الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

أول طبيب تجميل إماراتي.. صقر المعلا: الجمال حالة من الرضا والقناعات الشخصية

أول طبيب تجميل إماراتي.. صقر المعلا: الجمال حالة من الرضا والقناعات الشخصية

صقر عبدالله المعلا.

يؤمن بأن الجمال حالة من الرضا والقناعة، يتمتع بها الشخص ويتصالح بها مع نفسه، وبأنه لا توجد ثوابت ولا معايير محددة تقيس الجمال أو تحدده، لكونه يختلف من شخص لآخر، وتبعاً لعادات وتقاليد وثقافات بين الشعوب، وأن موازينه تتغير بين الأزمان.

يحب البساطة وعدم التكلف، وأن يعي الإنسان ما يريد فعله ليكون جميلاً، وكذلك يبغض الاستهتار والترف والمبالغات في المظهر، إنه أول طبيب مواطن في جراحة التجميل، بعد أن عاد من السويد بشهادة البورد عام 2001 الدكتور صقر عبدالله المعلا، الذي يشغل حالياً منصب نائب المدير التنفيذي ورئيس قسم جراحات التجميل في مستشفى القاسمي بالشارقة، كما أنه أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الشارقة.

* كيف كانت بدايتك مع هذا التخصص؟


درست الطب في السويد، ولم يكن الأمر بالسهل، فكان في اعتقادي أن اللغة الإنجليزية تكفي للدراسة والتعايش هناك، إلا أنني تفاجأت بإلزامية دراسة اللغة السويدية، بل وإعادة دراسة الثانوية العامة أيضاً، كمرحلة تمهيدية لدراسة الطب، ولم أجد أمامي مفراً غير القبول بالأمر لكي أحقق ما أريد وأنجز دراستي بعد المنحة الدراسية التي وفرتها لي بلادي.


عدت إلى وطني وأنا أحمل شهادة البورد، متخصصاً في جراحة التجميل عام 2001، ثم عملت في بداية حياتي المهنية أخصائي جراحة التجميل في وزارة الصحة ووقاية المجتمع.

* لماذا اخترت التجميل؟

في الوقت الذي ابتُعثت فيه للدراسة، كان التخصص نادراً، بل غير موجود في البلاد بين المواطنين، وأحببت الأمر لأكون من بين الأوائل الذين يتخصصون في هذا المجال.

* هل تزيد النساء بنسبة كبيرة عن الرجال في التردد على عيادات التجميل؟

تمثل النساء نحو 95% من المترددين على عيادات ومراكز التجميل، ولكن هناك حالات تجميلية أخرى يكون نصفها من رجال والآخر نساء، إذ بات الأمر لا يتوقف على جنس بعينه.

* ما أكثر العمليات التجميلية شيوعاً بين الرجال؟

غالباً ما تكون بالنسبة للرجال، إزالة ترهلات البطن والصدر والأقدام واليدين، الناتجة عن عمليات التخسيس، وكذلك إزالة ترهلات الصدر عند الرجال أيضاً، وخاصة للأشخاص ممن كانوا يمارسون الرياضة وبناء الأجسام وتوقفوا عن ممارستها، وهي أمور ترهقهم نفسياً بسبب المظهر العام ونظرة الناس لهم، وقد تمنعهم عن الظهور اجتماعياً، إضافة إلى العمليات التجميلية المتعلقة بالأنف.



* وماذا بالنسبة للنساء؟

عمليات «الفيلر» و«البوتكس»، هي الأكثر شيوعاً الفترة الحالية للنساء، وهي علاج لما أفسده الدهر، حيث تتمثل في تعبئة بعض الأماكن في الوجه بأحماض طبية، وكذلك حقن البوتكس ونضارة الوجه، وهي عمليات سريعة ومنتشرة، وقد يجري الطبيب من 10 إلى 15 عملية من هذا النوع يومياً، وتظهر نتائجها على وجه الشخص بعد 3 أيام.

وتكثر أيضاً عمليات شفط الدهون وقص المعدة وتكبير وتصغير الصدر وعمليات تعديل وتجميل الأنف وعمليات تعديل الأذن وانتفاخات الجفون وترهلاتها، وكلها أمور تهم المرأة ومظهرها وتعتبر أساسية لدى الكثيرات، ولها أيضاً تأثير على نفسيتهن وحضورهن الاجتماعي والاختلاط بالآخرين.

* في أي مرحلة عمرية يكثر المقبلون على هذه العمليات؟

تراوح الأعمار بين 20 و50 عاماً بصورة عامة، وبحسب طبيعة العملية، وغالباً ما تكون عمليات قص المعدة لأشخاص ما بين 20 و30 عاماً، وعمليات الحقن للنساء بعد الـ30 أيضاً.

* هل ترى في عمليات التجميل والترميم ترفاً أم ضرورة؟

هي بالفعل عمليات تصنف بين الأمرين، وهناك حالات تعتبر رفاهية من قبل البعض، ومبالغ فيها أيضاً، بينما هناك حالات مهمة وضرورية، وخاصة ما تتعلق بالحروق والتشوهات والعيوب الظاهرة التي يمكن إصلاحها، وتعطي الثقة بعد تجميلها لأصحابها.

