السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

المسح الصحي لـ5 سنوات في دبي يُظهر تزايد الأمراض المزمنة ما عدا السكري

المسح الصحي لـ5 سنوات في دبي يُظهر تزايد الأمراض المزمنة ما عدا السكري
حذّرت هيئة الصحة بدبي من تزايد انتشار الأمراض المزمنة، ومنها السمنة وارتفاع ضغط الدم، والذي كشفت عنه نتائج المسح الصحي للإمارة على مدار السنوات الخمس الماضية.

وأثبتت نتائج المسح، الذي تنفرد «الرؤية» بنشره، مؤشراً إيجابياً وهو انخفاض نسبة المصابين بالسكري.

وحول خصائص المبحوثين، أوضحت الهيئة أن المسح شمل 9630 مبحوثاً، ينتمون إلى 2496 أسرة، حيث اختير رب الأسرة لإجراء المقابلة معه وملء الاستبيان الخاص بالمسح، وبلغ عدد المبحوثين في المسح من غير الإماراتيين 5371 يمثلون نسبة 55.8%، أما الباقون وعددهم 4259 كانوا من الإماراتيين المقيمين بإمارة دبي وبنسبة بلغت 44%.

الأمراض غير المعدية

وحول الأمراض المزمنة غير المعدية التي أظهرتها نتيجة المسح، أشارت النتائج إلى أن نسبة بسيطة بلغت 2.1% من المبحوثين البالغين قد عانوا من الذبحة الصدرية، ونسبة من المبحوثين بلغت 0.2% فقط قد عانت السكتة الدماغية، و32.6% مصابين بالربو، وأن 42.2% من المصابين بالربو كانوا من الإماراتيين، حيث أفاد 59.1% منهم بأنهم تلقوا العلاج لهذا المرض، في المقابل أفاد 28.9% من غير الإماراتيين بأنهم أصيبوا بمرض الربو خلال العام الماضي وأن منهم 19.8% قد تلقوا العلاج.

وأظهرت النتائج انتشار مرض التهاب المفاصل بنسبة 16.8%، وأن 24.3% منهم فقط قد تلقوا العلاج، لافتة إلى أن كثيراً من الإماراتيين المصابين بمرض التهاب المفاصل كانوا من البالغين وبنسبة بلغت 49%، مقابل 12.6% من البالغين غير الإماراتيين.

كذلك أظهرت النتائج أن عدد المبلغين عن مرض الاكتئاب كانت نسبتهم ضئيلة ضمن هذا المسح، حيث بلغت 0.4% فقط، وأن 21.1% منهم فقط من تلقوا العلاج لهذا المرض.

عوامل الخطر والسلوك الصحي

وأشارت نتائج المسح الصحي لإمارة دبي إلى 4 عوامل أساسية من العوامل المسببة للأمراض غير المعدية، وهي التدخين، تناول الكحول، تناول الأغذية غير الصحية، وتدني النشاط البدني، حيث ثبت أن نسبة 15.8% من المبحوثين كانوا من المدخنين وقت المسح، وأن 2.2% منهم كانوا من المدخنين سابقاً، وأن نسبة المدخنين بين المواطنين بلغت 14.3% مقابل 16% من غير الإماراتيين، كذلك ثبت أن نسبة الإناث المدخنات كانت أقل بكثير من الذكور، حيث بلغت 7.9% مقابل 20.9% من الذكور.



وأكدت نتيجة المسح تدني عدد الذين يمارسون الأنشطة الرياضية، حيث وجد أن واحداً فقط من بين 5 من البالغين، وبنسبة بلغت 19.9% قد قام بأنواع مختلفة من النشاط البدني خلال أسبوع اعتيادي، والنتائج متشابهة بين الذكور والإناث بشكل عام.

وظهر أن أكثر من ثلث المبحوثين وبنسبة بلغت 36.1% يتناولون الخضراوات والفواكه يومياً، وأن الغالبية العظمى من البالغين لا يتناولونها 5 مرات يومياً، كما أشارت النتائج أيضاً إلى أن تناول الأطعمة الصحية يختلف حسب الفئات العمرية للمبحوثين، حيث إن 29.7% من المبحوثين الأصغر سناً قد أفادوا بتناولهم للأطعمة الصحية مقابل نسبة 45.9% من المبحوثين الأكبر سناً من الفئة العمرية (+60)، في المقابل لم يثبت وجود اختلاف في العادات الغذائية المتعلقة بتناول الخضراوات والفاكهة يومياً بين الجنسين.



