السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مدير جائزة «حمدان الطبية»: تفضيل الأبحاث المتماشية مع خطط الدولة الصحية

مدير جائزة «حمدان الطبية»: تفضيل الأبحاث المتماشية مع خطط الدولة الصحية

أرشيفية.

أكد المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، عبدالله بن سوقات، أن الدورة الحالية للجائزة اختارت «الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية» موضوعاً لها، بسبب دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في الأمور الطبية كافة، مشيراً إلى تقدم 90 بحثاً لنيل المِنح البحثية من الجائزة.

وذكر بن سوقات، في حوار مع «الرؤية»، أن اختيار موضوعات الأبحاث في الجائزة يتم بتفضيل الأبحاث التي تتماشى مع خطط الدولة الصحية التي تولي اهتماماً خاصاً بقطاع الصحة العامة.

وتالياً نص الحوار:




- لماذا اختير «الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية» موضوعاً للدورة الحالية من الجائزة؟

الذكاء الاصطناعي اليوم أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ويؤثر بصورة مباشرة على طريقة تفاعلنا مع الأمور كافة من خلال الثورة المعلوماتية بجوانبها كلها، وهذا يشمل مجال الرعاية الصحية، حيث تدخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالاته، من أنظمة الكشف والتشخيص، وروبوتات تحليل بيانات الصور، والنتائج المخبرية، والمقارنات المعيارية للنتائج، وحتى في الاكتشافات والصناعات الدوائية.

وجاء هذه الاختيار امتداداً لنهج الجائزة وسياستها لمواكبة كل ما هو جديد في مجال الرعاية الصحية والبحث العلمي وحرص سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية راعي الجائزة، على السعي لتوفير أفضل الوسائل التي من شأنها الارتقاء بالقطاع الطبي والصحي، وبما يتماشى مع توجهات دولة الإمارات وخططها الاستراتيجية الهادفة إلى الارتقاء بمنظومة القطاع الصحي واستخدام أحدث التقنيات في التشخيص والعلاج والتي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

- كم عدد الأبحاث التي دعمتها الجائزة خلال العام الحالي؟

في هذه الدورة تقدم 90 بحثاً للمنافسة على منحة البحوث الطبية المقدمة من الجائزة، وسيتم اختيار أفضل البحوث وفقاً لمعايير الفائدة العلمية والأهمية المجتمعية، وخلال السنوات الـ20 الماضية، دعمت الجائزة أكثر من 600 مشروع بحثي في مجالات الطب والصحة العامة.

الدعم يمتد إلى أكثر من مجرد الدعم المادي ويشمل الدعم العلمي الذي يستفيد منه كل المتقدمين بالنقد البنّاء والتقويم من قبل اللجنة العلمية للبحوث والمحكِّمين الدوليين، وهذا يخدم مقصد الجائزة في تنشئة جيل جديد من الباحثين الشباب.

- كيف أثّرت جائحة كوفيد-19 على أنشطة الجائزة التي كان مخططاً لها؟

فرضت جائحة كوفيد-19 الكثير من الأمور كان من أهمها التباعد الاجتماعي، ولا سيما على الجهات الطبية التي فُرض عليها عدم استقبال مرضى أثناء فترة الحجر المنزلي، ما أفقد المرضى التواصل المباشر مع الأطباء، ومن خلال رصد الجائزة ومتابعتها لكل ما يحدث وصلنا إلى نتيجة نشر ثقافة المعلومة الصحيحة، لهذا بدأت الجائزة سلسلة من الندوات العلمية «عن بُعد» تناقش عدداً من الموضوعات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

- ما المتغيرات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على مستوى مراكز الأبحاث الطبية، وخصوصاً مسألة تحديد أولويات هذه المراكز في اختيار الأبحاث؟

مع بدء انتشار جائحة كوفيد-19 حول العالم اتخذت الدولة إجراءات استباقية لمكافحة الوباء والحد من انتشاره، كما تبنت الخطوات اللازمة لتخطي الأزمة، وقد استطاعت الدولة بفضل قيادتها الرشيدة أن تثبت مرة تلو أخرى قدرتها على مواكبة كل ما هو جديد وتخطي الظروف مهما بلغت صعوبتها.

لقد تم تحديد الأولويات البحثية حسب أهميتها في الوضع الحالي، وبالتأكيد وجود جائحة بهذا الحجم جعل الأولوية القصوى لكل مراكز البحوث في الدولة وحول العالم تتركز حول سبل التعامل الأمثل معها والحلول المقترحة، وشاهدنا في دولة الإمارات جهود الهيئات الصحية والمراكز البحثية في ابتكار اللقاحات والتشريعات والتوصيات الحكومية التي تهيئ المناخ المناسب للابتكار في ظل هذه الجائحة.

