السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الإمارات وأوزبكستان تعقدان منتدى المرأة القيادية لتبادل التجارب الناجحة

الإمارات وأوزبكستان تعقدان منتدى المرأة القيادية لتبادل التجارب الناجحة
عقدت حكومتا دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان «منتدى المرأة القيادية في أوزبكستان»، بهدف تبادل الخبرات وقصص النجاح الملهمة في تمكين المرأة في البلدين، مع التركيز على التجربة الإماراتية الرائدة في ترسيخ دور المرأة في التنمية المستدامة.

وشارك في المنتدى الافتراضي الذي عقد عن بعد، في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين، نخبة من القيادات النسائية ونحو 2000 مشارك من الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية في أوزبكستان.

وركز المنتدى على أهمية تعزيز الوعي بتمكين المرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين، وإلهام المرأة وتمكينها من فرص التطور الوظيفي، وتولي أدوار قيادية في تنفيذ خطط التنمية المستدامة، واستعرض عدداً من قصص النجاح النسائية الملهمة في كل من الإمارات وأوزبكستان.


تمكين المرأة


وأكدت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل عهود بنت خلفان الرومي، في كلمتها الافتتاحية، أن منتدى المرأة القيادية في أوزبكستان يمثل فرصة قيمة للاستفادة من الرؤى والخطط، وتبادل قصص النجاح والاطلاع على أفضل الممارسات في تمكين المرأة في البلدين الصديقين، مثمنة جهود الحكومة الأوزبكية لدعم ملف المرأة وتمكينها، ومشيرة إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين خلال فترة قصيرة.

وأضافت الرومي: «قبل شهور قليلة، تم الإعلان عن تشكيل وزاري جديد في حكومة دولة الإمارات، ضمن رؤية قيادية استشرافية تواكب المتغيرات التي يشهدها العالم، وإثر هذا التشكيل الجديد، أصبحت المرأة الإماراتية تمثل ثلث حكومتنا بنخبة من القيادات النسائية المتميزة، يؤدين دوراً فاعلاً وأساسياً في مسيرة التنمية والتطور والتخطيط للمستقبل».

وتابعت: نعمل لتطوير العمل الحكومي وابتكار آليات جديدة لتحقيق قفزات في كافة المجالات، وتقديم خدمات متميزة لكل من يعيش ويعمل ويستثمر في الدولة، وهذا النوع من التطوير ليس بجديد على حكومة الإمارات، ولا على المرأة الإماراتية، حيث بدأت المسيرة مع الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، قبل قرابة نصف قرن.

مشاركة المرأة

وأكدت أن الأرقام تشهد على حكمة ورؤية زايد لمستقبل مشرق للمرأة الإماراتية، ففي القطاع الحكومي تشغل النساء نسبة 51% من الوظائف، في واحدة من أعلى النسب في العالم، وترتفع النسبة إلى 92% في قطاع التعليم و81% في قطاع الصحة، كما تبلغ نسبة النساء العاملات في القطاع الخاص نحو 57.5%، وتعد دولة الإمارات الأولى عالمياً في مؤشر تمثيل المرأة في البرلمان، حيث تشغل نصف عدد مقاعد المجلس الوطني الاتحادي.

وقالت الرومي إن المرحلة التي يعيشها العالم تحتاج إلى دور المرأة الحاسم ليس فقط في بناء المجتمع والدول فحسب، بل في الدفاع عن مجتمعها أيضاً، إذ تتصدر المرأة الصفوف الأمامية لخط الدفاع الأول لمحاربة جائحة فيروس كورونا، حيث بلغت نسبة حضور المرأة في القطاعين الصحي والاجتماعي 70% على مستوى العالم.

مشاركة أفكار

من جهتها، أكدت رئيسة مجلس الشيوخ لدى المجلس الأعلى بجمهورية أوزبكستان تنزيله ناربائيفا، أن المنتدى يسلط الضوء على مواضيع مهمة في هذه الفترة الاستثنائية التي يمر بها العالم جراء جائحة كورونا، مشيرةً إلى أن إحدى أولويات أوزبكستان تركز على الاستثمار في إمكانات المرأة ودعم مشاركتها الفعالة في كافة القطاعات.

