الأربعاء - 22 مايو 2024
الأربعاء - 22 مايو 2024

«موبايل» لطفلك.. حماية مؤكدة أم ضرر خالص؟

«موبايل» لطفلك.. حماية مؤكدة أم ضرر خالص؟
يختلف البعض بين ضرورة اقتناء الأطفال لأجهزة الموبايل بهدف الاطمئنان على أبنائهم والتأكد من التواصل معهم باستمرار، في حين يرى آخرون أن شراء موبايل خاص بالطفل دون الـ13 عاماً قد يتسبب بتعطيل مهاراتهم في التواصل مع الآخرين، أو توريط الطفل بالاستخدام الخاطئ كتداول أو نشر فيديوهات تتسبب في أذية له أو لأصدقائه بشكل غير مقصود، فهذا الموبايل قد يتحول بطريقة ما من أداة للتواصل إلى سلاح خطر.

تفاخر وتباهٍ

وقالت ريم سالم الزيدي إنها ضد اقتناء الأطفال للهواتف المتحركة كونها تؤخر من مهارات التواصل لديهم، كما أنها تؤدي إلى تقليص مداركهم الفكرية، إذ يصبح عالمهم مقتصراً على الألعاب الإلكترونية المحفوظة في ذاكرة الهاتف المحمول الذي أصبح الأهل يتباهون بشراء أكثر من جهاز نقال للطفل الواحد من أبنائهم من أجل التفاخر، مؤكدة أن على الأهل مراقبة محتوى هذه الأجهزة والتأكد من الحسابات والمواقع التي يتعامل معها الأطفال، كون البعض منهم يتواصل مع أشخاص مجهولين عبر الحسابات الإلكترونية التي يشتركون فيها مع مجموعة من الكبار على مستوى العالم.



امتلاك مشروط

وذكرت الود الفلاسي أن على الأهل مراقبة أبنائهم عند منحهم أجهزة الهواتف المتحركة والتأكد من الأشخاص الذين يتواصلون معهم، ومنعهم من اصطحاب هذه الأجهزة للمدرسة، أي أن امتلاكهم لها يكون مشروطاً بعدد محدد من الساعات تكون هذه الأجهزة بحوزتهم خلال اليوم، لا سيما أثناء وجودهم خارج البيت في النادي الرياضي أو عند زيارة أصدقائهم، بحيث يسهل على الأهل التواصل معهم هاتفياً والاطمئنان عليهم.

ترف لا ضرورة

وقال محمد المدفع إن اقتناء الطفل للهاتف النقال يشتت تفكيره، ويقلل من اهتمامه بالدراسة والتركيز فيها ما يؤدي إلى تراجع مستواه التعليمي، لأنه يعيش بفكره في العالم الافتراضي الواقع بين جنبات هذا الجهاز الصغير الذي يجمع العالم بين برامجه وتطبيقاته المختلفة والتي تسرقه من عالمه البريء وتالياً لا يشعر بقيمة طفولتهم، فحيازته للهاتف المحمول هو ترف أكثر منه ضرورة.



شعور بالمسؤولية

وذكر عبدالرحمن الجناحي أن استخدام هذه الهواتف ضرورة تشعرهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم وتصرفاتهم، وفي الوقت ذاته تتيح لذويهم مراقبتهم أثناء وجودهم خارج المنزل والاطمئنان عليهم، وفي حال الاضطرار لمنح الطفل جهاز هاتف نقال فيمكن تطبيق ضوابط على استخدامه كتحديد مدة اقتنائه له خلال ساعات اليوم وإغلاقه في حالة عدم الاستعمال بهدف تقليل الأضرار المحتملة للموجات الكهربائية المنبعثة منه، حفاظاً على صحة الطفل.



نقاشات هادفة

وأشارت اليازية الغاوي إلى أن امتلاك الأطفال للهواتف المتحركة أمر إيجابي في حال توافرت الرقابة المستمرة من قبل الأهل ومعرفة المواقع التي يتصفحها الطفل وتقنين استخدامه له، إذ يسهم في إكساب الطفل الثقافة في كافة المجالات المتنوعة كما يوسع مداركه الفكرية والمعرفية في حال تعود على تحميل الكتب الإلكترونية وقراءتها والاشتراك في مدونات القراءة ذات النقاشات الهادفة، التي تمنحه فضاء أكبر للتعامل مع المبدعين والمفكرين ما يجعل شخصيته أقوى وتمنحه ذكاء اجتماعياً في التعامل مع كافة المستويات الفكرية.



رقابة المحتوى

وقالت مستشارة أسرية واجتماعية وخبيرة تربوية الدكتورة أمينة الماجد، إن شراء الهواتف المحمولة للأطفال لابد أن يرافقه رقابة من قبل الأهل للمحتوى الذي يطلعون عليه وكذلك مراقبة حساباتهم ومعرفة الأشخاص الذين يراسلونهم من حيث فئاتهم العمرية ومرجعياتهم الثقافية ومستوياتهم الفكرية، لأن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة وهي من الأعوام التسعة الأولى من عمره يتكون الأساس الحقيقي لشخصيته المستقبلية واللبنة الأولى التي يبني عليها ثقافته وفكره مستقبلاً.