الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

عبدالله بن زايد يدعو الدول للتضافر وإنهاء أزمة كوفيد-19 عبر التلقيح العالمي

عبدالله بن زايد يدعو الدول للتضافر وإنهاء أزمة كوفيد-19 عبر التلقيح العالمي
أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أنه بعد مرور أكثر من عام على انتشار جائحة كوفيد-19 تأكد المجتمع الدولي أن ازدهار الدول يتحقق بمضافرة الجهود والتعاون مع الدول الأخرى، مضيفاً «بات عالمنا مترابط بشكل وثيق وبات مصيرنا كدول مرتبط ببعضنا البعض.. حيث يعتمد الأمن الصحي العالمي على رفاه جميع المجتمعات».

وقال سموه إن دولة الإمارات تحركت بسرعة لتقديم المساعدات الطبية والغذائية في جميع أنحاء العالم، بفضل بنيتها التحتية العالمية وقدرتها اللوجستية وقربها الجغرافي من أفريقيا وآسيا وأوروبا.

جاء ذلك خلال افتتاح سموه اليوم الاثنين، أعمال «القمة العالمية للتحصين والخدمات اللوجستية» التي ينظمها «إئتلاف الأمل» في أبوظبي، بمشاركة مسؤولين دوليين ومحليين وخبراء، وذلك لدعوة العالم أجمع لتعزيز التعاون في النهج العالمي للتصدي لفيروس كوفيد 19، من أجل ضمان مستقبل أكثر صحة للجميع، ووصف سموه «إئتلاف الأمل» بالإعلان التاريخي الذي يعزز جهود الإمارات لمواجهة الوباء على مستوى العالم.


إنتاج وتوزيع


وتفصيلاً، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المنظمة عملت مع العديد من الشركاء للتوسع في إنتاج وتوزيع مواد الاختبار والمعدات الوقائية الشخصية وغيرها من المستلزمات الضرورية في مختلف أنحاء العالم.

وأضاف «تعطينا اللقاحات الأمل في احتواء هذه الجائحة.. لكننا سنحقق ذلك إذا ما استخدمنا اللقاحات بشكل استراتيجي فقط، للحد من تفشي الوباء في كل مكان بالوقت ذاته، فالفجوة بين أعداد الجرعات التي تم إعطاؤها في البلدان الثرية وأعداد اللقاحات التي تم إعطاؤها عبر (كوفاكس) في ازدياد كل يوم».

وأكد غيبريسوس أن التوزيع غير العادل للقاحات يعد انتهاكاً أخلاقياً، وله نتائج عكسية وبائياً واقتصادياً، فكلما تفشى الفيروس ظهرت متغيرات للمرض، ما يترتب عليه انخفاض احتمالية فاعلية اللقاحات الحالية، موضحاً أنه طالما استمر الفيروس في الانتشار سيفقد العديد من الأشخاص حياتهم، وسيظل السفر والتجارة معلقين وسيطول أمد التعافي الاقتصادي، مضيفاً «المنظمة عاكفة على العمل على إيجاد حلول لزيادة إنتاج اللقاحات وتوزيعها العادل، قائلا: «في النهاية التلقيح هو ما سينقذ الحياة».

تلقيح الدول

وأشارت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنريتا إتش فور، إلى أن هذه القمة فرصة للفت الانتباه لأهمية الشراكات لمواجهة جائحة كورونا، وأن وجود مثل الإمارات يدعم منشآت كوفاكس، لدعم أكثر من 100 دولة لتلقيح السكان وتوفير معدات وأدوات الاختبار والملابس الوقائية، والغذاء، حيث يعتبر تلقيح كل البلدان هو السبيل الوحيد للخروج من الجائحة.

وأضافت: «اليوم أكثر من 31 مليون جرعة تم تقديمها إلى أكثر من 57 دولة، بما فيها غانا وساحل العاج أول دولتين أفريقيتين تتلقيان اللقاح في شهر فبراير الماضي، وبجانب الشراء والتوصيل والتقديم تعمل اليونسيف مع البلدان لإعدادها لتوزيع اللقاحات، وهذا يتضمن خرائط لمعدات سلاسل التبريد وقدرات التخزين، وتم تسليم آلاف المبردات للاحتفاظ باللقاحات في درجات الحرارة المناسبة في المنشآت الصحية بمختلف أنحاء العالم.