هناك نسبة غير قليلة دائمة التردد على العمليات التجميلية، والنظر في تفاصيل دقيقة وغريبة، من بينها النتوءات الجلدية أو حبة أو وحمة صغيرة في الظهر مثلاً، وهي شيء خفي لا يحتاج لتجميل ولا يستدعي الحساسية المفرطة من أصحابه.

وثمة من يأتي إلى العيادات، وخاصة من النساء، لطلب أشياء مستحيل تجميلها، ومنهن من تأتي حاملة معها صورة لنجمات المجتمع أو شخصية معروفة عالمياً، وتريد تغيير بشرتها وأنفها وشكلها بصورة عامة ليكون قريباً من صاحبة الصورة، وهي أمور غير منطقية، وقد تسبب السخرية أو الفشل لصاحبتها إذا أجريت لها من قبل شخص يهدف للكسب المادي فقط.

* هل سبق أن رفضت إجراء عمليات رأيت أنها لا تليق بأصحابها؟

بالطبع، اعتذرت عن عمليات كثيرة، كانت في الغالب لنساء حضرن للعيادة لإجراء عمليات غير منطقية تتعلق بتصغير الأنف وتغيير البشرة، وتعديلات على الوجه، وهي أمور كلها لا تناسب شكلهن إطلاقاً، وهنا أرفض وأحاول إقناعهن بعدم تناسبها وبشرتهن أو شكلهن الحالي.

كما أصادف من يرغب في عمليات تجميلية في الوجه، أرى أنه لا داعي لها، وأن نتائجها ستكون أسوأ في المظهر، وهنا أميل إلى الحوار معهم وغالباً ما أنجح في الإقناع، بينما يتوجه غير المقتنعين لأطباء آخرين.

* كم تقدّر عدد أطباء التجميل في الدولة؟

في الواقع يتجاوز العدد 500 طبيب تجميل، بين مواطنين ومقيمين، ولاحظت أن أعداد الأطباء المواطنين تتزايد بصورة كبيرة، من المختصين والماهرين في أعمالهم، وذلك بعد أن باتوا يقبلون على هذا التخصص خلال السنوات الماضية.

كذلك، أعداد المراكز والعيادات المختصة والمجهزة تتزايد باستمرار، حتى باتت الإمارات وجهة مهمة لإجراء هذه العمليات، وأصبحت بمنزلة سياحة علاجية.

* ما أهم العمليات التي قمت بها؟

أتذكر بعض الحالات من بين العمليات التي أجريتها والفريق الطبي والتي تصل لنحو 20 ألف عملية، من بينها فتى عمره 14 عاماً تعرّض لحادث بليغ، إضافة إلى عمليات خاصة بالترميم والتشوهات الناتجة عن الحوادث والحروق، وعمليات إعادة الأطراف والأصابع لطبيعتها بعد أن تشوهت أو قطعت، وقد تستغرق مثل هذه العمليات من 5 إلى 6 ساعات، ومن المهم السرعة في التعامل مع مثل هذه الحالات لفائدتها طبياً، فكلما تم الوصول للطبيب سريعاً نجحت عمليات التجميل والترميم، مع الأخذ في الاعتبار أهمية وضع الجزء المبتور في ثلج للمحافظة عليه.

* ثمة تخوّف من الأخطاء الطبية في عمليات التجميل، ما تعليقك؟

بالفعل هناك نظرة عامة حول خوف الأشخاص من عمليات التجميل والأضرار التي قد تنتج عنها، ولكن هناك أمور أكثر أماناً في وجود لجنة طبية مختصة في الدولة تنظر في الشكاوى والأخطاء الطبية، والواقع يؤكد أن الأخطاء الأكبر تكون في الأمراض النسائية والجراحة بصورة عامة، بينما حالات التجميل تأتي أقل منهما في عدد الأخطاء.

* هل يحمي توقيع المريض بالموافقة على العملية الأطباء من الأخطاء التي قد تقع؟

توقيع المريض مجرد اتفاق، ولا يحمي الأطباء من المسؤولية عن الأخطاء الناتجة عن إهمال أو تقصير.

* ألا يوجد أشخاص غير أكفاء للقيام بهذه العمليات التجميلية؟

صحيح، ولدينا مصطلح «تجار الشنطة» الذي يُطلق على البعض ممن يترددون على المنازل ويقومون بعمليات التجميل والترميم، وبعض العمليات البسيطة، وهؤلاء يجب عدم الاتكال على مثلهم، أو الأمان من ناحيتهم.

ومن المهم عدم التساهل في هذا الأمر أو استرخاص الأجر الذي قد يتقاضاه هؤلاء، ففي معظم الأحيان يستخدمون مواد غير معروفة أو أقل كفاءة من المصرح بها عالمياً، وقد تكون العواقب وخيمة وعلاجها وترميمها مستقبلاً يكلف أصحابها مادياً ومعنوياً بصورة أكبر.

وأنصح الراغبين في عمليات تجميلية بعدم إجرائها على أيدي أطباء زائرين ممن يترددون على المراكز الخاصة، وذلك لصعوبة التواصل معهم حال وجود أي مضاعفات.