الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

فارق السن بين الزوجين.. حاجز فكري أم احتواء وتفاهم؟

اختلفت آراء شباب وشابات في تحديد الفارق العمري المناسب بين الأزواج، ليرى بعضهم أن الاختلاف الكبير في السن يقع حائلاً دون الاتفاق الفكري بسبب تباين الأجيال إلا أنه يولد الاحتواء بين الطرفين، في حين رأى البعض الآخر أن اقتران شخصين من الفئة ذاتها العمرية يزيد من الندية ويؤدي للطلاق المبكر على الرغم من نجاح بعض العلاقات بالتفاهم وتحمل المسؤولية.

فارق السن

وذكرت ميثة عبدالله أن الفارق العمري بين الزوجين يمكن أن يتراوح بين 7 و11 عاماً، وذلك لتحقيق ميزة التقارب الفكري وطريقة الحياة المتشابهة، إلى جانب التوازن في العلاقة من حيث اهتمام الرجل بالمرأة ومراعاتها بسبب فارق السن.

ورأى محمد عبدالغفار أنه حين يكبر الرجل زوجته بأكثر عن 10 سنوات، يولد ذلك الألفة والمراعاة بين الزوجين، إذ تحترم المرأة زوجها ويعطف الزوج على زوجته، وبذلك يستطيع تأسيس حياته قبل الزواج، في حين تكون هي في مقتبل العمر قادرة على مساندته ومراعاته وأولاده خاصة مع مرور السنوات.

ولفتت آية زكريا إلى أن المرأة تكبر نفسياً وجسدياً بسرعة تفوق الرجل حتى ولو كانت أصغر عمراً، لذا يستحسن أن يكون هناك فارق في السن بين الزوجين تفادياً لأي مشاكل مستقبلية، وليكون الطرفان قادرين على فهم بعضهما مع مرور السنوات.

مستقبل الأسرة

من جهتها، بينت دانة خالد أن الزواج هو شراكة حياة وليس تحكم الأكبر عمراً بالأصغر، موضحة أن التقارب العمري بين الزوجين يعزز من مسؤوليتهما تجاه الأسرة ويزيد من الألفة والأفكار المشتركة لبناء حياة تناسب الطرفين، في حين أن الفارق العمري الكبير يجبر الأصغر سناً على اتباع نمط حياة الشريك ويجعله دائماً في ظله غير قادر على اتخاذ القرارات أو تفعيل حوار بناء يخص الحياة الأسرية.

وأيدها جعفر جهاد في أن تكوين الأسرة العصرية التي تناسب الجيل الحالي لا تتحمل أن يكون هناك فارق عمري بين الأزواج، إذ إنه في تلك الحال سيلقى العبء على الأكبر عمراً وفي الغالب يكون الرجل، إلا أنه في هذا الوقت يتقاسم المرأة والرجل الأعباء ويبنيان معاً نمط حياة مناسباً.

زواج فكري

وأكدت نورة المحيربي أن الزواج في العصر الحالي لا يرتبط بفارق السن بين الطرفين، إذ يوجد شبان وشابات في عمر العشرين إلا أنه على مستوى نضج ووعي يفوق صاحب الـ40 عاماً، والعكس صحيح، مبينة أن فترة الخطوبة هي التي تحدد مدى التفاهم والتوافق بين الطرفين بغض النظر عن الأعمار.

ورأى محمد نشأت أن الارتباط زواج فكري وليس منفعة أو بهدف الحصول على لقب متزوج، ولا يرتبط بعمر محدد لأي من الطرفين، فنرى شباناً يتزوجون من تكبرهم عمراً، موضحاً أن الأساس هو الحب والتفاهم الذي يسمو عن الفوارق جميعها فحتى لو اختلفت الأعمار تنجح العلاقة مع توافق الأهداف والتطلعات، مضيفاً أن الزواج القائم على المنفعة و الاستفادة من طرف واحد يعتبر علاقة فاشلة.

أهداف الزواج

وأوضح الاختصاصي النفسي ناصر الريامي أن الحرية في اختيار الشريك المناسب هو الأساس في الزواج الناجح بعيداً عن ضغط المجتمع، مبيناً أن على الطرفين قبل خوض الارتباط، تحديد الأهداف المرجوة من هذا الزواج والأولويات التي تناسب كل منهما حتى يتمكنا من تأسيس حياة يتشاركان فيها بالتطلعات والرؤية المستقبلية.

وأضاف أن فارق السن المثالي بين الزوجين أمر يستحيل تحديده، لارتباطه بمدى التفاهم بينهما والتوافق العقلي والشعور بالسكينة، إلا أنه وفي كل الأحوال فالتقارب العمري إلى حد ما يجنب الكثير من المشاكل المستقبلية المرتبطة بطريقة التعاطي مع المشكلات ويحد من اختلاف الأجيال والأفكار.

ونصح الشباب بالبحث عن شريك حياة مناسب لتكوين أسرة وعدم النظر إلى الزواج على أنه تكليل لارتباط أو علاقة ما وحسب، وذلك بسبب اختلاف أولويات الطرفين قبل الزواج وبعده، لذا من الأفضل مشاركة الأفكار والتطلعات مع الآخر قبل الزواج لتحديد مدى التوافق الفكري بينهما وطرح الأسئلة الجوهرية عن مستقبل العلاقة.