الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

«عام الابتكار».. 2015 شهد الإعلان عن مشروع «مسبار الأمل»

«عام الابتكار».. 2015 شهد الإعلان عن مشروع «مسبار الأمل»
كان عام 2015 الذي حمل اسم «عام الابتكار»، مليئاً بالعطاء والعمل والأمل والإنجازات لحكومة دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي واصل مسيرة البناء والتطوير والنهضة والنمو الاقتصادي المستدام منذ توليه قيادة الحكومة في 4 يناير عام 2006، لتشهد الدولة انطلاقة شاملة رسخت معالم حقيقية غير مسبوقة على الصعيدين الوطني والإقليمي والدولي، بالمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والرياضية والاجتماعية والإنسانية وغيرها، إلى جانب عشرات المبادرات النوعية الملهمة في شتى المجالات لخدمة مواطني الدولة وزوارها والمقيمين على أراضيها، وامتد أثرها ليصل إلى الملايين من سكان العالم.

وجاءت هذه المبادرات جميعها انطلاقاً من عمليات تخطيط استراتيجية عميقة وشاملة ومُحكمة مصحوبة برؤية استشرافية ثاقبة.

«حكومة محلية.. إنجازات عالمية»


وحمل مطلع 2015 شعار «حكومة محلية وإنجازات عالمية» خلال معرض دبي للإنجازات الحكومية، الذي رعته الحكومة من أجل عرض إنجازات أكثر من 32 جهة حكومية أمام الجمهور، ليكونوا شاهدين على مسيرة النهضة الشاملة في كافة مفاصل العمل بكل تنوعاتها وخصائصها.


مركز محمد بن راشد للفضاء

ورسخت حكومة الإمارات إنجازاتها بتميزها في تحقيق السبق للأمة العربية والإقليم والعالم أجمع، عبر تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء في 15 أبريل 2015، ليترجم آمالاً كبيرة باستكشاف الفضاء ومنافسة كبار الدول في خدمة الإنسانية والنهوض بعجلة التطور على كافة المستويات، وتأمين الدعم الحقيقي للابتكارات العلمية والتقدم التقني في المجتمع المحلي ودفع عجلة التنمية المستدامة في الدولة والمضي بها نحو المستقبل الآمن والمُشع بالأمل والعطاء بكل معانيه ودلالاته، بقيادة كوادر وطنية إماراتية خالصة، شكلت فريقاً متكاملاً قادنا إلى دخول عالم المنافسة العالمية في الاكتشافات العلمية والعلوم المتقدمة بكل أنواعها.

مؤشرات الأجندة الوطنية

وجاء أبريل من 2015 بعمل دؤوب وكبير رسخ ما تم عمله في مشروع تنفيذ مؤشرات الأجندة الوطنية التي عملت عليها أكثر من 200 جهة اتحادية ومحلية، إلى جانب القطاع الخاص على مدار سنوات سابقة، بمشاركة مستهدفات سنوية وطنية لتحقيقها قبل عام 2021، مع التأكيد على نشر رسالة الحكومة المتمثلة في فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال وقوفه على كافة مفاصل العمل في الأجندة الوطنية وأكده سموه بقوله: «نريد لشعبنا أفضل حياة، وأكرم عيش، وأحسن سكن، وأجود تعليم، وأرقى خدمات صحية، ولدينا ست سنوات للوصول للطموح الذي رسمناه، وللرؤية التي وضعناها».

وتابعت حكومة الإمارات إنجازاتها بعرض أداء استراتيجيات الجهات الاتحادية في يوليو 2015، عبر تبنيها لمزيد من الخطط العاملة بأفضل الممارسات العالمية في مجال التخطيط الاستراتيجي، لمواصلة رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، والآباء المؤسسين والمضي قدماً على خطاهم، ولتحقيق أهداف القيادة الرشيدة للدولة، حيث واصلت الحكومة تنفيذها لرؤية الإمارات 2021، والتي تهدف إلى جعل دولة الإمارات واحدة من أفضل البلدان في العالم.

