السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

القوات الجوية والدفاع الجوي.. 45 عاماً من الإنجازات

القوات الجوية والدفاع الجوي.. 45 عاماً من الإنجازات
يمثل الاحتفال بذكرى توحيد القوات الجوية والدفاع الجوي «يوم الوحدة» الذي يصادف 6 يناير من كل عام، احتفاءً بالمسيرة الطويلة الحافلة بالإنجازات للقوات الجوية والدفاع الجوي في دولة الإمارات، وكذلك بإنجازات القوات المسلحة التي اضطلعت منذ تأسيس الدولة بدور بارز في حماية مقدراتها، والدفاع عن ترابها الغالي في مواجهة كل الأخطار والتهديدات.

وتصدر الإدارة التنفيذية للاتصال الدفاعي في وزارة الدفاع - بمناسبة مرور 45 عاماً على توحيدها - تقريراً موسعاً عن تطور القوات الجوية والدفاع الجوي وخططها المستقبلية.

وقال التقرير إن القوات الجوية والدفاع الجوي تمكنت خلال الأعوام الماضية وبفضل التخطيط الذي تم على أسس علمية سليمة من التعامل مع أحدث التقنيات في مجال العتاد والسلاح، ما أوجد قوة جوية عصرية قادرة على مواجهة التحديات والدفاع عن الوطن وحمايته، وهذه المكانة المتميزة لم تكن وليدة ظروف طارئة، لكنها جاءت نتيجة للدعم الكبير والمتابعة الدائمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، حيث قال: «إن ما حققته هذه القوات من كفاءة كبيرة في استيعاب التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والقدرة على مواكبة العصر لم يكن أمراً سهلاً أو هيناً ولا وليد ظروف طارئة، بل جاء تتويجاً لجهود مضنية وثمرة لاستراتيجية تطوير متكاملة، وتأكيداً لمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، أصبحت قواتنا المسلحة الدرع الواقية والسياج الحصين لحماية وطننا».



وأكد أن مراحل تطور القوات الجوية والدفاع الجوي خلال الـ45 عاماً الماضية لا تجسد فقط حجم الإنجاز الذي تحقق، سواء على صعيد التحديث والتطوير والتدريب أو على صعيد إعداد العنصر البشري وتأهيله بشكل علمي سليم، وإنما تشير أيضاً إلى قوة الإرادة والإصرار على تجاوز أي عقبات تحول دون بناء هذه القوات بشكل عصري.

وأكد التقرير أن القوات الجوية الإماراتية أصبحت تتمتع بأقصى درجات اليقظة والقدرة والجاهزية للذود عن حياض الوطن وصون أمنه ورخائه واستقراره وباتت قوة ضاربة ذات استراتيجية قادرة على الردع والدفاع عن تراب الوطن وسيادته، بل باتت تشارك بفاعلية كبيرة في مهمات إقليمية ودولية ولديها القدرة على مواجهة التحديات كافة، بفضل ما تتمتع به من أسباب التفوق والسيطرة ومن كفاءة عالية، تتيح لها استخدام مختلف الأسلحة المتطورة من طائرات ومنظومات صاروخية من أحدث ما تنتجه تكنولوجيا العصر.



وأوضح أن الإمارات تمتلك اليوم النسخة الأحدث على مستوى العالم من مقاتلات «إف 16» المعروفة بـ«بلوك 60» التي تتمتع بالرادار الأحدث عالمياً، بالإضافة إلى مقاتلات ميراج 2000 9- المطورة خصيصاً لدولة الإمارات، من حيث أنظمتها وقدراتها القتالية وأخيراً تجسدت موافقة الولايات المتحدة في شهر نوفمبر 2020 على بيع مقاتلات «إف-35» وطائرات مسيرة مسلحة من طراز«إم كيو 98» للدولة، خاصة أن الولايات المتحدة لا توافق على بيع هذه النوعية من الطائرات إلا بعد تأكدها من أن هذه الدولة تمتلك القدرات التكنولوجية التي تمكنها من تشغيلها بكفاءة عالية، وأنها داعم رئيسي لجهود تحقيق الأمن و الاستقرار الإقليمي والدولي.

وأكد التقرير أن الإمارات أصبحت قوة عسكرية جوية مثيرة للإعجاب، ولديها سجل حافل في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، والدفاع عن الشرعية في اليمن، مسلطاً الضوء على تنوع العتاد الإماراتي وتطوره في مجالات عدة تشمل المقاتلات، وطائرات النقل، والتدريب، ونظم الإنذار المبكر والتحكم، ما يجعلها ضمن الأقوى في المنطقة.



