الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

«الإمارات منارة التسامح والتعايش في العالم» تلخص التحديات البشرية بعد «كورونا»

«الإمارات منارة التسامح والتعايش في العالم» تلخص التحديات البشرية بعد «كورونا»
نظمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش أمس أمسية افتراضية بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي تحتفل به دولة الإمارات، وذلك على هامش فعاليات المهرجان الوطني للتسامح والتعايش الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش تحت شعار «على نهج زايد».

شارك في الأمسية - التي تم بثها عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي - كل من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ووزير دولة رئيس جامعة الإمارات زكي أنور نسيبة، وسفير الدولة لدى جمهورية البيرو محمد عبدالله الشامسي.

وتناولت الجلسة عدداً من المحاور المهمة، التي تلخص التحديات التي تواجه البشرية بشكل عام ومنظومة القيم الإنسانية بشكل خاص، في عالم بعد «كورونا» ومستقبل التسامح، والفرص التي أمام العالم ودور الإمارات المحوري في هذا الصدد.


وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمة له خلال الأمسية إن العام الحالي شهد تطورات مهمة، في مسيرة المجتمعات البشرية، تدعونا جميعاً، إلى النظر إلى المستقبل، والإعداد والاستعداد لمتطلباته، بكل جد واهتمام.. إن تجربة العالم مع فيروس كورونا المستجد، على سبيل المثال، قد أظهرت بكل وضوح، وجود تحديات كثيرة، لا تميز بين البشر، ولا تعترف بالحدود الجغرافية، أو السياسية للدول، بل هي كذلك، تحديات تشير إلى أهمية التسامح والتعايش، في التعامل معها، في الحاضر والمستقبل، من هذه التحديات ما يلي:


أولاً: تحديات عالم يعيش ثورة في المعلومات، تؤثر في نظم اتخاذ القرار، وترتبط بظهور تحالفات اقتصادية وحروب تجارية، سوف تؤثر على العالم كله.

ثانياً: تحديات عالم ترتفع فيه الدعوات العنصرية والطائفية والشعبوية، ويشهد إلقاء اللوم على الآخرين، وبناء الحوائط العازلة بين الدول والشعوب، والتي قد تكون حوائط حقيقية، من مبان أو منشآت، أو حوائط نفسية وثقافية وحضارية واقتصادية.

ثالثاً: تحديات عالم يتنافس فيه الجميع، وما تؤدي إليه المنافسة (الشريفة أو غير الشريفة)، من ارتفاع مكانة بعض الدول، وانحفاض مكانة دول أخرى - قد تنشأ نتيجة لذلك، تحالفات سياسية واقتصادية جديدة، وقد تضعف تحالفات وتكتلات قائمة، وقد تظهر أنماط مختلفة للعلاقات الدولية.

رابعاً: تحديات التقنيات الحديثة، بما في ذلك، تحديات الذكاء الاصطناعي، وتحديات الجيل الخامس، وما تمثله من أدوات، لتحقيق القوة والنفوذ الاقتصادي والسياسي في العالم.

خامساً: تحديات عالم تنتشر فيه النزاعات والصراعات، سواء بين الدول، أو بين الجماعات والطوائف، وما يترتب على ذلك، من آثار في حركة المهاجرين واللاجئين في العالم، بل وما تتطلبه كذلك، من السعي الدائم، لإيجاد حلول سلمية، تحافظ على مصالح الجميع.

سادساً: تحديات التنوع والتعددية في السكان، وما يترتب عليها، من حاجة إلى تنمية قدرة المجتمعات البشرية، على استيعاب الجميع، بل وتنمية قدراتها كذلك، على الحفاظ على التراث، وتأكيد الاعتزاز بالهوية الوطنية.

سابعاً: تحديات الرعاية الصحية، وبالذات، توفير مستويات مقبولة للخدمات الصحية لجميع السكان، بالإضافة إلى كيفية مواجهة الأوبئة والجوائح.

ثامناً: تحديات البيئة والمناخ، وبناء القدرة على الحفاظ على حقوق أجيال المستقبل، في بيئة نظيفة ومستدامة.

تاسعاً: تحديات عالم تتزايد فيه توقعات السكان، في مستويات مرتفعة للمعيشة، وفي حياة كريمة، تتسم بتعليم جيد، وإسهامات كاملة في الحياة، وما يمثله ذلك، من ضغوط على الحكومات، وكافة مؤسسات المجتمع.

وقال «إن جميع هذه التحديات، أيها الإخوة والأخوات، إنما تتصل مباشرة، بتشكيل معالم الحاضر والمستقبل في كل مكان في العالم - وفي هذا السياق، فإننا نحمد الله كثيراً، أن دولة الإمارات، وهي تحتفل في العام القادم، بمرور 50 عاماً على تأسيسها، وتقوم الآن بوضع خطط الاستعداد للـ50 عاماً المقبلة، من خلال لجنة الاستعداد للـ50، برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إنما تؤكد بكل قوة، على أهمية التعاون والعمل المشترك بين الجميع، وعلى أهمية تعميق دور القيم الإنسانية في المجتمع، كأدوات أساسية، في مواجهة كل هذه التحديات، ويتمثل ذلك، في التركيز في مسيرة الوطن، على تنمية قدرة الدولة، وتوظيف عناصر القوة في مسيرتها، في إطار يحافظ على تراثها الأخلاقي، ويحتفي بالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة، التي تحقق الوحدة والتماسك، في نسيج المجتمع.. إن ذلك كله هو جزء أساسي في منهج الإمارات، في التعامل مع المستقبل».

