الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

البرنامج الإعلامي الوطني للشباب يستعرض التحديات ويناقش تطوير قطاع النشر

نظّم نادي دبي للصحافة بالتعاون مع «مؤسسة وطني الإمارات»، سلسلة من الجلسات عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، ضمن أجندة البرنامج الإعلامي الوطني للشباب في دورته الثالثة، وذلك لمناقشة واقع قطاع النشر وآفاق التطوير فيه، والتحديات التي تواجه قطاع الإعلام بصورة عامة، وذلك بمشاركة نخبة من الإعلاميين والخبراء العرب والأجانب، ضمن مؤسسات إعلامية محلية وإقليمية ودولية، بهدف تعزيز خبرات منتسبي البرنامج من الإعلاميين الشباب، بما يتماشى مع متطلبات الوقت الراهن، واطلاعهم على أفضل التجارب والممارسات وتشجيعهم على اكتساب المهارات والأدوات الإعلامية اللازمة، من خلال منصة تُعنى بتعزيز تبادل الخبرات في المجالات الإعلامية.

وفي جلسة بعنوان «البحث عن الكفاءات والمبدعين» تحدث الكاتب عبدالرحمن الراشد من خلال خبرته الطويلة في الإدارة الإعلامية، عن بحث المؤسسات الإعلامية عن «المبدعين» بين آلاف الشباب العاملين في الحقل الإعلامي.

وناقش الراشد خلال الجلسة أهمية العناصر المبدعة والموهوبة للمؤسسات الإعلامية، وقدرتها على صناعة الفارق في سوق العمل، وما يمكن للمؤسسات الإعلامية أن تمنحه من فرص لتلك الكوادر الشابة، وما الذي يمكن لهم أن يفعلوه للتفوق في هذا المجال الأكثر تنافسية.



كما تناولت الجلسة تنافس كبرى المؤسسات الإعلامية على المستويين الإقليمي والدولي على استقطاب المبدعين في مجال الإعلام، حيث لم تعد قيمة المؤسسات تقاس فقط بمدى إمكاناتها وبنيتها التحتية وحجم الاستثمارات التي ضُخّت فيها، لكنها تقاس اليوم بعدد المبدعين الذين يمكنهم صنع الفارق وتحقيق نجاحات متعددة للمؤسسة التي يعملون فيها.

الأخبار الكاذبة

كما ضمت أجندة البرنامج الإعلامي الوطني للشباب في دورته الثالثة، جلسة بعنوان «الأخبار الكاذبة وكوفيد-19»، تناول خلالها مدير الأخبار العالمية في وكالة «فرانس برس» فليب شيتويند، حجم المعلومات المضللة التي صاحبت انتشار جائحة كوفيد-19، والتي أثرت من دون شك بشكل سلبي في صدقية المعلومات المتداولة على مواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.

كما استعرض تجربة وكالة «فرانس برس» وجهودها في مجال مواجهة ظاهرة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، من خلال فريق عمل متكامل مكوّن من 100 مدقق في مناطق متفرقة من العالم، للحد من تلك الظاهرة وتأثيرها الخطير في الرأي العام في المجتمعات حول العالم.



قصة رئيس تحرير

ومن ضمن الجلسات التي يقدمها البرنامج الوطني للشباب لتسليط الضوء على بعض التجارب الإعلامية الشخصية، قام رئيس تحرير صحيفة الرؤية ورئيس جمعية الصحفيين الإماراتية محمد الحمادي، خلال جلسة حملت عنوان «قصة رئيس تحرير»، باستعراض مجموعة من المحاور المتعلقة بمهنة رئيس التحرير، حيث تناول بداية الحلم، متطرقاً إلى الوقت الصحيح لوضع خطة العمل لتحقيق حلم الصحفي، ليكون رئيساً للتحرير، وذلك من خلال الدراسة الجامعية والخطوات التي يجب على من يرغب في امتهان هذه المهنة اتباعها منذ الالتحاق بالعمل، وتطرق كذلك إلى مُسمَّى رئيس التحرير ومعناه، ودوره ومهامه ومسؤولياته، وعلاقاته بفريق عمله داخل غرفة الأخبار، وبالآخرين خارج المؤسسة الصحفية التي يعمل فيها.

ومن خلال تجربته الشخصية في 3 مواقع تولى فيها مسؤولية رئاسة التحرير وهي: مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، وصحيفة الاتحاد، وحالياً صحيفة الرؤية، استعرض الحمادي المتطلبات والمهارات الأساسية التي يجب أن تتوافر في الصحفي، وهو في طريقه إلى رئاسة تحرير المؤسسة الصحفية.



كما تناول اختلاف دور رئيس التحرير في الوقت الراهن، وتأثير الإعلام الرقمي في هذا الدور، لافتاً إلى ضرورة أن يتحلّى رؤساء تحرير المستقبل بمهارات جديدة، مرتبطة بالعالم الرقمي تختلف عن المهارات التقليدية لمهنة الصحافة.