مسبار الأمل

وكان التتويج البارز لمرحلة الابتكارات التي قادتها الدولة إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مايو من العام نفسه، اسم مسبار الأمل على مسبار المريخ الإماراتي الذي سينطلق لاحقاً في يوليو 2020 لاستكشاف المريخ، ويصل إليه في فبراير من عام 2021، تزامناً مع الذكرى الـ50 لقيام دولة الإمارات في رحلة تستغرق 9 أشهر يقطع خلالها أكثر من 60 مليون كم، ستجعل الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.

دخول 34 دولة أوروبية بدون تأشيرة

وكان شهر مايو 2015، شاهداً على تعزيز مكانة الدولة على الصعيد الدولي وجلب إنجاز جديد لها، بإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول إلى 34 دولة أوروبية، من بينها 26 دولة ضمن الاتحاد الأوروبي بعد الموافقة عليها من قبل البرلمان الأوروبي، بأغلبية ساحقة في عام 2014، ليؤكد مكانة ورفعة الإمارات ويترجم حجم النهضة الحقيقية التي وصلت إليها في كافة المجالات، وحتمت احترام العالم لها بكل جدارة واستحقاق.

وواصلت حكومة الإمارات جهودها المبذولة في نفس العام في سبيل دعم الاقتصاد الوطني عبر ترشيد استهلاك الوقود وحماية الموارد الطبيعية والحفاظ على بيئة الدولة، مدعمة ذلك بإعلان تحرير أسعار النفط في يوليو، واعتماد آلية للتسعير وفقاً للأسعار العالمية، حيث شمل قرار تحرير الأسعار مادتي الجازولين والديزل.

الأسبوع الوطني للابتكار

وكان أغسطس حافلاً ومميزاً تجلى بأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليكون أسبوعاً وطنياً إماراتياً للابتكار خلال الفترة من 22 - 28 من نوفمبر 2015، لتُترجم بإطلاق 800 فعالية ومبادرة خلال أسبوع واحد اشتركت فيها 214 جهة من كافة القطاعات، وشملت إمارات الدولة كافة بإشراف المجالس التنفيذية واللجان المحلية في الدولة، وتكلّلت بنجاح مركز محمد بن راشد للفضاء بإطلاق 10 ابتكارات جديدة في المشاريع والتطبيقات الفضائية المتمثلة في مشروع «خليفة سات» و«نايف-1» و«صافي».

كما أطلق المركز أداة مبتكرة لتصنيف تضاريس الأرض ومعالمها باستخدام خاصية تعدد الأطياف المتمثلة في صور «دبي سات-2»، لتكون إنجازات بصناعة إماراتية خالصة، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أنها رسالة لكل العرب بأن لحاقنا بعصر الفضاء ليس بعيداً ولا مستحيلاً، وأن الإمارات ستكون رائدة بهذا المجال ولدينا الثقة والشجاعة للدخول في منافسة الدول الكبرى بذلك الميدان الاستراتيجي المهم.

وضمن فعاليات ذلك الأسبوع، حرصت وزارة الاقتصاد على إطلاق عشرات المبادرات التي تركت أثراً مهماً في التأسيس لمزيد من الابتكارات، فقد كان تنظيم أعمال المؤتمر الإماراتي السادس للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار في 2015 تعزيزاً لرسالة تحفيزية لكل أصحاب المشاريع، ليواصلوا انطلاقهم نحو النجاح والتميز، فيما ساعد توقيع وزارة الاقتصاد مذكرة تفاهم مع شركة «جنرال إلكتريك» العالمية، في ترسيخ الابتكار بما يدعم التوجهات الدائمة للدولة، عبر تزويد موظفي الحكومة برؤى معمقة حول الابتكار ومنظومة ريادة الأعمال، وتنظيم حلقات نقاشية وورش عمل بمشاركة موظفين من مختلف الجهات الحكومية بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية لمنشآت جنرال إلكتريك المحلية والعالمية، وإقامة معرض المخترعين الإماراتيين المسجلين في مركز تجاري في دبي آنذاك، وإطلاق الوزارة لفيلم «الإمارات أرض الابتكارات» الذي سلط الضوء على اتجاه الدولة نحو تعزيز ممارسة الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية، وما تم اتخاذه من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة في ذلك الصدد، وما تبعه من افتتاح المركز الدولي لبراءات الاختراع وإطلاق مبادرات حيوية كالزائر السعيد وغيرها.