وأشار خلال كلمته إلى أهمية أن نؤكد أمام العالم كله على مكانة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، في دعم قدرات دولة الإمارات، على مواجهة كل التحديات:

- التسامح يحقق الثقة والأمل في مستقبل الوطن.

- التسامح، وسيلة فعالة، لتعبئة جهود جميع السكان، من أجل خدمة المجتمع والإنسان.

- التسامح وسيلة فعالة كذلك، لربط هؤلاء السكان، بمسيرة الوطن والعالم.

- التسامح والقيم الإنسانية، هي أمور ضرورية، لدعم القدرة على التعاون والعمل المشترك، وبناء العلاقات المفيدة، داخل وخارج الدولة، على حد سواء.

- التسامح والأخوة الإنسانية، هي أمور تؤكد ضرورة التركيز على بناء الإنسان، بالإضافة إلى تأكيد دور الشباب، وتعميق دور المرأة في حياة المجتمع، وتمكينهم من الإسهام الكامل، في كافة المجالات.

- التسامح والقيم الإنسانية الأخرى، هي الطريق إلى المواطنة الصالحة، بما في ذلك، الحرص على حماية البيئة، وتطويرها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، بل وجعل البيئة في الدولة مجالاً لاستمتاع الإنسان، وتحسين جودة الحياة له.

- التسامح والقيم الإنسانية الأخرى، تشجع على العمل الجماعي، وتؤدي إلى التواصل الإيجابي بين الأجيال.

- التسامح قد جعل من الإمارات، ولله الحمد، واحة للتعايش والتآلف، ووطناً للرخاء والسلام والاستقرار، بل بلداً يركز على بناء المستقبل، وعلى تحقيق الخير لجميع السكان.

واختتم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كلمته مؤكداً أن التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، هي قيم أساسية، لها دور مهم، في بلورة مسؤولياتنا الفردية والجماعية، من أجل العمل على نشر المحبة والسلام، والحفاظ على كرامة الإنسان، وتحقيق التقدم والنماء، في الدولة والمنطقة والعالم، وأن لنا جميعاً، أن نعتز ونفتخر، بأن الإمارات الحبيبة، بقيادتها الحكيمة، وشعبها المبدع، وتراثها الخالد، ملتزمة تماماً، بتعميق دور التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، في بناء الحاضر، وتشكيل المستقبل، بل وكذلك، في الإسهام الفاعل في مسيرة العالم، تحرص الدولة في ذلك، على التعاون الدولي، وعلى أن يكون لها دائماً دور مهم في بناء مجتمعات بشرية قائمة على المعارف، والصفات والخصائص التي يتمتع بها الإنسان، وتهدف إلى تحقيق الخير والرخاء للجميع، في كل مكان، ونتطلع في وزارة التسامح والتعايش، إلى العمل معكم، من أجل تأكيد المكانة المرموقة لدولتنا الحبيبة، في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وأن يكون ذلك، كما نؤكد دائماً، جزءاً مهماً، من القوة الناعمة، للإمارات في العالم، معرباً عن شكره وتقديره، لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي لرعايته الكريمة لهذا الملتقى.

من جانبه قال زكي أنور نسيبة: «إننا في دولة الإمارات نستلهم من شريعتنا الغراء، ومن إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - ومن الأخلاق الإماراتية الأصيلة مفاهيم التسامح والتعايش السلمي، واحترام الآخرين من جميع الأديان والأعراق والثقافات، ووفقاً للبرنامج الوطني للتسامح وإثراء بالمحتوى العلمي والثقافي للبرامج والأنشطة، نقوم بحزمة من المبادرات نوضح من خلالها نهج الدولة في التسامح وأهمية الحوار والتفاهم والتعايش داخل الدولة وخارجها، ليكون التسامح والاعتدال ثقافة ومنهجاً في مجتمعنا».

بدوره، قال محمد عبدالله الشامسي سفير الدولة لدى جمهورية البيرو: «تصدر مفهوم التسامح المشهد العام في دولة الإمارات خلال عام 2019، وشكلت وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت من أبوظبي في ختام اللقاء التاريخي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وصفة متكاملة العناصر لإنهاء العديد من الأزمات التي تجتاح العالم، وفي ظل أكبر أزمة صحية يشهدها العالم مع تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، تشرف نهاية عام 2020 ونحن نتطلع إلى خلق مستقبل أفضل للجميع، في دولة اختارت طريق السلام».

واختتمت الأمسية الافتراضية ببث حي لكورال التسامح الذي قدمه أكثر من 250 شخصاً من طلبة المدارس من 170 جنسية مقيمة في دولة الإمارات حملت من خلالها رسالة حب وقبول وتعايش وأمل في المستقبل.