الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

مؤتمر المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يناقش دور الشباب في تعزيز السلم

مؤتمر المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يناقش دور الشباب في تعزيز السلم

نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أمس المؤتمر الافتراضي «دور الشباب في تعزيز السلم المجتمعي»، بمشاركة نخبة من الشباب من مختلف دول العالم.

وناقش المؤتمر - الذي عقد عبر تطبيق «زووم» ومواقع التواصل الاجتماعي للمجلس - آليات وسبل تعزيز دور الشباب في تحقيق الرخاء والتعايش والسلام المجتمعي في دولهم.

وفي كلمته الافتتاحية والتأطيرية للمؤتمر الافتراضي، قال رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الدكتور علي راشد النعيمي، إنه لا يمكن لأي مجتمع أن ينعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلم الاجتماعي، لأن السلم ضرورة من ضرورات بقاء وتماسك وتنمية المجتمعات ولا يتحقق السلم بجهد الدولة فقط بل بتضافر جهود كل مكونات المجتمع، داعياً إلى ضرورة أن يكون للمجتمعات المسلمة دور أساسي وريادي في تعزيز السلم الاجتماعي، وإلى الاهتمام بالشباب وإيجاد بيئة تحتضنهم وتمكنهم من أداء دورهم الإيجابي وإبراز أهمية الوعي العام لدى الشباب ومنحهم الدور المهم حفاظاً على المجتمع المسلم.

كما أشاد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لدوره في التعامل مع المرحلة التي يمر بها المجتمع المسلم في فرنسا وأوروبا، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدد ثقته بالمجلس، وهذه رسالة علينا أن نتلقاها بإيجابية ونستثمرها كفرصة لتعزيز دور المسلمين في تحمل مسؤولياتهم بالمجتمع الفرنسي ككل.

وأكد الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الدكتور محمد البشاري، أن التغيير المجتمعي السلمي والإصلاح الديني يتحقق بمنح الثقة في قدرات الشباب، وأنه لا فرصة لإبعاد الشباب عن صناعة القرار وشراكة الابتكار الدافعة بتعزيز قيم السلم، حيث أكسبت المنجزات الشبابية الطموحة العالم قناعة وشجاعة في وضع الشباب بالميادين الفاعلة والناهضة بمجتمعاتهم، موضحاً أن فئة الشباب نخبة مميزة قادرة على التأسيس للعيش المشترك، لأن الشباب والسلم سيان في التأثير والتطور، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض بدونهما، مشدداً على أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يثمن دور الشباب في تجاوز العقبات واغتنام الفرص.

وبدأت جلسات المؤتمر بإدارة رئيسة اتحاد المرأة المسلمة لدول البلطيق في إستونيا ليا محموتوفا.

ووصف الأمين العام لاتحاد الشباب المسلمين في كمبوديا زكريا بن محمد، في كلمته المعنونة «الشباب والتعايش السلمي من منظور المجتمع الكمبودي»، السلام بالأوكسجين، ومن دونه لن نعيش.. ولا قيمة للرخاء والتنمية دون سلام، مؤكداً أن السلام أمر هام في كمبوديا، وحكومة بلاده تضعه كأولوية في سياستها، داعياً لتعزيز وترسيخ السلم المجتمعي أكثر وإرساء القيم، موضحاً أن المجتمع المسلم في كمبوديا (%5 من السكان) ينعم بالأمن والسلام في ظل القوانين الناظمة، ويبني الدولة ويدافع عن الوطن، فضلاً عن أنه متناغم بالتعايش مع البوذية والمسيحية، ويحافظ على السلم المجتمعي من خلال تنظيم البرامج التعليمية، وإرساء الحوار الديني.

وقال رئيس مركز الشراكة الاستراتيجية للتعاون بين الثقافات في روسيا ديمتري شوبين، إن بلاده ليست غنية بمواردها فقط، بل بشعوبها كذلك، مستشهداً بتجارب دول شمال القوقاز كنموذج لتعزيز السلم بين الأديان والأعراق، حيث تعكف داغستان على بناء مسجد باسم (مسجد النبي عيسى)، فيما تعتبر الشيشان مثالاً لامعاً عن السلام والأمان والرخاء الاقتصادي.

وأكد في كلمته بعنوان (دور الشباب الروسي في إطار المشاريع الاجتماعية)، أن المجتمع المسلم في روسيا لديه فرصة لإظهار قدراته لمصلحة المجتمع والوطن الأم من خلال مبادرات الشباب المسلم في تعزيز السلم المجتمعي، مثل صندوق دعم الثقافة في روسيا، ومبادرات الشباب في توزيع الطعام ودعم الأسر وغيرها، موجهاً الشكر والتقدير للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ممثلاً برئيسه الدكتور علي راشد النعيمي، على اهتمامهم بالشباب وتمكينهم.

وأشارت رئيسة مكتب المرأة في الجالية الألبانية في ألبانيا فاطمة كراج، في كلمتها بعنوان (الاستثمار في الشباب لتعزيز السلام العالمي.. نموذج الجالية الألبانية المسلمة)، إلى أهمية الشباب كعنصر مهم في إيجاد الحلول للتحديات والنزاعات الدولية والإسهام في تعزيز السلم المجتمعي، داعية الشباب إلى تعزيز السلم بدءاً من الأسر والاستشعار بحس المسؤولية، والمشاركة في الأنشطة الإنسانية وتبني القيم الإنسانية والإسلامية ونشر السلام، مؤكدة أن الشباب يتصدرون التغيير في المجتمعات ويتغلبون على الأنماط الذهنية بنشر رسالة التسامح، منوهة إلى مبادرات المجتمع المسلم في ألبانيا عبر تعزيز السلم في المجتمع عبر الشباب وتعزيز دور مؤسسات التعليم.

كما دعت عائشة عجارة، طالبة محاماة بالجامعة الإسلامية في أوغندا، إلى الاستفادة من قدرات الشباب الابتكارية، ومن عالم الإنترنت والتكنولوجيا، بتعزيز السلام الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، وكذلك تعزيز التواصل العالمي بغض النظر عن الجغرافيا وتأسيس شبكة تجعلنا أقرب لبعضنا البعض، موضحة في كلمتها الموسومة بـ(كيف يمكن للشباب استخدام الإنترنت لتعزيز العدالة الاجتماعية والسلام؟)، آليات تعزيز السلام والعدالة المجتمعية لدى الشباب من خلال استيضاح المعلومات الدقيقة، ونشر المعلومات الإيجابية وقيم الخير، ونشر ثقافة التسامح، وترسيخ العلاقات الإيجابية، وعدم نشر الأكاذيب.

فيما تحدث السيد تيلا هاريسون هانت، شاب ناشط مسلم من نيوزيلندا، عن تجربة السلم المجتمعي في بلاده التي تعرضت لهجوم إرهابي العام الفائت، مؤكداً الحاجة لتعزيز السلم المجتمعي بالنظر لتحديات الشباب.