الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مواطنون يروون قصة ما بعد اللحظات الأولى لإعلان الاتحاد

مواطنون يروون قصة ما بعد اللحظات الأولى لإعلان الاتحاد
أكد كبار المواطنين أن اتحاد دولة الإمارات حدث مخلد في أذهانهم ومناسبة يستذكرون فيها اللحظات التاريخية المشهودة في سجل الإمارات، مشيرين إلى أن اللحظات الأولى لإعلان الاتحاد ورفع العلم كان لها وقع عظيم على نفوسهم، إذ استبشروا خيراً بالمستقبل، وما زاد حجم فرحتهم تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئاسة الدولة الوليدة.

واستحضروا في الذكرى الـ49 لقيام الاتحاد، صوراً من الماضي الجميل المرتبط في نفوسهم بحدث عظيم، فبينما حرصت أعداد كبيرة من المواطنين على تهنئة الحكام، احتفل آخرون بهذه المناسبة البهيجة عبر إقامتهم الولائم في مجالسهم وبيوتهم، وخرج الصغار والكبار في الساحات الخارجية للأحياء السكنية ينشرون الخبر السعيد ويتبادلون التهاني.

بشرى للإمارات

وقال مطر بن غرير «قبل إعلان اتحاد دولة الإمارات لم يكن لدينا أي وسائل اتصال إلكترونية مع الآخرين أو العالم الخارجي إذ كنا نعتمد على الجيران والأصدقاء في إيصال الأخبار لنا، إلا أنني أتذكر قبل الإعلان عن الاتحاد بأيام قليلة، كان الجميع مستبشراً بسماع بشرى سعيدة تغير مسار حياتهم وتسهل لهم سبل المعيشة، وحين يجتمع الرجال في المجالس كان الأشخاص الذين يعملون مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ينقلون لنا أخباراً بقرب الإعلان عن اتحاد إمارات الدولة، ولم يمر أكثر من شهر على تداول هذه المعلومات إلا علمنا أن الاتحاد بات وشيكاً».



وأضاف «أذكر يوم إعلان الاتحاد بكل تفاصيله، كان في فصل الشتاء وتجمع أفراد الأسرة حول جهاز المذياع المعلق في العمود الداخلي للخيمة، وحين أعلن المذيع عن الخبر السعيد دمعت العيون فرحاً ولهجت الألسن والقلوب بالدعاء بالتوفيق والسداد للقادة وللدولة الوليدة، وخرج الصغار والكبار في الساحات الخارجية للأحياء السكنية ينشرون الخبر السعيد ويتبادلون التهاني بالحدث التاريخي العظيم».

تغير جذري

واستذكر مطر سعيد الطنيجي اللحظات التاريخية المشهودة في سجل دولة الإمارات قائلاً «حين تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الحكم في مدينة العين عمّ الخير البلاد والعباد، إذ أرسل لسكان البادية والقبائل يدعوهم لمشاركته الفرحة العظيمة وللاستماع لطلباتهم واحتياجاتهم، والسعي لتلبيتها، فتوجه الجميع لتقديم التهاني له والجلوس معه في خيمته البسيطة، وأصدر قراراً بتخصيص مساعدة شهرية لكل مواطن، وبعد مرور نحو 7 أعوام، عايشنا خبر إعلان اتحاد الإمارات الذي كان له وقع عظيم على نفوسنا فاستبشرنا خيراً بقدومه وما زاد حجم فرحتنا تولي الشيخ زايد رئاسة الدولة الوليدة، فاسمه يمنحنا الشعور بالأمان لأنه رجل المواقف الصعبة، وصاحب الطموحات العالية التي تحققت بحكمته وجهوده المتواصلة، أما لحظة رفع العلم التي شاهدناها عبر شاشات التلفاز فلم نعرف قيمتها إلا لاحقاً بعد أن لمسنا التغير الجذري الذي طرأ على كل مجالات حياتنا».



وتابع: «أضحى المشهد المألوف للجميع بعد إعلان الاتحاد هو احتفال المواطنين بهذه المناسبة البهيجة وإقامتهم الولائم في مجالسهم وبيوتهم، واستمر سكان الإمارات الشمالية لأشهر متواصلة يتجهون إلى أبوظبي لتهنئة الحكام بقيام الدولة الحديثة».

