السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

عبدالله بن زايد في مؤتمر مع لافروف: العلاقات الإماراتية الروسية متطورة ومستدامة

عبدالله بن زايد في مؤتمر مع لافروف: العلاقات الإماراتية الروسية متطورة ومستدامة
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن العلاقات الإماراتية الروسية متطورة ومستدامة كما يجمع البلدين الصديقين شراكة استراتيجية قوية.

وأشار سموه إلى أن جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة أثبتت أنها شريك فعال يعتمد عليه وبالأخص في مجال مكافحة «كورونا»، معرباً عن ثقته أن العلاقات الثنائية بين البلدين سوف تستمر في الازدهار في جميع المجالات.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده سموه، اليوم الثلاثاء، مع وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الدولة.

وتوجّه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مستهل كلمته، بالشكر والعرفان إلى وزير خارجية روسيا على حفاوة الاستقبال التي وجدها سموه خلال زيارته الأخيرة لموسكو شهر ديسمبر الماضي وكذلك الاهتمام بتطوير العلاقات الإماراتية مع روسيا الاتحادية، مؤكداً أن دولة الإمارات تعد شراكتها مع جمهورية روسيا الاتحادية شراكة استراتيجية قوية مبنية على تاريخ من المصالح المشتركة.



وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «إن بلادي ترى روسيا شريكاً مهماً وأساسياً، وفي هذا الصدد يعد توقيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 2018 خطوة بارزة أسهمت في تعزيز علاقاتنا الثنائية».

وأشار سموه إلى أن «عالمنا اليوم يشهد العديد من التحديات والأزمات ومن بينها (كورونا)، إلى جانب آفة التطرف وانتشار الكراهية والعنف التي يواجه عالمنا تداعياتها المؤسفة، وعلينا العمل سوياً لمواجهتها».

وأضاف سموه «استمرت علاقتنا الثنائية في التطور والازدهار في جميع المجالات، وفي هذا السياق فإن بلادي تشعر ببالغ الرضا إزاء تزايد حجم التبادل الاقتصادي، ففي العام 2019 قُدرت التجارة الثنائية غير النفطية بـ 3.7 مليار دولار بنسبة نمو 8% مقارنة بعام 2018».

وقال سموه «إن العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا ليست الجانب الوحيد الذي شهد تطوراً ملحوظاً، ولا سيما في الآونة الأخيرة، إذ تعد العلاقات القنصلية أيضاً ركيزة مهمة في العلاقة بين البلدين، حيث زار الإمارات 800 ألف روسي في عام 2019 ونحن نتشرف بأنه هناك 17 ألف مواطن روسي يقيمون في الدولة ويعدون الإمارات بلدهم الثاني».

وأردف سموه قائلاً: «أثبتت جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة أنها شريك فعال يعتمد عليه وبالأخص في مجال مكافحة (كورونا) واليوم نستمر في جني ثمار تعاوننا الوثيق، وفي 26 يناير من هذا العام تم الإعلان عن شراكة تجريبية بين جامعة الإمارات ومعهد غاماليا الفيدرالي لأبحاث الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة في روسيا، مما يعزز التعاون بين بلدينا»، مؤكداً سموه السعي إلى خدمة البشرية وخلق مستقبل أفضل أمناً للعالم.



وأضاف سموه «أود أن أعرب عن بالغ شكري للحكومة الروسية وذلك لتأكيد مشاركتها المهمة في (إكسبو 2020 دبي) الذي تم تأجيله من عام 2020 إلى أكتوبر من هذا العام».

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «تؤمن بلادي بأهمية تعزيز علاقتها الدولية في شتى المجالات وزيادة تعاونها مع دول العالم أجمع ونؤمن بأن هناك إمكانيات ومجالات عديدة للاستمرار في تحسين تعاوننا المشترك، كالتعاون في مجالات الطاقة والأعمال المصرفية والعلوم والابتكار واستكشاف الفضاء والثقافة والصحة والتكنولوجيا، كما أن هناك مجالاً في غاية الأهمية نتطلع لتطوير التعاون فيه مع روسيا، وهو الأمن الغذائي، فقد كانت هناك مشاركة مهمة من الجانب الروسي في معرض (جلفود) خلال الشهر الماضي ونتطلع أن يحظى هذا القطاع بمزيد من الاهتمام بين البلدين على صعيد القطاعين الحكومي والخاص».

وأضاف سموه «تثني دولة الإمارات على الاتفاقية الاستراتيجية بين شركة مبادلة للاستثمار و(سبيربنك) الروسي والتي تمهد الطريق لتعزيز التعاون الإماراتي الروسي في مجال الاستثمار.

وتابع سموه قائلاً «إننا على ثقة أن العلاقات الثنائية بين بلدينا سوف تستمر في الازدهار في جميع المجالات وذلك على الرغم من كافة التحديات التي يواجهها العالم، فبلادي اليوم ترحب بجمهورية روسيا الاتحادية شريكاً وصديقاً يعتمد عليه».

واختتم سموه قائلاً «صديقي سيرغي.. كان لكم وفريقكم دور خاص لتطوير هذه العلاقة، فشكراً لكم وشكراً على زيارتكم اليوم، وأتطلع للعمل معكم في المستقبل، وأن تبقى العلاقة الإماراتية الروسية نموذجاً متطوراً متنوعاً وعلاقة تخدم البلدين».