وأضافت أن المنتدى يمثل فرصة مثالية لمشاركة الأفكار والرؤى مع الأصدقاء في دولة الإمارات حول تحسين الظروف الحالية للرجال والنساء على حد سواء، مؤكدة أن دولة الإمارات تعد نموذجاً رائعاً يعكس التطور السريع والريادة في مختلف المجالات، ومشيدة بتطور العلاقات بين أوزبكستان ودولة الإمارات، الذي توج بتوسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي، ووصول قيمة الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والاستثمارية إلى أكثر من 10 مليارات دولار.

مواهب نسائية

وفي كلمة رئيسية حول تمكين النساء عبر الفنون، أكدت وزيرة الثقافة والشباب نورة الكعبي، أن عدة دراسات أبرزت دور المرأة في المجالات الإبداعية منذ العصور القديمة، وقالت: «بلغ حضور المرأة في المشهد الفني مستوى حضور الرجل، ووفقاً للمتحف الوطني الأمريكي للنساء في الفنون، تشكل النساء 51% من فناني الفنون البصرية اليوم، لكن يسود الآن اتجاه عالمي بتقييم تمكين المرأة من خلال دورها في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية فقط، ولم تحظ مشاركة المرأة في مجال الثقافة بعد بالاهتمام الكافي في حوارات التمكين».

وحول جهود تمكين المرأة في مجال الفن والثقافة، أكدت الكعبي أنها بدأت في وقت مبكر جداً، إذ كان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، يؤمن بضرورة مشاركة المرأة بمختلف مجالات الحياة، مشيرة إلى أن افتتاح المجمع الثقافي في أبوظبي عام 1981، شكّل مؤشراً على مدى شغف الشيخ زايد بإنشاء بنية تحتية ثقافية نابضة بالحياة في الدولة.

وقالت: «انعكس حرص القيادة الإماراتية على دعم المواهب الفنية النسائية في رعاية الفنانة نجاة مكي، إحدى أبرز فنانات الدولة، التي أصبحت عام 1977، بعد 5 سنوات من إعلان الاتحاد، أول إماراتية تحصل على منحة حكومية لدراسة الفن في الخارج».

وأكدت أن اسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، يستحق تنويهاً خاصاً في سياق تمكين المرأة في دولة الإمارات، إذ تبذل سموها جهوداً حثيثة وحازمة لرعاية المرأة بالإمارات في جميع المجالات، بما يشمل الفن والثقافة، منذ بداية الاتحاد حتى اليوم، وستسجل جهودها في تاريخنا دون مثيل ولا نظير.

المساواة بين الجنسين

وفي كلمتها، أكدت نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المري، أن تعزيز المساواة بين الجنسين أصبح في السنوات الأخيرة، محطّ تركيز العديد من الحكومات، ما يمنح التفاؤل والأمل برؤية العديد منها تضع تكافؤ الفرص بين الجنسين أولوية ضمن شراكاتها الاستراتيجية والدولية.

وقالت: «جميعنا يُدرك أن فوائد تكافؤ الفرص بين الجنسين لا تُحصى، وقد اتخذت حكومتا دولة الإمارات وأوزبكستان إجراءات لتعزيز المساواة بين الجنسين عبر القطاعات بأسلوب هادف، ويشمل ذلك الحكومة والبرلمان والاقتصاد والمجتمع، ضمن الأطر القانونية المعتمدة».

وأضافت: «دولة الإمارات تعتبر المساواة بين الجنسين توزيعاً عادلاً لفرص الحياة ومواردها بين الرجال والنساء على حد سواء، ولذا نواصل العمل على إعادة صياغة القوانين والأنظمة، وتجديدها، لضمان ترسيخ تمكين المرأة وحمايتها».

وتابعت أن دولة الإمارات لا تعتبر تكافؤ الفرص أو المساواة بين الجنسين غايةً نسعى للوصول إليها، بل هو التزام مستمر بالمزيد والمزيد من العمل والتخطيط المستقبلي، لأن تمكين المرأة ضرورة اقتصادية وسياسية واجتماعية، وذلك انطلاقاً من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»: «نحن تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة. نحن نُمكّن المجتمع عن طريق المرأة».

التمكين قيمة ثابتة

وفي كلمة بعنوان «المرأة والابتكار في القطاع الحكومي»، أكدت رئيس الاستراتيجية والابتكار الحكومي لحكومة دولة الإمارات، هدى الهاشمي، أن تحقيق التوازن بين الجنسين يعود بفوائد كبيرة على أي مجتمع، مشيرة إلى أن هذا المفهوم يمثل قيمة ثابتة في دولة الإمارات تدعمها القوانين والسياسات والأنظمة التي ترسخ دور المرأة الحيوي في مستقبل الوطن.

