السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

صحة دبي تقرر إنهاء عزل مرضى كورونا ومخالطيهم بعد 10 أيام من تأكد الإصابة

صحة دبي تقرر إنهاء عزل مرضى كورونا ومخالطيهم بعد 10 أيام من تأكد الإصابة

أرشيفية.

أعلنت هيئة الصحة بدبي عن إقرار قواعد جديدة لإنهاء عزل المصابين بكوفيد-19، أو المخالطين لهم، والتي تضمنت إلزامية خضوع المصابين للعزل لمدة 10 أيام، والمخالطين للحجر الصحي المنزلي لنفس المدة، حتى لو أجروا مسحة وكانت نتيجتها سلبية، بعدما كانت المدة اللازمة للعزل والحجر في البروتوكول السابق 14 يوماً.

3 فئات

وصنفت «صحة دبي» مرضى كورونا، في تعميم وجهته إلى المنشآت الصحية المرخصة من قبلها بالإمارة، إلى 3 فئات، الأولى: المصابون بدون أعراض، ويتم إنهاء عزلهم وفقاً لاستراتيجية تعتمد على الوقت، حيث يتم إنهاء عزل هؤلاء المرضى بعد مرور 10 أيام على تاريخ أول تشخيص إيجابي لفيروس كوفيد-19، على افتراض أنهم لم تظهر عليهم الأعراض بعد هذا التشخيص، وأنه لا حاجة للحجر المنزلي لمدة 14 يوماً بعد الخروج من العزل الصحي.


أما الفئة الثانية، فهم المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة وثبتت إيجابية عيناتهم، فإن إنهاء عزلهم يتم وفق استراتيجيتين، الأولى: استراتيجية قائمة على الأعراض، حيث يتم إنهاء عزل هؤلاء المرضى بعد مرور 10 أيام على الأقل منذ ظهور الأعراض لأول مرة، وزوال الحمى دون استخدام خوافض الحرارة، وتحسّن أعراض الجهاز التنفسي مثل السعال وضيق التنفس في أخر 3 أيام متتالية قبل إنهاء العزل.


وتعتمد الاستراتيجية الثانية لإنهاء عزل المرضى من الفئة الثانية على الوقت، حيث يتم إنهاء عزل هؤلاء المرضى عند زوال الحمى بدون استخدام الأدوية، وتحسّن أعراض الجهاز التنفسي، بالتزامن مع التأكد من سلبية مسحتين تم أخذهما من المريض بفاصل زمني 24 ساعة، وأنه في الاستراتيجيتين لا يحتاج المريض للحجر المنزلي لمدة 14 يوماً.

وذكرت هيئة الصحة بدبي، أن الفئة الثالثة من مرضى كورونا هم من يعانون من أعراض متوسطة أو حادة أو حرجة، ويتم إنهاء عزل هؤلاء المرضى وفق استراتيجية واحدة فقط تعتمد على نتيجة المسحة المأخوذة من المريض، حيث يمكن خروج المريض من المستشفى بمجرد أن تكون لديه نتيجة اختبارين متتاليين من عينات الجهاز التنفسي السلبيتين بفاصل 24 ساعة بين المسحتين، وألّا يكون المريض قد استخدم أدوية لتخفيف الحمى خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وأن يثبت تحسناً كبيراً في الأعراض التنفسية، مع إظهار التصوير الإشعاعي للرئة تحسناً كبيراً وملحوظاً.

وشددت الهيئة على عزل أي مريض من الفئة الثالثة في المنزل بعد الخروج من المستشفى لمدة 7 أيام من تاريخ الخروج، وأن يكون لدى المريض الذي يعمل إجازة مرضية موثقة في السجل الطبي، وتتم متابعة المرضى الخارجين من المستشفى في عيادة المستشفى بعد أسبوعين إلا إذا كان المريض يعاني مجدداً من أعراض تنفسية فيمكنه الحضور للمستشفى قبل مرور أسبوعين حسب حالته، وإذا لم تظهر أي أعراض بعد مرور هذين الأسبوعين وخضوع المريض لفحص طبي، فلا حاجة لمزيد من المتابعة الطبية لحالته بعد ذلك.