ولفتت النتائج إلى أن واحداً من بين 5 من المبحوثين وبنسبة بلغت 20.6% قد تناولوا الكحوليات في وقت سابق، وأن الذكور كانوا الأكثر تناولاً لهذه المشروبات وبنسبة بلغت 22.3% مقارنة بالإناث اللائي بلغت نسبتهن 16.1%، في حين أن غير الإماراتيين كانوا الأكثر إبلاغاً عن تناول الكحوليات في وقت سابق، حيث بلغت نسبتهم 21.9% مقارنة بنسبة 1% فقط من الإماراتيين.

وفيما يتعلق بالإصابة بالسمنة، أثبتت النتائج ارتفاعاً كبيراً بمقدار 8.9% في المصابين بالسمنة بالمقارنة بالمسح الذي تم في 2015، حيث تبين أن 2 من كل 10 مبحوثين ضمن هذا المسح يعانون من السمنة المفرطة وبنسبة بلغت 20.8% في حين كانت هذه النسبة 11.9% عام 2015.



أما من يعانون زيادة الوزن فشكّلوا نسبة 41.3%، وظهر أن نسبة 35.8% من البالغين كانوا يتمتعون بالوزن الصحي، أما الباقون فكانوا ممن يوصفون بالنحافة وبنسبة 2.1%.

ومن بين عينة البحث من الإماراتيين، تبيّن أن 39.9% منهم يعانون من السمنة، بمعدل 4 في كل 10، في حين أن النسبة كانت 18.2% فقط بين غير الإماراتيين.

وبالنظر إلى توزيع المصابين بالسمنة حسب الجنس، فتشير النتائج إلى أن 19.2% من الذكور كانوا مصابين بها، في حين أن الباقين غير مصابين، وأن نسبة 23.3% من الإناث كن من المصابات والباقيات غير مصابات، أما بخصوص الوزن الزائد، فقد كان أكثر انتشاراً بين الذكور وبنسبة 45.5%، مقابل نسبة 34.4% من الإناث.

وفيما يتعلق بمرض السكري، فقد أشارت النتائج إلى انخفاض قدره 1.5% بالمقارنة بمسح عام 2015، حيث تبين أن 13.7% من المبحوثين البالغين يعانون من مرض السكري، في حين كانت هذه النسبة 15.2% عام 2015، وأن 16.2% من المبحوثين قد أصيبوا من قبل بهذا المرض، كذلك وجد أن نسبة غير المصابين بمرض السكري حالياً 86.3%، منهم 70.1% كانت مستويات السكر في الدم (فحص السكر التراكمي) طبيعية، ومن خلال فحص نسبة السكر في الدم والتي تم إجراؤها لجميع المبحوثين، فقد وجد أن 2.1% لديهم ارتفاع في معدل سكر الدم في حين أنهم لم يعرفوا أن لديهم مرض السكري.



وبدراسة التوزيع النوعي للمصابين بمرض السكري، تشير النتائج إلى أن نسبة المصابين من الذكور الذين يعرفون أنهم مصابون بالمرض وأبلغوا عنه، بلغت 15.5% من المجيبين مقابل 12.1% من الإناث، في حين أشارت النتائج الفعلية إلى أن نسبة الذكور في مرحلة ما قبل السكري قد بلغت 20.5% مقابل نسبة 11.9% من الإناث، كما ثبت أيضاً أن نسبة انتشار السكري كانت 19.3% بين الإماراتيين، مقابل نسبة 12.4% بين غير الإماراتيين.

القاتل الصامت

وجاء مؤشر ارتفاع ضغط الدم ليدق ناقوس الخطر من انتشار (القاتل الصامت)، لتؤكد النتائج ارتفاع مؤشر هذا المرض من 26% في مسح عام 2015 إلى 32.5% في 2020، بزيادة قدرها 6.5% خلال 5 سنوات، حيث يعاني 25.2% من المواطنين سكان دبي، من ارتفاع ضغط الدم، و33% من غير الإماراتيين.

