الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

خلال مؤتمر آيدكس 2021.. البواردي: الجائحة تحتّم إعادة النظر في نظام توريد تقنيات الدفاع

خلال مؤتمر آيدكس 2021.. البواردي: الجائحة تحتّم إعادة النظر في نظام توريد تقنيات الدفاع
أكد وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي أن الإمارات سخّرت الإمكانيات كافة باستخدام التكنولوجيا المُتقدمة والذّكاء الاصطناعي لمُواجهة أزمة كورونا محلياً وعالمياً بكفاءةٍ عالية، واستمرتْ بتحقيق المزيد من المُنجزات العلمية والحضارية، ومدتْ يد العون لكثير من دُول العالم، مُستخلصةً العديد من الدُروس المُستفادة، لتُصبح نموذجاً لإرادة التحدي والتقدم الحضاري وعاصمةٌ للتسامح الإنساني والتعايُش السلمي.

وقال البواردي، خلال جلسات مؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس) 2021، الذي عُقد اليوم السبت في أبوظبي ويقام للمرة الأولى بنسخته «الهجينة»، إن «جائحة كورونا تحتم علينا إعادة النظر في نظام التوريد بهدف جعلها أكثر مُرونةٍ أمام مُختلف التّحديات في المُستقبل».

وأضاف البواردي، خلال المؤتمر الذي يجمع أكثر من 24 خبيراً ومتخصصاً في قطاع الدفاع وبحضور ومشاركة أكثر من 2400 شخص من 80 دولة على أرض الواقع في مركز أدنوك للأعمال وافتراضياً، «تُعتبر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة أمراً بالغ الأهمية لمُستقبل قُدُراتنا الدفاعية، لا سيما وأنّ إنتاج العديد من تقنيات هذه الثّورة يتم بعيداً عن الصناعات الدفاعية التقليدية الخاضعة للرّقابة، ولهذا علينا أنْ نبحث عن وسائل وأساليب لحمايتها من الانتقال إلى أيدي الخُصوم والإرهاب، وهُنا تبرُزُ أهمية تعاوننا الدفاعي والأمْني مع مُختلف الجهات المعنية لتسريع الابتكار وتبني التقنيات المُتقدمة والتكنولوجيا الحديثة».



وذكر أنه «في ظل المُتغيرات المُتسارعة والمُعقدة تبرز أهمية تعزيز جوانب البحث والتطوير المُتعلقة بالصناعات الدفاعية، بما في ذلك أهمية التعاون بين مراكز البحث والتطوير في القطاع الحكُومي والخاص والأوساط الأكاديمية لتوحيد الجُهود في مُواجهة التحديات ولضمان استمرار مسيرة تطور تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها الدفاعية، وفي هذا الصددْ يُعتبر إنشاء مراكز للاختبار والتقييم المُكثفْ أمراً بالغ الأهمية».

وأردف قائلاً: «وهُنا لا بُدّ منْ إلقاء نظرةٍ شاملةٍ على أساليب تُماشي الأمن السيبراني مع التحول التُكنولوجي، وذلك بتسليط الضّوء على طبيعة حُروب المُستقبل في مجالات الفضاء والطيف الكهرومغناطيسي، وخاصةً المجال السيبراني نظراً لتسارُع استخداماته لإنجاز كافة الأعمال والمهام الاستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية منْ قبل الجهات الحُكومية وغير الحكُومية، ونظراً لأن عالمنا مُترابط إلكترونياً تبْرُز أهمية أمْن الفضاء الإلكتروني خاصّةً في مجال الدفاع».

طباعة 3D وغواصة موجَّهة

وعقدت الجلسة الأولى من المؤتمر، تحت عنوان «الفرص الابتكارية في إدارة أنظمة سلسلة التوزيع لحقبة ما بعد كورونا»، حيث قال وزير الطاقة والبنية التحتية المهندس سهيل بن محمد المزروعي خلالها «عملنا في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام المنصرم على استكمال صياغة ومناقشة مواد مشروع القانون البحري الجديد، ونحن حالياً بصدد العمل على إنجاز إجراءات اعتماده، كما أصدرنا 5 قرارات وزارية لتنظيم العمل البحري في الدولة، والتي تأتي في إطار سعينا لمواكبة الجوانب التشريعية والتطورات السريعة التي يشهدها القطاع البحري».



وتابع: «حققت الإمارات العديد من الإنجازات النوعية، أبرزها الانضمام لمجموعة من الاتفاقيات البحرية الدولية، وساعدت الاتفاقيات والقوانين والتشريعات على تحقق دولة الإمارات مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية، إلى جانب تحسن المؤشر البحري الدولي للعلم الإماراتي من 44 إلى 94% خلال الخمس سنوات الماضية».

ولفت إلى أن الوزارة، بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص ومراكز البحث والتطوير، تدرس مجموعة من التطبيقات لرفعها للمنظمات الدولية للاعتماد، وأبرزها استخدام السفن ذاتية القيادة، وكذلك تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D Printing) لطباعة بعض قطع الغيار اللازمة للسفينة وهي في عرض البحر، إضافة إلى استخدام التقنيات الرإدارية لقياس نسب الكربون الصادر من عادم السفن للتأكد من تماشيها مع المتطلبات الدولية، واستخدام الغواصة الموجَّهة دون طاقم لفحص بدن السفن تحت الماء، إلى جانب السعي إلى إنشاء قاعدة بيانات بحرية وطنية موحدة، تستهدف تطوير القطاع البحري الإماراتي وتسهيل المعاملات التجارية، الأمر الذي سيعزز من سلاسة الحركة الملاحية والتجارية بين موانئ الدولة بصورة أكثر شمولية.