أولوية قصوى

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيل ومليندا جيتس، مارك سوزمان، أن العالم في منتصف أزمة عالمية صحية واقتصادية، وما سيقوم به المجتمع الدولي سيعتمد عليه طول مدة الأزمة وعدد الأشخاص الذين قد تنتهي حياتهم جراءها، لذا فالأولوية القصوى هي تقليل عدد الوفيات وأيضاً الخسائر الاقتصادية، ما يتطلب العمل معاً لتقديم اللقاحات لكل البلدان وليست فقط الأكثر ثراء.

وأضاف: من المناسب أن تعقد الإمارات هذه القمة، لأنها كانت في قيادة التنمية العالمية لفترات طويلة، وعلى مدى السنوات الماضية كانت من أكثر دول العالم المانحة نسبة إلى الدخل القومي.

وتابع: «تفخر مؤسساتنا بالشراكة مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تأسيس المعهد العالمي للقضاء على الأمراض (كلايد) في أبوظبي، والذي يعد منظمة جديدة تلعب دوراً مهماً في القضاء على الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المهملة، والآن جائحةكورونا، مشيراً إلى أنه منذ بدء الجائحة استمرت الإمارات في لعب دورها الإنساني العالمي، والتركيز على مساعدة وحماية المواطنين والمقيمين على أرضها، وبالوقت ذاته مساعدة البلدان الأخرى».

جهود دولية

من ناحيته، قال رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي محمد علي الشرفاء الحمادي، إن «ائتلاف الأمل» يعكس التزام حكومة إمارة أبوظبي بدعم الجهود الإقليمية والدولية للتصدي لجائحة «كوفيد-19»، بما يؤكد حرصها على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع شركائها الدوليين لتدعيم أهداف هذه المبادرة، والاستفادة من موقع الإمارة الاستراتيجي وقدرتها وإمكانياتها اللوجستية المتميزة.

وأوضح «كلنا ثقة بأن هذه القمّة ستُفضي إلى نتائج متميزة من خلال المناقشات البناءة، التي من شأنها أن تسرّع من الجهود الدولية المشتركة للأمل وعودة الحياة الطبيعية في جميع أنحاء العالم».

قرارات واحترافية

من جانبه، أوضح الشيخ عبدالله آل حامد رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، خلال الجلسة النقاشية الأولى بالقمة، أن هذه ليست الجائحة الأولى التي يشهدها العالم، ولكنها الوحيدة التي ستبقى فترة طويلة، مشيراً إلى أنه منذ الأيام الأولى عملت أبوظبي على أخذ الأمور بعين الاعتبار والجدية، وتعاملت باحترافية، حيث قامت الحكومة باتخاذ قرارات مهمة وسريعة جعلتها في مقدمة الدول استجابة، وتم التأكد من أن الجميع في أبوظبي والإمارات يتمتعون بخدمات صحية ذات مستوى عالمي.

وأكد أن الإغلاق ليس الحل وإنما يجب العمل مع باقي الدول، مشيراً إلى أن الإمارات تعمل عبر مبادرة الأمل للاستثمار في الرعاية الصحية واستخدام العلم والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الإمارات مستعدة للعمل مع جميع دول العالم للتغلب على التحديات وتذليل الصعوبات، والعمل بشكل أسرع وفاعلية أكبر ليكون اللقاح متاحاً لجميع البلدان.

فيما أشار رئيس مجلس إدارة موانئ أبوظبي، فلاح محمد الأحبابي، إلى أن أبوظبي تلعب دوراً مهماً في خلق فرص توفير اللقاحات للدول التي في حاجة شديدة إليها، لافتاً إلى أنه بناء على خبرة أبوظبي في تعاملها مع الجائحة تمكنت من بناء القدرات لإدارة الأزمة بطريقة ممتازة، وبناء منشآت تخزين حول الإمارات، وتكثيف القدرات للوصول إلى 18 مليار جرعة لتقديمها للعالم، وخاصة أن الإمارات تعد بوابة تربط بين الشرق والغرب.