الكلمة والصورة

أما الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط حسين شبكشي، فتحدث ضمن جلسة افتراضية عنوانها «الكلمة والصورة عبر الزمن»، عن تاريخ الخطاب الإعلامي، بدايةً من اللغة المصوّرة التي استُخدمت قديماً للتعبير كالرسوم والنقوش والرموز في الحضارات القديمة مثل: الفرعونية وما بين النهرين أو البابلية، كذلك الإغريقية، والرومانية، والآزتيك، والمايا، وصولاً إلى الكتابة والأبجدية وهيمنة الحرف والكلمة في حضارات أخرى مثل: حضارة الصين والحضارة العربية، وصولاً إلى الإعلام الجديد أو الرقمي، والذي يعتمد على الشاشة والصورة الحيّة، حتى باتت الأعمال الجديدة تعتمد على الصورة والتي أصبح يُنظر لها على أنها تغني عن ألف كلمة.

كما تطرق شبكشي بشكل مختصر إلى مجال الخطاب الإعلامي وتطوره عبر التاريخ، والذي بدأ بالصورة والرمز قبل اختراع الأبجدية، واعتماد الكلمة كوسيلة تخاطب وإعلام، وانتشار ذلك مع ظهور الطباعة، ثم عادت الصورة للواجهة من جديد مع اختراع الكاميرا التي قدمت للعالم الصورة والفيديو، حتى باتت الصورة هي اللغة المعتمدة اليوم في وسائل الإعلام الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي.



الاتجاهات العالمية


وتحدث الكاتب والخبير الدولي في المخاطر الجيوسياسية العالمية وجغرافية الاقتصاد والمراسل السابق لوكالة رويترز وواشنطن بوست أفشين مولافي، في جلسة بعنوان «الاتجاهات العالمية» عن ضرورة تمتّع الإعلاميين الشباب بالمهارات الأساسية التي تمكنهم من فهم الاتجاهات العالمية، وما يحدث حولهم من تغيرات، على الرغم من الضغوط التي يتعرض لها الصحفي على مدار الساعة خلال تأديته لمهامه اليومية.

وتناول مولافي خلال الجلسة، أهمية بحث الصحفي عن التفاصيل والمعلومات الموثوقة، وعدم الانجراف نحو العناوين البراقة، أو التأثر بعواصف التغريدات والمشاركات التي تُبث عبر منصات التواصل الاجتماعي، وألا يسمح لها بتشكيل رأيه ووجهة نظره، بينما الأولى أن يبحث فيما وراء العناوين ليصل إلى الحقيقة وتوثيقها من مصادرها الأصلية.



مستقبل الصحافة

وتناولت جلسة «مستقبل الصحافة» التي تحدث فيها رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز فيصل عباس، التغيرات التي ألمت بالمشهد الإعلامي، والصحفي على وجه الخصوص خلال تفشي فيروس كورونا، وتسابق كافة المؤسسات الإعلامية على تعزيز نوافذها ومنصاتها الإلكترونية، ولا سيما مع توقف بعض الصحف الورقية واعتماد المتابعين على المواقع الإلكترونية لاستقاء المعلومات والأخبار.

وناقش عباس كذلك الاتجاهات المستقبلية للصحافة، وموقع الصحافة التقليدية في عصر الإعلام الجديد والفضاء المفتوح، وحدوث تحولات رقمية في كل مكان حول العالم، إضافة إلى كيفية مواجهة انتشار الأخبار الكاذبة، ولا سيما في أوقات الأزمات، ومؤخراً مع انتشار وباء كورونا، وما رافق الجائحة العالمية من أخبار مضللة يمكن أن تخدع المتلقي وتزيد من حالة عدم اليقين لديه.

منصة متخصصة

ويُعد البرنامج الإعلامي الوطني للشباب أول منصة متخصصة تهدف إلى اكتشاف أكبر عدد ممكن من المواهب الإعلامية المحلية وصقلها، وإعداد جيل قيادي من الإعلاميين القادرين على تطوير المشهد الإعلامي الإماراتي، ووضع تصورات مستقبلية لهذا القطاع الحيوي، علاوة على المساهمة في توطين المهن الإعلامية في الدولة، وتوفير تدريب عملي جامعي لطلبة الإعلام على مختلف تخصصاتهم، وإيجاد آلية دائمة لإعداد الكوادر الإعلامية المحلية، من خلال التحاق المشاركين فيه ضمن دورات مكثفة في مؤسسات إعلامية رائدة في الدولة.

ويتيح البرنامج كذلك للمشاركين، الحصول على عضوية نادي دبي للصحافة، ما يفتح أمامهم آفاقاً أرحب للتطور من خلال فرص التواصل مع أعضاء الشبكة الإعلامية الضخمة التي كونها النادي، من خلال علاقاته المتنامية مع المجتمع الإعلامي العربي والعالمي على مدار نحو 20 عاماً.