الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

وزراء ومسؤولون: حكومة الإمارات نموذج في تعزيز قيم الأخوة محلياً وعالمياً

وزراء ومسؤولون: حكومة الإمارات نموذج في تعزيز قيم الأخوة محلياً وعالمياً

أكد وزراء ومسؤولون أن حكومة الإمارات نجحت في أن تكون نموذجاً لتعزيز قيم الأخوة محلياً وعالمياً، بوضع الخطط الاستراتيجية والميدانية لنشر التسامح والتعايش والتلاحم المجتمعي.

وقالوا خلال مشاركتهم اليوم في منتدى تعزيز «الأخوة الإنسانية في العمل الحكومي» إن المنتدى ركز على تبادل الأفكار والآراء حول سبل تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية في عمل حكومة الدولة وبناء قنوات للعمل المشترك والناجح.

وذكر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في كلمته الافتتاحية أن منتدى تعزيز «الأخوة الإنسانية في العمل الحكومي» الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع لجان التسامح في الوزارات والهيئات الحكومية يركز على تبادل الأفكار والآراء حول سبل تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية في عمل حكومة الدولة وبناء قنوات للعمل المشترك والناجح.

وأضاف: «إن هذا المنتدى إنما هو احتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أعلنته الأمم المتحدة احتفاء بيوم إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، وهي الوثيقة التي تقوم على الثوابت والغايات الأخلاقية والإنسانية النبيلة وترفض التعصب والعنف والكراهية، وتدعو إلى التضامن والتكافل بين الجميع بصرف النظر عن اختلافاتهم، كي يتعايشوا معاً، ويعملوا في عالم تسوده المحبة والسعادة والسلام».

وتابع: «تؤكد الوثيقة على حقوق المرأة والاهتمام بالطفل وحماية البيئة وحرية المعتقد وحماية دور العبادة وتوفير الدعم والمساندة للفئات الضعيفة في المجتمع، كما تؤكد على مسؤولية الفرد ودور كل مؤسسة في نشر قيم التعارف والحوار والعمل المشترك، لمكافحة التطرف والتشدد والإرهاب على كل المستويات».

وأعرب عن اعتزازه بالدور القيادي والمحوري لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، بل دوره في قيام الأمم المتحدة بإعلان يوم صدور هذه الوثيقة يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إنما يجسد بالقول والعمل معاً كيف أن الإمارات الحبيبة هي دولة عميقة التراث والأصول يدعمها شعب صانع للحضارة والتاريخ حريص على التواصل الإيجابي مع الجميع، كما أنها دولة ترعى إنجازاتها دائماً قيادة مخلصة تشجع الفكر المستنير وتسعى بكل عزم والتزام إلى إسعاد الناس وإلى تحقيق جودة الحياة، في كل مكان.

دعوة عالمية

من ناحيته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش، «إن وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي انطلقت من الإمارات، إنما تمثل دعوة عالمية مفعمة بالأمل لإحياء القيم الإنسانية التي تحض على التآخي والمحبة، والتعاون والتسامح بين البشر، وبين شرق العالم وغربه، كما تعزز نهج الدولة القائم على الانفتاح والتعددية الثقافية والعيش المشترك، حتى أضحت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً للتسامح والسعادة والازدهار».

وعن دور وزارة الخارجية والتعاون الدولي فيما يتعلق بتعزيز المبادئ والقيم الإنسانية لتكون جزءاً من استراتيجيتها في العمل الحكومي، أوضح أن الوزارة قامت بتضمين مبدأين مهمين من مبادئ الأخوة الإنسانية، وهما التسامح والتعايش، ضمن المحاور الرئيسية لسياسة دولة الإمارات الخارجية، حيث شملت الأهداف تحت هذا المحور، تعزيز مبادرات وشراكات التسامح والتعايش الإماراتية إقليمياً ودولياً، وتوسيع نموذجها في التناغم والاعتدال ليشمل مجالات ثقافية ودينية جديدة، والاستمرار في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتسامح والتعايش وتعزيز الدور الريادي لدولة الإمارات في مواجهة الإرهاب والتطرف.

وأشار قرقاش إلى انطلاق العملية التشاورية عبر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لإعداد الخطة الوطنية لحقوق الإنسان والتي تشكل خارطة طريق وإطاراً منهجياً ومؤسسياً توحد وتوثق من خلالها الجهود التي تبذلها الدولة في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان.

وقال إن دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، ستستمر في مواصلة العمل مع شركائها الدوليين في تعزيز ثقافة السلام، بما يكفل إحلال الاستقرار والأمن وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة، كما ستواصل جهودها في التعاون مع المجتمع الدولي على تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والعيش المشترك لما فيه خير البشرية.