أكبر مشروع معرفي عربي لتشجيع القراءة

وإيماناً منه بأهمية الاستثمار الإيجابي في الطلبة في العالم العربي، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سبتمبر، أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلبة في العالم العربي، عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي، وتثبيت ذلك المشروع من كافة النواحي المالية والإدارية ليدوم عطاؤه في كافة البلدان العربية، في خطوة تهدف إلى النهوض بقطاع المعرفة والثقافة لدى فئة الطلاب في عالمنا العربي من خليجه إلى محيطه.



وحظيت المعرفة والقراءة والتشجيع على العلم بالاهتمام الكبير في ديسمبر 2015 لدى حكومة دولة الإمارات، فقد كان إعلان عام 2016 عاماً للقراءة شاهداً على حالة التثبيت لاستراتيجية واضحة في ذلك الصعيد، إلى جانب افتتاح فعاليات قمة المعرفة الثانية التي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، تحت شعار «الطريق إلى الابتكار» والتي عقدت في ذات الشهر.

مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية

وجاءت بدايات أكتوبر لتحمل مأسسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لفكره الإنساني عبر إطلاقه لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كأكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة، وتستهدف أكثر من 130 مليون إنسان خلال سنوات قليلة، تركز في برامجها على المنطقة العربية، والتنمية الإنسانية بشكل متكامل يبدأ بتوفير الاحتياجات البشرية الأساسية من صحة، ومكافحة الأمية، والفقر، ونشر الثقافة وتطوير التعليم، والعمل كذلك على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم الحوكمة الرشيدة في المنطقة، بالإضافة إلى توفير أكبر حاضنة للمبتكرين، والعلماء، والباحثين العرب، حيث جمعت المؤسسة تحت مظلتها 31 جهة ومبادرة تعمل في محاور المساعدات الإنسانية والإغاثية، الرعاية الصحية ومكافحة المرض، نشر التعليم والمعرفة، ابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.

تسلم راية إكسبو 2020

في نوفمبر، تسلمت دولة الإمارات ممثلة في سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي، يوم‏ 25‏ من الشهر ذاته، راية إكسبو 2020، ليعزز المكانة المرموقة للدولة بذلك الحدث العالمي الكبير.

العلوم والابتكار

وعملت حكومة الإمارات خلال نفس الشهر على ترجمة اعتماد رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، للسياسة العليا للدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، عبر تعزيزها بـ100 مبادرة وطنية في القطاعات التعليمية والصحية والطاقة والنقل والفضاء والمياه بقيمة استثمارية، وصلت إلى 300 مليار درهم، تضمنت مجموعة من السياسات الوطنية الجديدة في المجالات التشريعية والاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية والمالية، من أجل الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني إلى المقدمة، انطلاقاً من إيمان حكومة الإمارات بأن قرار اعتماد تلك السياسة هو قرار استراتيجي للدولة، يهدف إلى حماية مكتسبات الدولة التنموية وتغيير معدلات الاقتصاد الوطني، لدفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية المحدودة زمنياً وتقنياً.

برنامج التميز البيئي

ومن أبرز الإنجازات التي شهدها 2015، إطلاق وزارة البيئة والمياه لبرنامج الإمارات للتميز البيئي في نوفمبر، الذي اعتبر أول برنامج للإدارة البيئية المستدامة عالمياً، يتم من خلاله تصنيف وتقييم المؤسسات الحكومية والجهات الخاصة في الدولة، وفق معايير بيئية وطنية مع الأخذ بعين الاعتبار كافة الممارسات والمعايير العالمية.

تعزيز السلم في المجتمعات

وكان نبذ التطرف والإرهاب حاضراً في أجندة حكومة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر إعلان «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، في اجتماعه التأسيسي الذي عقد في ديسمبر 2015 بالعاصمة أبوظبي، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وتم التأكيد فيه على أهمية مكافحة التطرف والإرهاب، حيث اكتسب المنتدى أهمية كبرى بالنظر إلى التحديات الخطرة التي باتت جماعات التطرف والإرهاب تشكلها، ليس إزاء حالة السلم في المجتمعات العربية والغربية فقط، وإنما إزاء صورة الإسلام والمسلمين أيضاً وخاصة بعد الهجمات التي شنتها هذه الجماعات في الغرب في الآونة الأخيرة، والتي صدّرت صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين إلى العالم.