الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الإمارات تواكب الجراحة الروبوتية عالية الدقة لمرضى السرطان

الإمارات تواكب الجراحة الروبوتية عالية الدقة لمرضى السرطان
سخرت دولة الإمارات كافة طاقاتها بمجال الجراحة الروبوتية لمرضى السرطان، بهدف استقطاب أحدث الوسائل العلاجية القائمة على الابتكار ومواكبة التطورات والمستجدات على الساحة الطبية العالمية، وتقديم خدمات صحية تخصصية ومبتكرة بمعايير عالمية.

وتعد تقنية الروبوتات من الخيارات الفعالة الأقل تعقيداً، ما يسهم إلى حد كبير في مضاعفة احتمالات الشفاء وتحسين نمط المعالجة بعد إجراء الجراحة، وذلك بأقل مستويات التدخل الجراحي وبدقة عالية مع نتائج أفضل، علاوة على تلافي مستويات الإضرار بجسم المريض قدر المستطاع.

أجندة وطنية


وتعتزم الإمارات خفض عدد وفيات السرطان إلى 64.2 حالة لكل 100 ألف من السكان خلال العام الجاري، إذ يُعتبر هذا الهدف أحد مؤشرات الأداء الرئيسة لتحقيق نظام صحي بمعايير عالمية، وفق الأجندة الوطنية للدولة التي سخرت كافة الطاقات لتحقيقه، عبر إنشاء سبع مستشفيات متخصصة في الأورام أهمها مستشفى توام، الذي يضم وحدة تُعنى بتوفير أفضل خدمات طبية ممكنة للمرضى، وتُقدم خدمات: علاج السرطان ومحاربته، والتدخلات الجراحية، وعمليات التصوير، والتنظير الإشعاعي، وتقييم مدى خطورة المرض وأعراضه، ووفّر المستشفى مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المختصة بالأورام بكافة أنواعها.


ويعتبر مركز الخليج الدولي للأورام، المركز الأول من نوعه في دول مجلس التعاون الخليجي، وأفضل مستشفى للأورام بالإمارات، إذ يقدم الرعاية الطبية للمرضى وفق المعايير الأمريكية بالتعاون مع مركز جورج واشنطن، وتتمثل رؤية المركز بتوفير أقصى درجات الرعاية الصحية والعاطفية لمرضى السرطان وعائلاتهم، عبر كادر طبي عالمي مؤهل، إلى جانب خدمات طبية عدة تتمثل في استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان بالدولة.

وللمستشفى السعودي الألماني دور بارز في محاربة السرطان، عبر استحداث مركزاً متخصصاً في دبي يُعنى بعلاج الأورام، مؤلف من كادر طبي متخصص بالأورام، يتعامل مع كافة المراحل العلاجية للمرض، بداية من الوقاية إلى التشخيص المبكر، وصولا لوضع خطة العلاج في الحالات الشديدة، والتي تتطلب الرعاية لفترات طويلة، بالإضافة إلى مراقبة المضاعفات وتقديم الدعم المعنوي والنفسي للمريض.

نهج خاص

أما مركز زليخة الدولي فيسلك نهجاً خاصاً، يتمثّل بعلاج وتشخيص الأورام المختلفة، ويوفّر مختلف الخدمات وسبل العلاج للمرضى، أهمها تقديم العلاج الإشعاعي والكيميائي، وزرع الخلايا الجذعية، وغيرها العديد من الخدمات ضمن نطاق التشخيص والكشف المبكر عن الأمراض.

فيما يسعى مركز رعاية مرضى السرطان في المستشفى الأمريكي بدبي لتقديم رعاية شاملة لمرضى السرطان على مستوى عالمي، بدءاً من التدابير الوقائية والكشف المبكر، وصولاً لأحدث العلاجات والخدمات الداعمة التي تضم طاقم عمل متعدّد التخصصات، تشمل: الأورام، وأمراض الدم، والعلاج الإشعاعي والجراحي للأورام، وعيادة متخصصة بأمراض الثدي، والرعاية الطبية لتخفيف وتسكين الألم.

إحصائيات رسمية

وسجلت الإمارات 4200 حالة سنوياً بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ويتراوح متوسط أعمار الإصابة ما بين 55 و60 عاماً، ويمثل سرطان القولون لدى الرجال أكثر الأنواع انتشاراً، ولدى النساء يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى، حيث يتم سنوياً تشخيص 800 إصابة، و20% من المصابات به دون سن الأربعين، أما بالنسبة للأطفال فمازال سرطان الدم (اللوكيميا)، وسرطان الغدد اللمفاوية (الليمفوما) الأكثر انتشاراً.

ووفقاً للدراسات الطبية الحديثة، فإن 90% من أسباب الإصابة ما زالت غير معروفة تفصيلياً على المستوى العالمي، لكن يوجد أسباب ساهمت الدراسات الأخيرة في تحديد بعضها، أهمها الجينات الوراثية التي تنتقل من الآباء للأطفال، ويصعب تفاديها لأنها جينات ذات طفرات خاصة تؤدي إلى تكون أورام ومتلازمات.

علاجات السرطان

وتتوافر في الدولة عدد من العلاجات المتطورة تشمل الكيماوية والمناعية والبيولوجية والذكية، إضافة إلى الجراحات المتقدمة التي يتم إجراؤها لاستئصال مختلف أنواع الأورام، وتعتبر العلاجات المناعية من أحدث أنواع علاجات الأورام عالمياً، كونها تسهم بتقوية الجهاز المناعي ومساعدته على محاربة الخلايا السرطانية، وتثبيط نشاطها وحصر انتشارها لأعضاء أخرى، وتصل نسبة نجاحها إلى أكثر من 20% في علاج الحالات المتقدمة التي كان ميؤوساً منها، ويعتبر أيضاً دمج العلاج الكيماوي مع المناعي، من بروتوكولات العلاجات المتطورة الذي أثبت نجاحه، إضافة إلى العقاقير الذكية التي يتم إعطاؤها لمرضى السرطان الذين تحدث لديهم طفرات جينية متنوعة.

ومع توفير الأنظمة الرقمية للتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني، التصوير المقطعي، جرى تعزيز إمكانيات مجال تشخيص الإصابة بالأورام وعلاجها في الدولة، أما أحدث التقنيات فهو توفير التصوير المقطعي داخل العمليات التي تجرى لاستئصال الأورام، ومع الإمكانيات الجديدة المتقدمة أصبح هذا الإجراء يطبق في غرفة العمليات ذاتها، ما أسهم في تقليل زمن الجراحة.

واستقطبت الإمارات أحدث أجهزة العلاج الإشعاعي متطورة التقنيات التي لا يوجد لها مثيل في المنطقة، وتعمل على التصويب الصحيح للأورام لعلاجها إشعاعياً بشكل أكثر دقة مقارنة بالسابق، بما يضمن عدم التسبب في حدوث التهابات وتقليل ظهور المضاعفات في مناطق أخرى من الجسم، مع عدم إغفال جراحات الروبوت التي أصبحت تستخدم أخيرا في استئصال الأورام المتنوعة، ويتم فيها الاعتماد على خبرات الجراح الخاصة والمتميزة لإدارة الروبوت، وساهمت بشكل كبير في تقليل نسبة الخطأ، عبر دقة أدائها، وتالياً تعافي المرضى بشكل أسرع.