قيمة عابرة للحدود

وذكرت وزيرة تنمية المجتمع حصة بوحميد أن السعادة هي قاسم مشترك بين بني البشر، وهي عطاء المجتمع للجميع، وهي قيمة إنسانية عابرة للحدود واللغات والجنسيات، التزاماً برؤية قيادة تُحيط بكل ما يُسعد الإنسان، فتجعله واقعاً وأسلوب حياة، مشددة على أن هذه الثوابت يدركها الجميع في فكر قيادتنا الرشيدة، ويلمسها في أسلوب عمل حكومة الإمارات.

وأوضحت أن المجتمعات الناضجة هي التي تولي القيم مكانة خاصة، وأن الحكومات الإيجابية هي التي تتبنّى السياسات والتشريعات الداعمة لمبدأ الأخوة الإنسانية، وتدرك أهمية قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر وتعدد الثقافات، كسبيل لتحقيق التنمية المستدامة والسعادة في المجتمع.

وقالت: «إن وزارة تنمية المجتمع هي جزء من كيان التسامح والتعايش في الإمارات، تقوم بواجبها التنموي والوطني والمجتمعي بكامل طاقتها الإنسانية، وتبادر بالوصول إلى الجميع بكل ما أمكن من دعم وتمكين، ولدينا الطفولة التي نحفظها بقانون حقوق الطفل (قانون وديمة)، وكبار المواطنين وأصحاب الهمم هم أيضاً أولوية في سلم أجندة الوزارة، وهم -واقعاً وفعلاً- أيقونة التسامح وقبول الآخر في المجتمع، وإخوتنا المقيمين من أكثر من 200 جنسية كذلك، هم أبناء هذا الوطن الذي أقسمنا أن نخلص له، وهم شركاؤنا في مسيرة تنمية واحدة».

المناهج الوطنية

وقال وزير التربية والتعليم حسين الحمادي إن الإمارات تبذل جهودا متواصلة لتحويل قيم التسامح الواردة بوثيقة الأخوة الإنسانية إلى أولوية قصوى في الوزرات والمؤسسات والهيئات المعنية بالتعليم والثقافة والمجتمع، مؤكداً أن وزارة التربية والتعليم ضمنت مبادئ الوثيقة في المناهج الوطنية وحولتها إلى دروس وموضوعات ومواقف تعليمية وتربوية، ليقوم طلبة المدارس الإماراتية بدراستها وقراءتها وتحليلها واستنتاج القيم والعبر منها، إضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات في الميدان التربوي التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان.

وأشار إلى أن الوزارة قامت بنشر وتعميم الوثيقة على المدارس ووجهت الجميع لتصميم برامج تثقيفية وتدريبية لأعضاء هيئة التدريس بما تتضمنه الوثيقة من مبادئ تدعو إلى السلام والتقارب بين الشعوب وسيادة الحوار بين الأديان ورفض العنف الذي يقوض روح التسامح، لا سيما أن العالم يواجه أزمة غير مسبوقة ناجمة عن تفشي وباء كورونا.

الأبعاد الاستراتيجية

وأكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور سلطان محمد النعيمي أن الأبعاد الاستراتيجية لتفعيل وثيقة الأخوة الإنسانية واعدة وما تحتاجه هو الإرادة والمنهجية الصحيحة التي سيتلاشى معها العديد من التهديدات التي تعصف بالإنسانية، وستبقى الواقعية في العلاقات الدولية حاضرة.

وأضاف أن الوثيقة توجه رسائل واضحة الملامح ليتحمل الجميع مسؤوليته، فجاءت الرسائل إلى قادة العالم بالعمل الجاد لنشر ثقافة التسامح، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، وإلى المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والمثقفين والإعلاميين بدعوتهم لكي يكتشفوا قيم السلام والعدل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وإلى الأسرة بأن تتعهد أبناءها بالتربية الصحيحة والنشأة السليمة، وإلى الأديان بأنها لم تكن يوماً بريداً للحروب وباعثة للكراهية، وإلى المجتمع بأن الحرية حق لكل إنسان والتعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة إلهية، وأن المواطنة تقوم على المساواة في الواجبات والحقوق، وحقوق المرأة والأطفال والمسنين أمر جذري لا مفر منه.

تعزيز الروابط

وقال وكيل دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي حمد علي محمد الظاهري إن عمل الدائرة متواصل في تعزيز الروابط مع كافة الجاليات ذات المرجعيات الدينية المختلفة، لافتاً إلى أنه في الاستبيان الأخير حول جودة الحياة، بمشاركة أكثر من 72 ألف مشارك من مختلف الفئات، ارتفعت نسبة الشعور بالفخر للعيش في أبوظبي إلى 97%، في حين وصلت نسبة الشعور بالأمن والحماية إلى 96%، كما أثبتت الأرقام أن نسبة الرضا 83.5%.

وأوضح الظاهري حرص الدائرة على تيسير إجراءات تراخيص دور العبادة لغير المسلمين لتمكينهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية تامة، وهذا ما انعكس واضحاً على أعداد دور العبادة التي تضمها غمارة أبوظبي والتي وصلت اليوم إلى 20 دار عبادة تم ترخيصها لأبناء مختلف الديانات.