الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

ثمار التلقيح.. الإمارات تسجل أدنى مستوى لإصابات كورونا منذ 69 يوماً

ثمار التلقيح.. الإمارات تسجل أدنى مستوى لإصابات كورونا منذ 69 يوماً
كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اليوم عن 1,898 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد-19 خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتشير هذه البيانات إلى استمرار انخفاض الإصابات إلى أقل من ألفي إصابة يومياً لليوم الثاني على التوالي، وهو الرقم الذي لم يتحقق منذ 69 يوماً، حيث كان آخر رقم مُعلن بأقل من ألفي إصابة منذ 5 يناير الماضي، عندما سجلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع 1,967 حالة إصابة مؤكدة.

وأكدت البيانات المُعلنة لوزارة الصحة أن أعلى معدل إصابات خلال يوم واحد تم تسجيله في 28 يناير الماضي بالإعلان عن 3,966 إصابة، وهو الرقم الأعلى خلال 380 يوماً هي المدة ما بين ظهور أول إصابة في الإمارات وحتى الآن.

من جهتهم، ذكر أطباء أن انخفاض عدد الإصابات في الإمارات يشير إلى بداية عودة الأمور لما قبل شهر يناير قبل أن تزداد أعداد الإصابات في جميع أنحاء العالم، مشيرين إلى أن أسباب حدوث زيادة في أعداد الإصابات عالمياً بعد الانخفاض يتمثل في: الإهمال في التدابير الاحترازية، انتشار طفرات جديدة من الفيروس، عدم توافر التطعيمات في كثير من دول العالم بالمعدل المطلوب لمنع إصابة عدد كبير من الحالات.



وأوضح الأطباء أن حدوث زيادة في الإمارات خلال الفترة المقبلة أمر وارد الحدوث، إذا تم التساهل في الإجراءات الاحترازية، أو انتشار طفرات جديدة من الفيروس، مؤكدين أن وتيرة إعطاء اللقاحات السريعة في الإمارات هو ما سيحد من الإصابات وتفاقمها إذا حدثت هذه الزيادة، والتي تحدث حالياً بالفعل في كثير من الدول.

3 أسباب للارتفاع

وقال استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني، إن حدوث ارتفاع في عدد الحالات المصابة بمرض كوفيد-19، أمر يعتمد على الدول وإجراءاتها وطبيعتها، فهناك دول لم تنخفض الأعداد لديها منذ بداية الجائحة حتى الآن مثل الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن هناك دول مثل إيطاليا تنخفض وتيرة الإصابات لديها وتعاود الارتفاع مما يشكل موجات من الإصابة بالفيروس.



وبين أن هذه الارتفاعات في الأعداد عالمياً تتمثل في 3 أسباب رئيسية هي: حدوث تحورات في الفيروس مثل التحور البريطاني والبرازيلي والجنوب أفريقي، تهاون أفراد المجتمع بالإجراءات الاحترازية، وتخفيف الحكومات الإجراءات الاحترازية اعتماداً على نسب توزيع اللقاحات وهنا يمكن الجزم أن من لم يتعاطوا اللقاحات هم سبب زيادة الإصابات.

وأضاف سجواني أن السبيل لتقليل أعداد الإصابات هو أخذ التطعيمات لتقليل الإصابات واليقين أن عدم أخذه يزيد حالات الإصابة، وأن يكون لدى الناس حس مسؤولية والتزام بالإجراءات الوقائية خصوصاً في شهر رمضان المبارك، لافتاً إلى مسؤولية الحكومات في المراقبة وتطبيق القانون وتوقيع العقوبات على المخالفين، كما تقع مسؤولية أخرى على الكادر الطبي بالتوعية بهذه الممارسات وخطورتها.

وأفاد سجواني بأن العوامل الجوية وتغير الفصول لها تأثير على عدد الحالات المصابة ولكن ليس بشكل كبير، لافتاً إلى بدء بعض الحكومات حول العالم تخفيف الإجراءات الاحترازية كنتيجة لإعطاء اللقاحات والاطمئنان بشأن المستقبل، وأنه لو عاودت الأعداد الزيادة في الإمارات لن يكون لها تأثير كبير بسبب إعطاء اللقاحات لأكبر نسبة من أفراد المجتمع المؤهلين لأخذ اللقاح، لأن جميع الدراسات أثبتت أن اللقاح يحول دون الإصابة بالفيروس أو على الأقل تقليل شدته على المصابين به ومنع تفاقم حالتهم الصحية إلى الحالات المتوسطة أو الشديدة أو الحرجة، وهو ما يساهم في تخفيف العبء على الأطقم الطبية والمنشآت الصحية.