من جانبه، أكد لافروف أهمية الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الروسية، مشيراً إلى الحرص على تعزيز الجهود من أجل تطوير التعاون والعمل على مشاريع مشتركة جديدة بين البلدين.



وقال «إنه منذ زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات في عام 2019 ونحن نعمل على تعزيز شراكتنا، وهناك زيادة في التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 80، ونعمل بديناميكية من أجل تعزيز الزيادة المستمرة في حجم التبادل التجاري، ولدينا خطط مشتركة من أجل مشاريع مستقبلية في قطاعات عدة مثل القطاع المصرفي والصحي والمياه والكهرباء والقطاع الزراعي».

وأشار إلى وجود مشاركة مثمرة من الجانب الروسي في العديد من الفعاليات العالمية التي تنظمها دولة الإمارات مثل معرض «جلفود دبي».

وأكد أن جمهورية روسيا الاتحادية تتطلع إلى مشاركتها في معرض إكسبو 2020 دبي، وإلى تعزيز تعاونها مع دولة الإمارات في إطار هذا المعرض العالمي.

وبيّن لافروف أن المباحثات التي أجراها في هذه الزيارة تطرقت إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعدد من الأمور الإقليمية مثل اليمن وسوريا وليبيا، إضافة إلى الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، مؤكداً أن روسيا ترحب بمعاهدات السلام التي يتم توقيعها بين دول المنطقة ودولة إسرائيل وتتطلع كذلك إلى المساهمة في الحوار المباشر الفلسطيني الإسرائيلي.

عودة سوريا

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان - رداً على عدد من الأسئلة التي طرحها ممثلو وسائل الإعلام الإماراتية والروسية وتركزت حول النمو المستمر في العلاقات الإماراتية الروسية والشأن السوري.، على ضرورة التعاون والعمل الإقليمي.

وقال سموه إن «بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه، والأمر لا يتعلق بمن يريد أو لا يريد، فالمسألة هي مسألة المصلحة العامة، مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة».

وأضاف سموه «إن هناك (منغصات) بين الأطراف المختلفة، ولكن لا يمكن إلا العمل على عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي وبحث الأدوار المهمة التي تعود فيها سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما يتطلب جهداً من الجانب السوري وأيضاً من زملائنا في الجامعة العربية».

وقال سموه «اعتقد أن التحدي الأكبر اليوم الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو (قانون قيصر) ولا بد من وجود مجالات تفتح الباب للعمل المشترك مع سوريا لنا جميعاً، وإبقاء قانون قيصر كما هو اليوم يجعل الأمر في غاية الصعوبة، ليس لنا كدول وإنما أيضاً على القطاع الخاص، واعتقد أن هذا لا بد أن يكون الحوار الذي نتحدث فيه بشكل واضح مع أصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية».



العلاقات الثنائية

وحول ركائز قوة العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية، قال سموه «الركيزة هي أن يكون لديك أصدقاء وأنا أرى في زميلي معالي سيرغي لافروف صديقاً، فنحن لا نتحدث فقط في أمور السياسة والعلاقة بين البلدين ولكن أمور أخرى ما يسهم في تقوية العلاقات وأيضاً ينعكس على عمل فرقنا».

وأضاف سموه «الطفرة التي وصلت إليها العلاقات الإماراتية الروسية ما كانت لتحدث لولا وجود أشخاص مثل فخامة فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووجود معالي سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، لولا ذلك كان من الصعب أن نصل إلى هذه الطفرة ونستطيع بناء هذه العلاقة والثقة بين البلدين، واليوم أنا مطمئن أن العلاقات الإماراتية الروسية ليست فقط متطورة وإنما أيضاً مستدامة».

التبادل التجاري

ورداً على سؤال حول النمو الكبير في التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية خلال العام الماضي رغم تأثر العالم بجائحة «كوفيد-19» والمجالات التي يتطلع البلدين إلى تعزيزها خلال المرحلة المقبلة، أكد سموه أنه «مع زيارة كل إماراتي وكل روسي إلى دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية فإنهم يصبحون قوة دافعة لهذه العلاقة لأنه عندما ننظر إلى مدى الفرص والإمكانات في البلدين نعود متحمسين لتطوير العلاقة مع روسيا».

وأضاف سموه «إن الخطوط المتنوعة للتنقل بين البلدين من عدة مدن روسية إلى الإمارات والعمل على زيادة الرحلات لمدن إضافية يسهم في تعزيز فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين».

وفي هذا الصدد أيضاً، أكد لافروف أن العلاقات الإماراتية الروسية في كل عام تصبح أكثر عمقاً وشمولاً، مؤكداً أن القطاع السياحي ثري ويشهد نمواً مستمراً بين البلدين.

وعبّر عن ثقته في استمرار النمو المستمر في العلاقات الإماراتية الروسية في المجالات كافة، وذلك في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين الصديقين.

عقب ذلك، استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، على غداء عمل في قصر الإمارات بأبوظبي، وزير خارجية روسيا الاتحادية والوفد المرافق.

حضر اللقاء المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وسفير الدولة ومفوض فوق العادة لدى روسيا الاتحادية الدكتور محمد أحمد بن سلطان الجابر.