وقالت: نفخر بأننا أول بلد عربي يقرّ بإلزامية حضور المرأة في مجالس الإدارات، ويسجل أعلى نسب في التمثيل الوزاري للمرأة في المنطقة، وعلى صعيد الأعمال والابتكار استحوذت الإمارات على أكبر حصة في قائمة فوربس «أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط لعام 2020»، إذ بلغ عددهن 23 سيدة إماراتية.

تفوق دبلوماسي

وأكدت سفيرة دولة الإمارات لدى هولندا حصة العتيبة، أنها حظيت منذ انضمامها لوزارة الخارجية بكل الدعم الذي مكنها من إثبات إمكانية تفوق الإماراتيات في المجال الدبلوماسي.

وتابعت: «إن الإجراءات الحكومية مهمة في أي دولة فيما يخص تشجيع المرأة على العمل، وتقدم وزارة الخارجية الإماراتية الكثير من المرونة، مثل ساعات عمل قصيرة وساعات مرنة لاستيعاب النساء بأفضل طريقة ممكنة، كما أن لدينا حواراً مستمراً بين النساء وقادة الحكومة».

ورداً على سؤال حول العوامل المؤثرة على الدبلوماسيات، قالت: «يجب على المرأة امتلاك معرفة واسعة وإظهار تلك المعرفة، ويأتي العمل كدبلوماسية بعبء ثقيل لتحقيق النجاح، وتحتاج الدبلوماسية إلى معرفة كيفية توصيل الرسائل الرئيسية من بلدها، ويجب عليها امتلاك قابلية التكيف مع التغيير، ومن المفيد أيضاً تعلم لغات متعددة حيث يتضمن هذا العمل الكثير من السفر، كما يجب على المرء دائماً مواصلة التعلم من أجل تحقيق النجاح».

ازدهار المجتمع

وأكدت الأمين العام لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، شمسة صالح، أن قيادة دولة الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً باستفادة المجتمع ككل حين اتخاذ خطوات عملية لتمكين المرأة، ولذا كان الالتزام بتمكين المرأة جزءاً من استراتيجية الدولة ورؤيتها الوطنية منذ تأسيسها قبل حوالي 50 عاماً، إذ حرص الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، على إلزام كل مؤسسات الدولة بتمكين النساء، انطلاقاً من القناعة بأن المجتمع لا يمكن له الازدهار فعلاً دون مشاركة وتمكين النساء.

وأضافت: «مهّد ذلك الإيمان بتمكين المرأة منذ التأسيس الطريق لاتخاذ إجراءات محددة تهدف لترسيخ منظور النوع الاجتماعي وأجندة التوازن بين الجنسين في التخطيط الاستراتيجي وتحديد الأهداف للحكومة، وقد بدأت الحقبة الأخيرة من التركيز على الإصلاح التشريعي والسياسي عام 2015، عندما وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.

شراكة المرأة والرجل

في سياق متصل، أكدت مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بالإنابة، حنان منصور أهلي، أن دولة الإمارات تدرك أن التقدم الاقتصادي لا يتحقق بالشكل المأمول إلا بشراكة كاملة بين الرجال والنساء.

وقالت إن دولة الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً للمساواة والتعايش، ما يعزز دورها كدولة تتطلع إلى المستقبل بعقلية تسعى إلى تغيير المشهد العالمي نحو الأفضل، خصوصاً أنها أصبحت مثالاً عملياً وملهماً يعزز مسيرة التوازن بين الجنسين بشكل ملموس ويوفر فرصاً اقتصادية متساوية من خلال تمكين المرأة ودعم رائدات الأعمال وفتح الآفاق أمام النساء للمشاركة في بناء الوطن.

وأضافت: «يعد التقدم الكبير في المساواة بين الجنسين عبر القفز 23 مرتبة في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2019، إنجازاً مميزاً.. وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عربياً في هذا المؤشر، كما تواصل تقدمها لتحقيق رؤية أجندتها الوطنية لكي تصبح بين أبرز 25 دولة عالمياً في هذا المؤشر بحلول عام 2021».