دور اللقاح

وقال أخصائي طب المجتمع الدكتور سيف درويش، إن أخذ اللقاح في الإمارات يجري على قدم وساق، في حين أن كثير من الدول الأخرى لم تصل نسب المُلقحين بها نسبة الـ 5% من المؤهلين لأخذ اللقاح، كما أن التزام أفراد المجتمع بالإجراءات الاحترازية وتطبيق القانون ولوائح المخالفات من شأنه تقليل حدة الإصابات في أي وقت.



وذكر درويش أن انخفاض أرقام المصابين بكوفيد-19 في الإمارات خلال الفترة الأخيرة، يؤكد أن التلقيح بدأ يؤتي ثماره بالتزامن مع تطبيق الإجراءات الاحترازية واتخاذ عدد من الإمارات إجراءات للحد من الإصابة مثل تقليص مدة فتح المقاهي وسعة دور السينما والمطاعم وغيرها، مشيراً إلى أن معاودة الأعداد للزيادة وارد الحدوث بنسبة ضئيلة لأن أعداد التطعيمات كبيرة في الدولة، والإجراءات الاحترازية مشددة، وأن تفادي حدوث هذه الزيادة المحتملة باللقاح والالتزام بالإجراءات الوقائية ولبس الكمامات، خصوصاً أن شهر رمضان قد اقترب بما يحمله من عادات اجتماعية وإسلامية كالإفطار العائلي والتزاور.

تصاعد وانخفاض

وقال المدير الطبي لمجموعة مستشفيات في الإمارات الدكتور عادل السيسي، إن الأمراض الوبائية تأتي على شكل تصاعد وانخفاض، وهو ما حدث في تصاعد أعداد المصابين بالإمارات في الفترة من مارس 2020 إلى نهاية يونيو من نفس العام، ثم عاودت الأعداد الزيادة بداية من العام الحالي حتى قبل يومين، مشيراً إلى أن أسباب انخفاض الإصابات هي: ازدياد حصول أفراد المجتمع على اللقاحات، الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة، اعتماد الإمارات لأكثر من لقاح وعدم انتظار لقاحات بعينها، وتطعيم أكثر من 65% من المجتمع وهو ما يعني أن مجتمع الإمارات أصبح مجتمعاً محمياً.



وشدد السيسي على ضرورة استمرار التباعد والنظافة ولبس الكمامات وعمل المسحات عند الشعور بالحرارة، وأن ثقافة الناس وتجاوبهم مع الإجراءات الوقائية هو ما يحدد إمكانية زيادة الأعداد أم لا، مشيراً إلى أن الدول الأكثر عرضة لزيادة الإصابات هي التي لم تطبق إجراءات احترازية منذ البداية، حيث أن ظهور الفيروس في أي مكان ليس هو المشكلة بل انتشاره السريع هو المشكلة الأكبر.

معدل انتشار الفيروس

وقال استشاري الرعاية المركزة بدبي الدكتور ضرار عبد الله، إن دخول مرضى كورونا الرعاية المركزة أو المستشفى عموماً انحسر كثيراً خلال الآونة الأخيرة، محذراً من تخفيف الإجراءات الاحترازية في المنطقة العربية قبل إعطاء الأعداد الكافية من اللقاحات بالنسب التي تحمي المجتمع.



وأشار إلى أنه بالإمكان التحكم في معدل انتشار أي فيروس من خلال محورين هما تطبيق الإجراءات الاحترازية، وإعطاء اللقاحات، أما الأمر غير الممكن التحكم فيه ولا للسلطات الصحية أي علاقة به هو التحور الفيروسي الذي لا يمكن السيطرة عليه أو تعديل مساره.

وشدد عبد الله على ضرورة أن يكون لدى أفراد المجتمع وعي كبير بخطورة ممارسة العادات الاجتماعية بأعداد كبيرة في شهر رمضان كالإفطار والسحور الجماعيين، مشيراً إلى إمكانية حدوث ذلك بأعداد محدودة وفق ما تصرح الجهات المسؤولة بالدولة، خصوصاً بعد توصية مركز التحكم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة أنه بإمكان العائلات التي تم تطعيمها أن تجلس سوياً بدون كمامات، لكن هذا الأمر يعتمد على القرار والسياسة الصحية في كل دولة.