السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

طبيبة وممرضة ومسعفة.. المرأة الإماراتية مثال للتضحية في مواجهة «كورونا»

طبيبة وممرضة ومسعفة.. المرأة الإماراتية مثال للتضحية في مواجهة «كورونا»

موزة البدواوي مع رفيقات العمل.

قدمت المرأة الإماراتية في القطاع الصحي مثالاً استثنائياً في التضحية والعمل إلى جانب الرجل في سبيل راحة المرضى، مواطنين ومقيمين وزواراً، على مدار الساعة، والمشاركة في المناوبات النهارية والليلية على حد سواء.

وبرز دور الإماراتية بشكل كبير خلال جائحة كوفيد-19، فوقع عليهن جهد ومسؤولية مضاعفة، حيث العمل من جانب والدور الأسري من ناحية أخرى، إلا أن المرأة أثبتت كفاءتها حتى صارت في الواجهة، ومنهن المتحدثة الرسمية عن القطاع الصحي بالدولة، وكذلك المتحدثة باسم حكومة الإمارات، ورئيس لجنة إدارة حالات كوفيد-19، ومنهن مديرة إدارة المستشفيات بوزارة الصحة، وأيضاً المديرة التنفيذية لقطاع الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة بدبي، وغيرهن الكثيرات.

مسعفة تنقذ الأرواح


«الرؤية» التقت 3 نماذج للمرأة الإماراتية في التخصصات الطبية، أولهن المسعفة مروة حسين مراد، إماراتية عمرها 26 عاماً، تعمل في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف منذ 3 سنوات، وظيفتها فنية طب طارئ، تخرجت في كلية التقنيات العليا بدبي، بتقدير ممتاز.




وقالت مروة إنها تعمل في المجال الميداني لفترات تصل لأكثر من 12 ساعة في اليوم، في الفترتين الصباحية والمسائية، وفترة دراستها في الكلية استمرت أكثر من 4 سنوات، لتعمل في الإسعافات التخصصية وسيارات المستجيب، تتحدث مروة كموظفة متزوجة لقيت دعماً كبيراً من زوجها وأسرتها، في فترة الدراسة وما بعدها، خصوصاً على الجانب المعنوي، فإذا عادت من الدوام في يوم ما حزينة بسبب انشغالها بحالة ساقتها الظروف لمحاولة إنقاذها، تجد دعمهم حاضراً دائماً.

وقالت مروة: زوجي الذي يعمل في الدفاع المدني وظيفته تشبه وظيفتي، والمرأة الإماراتية أثبتت نفسها في كل المجالات أينما أوكلت إليها المهام، وتشغل أصعب المهن، لا فرق بين رجل وامرأة، فالمرأة الآن أصبحت طبيبة ومسعفة تعمل لساعات طويلة وفي نفس الوقت أم أو زوجة وتكمل دراستها، لم يعد هناك شيء صعب على الإماراتية.

وتتذكر مروة أصعب حالة مرت بها منذ بداية عملها، وكانت لمساعدة مريض فاقد الوعي يعاني من أزمة قلبية وكانت أول مرة ترى فيها شخصاً بحاجة لمساعدة تنقذ حياته، وتابعت: كنت خائفة ومتوترة ومتحمسة في نفس الوقت، لكي أطبق ما تعلمته طوال فترة الدراسة، هذه الحالة تشغل بالي حتى الآن وأفكر في المشهد الذي رأيته وحالة المريض، ومحاولة مساعدته حتى يعود للحياة، كما أن حالة لغرق طفل كانت مؤثرة في حالتي النفسية للغاية، وكيفية المساعدة في رجوعه للحياة، وكان ما يشغلني في اللحظات الصعبة التي عشتها هو كيفية إبلاغ أهل الطفل أننا لم نتمكن من إنقاذ حياته.

جراحة تزيل الآلام

لم يدُر بخاطرها البتة أن تكون طبيبة في يوم ما، كانت ترى نفسها مُعلمة لمواد العلوم أو الرياضيات في إحدى المدارس، لكونها تحب الشرح والتدريس، إنها الدكتورة موزة البدواوي، اختصاصية الجراحة العامة في مستشفى دبي، وأول طبيبة مواطنة من أبناء منطقة حتا بدبي.

دفعت نظرات الإعجاب والفخر في أعين الأسرة والأقارب والأصدقاء «موزة» إلى الاستجابة لرغباتهم في دراستها الطب بعد حصولها على درجات مرتفعة في الثانوية العامة لتصبح «الدكتورة موزة»، مبررة سبب هذا النزول على رغبتهم: لا مفر من تحقيق آمال من يحبونك حتى لو كان هذا عكس رغبتك حينها.

الدكتورة موزة البدواوي، التي حرصت على إرضاء والدها «أبو البنات الأربعة» والذي اعتبرهن جُل إنجازاته في الحياة ومبعث فخره، لمَ لا وبينهن الطبيبة والمهندسة، وهو ما تحرص عليه «موزة» في تربية أبنائها الخمسة، خصوصاً ابنتها «مهرة» التي ترى أن تصبح نموذجاً من مهنة والدتها هو الأمل الأعظم.

وقالت الدكتورة موزة البدواوي: المرأة الإماراتية وصلت إلى ما لا حدود، ولدينا قيادة تدعمنا، وفتحت المجال للإبداع في شتى المجالات، كل فيما يحب، حتى صارت المرأة الإماراتية سفيرة ووزيرة وطبيبة ومهندسة، هناك مساواة بين الرجل والمرأة، حتى في ممارسة الطب تلتزم المرأة الطبيبة بالمناوبة بنفس عدد ساعات الطبيب الرجل، وتلج معه إلى غرفة العمليات كتفاً بكتف لإنقاذ المرضى.

ممرضة تبحث عن الدكتوراه

بمنحة من هيئة الصحة بدبي، بدأت الممرضة بمستشفى راشد، وداد جمعة، دراسة التمريض قبل نحو 9 سنوات بجامعة الشارقة، واستكملت الدراسات العليا للحصول على ماجستير إدارة المستشفيات، ما أهّلها للعمل في مركز المطار الطبي التابع لمستشفى راشد.



وقالت جمعة إنها التحقت بالعديد من الأقسام الداخلية في المستشفى وتدرجت في الوظائف من ممرضة إلى ممرضة أولى ثم مسؤولة تمريض بالمستشفى في الوقت الحالي، لافتة إلى أن ما ألهمها في مهنة التمريض أنها مهمة «ملائكية» تساعدها على خدمة الناس والوقوف بجانبهم في وقت المرض والشدة.

ولفتت إلى أنها كامرأة واجهت صعوبات وتحديات، لكنها تجاوزتها خصوصاً نظرة الناس الدونية لمهنة التمريض، حتى أصبح التمريض مهنة راقية وكبيرة في وجهة نظر كثيرين، مشيرة إلى ضرورة استقطاب المرأة الإماراتية للعمل في مهنة التمريض، مؤكدة أن توجهات الحكومة الرائدة في توطين مهنة التمريض ساعدتها كثيراً.

وأكدت جمعة أنها تشجع المرأة الإماراتية على العمل أكثر في مهنة التمريض والوظائف الفنية الصحية بشكل عام، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي تلقته من والدتها والتي شجعتها على الالتحاق بهذه المهنة، كما شجعتها للحصول على الماجستير وتدفعها طوال الوقت لنيل الدكتوراه.