الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أولياء أمور يتواصلون مع الشرطة لمعالجة سلوكيات أبنائهم الاستفزازية

أولياء أمور يتواصلون مع الشرطة لمعالجة سلوكيات أبنائهم الاستفزازية
تواصل أولياء أمور مع قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية حقوق الطفل والمرأة في الإدارة العامة لحقوق الإنسان بشرطة دبي طالبين مساعدتهم وتقديم الدعم اللازم لهم لتوجيههم حول كيفية التعامل مع أبنائهم المراهقين وطرق مواجهة تصرفاتهم الاستفزازية تخوفاً من أن تؤثر على مستقبلهم وحياتهم.

وكشفت رئيسة قسم الدعم الاجتماعي في إدارة حماية حقوق المرأة والطفل في الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي أن القسم تلقى شكاوى من أولياء أمور للتعامل مع أبنائهم بسبب سلوكيات مستفزة صدرت من بعضهم أبرزها: أخذ سيارة ولي الأمر كرد فعل لعدم شراء الأبوين مركبة للمراهق أو رغبة منه في التباهي أمام زملائه عدا عن تسببه في ارتكاب مخالفات مرورية، وثانياً تعمد ارتكاب مخالفات إجرائية منها عدم ارتداء الكمامة وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي كرد فعل على شجار مع الأبوين.



وأكدت الكندي أن قيام المراهقين بسلوكيات استفزازية تأتي ظناً منهم أنها وسيلة لإثبات وجهة نظرهم وتنفيذ رغباتهم والضغط على أولياء أمورهم، وتتعدى تلك السلوكيات بعض التصرفات التي تؤدي بالمراهق إلى مراكز الشرطة لمخالفته للقانون وهذه الحالات ليست بالكبيرة ولا تتجاوز 5 حالات في 6 أشهر وردت للإدارة.


ونوهت بأن طلب المساعدة قد يتم من قبل أولياء الأمر وأحياناً من قبل الأبناء ويتم اتخاذ الإجراء المناسب من الناحية الاجتماعية والإنسانية والنفسية عبر تواصل القسم مع الشباب وأسرهم لتوعيتهم وتوجيههم قبل اتخاذ أي إجراء قانوني للحفاظ على الأسرة واستقرار المنزل وحفاظاً على الروابط الأسرية، لافتة إلى وجود حالات تم فيها إلزام الطرف المتسبب في المشكلة، بالتوقيع على تعهد بعدم التكرار ومن ثم تمت متابعة الحالة من قبل قسم الدعم الاجتماعي الذي يتولى التأكد من الحالة.

وأشارت الكندي إلى أن المختصين في الإدارة يحرصون على تحجيم المشكلة ووضعها في إطارها المناسب ودراسة الأسباب التي تسببت في لجوء المراهق أو الشاب لتلك التصرفات وهل كان السبب الأسرة أم أمراً آخر ويتم في كل حالة التواصل مع الشاب والأسرة ودراسة الواقعة.

ومن الحالات التي يتم التعامل معها مراهق 16 سنة تطاول على والدته مع العلم أنها هي المسؤولة بشكل كلي عن الأسرة ولجأت الأم لشرطة دبي بقصد حل المشكلة وتم مباشرة التواصل مع الشاب لدراسة الحالة والتعامل معها.

وأفادت الكندي بأن بعض الآباء يعتقدون أن الابن مسيء ومتطاول وأحياناً يرفضون أي خطأ قد يرتكبه الابن بحجة أنهم يوفرون له كل متطلباته علماً أن الخطأ وارد في هذه المرحلة العمرية وهنا نوجه الأهل لضرورة مصادقة الأبناء ومعاملتهم بطريقة حسنة ومعرفة ما في جعبتهم من خير وشر وأن يتم منحهم الثقة بالنفس.

وقالت الكندي: ننصح الأسر بالتوجه لمتخصصين دائماً لحل ما يتعرضون له من مشاكل يصعب حلها من قبلهم كي يتم احتواء المشكلة قبل استفحالها وتقييمها وتقديم الاستشارة لطالبها سواء مراهق أو ولي أمر وعادة لو كان الخطأ يرتكب للمرة الأولى وتبينت الأسباب التي دفعت الابن لهذا السلوك نوجه الأب والأم إلى كيفية التعامل مع الأمر وطرق تعاطي القانون مع الحالة ونحاول معالجة المشكلة التي تحدث بين أفراد الأسرة مع العلم أن المواد القانونية موجودة في قانون العقوبات ولكننا نلجأ للحفاظ على البيوت في احتواء المشاكل وحلها وإعادة الأطراف للطريق السليم.

وأضافت: أحياناً نجد أن أحد الأطراف مخطئ في تقدير المشكلة ولدية معتقدات معينة في داخله كأن يسأل الابن ذويه لماذا ساهمتم في وجودنا في الحياة إن لم تكونوا قادرين على تقديم ما نطلبه ونحتاجه، وهذا سؤال غير منطقي وعلى الأبناء مراعاة أوضاع الأسرة، لافتة إلى أنه أحياناً تسهم شخصية الأب والأم في تطاول الأبناء على الآباء كما قد يؤدي الإهمال غير المقصود لأسباب معينة منها فقدان الأب لوظيفته أو تخفيض راتبه أو انفصال الأبوين ويرفض الأبناء هذا الوضع.

وقالت الكندي إنه كان لفترة تقييد الحركة بسبب «كورونا» آثار إيجابية ساهمت في تقريب المسافات بين المراهقين وأسرهم حتى إننا رصدنا بعض النكات التي صدرت من مراهقين منها «تعرفت على أهلي وهم وايد طيبين» كما أصبح للآباء دور بارز في تربية الأبناء بعد أن كان للمرأة دور يقارب 95% في توجيه الأبناء في ظل غياب الأب في العمل

من جهته قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة الأستاذ الدكتور أحمد فلاح العموش إن المراهقين يلجؤون لهذه التصرفات بسبب تعرضهم لتنشئة اجتماعية ناقصة إذ قد يعاني من ضعف التصاق عاطفي وضعف الإشراف الأبوي وغياب أحد أدوار الأبوين ويلجأ إلى إثبات الذات لأنه يعاني من تقدير الذات المنخفض، وأحياناً يلجأ إلى التنمر أو إيذاء الغير أو العنف والتخريب أو إيذاء نفسه عبر التصرفات الطائشة والانحرافات السلوكية.



وشدد على أهمية الرعاية والإشراف الأبوي وأن يغلب الجانب العاطفي على المادي والنفسي في متابعتهم والتعامل معهم.