السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

توظيف الروبوتات في العمليات الجراحية.. دقة استثنائية أم مخاوف مبررة؟

انقسمت آراء مواطنين ومقيمين حول استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية فمنهم من رأى أنها تساهم في تقليل نسبة الخطأ بشكل كبير وتجري عمليات شديدة الدقة، فيما اعتقد البعض الآخر أنها أجهزة مبرمجة وبالتالي فإن قدراتها محدودة، بحيث لا تملك مرونة التعامل مع الحالات غير المتوقعة كما يملكها الكادر البشري.

مزيد من الابتكار

وقال محمد العامري إنه يؤيد استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية نظراً لكونها دقيقة جداً في عملها وتملك السرعة الكافية لأداء عملها وبذلك تسهل الكثير من العناء والقلق والتوتر على المرضى.


وأوضح أن غرف العمليات الجراحية يمكن أن تصبح روبوتية بنسبة 100% حيث يمكن الاستعانة بالروبوتات في إحضار مستلزمات الجراحة أو إزالة المواد الملوثة والنفايات الطبية دون أي تدخل بشري، لا سيما استخدامها بواسطة الأوامر الصوتية، وفحص حالة المرضى الصحية، مشيراً إلى أن اعتماد تطبيق تدخل الروبوتات في العمليات الجراحية سيساهم في اتساع الوقت للكوادر الطبية لمزيد من الابتكار والتميز.


قفزة نوعية

وذكرت مريم الحمادي أنها تؤيد استخدام التطبيب باستخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية بشكل خاص وفي المنظومة الصحية بشكل عام بدءاً من فحص المريض وتشخيص حالته وحتى التعافي التام، موضحة أن اعتماد تطبيق الجراحة باستخدام الروبوتات أدى إلى قفزة نوعية في المجال الطبي الإماراتي.

ورأت أن استخدامها في العمليات الجراحية يحافظ على صحة الإنسان ويضمن رحلة علاجية خالية تماماً من أي أخطاء، الأمر الذي يعمل على توفير حياة كريمة ويرتقي بتحسين جودة الحياة.

ووفقاً لأحمد الدرمكي فإن نسبة نجاح العمليات التي تجريها الروبوتات عالية جداً بحسب الدراسات، نظراً لأنها مبرمجة من كوادر طبية على قدر كافٍ من العلم، لذا يؤيد استخدامها في العمليات بشكل عام.

ولفت إلى أن الروبوتات سيكون لها دور كبير من المستقبل لا يمكن الاستغناء عنها، ضارباً مثالاً لأزمة فيروس كورونا وكيف كان للروبوتات دور فعال في إجراء الفحوصات والإشراف على المصابين.

قدرات محدودة

من جهتها، قالت سعاد الشامسي إنها لا تؤيد تدخل الروبوتات في العمليات الجراحية الكبيرة التي من الممكن أن تتسبب في وفاة الإنسان إذا وقع أي خطأ، ولكنها تؤيد تدخل الروبوتات في العمليات البسيطة فقط التي لا تحتاج إلى جهد وذكاء بشري.

وأردفت أن الروبوت في النهاية جهاز محكم ومبرمج من قبل الإنسان وقدراته محدودة، يتم تصميمه ليصبح مثل الإنسان ولكنه لا يملك مرونة التعامل مع الحالات الصحية الحساسة والظروف الاستثنائية كما يملكها الكادر البشري.

وأكدت خلود محمد الحديدي أنها لا تؤيد التعامل مع الروبوتات في العمليات الجراحية، نظراً لأن هناك نسبة خطأ كبيرة واردة إلا وهي أن يحدث عطل في برمجة الروبوت خلال إجراء العملية الأمر الذي من الممكن أن يتسبب في وفاة المريض، كما أن الكادر الطبي البشري يمكن أن يتحدث مع المريض ويدرك مشاعره ويعمل على تغيريها للأفضل قبل إجراء العملية بحيث يتخطى المريض مرحلة الخوف، ولكن الروبوت لا يفهم أغلب ما يقوله الإنسان إلا إذا كان أمراً مبرمجاً عليه من قبل.

ورأى هيثم أنور طاهر أنه لا يمكن أن يطمئن لروبوت لإجراء عملية جراحية كبيرة كالقلب المفتوح وغيرها من العمليات التي قد تسبب الوفاة، ولكنه يمكن أن يتعامل مع الروبوت في حال الاكتفاء بالكشف عليه ورفع الأشعة والتحاليل لكادر بشري قادر على التفاهم معه.

كلفة مرتفعة

وقال طبيب عام بمستشفى الزهراء الخاص بدبي الدكتور أحمد ذين إن عيوب عمليات جراحات الروبوتات تكمن في الكلفة المرتفعة مقارنة بالعمليات البشرية، والأعطال الفنية التي قد تحدث بين عملية وأخرى، والتدريب على استخدامه يعتبر معقد بعض الشيء وليس متوفراً للجميع في مختلف الأماكن.

ورأى أن اللجوء للروبوت يجب أن يتم فقط في العمليات المعقدة التي لا تقدر عمليات المناظير على أن تقوم بكافة الخطوات الجراحية المطلوبة منها، وبالتالي تجنب المريض مخاطر وآلام تلك العمليات.

وأشار ذين إلى أنها ليست أدق من العمليات البشرية لأن الروبوت يحاكي حركة الطبيب ونسبة نجاحه هي تحقيق ما تفعله الأيدي البشرية أو أقل منها، كما أنها على الأرجح ستظل اختيارية وليست إجبارية.

وبسؤالنا له عن احتمالية فشل عملية جراحية يجريها روبوت قال إن النتائج في آخر 10 سنوات مبشرة جداً حيث بلغت نسبة النجاح من 94% إلى 100% وهي نفس النسبة تقريباً للأيادي البشرية، أي أن هناك نسبة للفشل ولكن لا تزيد على النسبة التي تحدث في العمليات التقليدية.

أما عن دور الروبوت وهل هو مقتصر على إجراء نوع محدد من العمليات أوضح أن الروبوت في حال توافره يمكن له أن يجري كافة أنواع العمليات، ولكن يتم استخدامه فقط في العمليات المعقدة، حيث إن العمليات البسيطة لا تستدعي الكلفة العالية.