حجْر المخالطين

وحول الحجر الصحي المنزلي للمخالطين للمصابين المؤكدين بفيروس كوفيد-19، أوضحت هيئة الصحة بدبي، أن المخالط هو أي شخص كان على بعد مترين من حالة كوفيد-19 مؤكدة لمدة 15 دقيقة، أو الشخص الذي حدث بينه وبين المصاب اتصال جسدي مباشر، أو شخص قدّم الرعاية الصحية المباشرة للمرضى المصابين بكوفيد-19 دون استخدام مناسب لمعدات الحماية الشخصية، أو الشخص الذي يعيش في نفس المنزل مع مريض كوفيد-19، وأن أي شخص مر بأي من هذه المواقف الأربعة قبل يومين إلى 14 يوماً من تأكد إيجابية مسحة المريض الأساسي فهو مخالط.

وأكدت «صحة دبي» على خضوع جميع المخالطين للحجر الصحي المنزلي لمدة 10 أيام بعد التعرض الأخير للحالة المؤكدة، حتى لو أجروا اختباراً وكانت نتيجتهم سلبية، ويجب عليهم المراقبة الذاتية لأي من أعراض الجهاز التنفسي، مشددة على ضرورة إجراء أي شخص من المخالطين الذين تظهر عليهم الأعراض لاختبار كوفيد-19.

دراسات علمية

وقال استشاري الأمراض الصدرية بدبي الدكتور شريف فايد إن البروتوكول الجديد الذي ينص على تقليل مدة عزل مرضى كورونا ومخالطيهم، تم بناءً على الدراسات العلمية المحلية والدولية، التي أكدت أن الحمل الفيروسي لدى المريض يصل لأعلى مستوى في مرحلة معينة ثم ينخفض مرة أخرى، وأنه تم تقليص مدة العزل إلى 10 أيام في كثير من الدول أبرزها إنجلترا، بعدما كانت فترة العزل في بداية الجائحة 7 أيام، وارتفعت إلى 14 يوماً لمزيد من الاطمئنان على حالة المريض وأنه لم يعد مصدراً للعدوى، وصولاً إلى 10 أيام لتخفيف العبء على المرضى ومرافقيهم في المنازل، خصوصاً أن المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض غالباً لا يصيبوا آخرين بالعدوى بحلول اليوم العاشر من تأكد الإصابة.



وأضاف أن هناك فترة يكون فيها الفيروس موجوداً بشكل كامن وقد تمتد هذه الفترة حتى أسبوع من بداية الإصابة، ثم تظهر الحرارة التي تعني أن الجسم يحارب الفيروس، ثم يقل الحمل الفيروسي حتى تظهر الأعراض المصاحبة مثل بقايا الالتهابات وبعض الآلام.

وأفاد بأن الفيروس يبقى في جسم الإنسان لفترات طويلة قد تمتد في بعض الحالات إلى شهر ونصف الشهر لكنه فيروس ميت، لا يسبب العدوى، لذلك تظهر نتيجة فحص البلمرة المتسلسل إيجابية في كثير من الحالات رغم شفاء المريض، بسبب وجود الفيروس الميت داخل الجسم الذي لا يشكل أي ضرر للمريض أو المحيطين به ولا يعدي، لذلك قللت الجهات الصحية المحلية والدولية من أهمية إجراء المسحة الثانية قبل إنهاء العزل، إلا في حالات معينة مثل المصابين من الأطقم الطبية وطلاب المدارس.

عوامل تسهم في الإصابة

وقال أستاذ طب الأسرة بجامعة الشارقة الدكتور نبيل سليمان، إن إنهاء عزل المصابين أو حجر مخالطيهم عملية مرنة تتوقف على متابعة الأشخاص المصابين أو المخالطين منذ احتكاكهم بالمصابين، وذلك من خلال ملاحظة ظهور الأعراض.



وأردف أن فترة الحضانة هي التي تتحكم في إنهاء العزل من عدمه، مشيراً إلى أن الحمل الفيروسي أيضاً يتحكم كثيراً في هذه العملية، إذ يمكن أن يكون المريض إيجابياً في بعض الحالات لكنه غير معدٍ، وهو ما يحير الباحثين والأطباء.

وأشار إلى وجود مخالطين يصابون نتيجة مجرد تعرضهم لحالة مؤكدة، في حين يوجد كثير من المخالطين الذين لا يصابون ولا تنتقل العدوى إليهم، حتى إن هناك زوجات لا يُصبن بعد إصابتهن أزواجهن، وهنا يكمن السر في مدى قوة الحمل الفيروسي وقوة مناعة الشخص المخالط وعدد ساعات الاختلاط، وهي عوامل تتحكم فيها دعائم أساسية مثل عمر الإنسان والأمراض المزمنة التي يعاني منها والتغذية ونوعها.