الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مؤثرون لـ«الرؤية»: إقحام الأطفال في الفيديوهات بقصد الشهرة أذية مقصودة

مؤثرون لـ«الرؤية»: إقحام الأطفال في الفيديوهات بقصد الشهرة أذية مقصودة

حمدة الحمادي.

أكد مؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذا العالم بات يشهد ظواهر غريبة، أخطرها إقحام الأطفال في الفيديوهات بقصد كسب الشهرة، دون أن يدرك أصحابها حجم المخاطر الذي قد يتسببون به للطفل، رافضين هذا الأسلوب للحصول على المتابعين أو بأي طريقة أخرى تتسبب بالأذى المقصود لهذه الفئة بتقديم محتوى غير لائق.

وقال المؤثر نبيه الكيالي إن أصحاب حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يصنعون مقاطع فيديو هدفها تحقيق الانتشار وجلب الشهرة مهما كان الثمن، وللأسف هذه المقاطع إما أن تكون استفزازية أو لا تحترم عقلية المتابعين، وعدد هذا النوع من الفيديوهات بدأ يزداد يومياً من قبل أولئك الذين ركبوا هذه الموجة لتحقيق الشهرة حتى وإن كان الأمر ضد دين الشخص ومعتقداته وتوجهه أحياناً، والأمثلة كثيرة عبر الإعلام، إذ نجد أن والدَي طفلة انفصلا قد استغلا طفلتهما لنشر خلافاتهما كوسيلة لتحقيق الشهرة دون أخذ براءتها بالحسبان، عدا عن الكثير من الحالات الأخرى.



وأضاف: في حال رغبة أولياء الأمور مشاركة مقاطع فيديو لأبنائهم، فلا مانع من نشر مقاطع تشجعهم أو توثق نجاحاتهم لدعمهم وليس فيديوهات تعقدهم نفسياً وتدمر مستقبلهم وتفقدهم الثقة بالنفس بدافع تحقيق الانتشار غير المدروس.



موضة العصر

بدورها، قالت المؤثرة والإعلامية رشا الزين، إنها أم لطفلين ومن وجهة نظرها لو كان ابنها يمتلك موهبة مميزة ومحتوى لائقاً وجيداً، يحقق استحسان الناس، فلا مانع من نشر مقاطع تعرض موهبته، ولكن على أن يخضع للمتابعة لحمايته من التعرض لأي أذى سواء بالتنمر أو التعليقات المسيئة، لافتة إلى أن السوشيال ميديا موضة العصر، فلا مانع أن يخوض الطفل هذا العالم، على أن يكون تحت مراقبة الأهل.

وتابعت: ليس خطأ أبداً أن يحقق الابن شهرة من نشر مقاطع تبرز موهبته ومقدراته المميزة ولكن تحت المراقبة، وألا نترك الطفل بمفرده كي لا يتعرض لأمور تتجاوز عمره، ولا مانع من مشاركة الطفل في إعلانات لمواد تتناسب مع عمره كإعلانات عن أطعمة أطفال أو غيرها بطريقة مدروسة تبتعد عن الاستغلال والإساءة.



ليسوا سلعة

ورفضت مدربة السلوك الاجتماعي الدولية والمؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سارية الخاير، استخدام الأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كسلعة بقصد تحقيق الربح بأي طريقة كانت، وقالت: من يقوم بعرض أطفاله على وسائل التواصل، فقد انتهك حق ابنه في الحفاظ على خصوصيته.

وأفادت بأن هذا السلوك يُفرض على الأطفال وهم لا يستطيعون رفض المشاركة ولا يحق لهم الاختيار وربما يوقعهم هذا الأمر في مواقف صعبة وسيئة مستقبلاً، أو قد تعرضه للتنمر من أبناء جيله.



وقالت إن ظهور الأطفال على وسائل التواصل بأي هدف ربحي يعد انتهاكاً لحقوقهم الإنسانية والطفولة، وتجارة بوجود الطفل وكيانه ولا يجوز تعدي هذا الأمر إلى أن يتجاوز عمره الـ16 عاماً.

وتابعت: كما لا يجوز المتاجرة بخصوصية الطفل أو حالته الصحية أو تعريضه لأي صدمة نفسية لأن هذا السلوك يؤدي إلى تجريد الطفل من مشاعره، فعندما يكبر ويشاهد هذا المقطع سيشعر بخيبة الأمل من عدم صون مشاعره من قبل أسرته وهذا أمر صعب جداً.

شرخ للطفولة

وذكرت المؤثرة حمدة الحمادي أن المغالاة في تسليط الضوء على الأطفال عبر مواقع التواصل، باتت ظاهرة وعمل من لا عمل له، بل بتنا نشاهد المشاهير والفنانين يتوجهون لإقحام أطفالهم في عالم الشهرة ويفتحون حسابات خاصة لأبنائهم لكسب المتابعين وتحقيق الأرباح وعرض الإعلانات وهذا أمر غير مقبول أبداً.

ونوهت بأن وضع الطفل في عوالم افتراضية لساعات طويلة يوقع الطفل في خطر فقدان الخصوصية، عدا عن شرخ طفولته وتعريضه ربما للتواصل مع أشخاص من أعمار تفوقه بسنوات، كما قد يُعرض الطفل للتنمر عبر التعليقات التي ستطال منشوراته عدا عن عدم إحساسه بقيمة الوقت لاحقاً.