واستعرض التقرير النشأة والتكوين لكل من القوات الجوية والدفاع الجوي، حيث كانت البداية للقوات الجوية، حيث تأسست في 13/05/1968 باسم جناح الجو ضمن تشكيل القوات البرية لقوات دفاع أبوظبي، وانضمت إليه في التاريخ نفسه أولى الطائرات من نوع (آيلندر) بريطانية الصنع، وفي 16/07/1972 تم اعتماد مسمى سلاح الجو، وفي 06/01/1974 شكلت أول قيادة للجناح الجوي في قوات دفاع أبوظبي، وهو التاريخ الذي يتم الاحتفال به سنوياً بيوم الوحدة للقوات الجوية والدفاع الجوي.

أما الدفاع الجوي فقد بدأ في عام 1974 تشكيل أول مجموعة دفاع جوي، وكانت تضم مجموعة مدفعية 20 ملم مجرورة، وفي عام 1980 تم تغيير المسمى إلى قيادة الدفاع الجوي، وبتاريخ 10/07/1975 شكلت بطارية 30 ملم، وبتاريخ 06/11/1984 أطلق عليها اسم كتيبة 35 ملم م/ط، بعد ذلك أطلق عليها اسم كتيبة سعد بن أبي وقاص.

وفي تاريخ 28/06/1987 تم دمج القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي تحت قيادة واحدة تحمل مسمى قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي.



وأشار التقرير إلى أن القوات الجوية والدفاع الجوي أصبحت بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تتمتع بأقصى درجات اليقظة والقدرة والجاهزية للذود عن حمى الوطن وصون أمنه ورخائه واستقراره، وكل هذا التطور والتحديث المستمر قد جعل من قواتنا الجوية ودفاعنا الجوي قوة ضاربة ذات استراتيجية قادرة على الردع والدفاع عن تراب الوطن وسيادته وثرواته.

وأكد أن كلية خليفة بن زايد الجوية انتهجت منذ تأسيسها مساراً للتميز والنجاح ومواكبة التطورات والتكنولوجيا في مجالات الطيران المختلفة بفضل رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، والتوجيهات المستمرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث نراها اليوم شامخة تعمل من خلال منهج علمي مبني على ترسيخ قواعد الابتكار والريادة العسكرية، وذلك من خلال رؤيتها بأن تصبح رائدة تنافس أرقي الكليات الجوية في العالم، وحرصت الكلية خلال السنوات الماضية على تطوير العنصر البشري وذلك بالجمع بين الجودة الأكاديمية ومتطلباتها والجودة التقنية والعسكرية ومستجداتها.



واستعرض التقرير البرنامج الدراسي للمرشحين والذي يستغرق برنامج دورة المرشحين الطيارين مدة 3 سنوات منذ التحاق المرشحين بالكلية حتى تخرجهم، و كل منهم يتخرج برتبة ملازم طيار مصنف بأن يكون طياراً أو ملازماً جوياً في القوات الجوية والدفاع الجوي، ويشمل البرنامج الأكاديمي دراسة العلوم العسكرية والعلوم العامة وعلوم الطيران التخصصية، إضافة إلى التدريب العملي على الطيران بالنسبة للطيارين والمواد التخصصية بالنسبة لضباط الإسناد الجوي، ما يؤهل الخريجين للحصول على درجة البكالوريوس علوم الطيران والعمل كضباط طيارين أو ضباط إسناد جوي بالقوات المسلحة.

وأشار التقرير إلى دورات الطيارين الإناث، حيث يستغرق البرنامج 3 سنوات منذ التحاق المرشحين بالكلية حتى تخرجهم، وكل منهم يتخرج برتبة ملازم طيار مصنف بأن يكون طياراً أو ملازماً جوياً في القوات الجوية والدفاع الجوي، كما لفت إلى بكالوريوس علوم الطيران الطيارين العسكرين الذي تتبنى الكلية فيه نظام الدراسة السنوي، وتتكون كل سنة دراسية من (3) فصول دراسية، ويتكون البرنامج من 3 سنوات دراسية بإجمالي 148 ساعة معتمدة.



كما أشار إلى بكالوريوس نظم الطائرات المرسلة بدون طيار الذي صمم ليحاكي برامج الطيران النموذجية الدولية، ولتقديم الدراسات الأكاديمية والمهارات الميدانية للضباط العاملين هذا المجال، حيث يحتوي البرنامج على عمليات الطيران وسبل تميز الطائرات والمراقبة الجوية وأرصاد الطيران وأنظمة الاتصالات والملاحة بالأقمار الصناعية، ونظم الطائرات وطرق التحكم وأنظمة الاستشعار للطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الطيران التشبيهي والطيران العملي على هذه الطائرات.

وبين التقرير أنه يوجد لدى الكلية أحدث أجهزة الطيران التشبيهي لمختلف أنواع الطائرات الموجودة في الكلية سواء التأسيسية منها أو المتقدمة، حيث يوجد مشبه متكامل لطائرة (الهوك)، يشمل الناحية الحركية ويحتوي على المواصفات والمهارات التي تقوم بها الطائرات التقليدية بأقل كلفة ممكنة، ويختصر الوقت والصيانة ويرفع من كفاءة الطيارين إلى مستوى متقدم، وتتم إدارة هذه الأجهزة من خلال فريق عمل متكامل بنسبة أبناء الدولة فيه تصل إلى 80%، إضافة إلى جناح التنسيق والتجهيز والذي يقوم بتوفير وتشغيل هذه الأجهزة.

