الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«صحة دبي» تستعرض المبادرات المبتكرة في مواجهة جائحة كوفيد-19

ركزت نقاشات أعمال الملتقى الافتراضي الذي نظمته هيئة الصحة بدبي اليوم على دور الهيئة خلال مواجهة جائحة كوفيد-19، والذي جاء ضمن جهود الدولة واستراتيجيتها المعتمدة للتصدي لهذه الجائحة العالمية، إلى جانب استعراض مجموعة من المبادرات المبتكرة التي تنفذها الهيئة استناداً لأحدث التقنيات والحلول الذكية.

وأكد مدير عام هيئة الصحة بدبي عوض صغير الكتبي أن الهيئة جزء أساسي من النظام الصحي للدولة، وهذا يستلزم مساهمة «صحة دبي» في تعزيز توجهات الإمارات نحو الريادة والتميز في هذا القطاع الحيوي المهم.

وقال: «عندما تفضل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار، في أكتوبر من عام 2014، وعندما اعتمدت حكومتنا الموقرة، النسخة المطورة للاستراتيجية في 2018، فإننا نلاحظ أن (الصحة وجودة الصحة)، جاءت ضمن القطاعات الثلاثة الأولى المستهدفة، التي يرتكز عليها تقدم الإمارات في الابتكار، لافتاً إلى أن ذلك يعكس أهمية القطاع الصحي كمرتكز لتحقيق التنافسية العالمية في مجالي (الصحة والابتكار)».

جاء ذلك خلال افتتاح الكتبي، أعمال الملتقى الافتراضي وتستمر أعماله حتى يوم غد بمناسبة شهر الإمارات للابتكار 2021.

وحضر الملتقى نائب مدير عام هيئة الصحة بدبي الدكتور علوي الشيخ علي، ومدير مكتب إدارة المشاريع في الهيئة الدكتور محمد الرضا، ومجموعة من المسؤولين والمختصين، بينهم مي الدوسري مديرة مركز الابتكار الصحي في الهيئة، إلى بجانب قرابة 200 مشارك من مختلف التخصصات.

طبيب لكل مواطن

ومع بداية الجلسات استعرضت الهيئة مبادرة (طبيب لكل مواطن)، التي كان قد وجه بتنفيذها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» ضمن بنود وثيقة الخمسين.

وقدمت استشاري طب الأسرة ومديرة إدارة البرامج التخصصية في قطاع الرعاية الصحية الأولية بالهيئة الدكتورة علياء رفيع، تفصيلاً عن المبادرة وما تم إنجازه خلال العام الماضي، حيث أوضحت أن عدد المستفيدين من المبادرة في العام الماضي 2020 وصل لأكثر من 88 ألف متعامل، وأن المبادرة وفرت أكثر من 82 ألف استشارة عن بُعد في الفترة ما بين يناير 2020 ويناير 2021، كما قدمت خدمات طبية لأكثر من 7000 متعامل مصاب بفيروس كورونا، إلى جانب 13 ألف استشارة تخص المخالطين والحالات المشتبه بها.

وذكرت أن تطور العمل في مبادرة (طبيب لكل مواطن)، فتح المجال لتقديم خدمات طبية عالية الجودة، إضافة إلى الاستشارات نوعية، كما مهدت المبادرة الطريق أما توثيق علاقات جديدة بين الهيئة والقطاع الصحي الخاص، الذي شارك في تقديم خدمات التطبيب عن بُعد من خلال 53 منشأة طبية.

وقالت الدكتورة علياء رفيع إن التطور كانت له ثمار أخرى مهمة، في مقدمتها اختصار رحلة المريض أو المتعامل بشكل عام من 6 خطوات إلى خطوتين فقط، للحصول على الخدمة المطلوبة.

توصيل الدواء للمنازل

واستعرض مدير إدارة الصيدلة والخدمات الدوائية في هيئة الصحة بدبي الدكتور علي السيد، خدمة «دوائي»، التي بدأ تنفيذها بتوصيل الدواء لمنازل المرضى من كبار المواطنين وأصحاب الهمم في دبي، وكان ذلك في ديسمبر من عام 2019، ثم توسعت الهيئة في نطاقها مع التحدي العالمي لفيروس كورونا (كوفيد-19)، لتشمل جميع مناطق الدولة، وذلك بالمجان.

