السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أسر الشهداء: سِيرهم بطولات ستروى لمن عاصر هذه الحقبة الاستثنائية

أسر الشهداء: سِيرهم بطولات ستروى لمن عاصر هذه الحقبة الاستثنائية
عبّرت أسر شهداء الوطن عن فخرها واعتزازها بأبنائها الأبطال الذين رفعوا راية الدولة عالياً، وصدقوا ما عاهدوا الله عليه فأعلوا من مجد وطننا الغالي الإمارات، مؤكدين أن التضحية بالروح هي أقل واجب يقدم للوطن الغالي، فسيرة شهداء الإمارات قصص مخلّدة تتناقلها الأجيال، وإرث ثمين خصصت له مناسبة وطنية هي «يوم الشهيد»، ومثال رفيع يحتذى في طاعة ولي الأمر.

وأكدوا أن وقفات الشهداء سيسجلها التاريخ وستروي قصة عزة وكرامة تتناقلها الأجيال ويحكيها كل من عاصر هذه الحقبة الاستثنائية، مضيفين: «يكفينا عزة ومجداً أن جثامين الشهداء الطاهرة عادت لأرض الوطن ملفوفة بعلم الإمارات الغالي، وهذا بحد ذاته وسام على صدورنا ونصر مؤزر لدولتنا الإمارات».

ساحات المجد


وأكدت إيمان سليمان عبدالله النقبي زوجة الشهيد ماجد أحمد محمد النقبي، الذي استشهد في حادث سقوط طائرة، «على الرغم من مرور أكثر من 5 أعوام على رحيل زوجي، إلا أننا لا زلنا نعيش مشاعر الاعتزاز التي منحنا إياها حين استُشهد وهو يؤدي واجبه الوطني على أكمل وجه، مضحياً بنفسه في سبيل خدمة وطنه».


وأشارت إلى أن للشهيد طفلة واحدة هي روضة تبلغ من العمر 10 أعوام وبدافع ولائها للوطن وفخرها بوالدها الراحل الذي علمها الإقدام والشجاعة منذ صغرها، تطمح للالتحاق بالمجال العسكري، لإكمال مسيرة العطاء وبذل الغالي في سبيل الوطن، متسلحة بالعزيمة وبسيرة والدها التي سطرها تاريخ دولة الإمارات بحروف من ذهب مع كوكبة الشهداء الذين أبلوا بلاء حسناً في ساحات الشرف والرجولة، نصرة للمظلوم وترسيخاً لمبادئ السلام والعدالة والمساواة بين كافة الأديان والطوائف والثقافات، مؤكدة أن أمثال هؤلاء لا يغيبون عن ذاكرة ووجدان الوطن بل تبقى سيرهم مناهج تُدرس للأجيال القادمة، فذكراهم كالروائح المعتقة التي تزداد قيمة وعبقاً كلما توالت القرون والأحداث عليها.



إرث عظيم

من جانبها، عبّرت نورة الحوسني زوجة الشهيد محمد علي زينل البستكي، عن فخرها واعتزازها باستشهاد زوجها في ميادين العزة والكرامة أثناء تأديته مهمة وطنية في التطوع الإنساني في أفغانستان، مشيرة إلى أنه حين رحل كان لديه فاطمة وعلي، إلا أنه ترك لهما إرثاً عظيماً متمثلاً في منحهما لقب «أبناء الشهيد» الذي سيحملونه وساماً على صدورهم مدى الحياة، وفي أخلاقه النبيلة التي يشهد لها الجميع، حيث كان محباً للخير وللعائلة، مؤدياً لصلة الرحم، وأيضاً عُرف عنه الكرم الشديد وحب المساعدة ولو كانت على حساب نفسه.

ولفتت إلى أن للشهيد سيرة عظيمه يسردها جميع أفراد الأسرة على أبنائهم، لتعزيز مفهوم الولاء الوطني لديهم، إذ منح جل وقته وطاقته للعمل التطوعي، الإرث العظيم الذي منحه لأبنائه، إذ تتطلع فاطمة 15 عاماً إلى الالتحاق بالعمل التطوعي بعد إنهاء دراستها الثانوية إلى جانب مشاركتها في مبادرات تطوعية عدة، وكذلك علي البالغ من العمر 12 عاماً الذي يتطلع لإكمال مسيرة والده في التطوع وخدمة الوطن، لافتة إلى أن الشهيد، كان نموذجاً مشرفاً للانضباط والالتزام في تأدية الواجب، سواء من خلال عمله داخل الدولة أو المهام الخارجية التي شارك فيها طوال خدمته بالمجال العسكري.

وأكدت أن القيادة الحكيمة خصصت قنوات تواصل مباشرة مع أسر الشهداء، من أجل تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لهم ولأبناء الشهداء الذين يتابع المسؤولون دراستهم بشكل مستمر، ويحرصون على تلبية جميع احتياجاتهم.

حقبة استثنائية

وقال سيف ابن شهيد الواجب يحيى سعد عبدالله الكشادي: «حين استشهد والدي كان عمري لا يتجاوز 8 أشهر، إلا أني تربيت على سيرته المشرفة، ما جعلني أتميز بتفوقي الدراسي وأحرص مع أخوتي الخمسة على حفظ سيرته العظيمة ومواصلة الفخر بقصة استشهاده وبأنه قدم روحه فداء للوطن الغالي».

وأؤكد أني أشعر بالفخر الذي يملأ نفوس جميع أفراد أسرتي ببطل عشق تراب الإمارات، وكان مستعداً في كل يوم لتقديم روحه في سبيل أداء الواجب، ولم يتقاعس يوماً في القيام بذلك وكان يعلم خطورة العمل الذي يقوم به، إلا أنه كان يحب عمله كثيراً، فمنح روحه فداءً لتراب الوطن الغالي، لافتاً إلى أن والدته لم تألُ جهداً في غرس قيم الولاء وحب الوطن في نفسه، إلى جانب تعزيز مشاعر الفخر بوالده الشهيد البطل .

وتابع: «فبينما تحتفل الإمارات، اليوم، بذكرى شهدائها الأبرار، فإن التاريخ يسطر أروع قصص الفداء لأبطال تركوا وراءهم الأبناء والأهل والأحباب، وآثروا رفع علم الإمارات والاستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق، وفاء لقسمهم على حماية تراب هذا الوطن».

وقال «إن التضحية بالروح هي أقل واجب يقدم للوطن الغالي، فسيرة شهداء الإمارات قصص مخلّدة تتناقلها الأجيال، وإرث ثمين خصصت له مناسبة وطنية هي يوم الشهيد، ومثال رفيع يحتذى في طاعة ولي الأمر، وسوف تروي وقفاتهم التي يسجلها التاريخ قصة عزة وكرامة تتناقلها الأجيال ويحكيها كل من عاصر هذه الحقبة الاستثنائية».