وأبان المسح أن 32.8% من المبحوثين في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم، وكذلك ثبتت زيادة انتشار هذا المرض بين الذكور مقارنة بالإناث، حيث وجد أن نسبة الذكور المصابين بالمرض قد بلغت 38.3%، مقابل 16.7 فقط بين الإناث، وأن نسبة انتشار المرض في الفئة العمرية (18-24 سنة) قد بلغت 22.9%، في حين أن انتشاره بين أفراد الفئة العمرية (+60) كانت عالية جداً حيث بلغت 56.5%.

وأظهرت نتيجة المسح أن غالبية المبحوثين يقيّمون حالتهم الصحية بأنها جيدة جداً بنسبة 59.7%، وجيدة بنسبة 35.1%، ما يعني أن 94.8% أفادوا بأن صحتهم جيدة أو جيدة جداً وهي نسبة ممتازة، وكانت إجابات الذكور بأن صحتهم جيدة أو جيدة جداً، أعلى قليلاً، وبنسبة 95.3%، مقابل نسبة 93.7% من الإناث، وكذلك ثبت أن هذه النسبة بلغت 95.2% بين المبحوثين من غير الإماراتيين، مقابل 89.1% بين الإماراتيين.

الفحوص الدورية

وبخصوص إجراء الفحوص الطبية الدورية من عدمه، فقد أشارت النتائج إلى أن أكثر من ثلث المبحوثين، وبنسبة 34.3% سبق لهم إجراء فحوص طبية.



وفيما يتعلق بالصحة العقلية للمبحوثين ضمن المسح، فتشير النتائج إلى أن سكان إمارة دبي يتمتعون بصحة عقلية جيدة، حيث ثبت ندرة نسبة أعراض مرض الاكتئاب بين المبحوثين من البالغين، إذ بلغت نسبة انتشار الاضطرابات الاكتئابية التي تم اكتشافها بالفعل 2.1% فقط، وهذه النسبة كانت أعلى قليلاً بين الإناث، حيث بلغت 2.3%، مقارنة بنسبة 2% بين الذكور.

السمنة وما ينتج عنها

وقال استشاري السكري والغدد الصماء بدبي الدكتور عبدالرزاق المدني، إن نسبة المصابين بالسمنة كبيرة للغاية، ما ينتج عنها أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والقلب صعوبة النوم وغيرها، وذلك بسبب الإفراط في الأكل وقلة النشاط البدني.



وأوضح أن السمنة سبب رئيسي لمعظم الأمراض المزمنة، إلا أن المؤشر الإيجابي الجيد هو انخفاض نسبة المصابين بالسكري، وذلك بفضل الوعي لدى الناس والمجهود الكبير الذي بذلته الجهات الصحية والإعلام وجهات التوعية.

وأشار المدني إلى أنه من الضروري السماح بإنتاج وتغليف وتسويق الأغذية والمشروبات الصحية وتوسعة مجالات توزيعها، للتقليل من شراء واستهلاك الأغذية والمشروبات غير الصحية، والتعاون بين القطاعات كافة، وخاصة قطاعَي الزراعة والتعليم، لوضع وتطبيق سياسات إنتاج واستهلاك الأغذية الصحية وفق خطط استراتيجية طويلة الأجل.

التدخين

وقال استشاري الأمراض الصدرية بدبي الدكتور شريف فايد، إنه من الضروري الحد من تجارة التبغ وتداوله ومنع الطلاب وصغار السن من التدخين، والاعتماد على الأنظمة الصحية التي تركز على الاستفادة من أفضل الممارسات الصحية السريرية، سواء السلوكية أو الدوائية التي تساعد المدخنين على النجاح في الإقلاع عنه، وبذل الجهود الإعلامية التي تركز على تثقيف أفراد المجتمع بالمخاطر الصحية المترتبة على استهلاك أنواع التبغ التقليدية وغير التقليدية، ومنها السجائر الإلكترونية.



وطالب فايد بضرورة دعم وتفعيل دور السلطات التنفيذية بالإمارة في منع السكان من استهلاك التبغ بأي صورة من الصور، سواء التقليدية أو غير التقليدية.