الاحد - 26 مايو 2024
الاحد - 26 مايو 2024

لقاح كورونا في الإمارات صار واقعاً

لقاح كورونا في الإمارات صار واقعاً
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن تسجيل اللقاح الخاص بمعهد بيجين للمنتجات البيولوجية، للفيروس غير النشط ضد «كوفيد-19»، رسمياً في الدولة، وذلك في خطوة مهمة نحو التصدي لجائحة كوفيد-19 في الدولة.

ويأتي قرار تسجيل اللقاح استجابة لطلب شركة «سينوفارم سي إن بي جي» الصينية، ويعبّر هذا القرار عن ثقة السلطات الصحية الإماراتية في سلامة وفاعلية هذا اللقاح، وأوضحت الوزارة أنها وبالتعاون والتنسيق مع دائرة الصحة بأبوظبي، راجعت النتائج الأولية لتجارب المرحلة الثالثة التي أجرتها شركة «سينوفارم سي إن بي جي»، حيث أظهرت تلك النتائج فاعلية بنسبة 86% ضد الإصابة بفيروس «كوفيد-19»، كما سجل الإقلاب المصلي معدل 99% من الأجسام المضادة المعادلة، و100% كمعدل وقاية من الحالات المتوسطة أو الشديدة من المرض، كما أظهرت البيانات عدم وجود مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح على جميع متلقيه.

والجدير بالذكر أن الوزارة قد قررت في سبتمبر الماضي توفير اللقاح تحت ترخيص الاستخدام الطارئ بهدف حماية العاملين في الخطوط الأمامية كونهم الأكثر عرضة لخطر العدوى بفيروس «كوفيد-19». وقامت دولة الإمارات بدراسة النتائج الإكلينيكية لما بعد ترخيص الاستخدام الطارئ الخاص بسلامة وفاعلية اللقاح، حيث أظهرت تلك الدراسات الجارية نتائج مشابهة لما خلصت إليه المرحلة الثالثة.



يُذكر أن حملة «لأجل الإنسانية» الخاصة بتجارب المرحلة الثالثة نجحت في استقطاب 31 ألف متطوع من 125 جنسية في دولة الإمارات، في حين أظهرت تجارب دراسة استخدام اللقاح في حالات الطوارئ حماية للعاملين في الخطوط الأمامية بالدولة على نحو فعال.

وتشكل خطوة وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتسجيل الرسمي لهذا اللقاح الذي ينتجه «معهد بيجين للمنتجات البيولوجية» استكمالاً لمسيرة تهدف إلى حماية جميع سكان الدولة وكذلك يمهد الطريق نحو إعادة تحريك عجلة الاقتصاد على نحو المستقبل.

وقال مدير معهد الشارقة للأبحاث الطبية التابع لجامعة الشارقة وأستاذ الكيمياء الطبية، الدكتور طالب الطل، إن تطوير اللقاحات قد يستغرق سنوات في العادة، إلا أن الباحثين لم يبدؤوا بتطوير لقاح كوفيد-19 من الصفر، حيث ساهمت الأبحاث السابقة حول لقاحات كورونا سارز وميرز في التعرف إلى أساليب التطوير الواعدة.



وأضاف الطل أن هناك تحديات تواجه إنتاج لقاح لفيروس كورونا هي: التأكد من سلامة اللقاح، حيث يستغرق الباحثون وقتاً في اختبار أي لقاح لكوفيد-19 على نحو دقيق وشامل للتأكد من أنه آمن على البشر، وتوفير وقاية طويلة الأمد، حيث إنه بعد الإصابة بفيروسات كورونا والتعافي منها، من الوارد الإصابة مجدداً بالعدوى بالفيروس نفسه، مع أن الأعراض تكون خفيفة عادة وتحدث لنسبة قليلة من الناس، وحتى يكون لقاح كوفيد-19 فعالاً، يجب أن يوفر للناس مناعة طويلة الأمد ضد العدوى.

وأوضح أن أحد التحديات هو حماية كبار السن، حيث إن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض حادة في حال انتقلت إليهم عدوى كوفيد-19، كما أن استجابة كبار السن للقاحات أقل كفاءة من استجابة من هم أصغر عمراً، لذلك فالسيناريو الأمثل هو أن يكون اللقاح لكوفيد-19 فعالاً مع كبار السن أيضاً.