واستعرض التقرير إنجازات معهد القوات الجوية والدفاع الجوي الذي تم إنشاء مدرسة الدفاع الجوي في 1/8/1980 وفي 6 فبراير 1991 تم تطوير المدرسة إلى معهد القوات الجوية والدفاع الجوي.



ويسعى معهد القوات الجوية والدفاع الجوي لأن يكون ضمن أفضل 10 معاهد للقوات الجوية والدفاع الجوي في العالم وذلك بتأهيل منتسبي القوات الجوية والدفاع الجوي بأفضل الأساليب التدريبية وبما يحقق أهداف القوات الجوية والدفاع الجوي.

واستعرض التقرير دور القوات الجوية والدفاع الجوي في العمليات الإنسانية ما أظهرته قواتنا الجوية في العديد من المهام الخارجية التي أوكلت إليها، سواء في عملية «عاصفة الحزم وإعادة الأمل» في اليمن أو ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث إن التقدير والإشادة التي حظيت به القوات الجوية والدفاع الجوي من العديد من دول العالم، يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، الذي رسمته لنا توجيهات قيادتنا الرشيدة بأن تكون قواتنا الجوية ركيزة القوات المسلحة التي تعزز الأمن والاستقرار الشامل في الداخل، وتشارك بفاعلية في إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم حتى أصبحت قواتنا المسلحة اليوم عنواناً للنجدة وبث روح الأمل في نفوس المحتاجين والفقراء في بقاع العالم، مجسدة بذلك نهجاً إنسانياً نبيلاً في التضامن مع جميع الدول التي تواجه أزمات أو تحديات إنسانية.

وتمثل دور القوات الجوية والدفاع الجوي في تنفيذ الجسر الجوي من دولة الإمارات إلى مختلف دول العالم لنقل المساعدات الإنسانية والامدادات، وذلك عن طريق جسر جوي يتكون من طائرات الشحن العسكرية (C-130) وطائرة (اليوشن)، وجاء قرار القيادة الرشيدة بالمشاركة في عملية حفظ وفرض السلام مكملاً للدور الكبير الذي لعبه أبناء الإمارات خلال عملية (الأيادي البيضاء)، خاصة صقور الإمارات الذين أثبتوا مهارة فائقة وقدرة عالية في التعامل مع متطلبات العملياتية والطلعات الجوية رغم الفرق في طبيعة المنطقة، وذلك من خلال مشاركتهم في (قوة الواجب/ 2 صقر الإمارات) بمجموعة من طائرات (الأباتشي)، بالإضافة إلى سرية عمليات خاصة حيث تم إلحاقهم بإخوانهم من القوات البرية المتواجدة في (كوسوفا)، وذلك من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار في تلك المنطقة.



واستطاع صقور الإمارات الذين أثبتوا قدرتهم وجدارتهم أن يقوموا بمعدل 5 طلعات يومياً من (تيرانا) إلى (كوكس) بكل حماس، متحدين بذلك المخاطر، حيث كانت المنطقة عبارة عن أودية وسلاسل من الجبال، هذا بالإضافة إلى الضباب والأمطار التي تشكل عائقاً كبيراً في معظم الوقت من أجل إيصال المساعدات ومواد الإغاثة إلى مستحقيها في مقر إقامة اللاجئين.

واستعرض التقرير في الختام نجاح صقور الإمارات في المشاركة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور في ذاكرة الوطن الخالدة وتاريخ الأمتين العربية والإسلامية وقدموا النموذج الصادق على أصالة أبناء وطننا الغالي، وأثبتوا بالفعل أنهم خير قدوة للأجيال الحالية والمقبلة، وسيظلون مصدر إلهام متدفق لقيم الوطنية والولاء والانتماء لهذا الوطن، والدفاع عن مبادئه النبيلة في الوقوف إلى جانب الحق والتضامن مع الأشقاء مهما كانت التضحيات والصعوبات، حيث بلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها وأكثر من 130 ألف طلعة جوية، وأكثر من نصف مليون ساعة طيران على أرض العمليات.

واختتم التقرير بإنجازات فريق فرسان الإمارات للاستعراضات الجوية التابع للقوات الجوية والدفاع الجوي يعتبر رمزاً وطنياً يعكس إمكانات أبناء الإمارات، ويترجم اعتزازهم وفخرهم بقيادتهم الرشيدة وحبهم الكبير لدولتهم، كما أنه يعتبر سفير دولة الإمارات، ورسول محبة وسلام أثناء المشاركات في مختلف المناسبات والفعاليات المحلية والدولية التي يرسم خلالها أجمل اللوحات الفنية لعلم دولتنا الغالي بكل فخر واعتزاز في سماء دول العالم التي يحل بها.