تسريع الانتقال إلى الرقمنة



وقال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية في السعودية المهندس أحمد بن عبد العزيز العوهلي: «استمر قطاع الدفاع السعودي في العمل بفعالية طوال فترة الوباء، ما يدل على فعالية ومرونة سلاسل التوريد، إضافة إلى استراتيجيات وخطط الاحتفاظ بالمخزون».



وأضاف: «لقد دفعتنا أزمة انتشار كوفيد-19 نحو المستقبل من خلال تسريع الانتقال إلى الرقمنة في إدارة سلسلة التوريد، حيث يعتبر الاستثمار التعاوني في نظام التكنولوجيا المالي والبحث والتطوير أمراً أساسياً للتميز في مختلف الميادين العسكرية. كما أن أهداف رؤية 2030، بدأت الحكومة برنامج توطين الدفاع قبل انتشار الوباء بهدف توطين أكثر من 50% من نفقاتنا العسكرية وزيادة ميزانية البحث والتطوير من 0.2% إلى 4%».

تخطيط استباقي



وفي الجلسة الثانية «حماية الذكاء الاصطناعي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة الأخرى في عصر التعاون والمشاركة»، أكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد عمر بن سلطان العلماء أن الإمارات «تستشرف المستقبل وتخطط بشكل استباقي للتعامل مع المتغيرات بدلاً من رد الفعل، وننظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره سيغير من العالم الذي نعرفه، إذ نشهد المزيد من الأنظمة الهامة التي تقدم الفائدة والإنتاجية في الاقتصاد، لذلك فإنه من الضروري حماية هذه الأنظمة مثل حماية سيادة الدولة».



وأضاف: «لدينا رئيس للأمن السيبراني الذي يعمل على حماية هذه الأنظمة، واستثمرنا في العديد من الشركات التي ستستثمر بدورها، في الأبحاث والتطوير، ونخطط لنضمن أننا في مكانة متقدمة على صعيد كيفية حماية هذه الأنظمة. هنالك العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بنشر الذكاء الاصطناعي، من بينها الجهل ضمن عملية اتخاذ القرار. وهنالك تحدٍ آخر يظهر عندما لا يجري تحديد المتغيرات ما يفرض على القيمة العمل ضمن بيئة فيها العديد من العوامل المتغيرة».

وتابع: «أما التحدي الثالث فيظهر عندما لا يتم تطوير الذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني أو أن الدولة لا تشارك في عملية التطوير، حيث من الممكن اختراق هذه الأنظمة أو قيام البعض بتغيير مجموعات بيانات معنية، بما يؤثر على الأنظمة بشكل سلبي ويؤدي إلى الضرر بالدولة».

وأضاف: «يُعد العامل البشري من بين العوامل، بما في ذلك وجود القدرات والكفاءات على المستوى الوطني القادرة على تطوير هذه الأنظمة. أما العامل الآخر هو الأجهزة والتمتع بالقدرات الحاسوبية والبرامج اللازمة لضمان النشر الفعال للذكاء الاصطناعي في الدولة».



وحملت الجلسة الثالثة عنوان «تعزيز جوانب البحث والتطوير في الصناعات الدفاعية في ظل التغيرات المتسارعة والمعقدة»، كما ناقشت الجلسة الرابعة «نظرة شاملة لكيفية تماهي الأمن السيبراني مع حقبة التحول الرقمي».

900 شركة



من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم معرض آيدكس العميد محمد خميس الحساني إن الوفود الخارجية البالغة نحو 110، وصلت إلى أبوظبي للبدء في فعاليات المعرض العالمي، مشيراً إلى تنظيم مشاركة أكثر من 900 شركة ستعرض جميعها أحدث تقنيات الدفاع الحديثة في العالم.

مشارَكة نسائية



أما المقدم ركن طيار سارة الحجري من القوات المسلحة الإماراتية، فقالت لـ «الرؤية» إن معرضي «آيدكس» و«نافدكس» 2021 يحملان مشاركة نسائية موسعة من كافة القياديات سواء من حيث المحاضرين أو المشاركات الفعاليات في المعرض أو من خلال المشاركة الفعلية.

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم معرض نافدكس العميد ركن بحري فهد ناصر الذهلي إننا ننظر بكل فخر واقتدار إلى التنظيم الرائع الذي تنظيمه دولة الإمارات للمعرض العالمي في ظل ظروف استثنائية ممثلة في أزمة كورونا حيث راعينا كافة الإجراءات والاشتراطات لضمان نجاح المعرض.



ويأتي انعقاد المؤتمر الذي تنظمه شركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» ومجلس التوازن الاقتصادي «توازن» بالتعاون مع وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، عشية انطلاق معرضي «آيدكس» و«نافدكس» 2021 اللذين يقامان في الفترة من 21 ولغاية 25 فبراير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.