لحظات فارقة

وروت أمينة خالد اللحظات الفارقة في حياة أبناء الإمارات قائلة: «بقيام اتحاد دولة الإمارات غمرت الفرحة الجميع واحتفل كل منهم على طريقته الخاصة، إذ كان أهل البادية يقيمون الولائم من الطعام وتردد الفرق الشعبية الأهازيج ابتهاجاً بلم الشمل وتكاتف الجميع ونبذ الخلافات، كما كانوا ينظمون سباقات للهجن يرصدون لها جوائز عينية مثل أكياس من التمور والأرز والقمح».



وأضافت «أما سكان السواحل فخرجت النساء والأطفال منهم في مجموعات كبيرة يحملون علم الإمارات وهم يستقبلون العائدين من رحلات الصيد ويزفون لهم بشرى الاتحاد العظيمة، متطلعين لمستقبل واعد يسهل عليهم حياتهم ويجنبهم مخاطر البحر وأهواله، فرب الأسرة يذهب في رحلات تستغرق الواحدة منها أشهر عدة وربما لا يعود، مؤكدة «نحن محظوظون» لأننا عايشنا مرحلة انتقالية في تاريخ الإمارات وأيضاً لأننا نعمنا بالخير الذي عمّ جميع جوانب الحياة ما جعلنا قدّرنا نعمتي زايد والاتحاد اللتين منّ الله بهما علينا وعلى الأجيال القادمة من بعدنا والذين عمروا الدولة وحافظوا على اسم المؤسس وباني الدار».

وعود تتحقق

وذكر عبيد الكتبي «كنت في بداية مرحلة الشباب حين تهادت إلى مسامعي معلومات عن قيام دولة الإمارات التي سيكون لها علم موحد ولجميع مواطنيها جواز سفر موحد، عندها لم يكن خيالي ليستوعب هذا الحلم الكبير، فعلى الرغم من الود والترابط الذي كان يجمع بين أبناء القبائل، إلا أننا كنا بحاجة ماسة لرباط وثيق العرى ينظم هذه العلاقة ولدستور دولة ولوثيقة وطنية توضح القواعد الأساسية للتنظيم السياسي في الدولة، وتؤكد الحريات والحقوق والواجبات العامة للمواطنين، وتهدف للنهوض بالبلاد وشعبها إلى المنزلة التي تؤهلهما لتبوؤ المكان اللائق بين الدول».



وأضاف «كنا كل يوم نرى وعود حكام الإمارات تتحقق على أرض الواقع، إذ عانقت الأبراج عنان السماء ونشطت التجارة بكافة أشكالها، وتوسعت رقعة الخدمات النوعية المقدمة للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، ما جعل إيماننا يزداد كل يوم بأن قرار الاتحاد كان حكيماً ونعمة عظيمة أنستنا شظف العيش الذي واجهنا وآباؤنا قسوته طوال العقود التي سبقت توحيد الإمارات، إذ لم تكن الأسرة الكبيرة تملك سوى خيمة وعريش تأوي تحتهما من حرارة شمس الصيف ومن برودة الشتاء، بينما أصبح اليوم لدينا فلل مزودة بكافة عناصر الرفاهية والراحة».

كفرحة المطر

وأكدت فاطمة آل علي أن من عاصر قيام اتحاد الإمارات يعتبر محظوظاً، إذ جاد عليه القدر بمعايشة لحظات مشهودة تحققت فيها أحلام وأمنيات كثيرة بعد أعوام طويلة من شظف العيش وقساوة الصحراء، إذ كان مصدر دخلهم الرئيس هو حرق حطب السمر وبيع الفحم الناتج عنه وكذلك التجارة وتربية الأغنام والإبل، وكانت الرحلات بين إمارة وأخرى لا تقل مدتها عن 10 أيام، لذا كان لإعلان عن اتحاد الإمارات فرحة كقدوم المطر الذي روى الأرض الجدباء وأنبت فيها الخير الوفير والنعم الجليلة، فعلى الرغم من أننا توقعنا أن يقدم لنا هذا الاتحاد الخير الكثير إلا أنه جاد علينا بأكثر مما توقعنا وبعطاء فاق حدود أحلامنا وتصوراتنا».

وأضافت «كان عمري 22 عاماً حين أعلن عن قيام دولة الإمارات، واستمر احتفال سكان الأحياء الشعبية بهذه المناسبة أسابيع متواصلة إذ كانت الأسر تتبادل أطباق الوجبات الشعبية بين البيوت، ونتغنى بقصائد المديح في إنجازات مؤسسي هذا الصرح العظيم، التي جادت بها قرائح الشعراء بالمجالس والتجمعات».