الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«منتدى السلم» يدعو إلى توزيع عادل للقاحات كورونا بعيداً عن قدرة الشعوب المالية

«منتدى السلم» يدعو إلى توزيع عادل للقاحات كورونا بعيداً عن قدرة الشعوب المالية
دعا وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى الالتفاف حول المبادرات العالمية لتحقيق التوزيع العادل للقاحات فيروس كورونا «كوفيد-19» في دول العالم كافة، دون النظر إلى اختلافات القدرة المادية بين الدول والشعوب.

ولفت خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي يقام عن بُعد، تحت شعار «قيم عالم ما بعد كورونا.. التضامن وروح ركاب السفينة»، إلى أهمية إدراك طبيعة التحديات التي تواجه العالم فيما بعد كورونا، والتي يرتبط بعضها بطبيعة الوباء، وكذلك بعوامل أخرى مثل قدرة المجتمعات على مواجهة الأوبئة، والتركيز على تعميق التعاون الدولي في ظل تكاتف تام.

وأكد أن «مواجهة الأوبئة مسؤولية جميع الدول، وعلينا جميعاً مساعدة السكان غير القادرين على محاربة تلك الأوبئة في مقابل التعصب والتطرف، ما ينشر روح التفاؤل والأمل بين الجميع».

وبيّن وزير التسامح والتعايش، أن العالم بعد كورونا سيظل يواجه تحديات أخرى، ومنها تحديات التقنيات والمعلومات أو تحديات الحروب التجارية والدعوات العنصرية والنزاعات والصراعات، سواء بين الدول أو بين الجماعات والطوائف، ما يجعلنا نؤكد ضرورة تعزيز مكانة القيم والمبادئ في مسيرة المجتمعات البشرية.

ولفت إلى أن المجتمعات المسلمة قادرة تماماً على أن تتواصل إيجابياً مع المجتمعات كافة، لا سيما أن تاريخها حافل بهذا العطاء، مطالباً المشاركين في المنتدى بأن «يطلقوا صيحة بأن الإسلام يحترم الفكر والعقل ويدعو إلى المبادرة والتضامن والعمل المشترك في سبيل الخير، وسيظل مرتبطاً بمنظومة القيم والمبادئ الإنسانية التي تحقق الحياة الكريمة للفرد والمجتمع».

وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك: «قادرون على الإسهام الفاعل في مسيرة البشرية، كما يؤكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من خلال جهود سموه في دعم المبادرات التي تتطلع إلى مستقبل زاهر في الدولة والمنطقة والعالم، ويؤكد مبادئ التضامن والتعاون بين الجميع وتطوير الممارسات النافعة».

عاصمة التسامح

من ناحيته، قال رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشيخ عبدالله بن بيه: إن «الملتقى من أبوظبي عاصمة التسامح في العالم يأتي في ظل جائحة كورونا التي أعادت ترتيب أولويات العالم».



وأضاف أن الأزمة «تُظهر بشكل جلي قيمنا الأصيلة النابعة من قيم المحبة والتعايش والمصالح المشتركة»، موضحاً أنه «رغم الخسائر التي حمّلتنا إياها الأزمة، فإنها تتيح للبشرية اكتشاف مكامن الخير في نفوسنا، واستعادة الحب بين البشرية، والتخلص من الأنانية والعنف، والوقوف في وجه الحروب المدمرة».

وعن شعار المؤتمر، لفت إلى أن «تراثنا الإسلامي مليء بالتضامن، وذكرت الأحاديث النبوية أن البشرية جميعها في سفينة واحدة، إذا امتثل الجميع لأوامر وعوامل السلامة نجينا جميعاً، وإذا أهملت جماعة غرق الجميع بسبب إهمال البعض»، مضيفاً رغم أن ركاب السفينة البشرية مختلفون، فإنه يجمعهم ميثاق التكامل وتحكيم قيم التسامح، وأنه في حال انشغل العالم بالأنانية، فإن مصيرهم المحتوم سيكون الغرق، ما يوجب إعادة قيم التعاون والتراحم بين دول وشعوب العالم.

وأشاد بن بيه بدور الإمارات الريادي، إذ تضامنت خلال الجائحة مع البلدان المتضررة في أنحاء العالم كافة، وانتهجت منذ زمن بعيد النهج نفسه في مد يد العون للعالم.

رسائل إخاء

بدوره، قال وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإمارات لها مسيرة بارزة في مجال التسامح والتعايش والتراحم بين بني البشر، ولا تتوانى عن بث رسائل الإخاء والمحبة بين شعوب العالم والبشرية جمعاء.



وأضاف أن الأديان السماوية، ومنها الدين الإسلامي، مبنية على إعلاء قدر الإنسان، ما يدلل على أن التضامن والتكافل الإنساني واجب في الوقت الحالي نتيجة أزمة كورونا.

وبيّن جمعة أن «روح ركاب السفينة» تتطلب أن يفهم الجميع أنه لا مجال لنجاة ركاب السفينة دون بعضهم، فإما أن ننجو جميعاً وإما نهلك جميعاً، ضارباً المثال بأنه في بداية الأزمة لم تستطع دولة أن تنفرد بقرارات دون التنسيق مع جاراتها، ولم يكن لدولة أن تحقق أمنها منذ الأزمة إلا بمشاركة غيرها، لا سيما أمنها الصحي.

روح إنسانية جديدة

من جانبه، قال وزير الشؤون الدينية في باكستان نور الحق قادري، إن الجائحة فرصة مواتية لإعادة التفكير في روح التسامح والتعاضد بين البشرية، مضيفاً: «رغم أن هناك ممارسات خاطئة بدأت تظهر بالتزامن مع بداية الجائحة، فإن روحاً إنسانية جديدة برزت، من قبيل رفع الظلم والتعاون العالمي، لا سيما في إنتاج لقاحات مضادة للفيروس».



وأضاف: «هناك عوامل كثيرة تتحكم في تفشي القيم الإيجابيات في المجتمع، أهمها النظام الاقتصادي والسياسي والديني، لكن العبرة بتحقيق العدل الاجتماعي، ومن هنا في أبوظبي ندعو إلى عالم جديد فيما بعد كورونا تسوده قيم الإيجابية والإنسانية واستقرار أمني، وأن يحل السلام بين الشعوب وبين الأديان وفتح باب السلم والأمان، لا سيما على صعيد تمويل الدول الفقيرة لتوفير لقاح كورونا، إذ إن كثيراً من الشعوب لا تقوى دفع كلفة اللقاح».

بينما قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية المتجول للحريات الدينية السفير سام براون باك: «إن الإمارات تبذل جهوداً ومبادرات رائعة لجعل العالم أكثر اتحاداً في القضايا الإنسانية».