وأشار الطل إلى أهم 3 أشكال لصناعة اللقاحات: أولها اللقاحات الحية، وتستخدم هذه النوعية من اللقاحات شكلاً ضعيفاً (تم إضعافه) من أشكال الجرثومة المسببة للمرض، ويحفز هذا النوع من اللقاحات الجسم على تكوين استجابة مناعية دون الإصابة بالمرض، وهذا يعني أن قدرة اللقاح على التسبب بالمرض قد تم تخفيضها، مثل اللقاحات التي تستخدم للوقاية من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري والحماق، لكن غالباً ما تحتاج اللقاحات الفيروسية الحية إلى اختبارات سلامة واسعة النطاق، إذ يمكن أن تنتقل بعض الفيروسات الحية إلى شخص ليس لديه مناعة.

وأضاف أن النوع الثاني من اللقاحات هو اللقاح غير النشط (المُعطل)، وهو اللقاح الإماراتي الصيني الذي تم تسجيله، الأربعاء، حيث تستخدم اللقاحات المعطلة شكلاً مقتولاً من أشكال الجرثومة المسببة للمرض، ويحفز هذا النوع من اللقاحات الجسم على تكوين استجابة مناعية دون الإصابة بالعدوى، وتستخدم اللقاحات المعطلة للوقاية من الإنفلونزا والتهاب الكبد A وداء الكلب، وآخرها فيروس كوفيد-19 (سارس كوف2)، وفي كثير من الأحيان، يتطلب هذا النوع من اللقاحات جرعات متعددة متبوعة بجرعات معززة لتوفير مناعة طويلة الأمد.



ولفت إلى أن النوع الثالث من اللقاحات هو اللقاحات المهندسة وراثياً، حيث يستخدم هذا النوع من اللقاحات نمطاً معدلاً وراثياً من حمض الريبونيوكليك أو حمض الديوكسي ريبونيوكليك الذي يحتوي على تعليمات عمل نسخ من البروتين (S) تحفز هذه النسخ حدوث استجابة مناعية للفيروس في الجسم، ولا يضطر العلماء إلى التعامل مع الفيروسات المعدية نفسها، لافتاً إلى أن لقاح فايزر – بيونتك ينتمي إلى هذا النوع، حيت تم تطويره باستخدام تقنية messenger RNA الجديدة باستخدام جزء مُصنع من الشفرة الوراثية لفيروس كورونا، ويتم إعطاء التطعيم على جرعتين، كل ثلاثة أسابيع على حدة، وقد ثبت في التجارب أنه يحمي ما يصل إلى 95% من المتلقين من الإصابة بكورونا.

وقال أستاذ الكيمياء الدوائية الدكتور محمود شيحة، إن ما أعلنته وزارة الصحة هو إنجاز تاريخي للإمارات، ويمكن القول إن حل مشكلة فيروس كورونا في الإمارات أصبح في المتناول، حيث إن النتائج المعلنة مشجعة وقوية وإيجابية للغاية.



وأضاف أن تحقيق فاعلية بنسبة 86% ضد الإصابة بفيروس «كوفيد-19» هي كبيرة للغاية ومبهرة بكل المعايير العلمية، لأن اللقاحات يتم إنتاجها بمجرد تحقيق فاعلية لدى 50 إلى 70% من المتطوعين في التجارب، سجل الإقلاب المصلي الذي يسجل معدل 99% من الأجسام المضادة هي نسبة كبيرة أيضاً وتعني صعوبة إصابة من أخذوا هذا اللقاح بهذا المرض مستقبلاً، لأن لديهم نسبة أجسام مضادة كبيرة، وأن معدل وقاية الحالات المتوسطة أو الشديدة من المرض بنسبة 100% هو أمر يستحق الانبهار بهذه النتائج العظيمة.

وأوضح شيحة أن الإمارات لم تعد في حاجة إلى شراء لقاحات مضادة لكورونا من الخارج في ضوء هذه النتائج، بل من الممكن أن تتحول الدولة إلى مصدر تصدير لهذا اللقاح إلى كثير من دول المنطقة والعالم، في إطار الدور الإنساني للإمارات والذي يشهد به الجميع، إلا أنه يمكن الشراء من شركات أخرى إذا شعرت الدولة أن الكميات التي تنتجها شركة سينو فارم غير كافية للتحصين المحلي.

من جانبها أكدت دائرة الصحة بأبوظبي في تعليمات لمزودي الخدمات لديها على عدم إعطاء اللقاح للمتطوعين الذين شاركوا سابقاً في التجارب السريرية للقاح، وعليه، فإن على جميع مزودي الرعاية الصحية الذين يقومون بتقديم لقاح كوفيد-19 عليهم التحقق من حالة الشخص في برنامج الحصن قبل إعطاء اللقاح، مع ضرورة التأكد بأن المتقدمين للقاح ليسوا من ضمن المتطوعين الذين شاركوا بالتجارب السريرية للقاح، حيث يتم تمييز المتطوعين من خلال إشارة النجمة في برنامج الحصن.