وأشار إلى أن الهيئة تمكنت خلال الفترة من ديسمبر 2019 وحتى الشهر نفسه من عام 2020، من توصيل مليون ونصف المليون عبوة دواء للمرضى في منازلهم، بواقع 500 ألف صنف دوائي.

وقال الدكتور علي السيد إن الخدمة التي بدأت بحافلتين لتوصيل الدواء للمنازل في ديسمبر 2019، تم تطويرها بشكل متسارع وملحوظ، مواكبة للظروف الخاصة بجائحة كوفيد-19، حيث ارتفع عدد الحافلات في مارس الماضي إلى 10 حافلات، ومنه إلى 30 حافلة في شهر أبريل، وهي حافلات تم تجهيزها وفق أعلى المستويات والمعايير المعمول بها عالمياً في نقل الدواء، فيما ذكر أن الهيئة تعاونت مع شركاء لها بادروا بتوصيل الدواء للمنازل، مع بداية الجائحة، وهما (طلبات وأرامكس)، الأمر الذي ساعد كثيراً في وصول الدواء إلى كل مكان على مستوى ربوع الدولة.

وفي سياق متصل تحدث الدكتور علي السيد عن المخزون الاستراتيجي للدواء خلال مواجهة جائحة كوفيد-19، موضحاً أن الهيئة - مع بداية الجائحة - رفعت معدلات المخزون الاستراتيجي للدواء من شهرين إلى 6 أشهر، وكذلك الأمر بالنسبة لمخزونها لدى شركات الدواء، موضحاً أن ذلك كان أحد عوامل الأمان والاطمئنان المهمة في التصدي للجائحة.

78 بحثاً علمياً

وفي ورقتها المقدمة للملتقى والخاصة بالبحوث العلمية والدراسات، ذكرت رئيسة قسم البحوث الطبية في إدارة التعليم الطبي والأبحاث بالهيئة الدكتورة حمدة خانصاحب، أنه تم إنجاز 78 بحثاً علمياً، تم اعتمادها من قبل لجنة أخلاقيات البحث العلمي في العام الماضي.

ولفتت إلى أن الهيئة تعاونت في 2020 مع العديد من المؤسسات العلمية والأكاديمية التي شاركت في إعداد أبحاث متميزة، من بين هذه المؤسسات، جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، التي أنجزت معها بحث (فحص اللعاب لتشخيص كوفيد-19)، كما أنجزت أيضاً مع الجامعة وبمشاركة مؤسسة الجليلة، دراسة (التسلسل الجيني لكوفيد-19).

وشاركت الهيئة كذلك جامعة الإمارات في بحث (تأثير كوفيد-19 على الصحة النفسية والمهنية للممارسين الصحيين)، كما تم التعاون أيضاً مع جامعتي خليفة والشارقة، إضافة إلى جامعات ومراكز أخرى خارج الدولة، بينها جامعة برمنغهام، حيث تعاونت الهيئة في إعداد دراسة حول (حصيلة الحالات المصابة بكوفيد-19 الخاضعة للجراحة)، وذلك بمشاركة مؤسسات متخصصة أخرى في 80 دولة.

الطباعة ثلاثية الأبعاد

وجاء ختام جلسات اليوم الأول للملتقى بورقة عمل قدمها المدير التنفيذي لشركة سنتيركس جوليان كالانان، الذي استعرض أوجه التعاون بين هيئة الصحة بدبي والشركة، في مجال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وما أنجزته وحدة الطباعة التي تمتلكها «صحة دبي» في هذا المجال، حيث تمكنت الهيئة من المساهمة في حماية خط الدفاع الأول، من خلال أقنعة الوجه المميزة التي تم إنتاجها بهذه التقنية المتقدمة، إلى جانب وسائل وأدوات الفحص المخبري لكوفيد-19، والخاص أداة مسحة العينة، التي تم توفيرها بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.