السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

دراسة عالمية تؤكد ضرورة تأخير العمليات الجراحية لمصابي «كوفيد-19»

دراسة عالمية تؤكد ضرورة تأخير العمليات الجراحية لمصابي «كوفيد-19»

كشفت دراسة عالمية جديدة، عن أهمية تأجيل الجراحة لمدة 7 أسابيع بعد التأكد من إصابة المريض بكوفيد-19، حيث ترتبط العمليات التي تجرى حتى 6 أسابيع بعد التشخيص بزيادة خطر الوفاة.

واكتشف الباحثون أن المرضى أكثر عرضة للوفاة بأكثر من مرتين ونصف بعد العمليات، إذا تم إجراؤها في الأسابيع الستة التي تلي تشخيص المصاب بفيروس كوفيد-19.

وبقيادة خبراء من جامعة برمنغهام، عمل أكثر من 25 ألف جراح معاً ضمن مجموعة كوفيدسيرج كولابوراتيف، لجمع البيانات من 140727 مريضاً في 1،674 مستشفى بـ116 دولة من بينها أستراليا، والبرازيل، والصين، والهند، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية - ما أدى إلى إنشاء واحدة من أكبر وأوسع دراسات الجراحة في العالم في ظل كوفيد-19.

وبعد نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Anaesthesia، اكتشف الباحثون أن المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية بعد 0-6 أسابيع من تشخيص عدوى SARS-CoV-2 كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة بعد الجراحة، وكذلك المرضى الذين يعانون من أعراض مستمرة حتى وقت الجراحة.

وقال الباحث الرئيسي المشارك من جامعة برمنغهام الدكتور ديمتري نيبوجودييف: «نوصي بتأجيل الجراحة كلما أمكن ذلك لمدة 7 أسابيع على الأقل بعد نتيجة إيجابية لاختبار SARS-CoV-2، أو حتى يتم معالجة الأعراض إذا كانت مستمرة عند المرضى لمدة 7 أسابيع أو أكثر بعد التشخيص».

كما أضاف الباحث الرئيسي المشارك السيد أنيل بانغو، من جامعة برمنغهام: «يجب أن تكون القرارات المتعلقة بتأخير الجراحة مصممة حسب الحالة لكل مريض، حيث يجب موازنة المزايا المحتملة للتأخير لمدة 7 أسابيع على الأقل بعد تشخيص SARS-CoV-2، مقابل المخاطر المحتملة للتأخير. وبالنسبة لبعض العمليات الجراحية العاجلة، كالأورام المتقدمة على سبيل المثال، فقد يقرر الجراحون والمرضى أن مخاطر التأخير هنا غير مبررة».

في حين أنه من المعروف أن الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 أثناء الجراحة تزيد من معدل الوفيات؛ توصي الإرشادات الدولية بتأجيل الجراحة للمرضى الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الأدلة بشأن المدة المثلى لتأخيرها.

هذا وشملت المستشفيات المشاركة جميع المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في شهر أكتوبر 2020، وتم استبعاد المرضى الذين أصيبوا بفيروس SARS-CoV-2 بعد الجراحة من هذه الدراسة، وكان قياس النتيجة الأولية هو معدل حدوث الوفاة بعد 30 يوماً من الجراحة.

كما تم استخدام النمذجة الإحصائية لضبط متغيرات المريض، والمرض، والعملية الجراحية، وحساب معدلات الوفيات المعدلة لمدة 30 يوماً لفترات زمنية مختلفة من التشخيص بـSARS-CoV-2 إلى الجراحة.

وكان وقت الجراحة من بدء التشخيص بـSARS-CoV-2 من 0 إلى 2 أسبوع في 1144 مريضاً بنسبة (0.8%)، و3-4 أسابيع في 461 مريضاً بنسبة (0.3%)، و5-6 أسابيع في 327 مريضاً بنسبة (0.2%)، و7 أسابيع أو أكثر في 1205 مرضى بنسبة (0.9%)، و137.590 مريضاً بنسبة (97.8%) لم يكن لديهم عدوى بـSARS-CoV-2. وكانت الوفيات المعدلة لمدة 30 يوماً في المرضى الذين لم يكن لديهم عدوى بنسبة 1.5%، وزادت هذه النسبة في المرضى الذين خضعوا للجراحة بعد 0-2 أسبوع بنسبة (4.0%)، و3-4 أسابيع بنسبة (4.0%)، وفي 5-6 أسابيع بنسبة (3.6%)، ولكن لم تزدد بعد 7-8 أسابيع وبقيت عند (1.5%) بعد التشخيص بالفيروس.

وكانت هذه النتائج ثابتة عبر الفئات العمرية، وتفاوتت في شدة حالة المريض، وضرورة الجراحة، ودرجة الجراحة، وفي تحليلات درجة الحساسية للجراحة الاختيارية. ووجد أنه بعد تأخير الجراحة لمدة 7 أسابيع أو أكثر، كان لدى المرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 المستمرة معدل وفيات أعلى بنسبة (6.0%) من المرضى الذين تم معالجة أعراضهم بنسبة (2.4%) أو الذين لم تظهر عليهم أعراض بنسبة (1.3%).

وأوضح استشاري وجراح طب عظام الأطفال في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال الدكتور ستار الشريدة، وجراح العظام والكسور والعمود الفقري في مستشفى راشد بدبي الدكتور حيدر السعدي، وهما اللذان يقودان فريق الباحثين من دولة الإمارات: «أن 13 مركزاً من دولة الإمارات وأكثر من 40 باحثاً شاركوا في الدراسة وساهموا بأكثر من 1000 مريض في الدراسة، وأكدا أن الدعم الذي تلقياه من سلطة مدينة دبي الطبية، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئة الصحة بدبي، ودائرة الصحة في أبوظبي، والشارقة كان كبيراً، حيث مهد هذا التعاون الطريق لولادة شبكة جديدة من الباحثين في مجال جراحة العظام التي أطلق عليها (U-TORCH)، والتي تمثل أطباء الإمارات العربية المتحدة في مجال أبحاث إصابات الحوادث وجراحات العظام، والغرض منها هو تعزيز البحث عالي الجودة على الصعيد الوطني في جميع أنحاء الدولة».