- ما محاور الأبحاث التي تستهدف الجائزة تمويلها خلال الفترة المقبلة؟

اختيار موضوعات الأبحاث في الجائزة يكون بتفضيل الأبحاث التي تتماشى مع خطط الدولة الصحية التي تولي اهتماماً خاصاً بقطاع الصحة العامة، وظلت الجائزة تدعم مجال البحث الطبي في القطاع السريري باعتباره أولوية في مجال الرعاية الصحية وقطاع الصحة العامة.

- ما أفرع جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم الطبية للعام الحالي؟ وما قيمة كل جائزة؟

للجائزة عدة أفرع أولها، الجوائز العالمية، وتشمل: جائزة حمدان العالمية الكبرى وقيمتها 250 ألف درهم، وجائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة وتُمنح الجائزة لثلاثة أشخاص مختلفين، وقيمتها 300 ألف درهم توزع بالتساوي، وجائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والإنسانية وقيمتها 300 ألف، يتم تقسيمها على 4 فائزين.

كما أن هناك جوائز العالم العربي وهي: جائزة حمدان لأفضل كلية أو معهد أو مركز طبي في العالم العربي وقيمتها 900 ألف درهم وتمنح مناصفة لمؤسستين من الوطن العربي، وجائزة حمدان لتكريم الشخصيات الطبية المتميزة في الوطن العربي وقيمتها 100 ألف درهم وتُمنح مناصفة إلى شخصين من الوطن العربي بواقع 50 ألف درهم لكل منهما.

أما الجوائز المحلية، فتشمل جائزة حمدان لأفضل قسم طبي في القطاع الحكومي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتبلغ قيمتها 700 ألف درهم وتمنح مناصفة لقسمين متميزين بواقع 350 ألف درهم لكل قسم، وجائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية وتبلغ قيمة هذه الجائزة 250 ألف درهم، وجائزة حمدان لأفضل بحث تم نشره في مجلة حمدان الطبية من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.

- ما الدور الذي يقوم به مركز دعم البحث العلمي والنشر التابع للجائزة؟

منذ إنشاء الجائزة ركزنا على هذا الموضوع ووضعنا المنحة البحثية للجائزة، وقد كان هدفنا الرئيسي من هذه المنح هو ترسيخ ثقافة البحث العلمي وخلق البيئة الملائمة بمؤسسات القطاع الطبي والصحي بالدولة، كما أسهمت المنح في خلق حراك علمي بين العاملين، وعززت تواجدهم في سباق البحث العلمي في الجامعات والمؤسسات الصحية محلياً، وهذا ما انعكس إيجاباً على زيادة عدد الباحثين وعدد ونوعية البحوث الصحية المنشورة.

ولذا لم تكتفِ الجائزة بالدعم المادي فقط، بل نظمت ورش عمل بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية كجامعة الإمارات، وذلك من أجل تعزيز ثقافة البحث العلمي وإرساء منهجيات البحث العلمي.

ومع وضع البحث العلمي في صدارة الخطط العامة للدولة كاستراتيجية الصحة بدبي 2021، فلا بد أن نؤكد على مواكبة الجائزة لهذه الخطط والعمل على تطوير آليات العمل وإثرائه بأفكار مبتكرة تتناسب مع هذه الرؤية، كما أن النشر في الجائزة يمثل نشاطاً موازياً لخدمة أهدافها الأساسية، فالجائزة ليست دار نشر للإصدارات الطبية، ولكن لدينا مثلاً مجلة حمدان الطبية وهي مجلة طبية مُحَكمة مفتوحة المصدر، حيث تصدر بنسختيها الإلكترونية والمطبوعة وقد بدأ إصدارها كمنصة لنشر الأبحاث المدعومة من الجائزة ثم أصبحت جاذبة للأبحاث من مختلف التخصصات الطبية وللعديد من الباحثين من المؤسسات الأكاديمية والطبية المحلية وكذلك الإقليمية.

- هل ستشهد الجائزة زيادة في القيمة المالية خلال الفترة المقبلة؟

لم يبخل سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم على تمويل أنشطة الجائزة طوال مسيرتها، بدأت الجائزة عام 1999 بميزانية قدرها 2 مليون درهم، ووصلت الآن إلى 25 مليون درهم، وتعتبر ميزانية الجائزة متغيرة تبعاً لاستراتيجيتها وبناءً على الواقع.