العزبة حين تفاجأت بوجود موظفي البلدية وعدد من الإداريين الذين أخبروني أن هذه العزبة عشوائية وغير نظامية وعليّ أن أزيلها في أقرب وقت، فكان جوابي بأن الغرض منها هو تربية الماشية فقط وبأني راعيت كل الاشتراطات الخاصة بحظائر تربية الحيوانات عبر إحاطتها بسياج حديدي ليكون محتواها مرئياً، أما قِطع الألواح التي كانت توجد في المكان فحرصت على الاحتفاظ بها لتغطية الحظائر خلال فصل الشتاء من أجل حماية الماشية من البرد».

وتابع «حين وجه لي أحد مسؤولي البلدية أثناء نقاشي معه أمراً بإزالة العزبة طلبت منه أن يوفر لي مكاناً بديلاً فرفض واقترح عليّ بأن استأجر أرضاً أو عزبة لنقل الحيوانات والطيور الخاصة بي إليها فكان ردي بأن إمكاناتي المادية لا تسمح لي بالاستئجار، وحين طرحت عليهم مقترح تحويل العزبة الخاصة بي إلى نظامية ومنحي تراخيص لها قوبل طلبي بالرفض أيضاً».

وأضاف «تفاجأت في اليوم التالي بأن الجرافات الخاصة بالبلدية هدّمت أطرافاً من العزبة إذ لم تمهلني سوى يوم واحد فقط، في حين أن الأمر يقتضي منحي مهلة من أجل تدبير أموري، وتكرر تنفيذ أمر الإزالة الجزئية لأكثر من 10 مرات، إلى أن عملت الجرافات أول من أمس على إزالة تامة للعزبة بكافة محتوياتها»، لافتاً إلى أن البلدية وجهت له 4 إشعارات خطية قبل تنفيذ قرار الإزالة الكامل، دون منحه أي حلول بديلة، ما دفعه لمراجعة الجهات المعنية للحصول على عزبة «نظامية» بديلة حتى يتمكن من نقل الماشية المملوكة له إليها، لكن دون جدوى، إذ كان طلبه يقابل بالرفض في كل مرة.

وأشار الحوسني إلى أن الإزالة التامة للعزبة أسفرت عن تشرد نحو 70 رأساً من الماشية لم يحصل لها على أي أثر علاوة على نفوق أكثر من 12 رأساً أخرى، بسبب سقوط الأشجار والقطع الخشبية عليها أثناء عملية الإزالة، إذ لم يكن يوجد أحد داخل العزبة في هذه الأثناء بسبب هروب العامل الآسيوي الوحيد الذي كان يعمل لديه نتيجة المضايقات المتكررة التي يتعرض لها من قبل مفتشي البلدية.

وقال «زادت الخسائر المالية التي تكبدتها نتيجة تنفيذ أمر الإزالة على 200 ألف درهم شملت تأسيس العزبة وخزانات المياه والحظائر بينما كان يوجد فيها ما يزيد على 100 رأس من الماشية مثل الأبقار والأغنام والخيول إلى جانب عدد من الطيور والحمام».

واستنكر انتشار عدد من العزب العشوائية القريبة منه وفي ذات المنطقة التي توجد فيها عزبته إلا أنها لا تزال باقية ولم تتم إزالتها إلى الآن.

من جهته، أكد مدير إدارة الرقابة والتفتيش البلدي في بلدية مدينة الشارقة عادل عمر، خلال مداخلة عبر برنامج الخط المباشر، أن صاحب العزبة تم إمهاله سنة كاملة حتى يزيلها، إلا أنه لم يستجب، فالإجراءات المعتمدة في البلدية هي توجيه عدد من الإشعارات لأصحاب العزب المخالفة قبل تنفيذ أمر الإزالة.

وتابع: «تمت إزالة 140 عزبة خلال الفترة الماضية، ولا يوجد عزبة تم اتخاذ إجراء ضدها بشكل مباشر، بل منحت البلدية أصحابها مهلاً كافية، بينما قدمت المساعدة والتسهيلات للبعض في الماشية الخاصة بهم ونقل محتويات العزب لأماكن أخرى».

وناشد عمر أصحاب العزب بالتقدم لتعديل أوضاعهم، فالبلدية تنفذ باستمرار حملات مكثفة وزيارات ميدانية لتوعية أصحاب العزب العشوائية، التي تعتبر خطرة على البيئة والمجتمع، إذ جرى رصد مخالفات عدة فيها مثل إيواء عدد من مخالفي قانون الإقامة داخل الدولة بينما يحولها البعض إلى مستودعات غير نظامية.

وأكد ‏أن الهدف الرئيس من العزب هو تربية الحيوانات، وعليه تم تخصيص أكثر من منطقة للعزب النظامية بإمارة الشارقة، ذات اشتراطات ومتطلبات خاصة، فالبلدية تعمل جاهدة مع المجلس البلدي لمتابعة ومراقبة العزب بشكل عام.