الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

احتراف الأطفال للرياضة.. تنمية مهارات أم خطر على الدراسة؟

تباينت آراء آباء وأمهات حول الاحتراف الرياضي للأطفال فبينما رأى البعض أنه نمط حياة صحي يسهم في تنمية مهاراتهم الذاتية ويسهم في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم كما يعمق لديهم مبدأ التحدي والسعي لتحقيق الفوز، اعتبره آخرون من الأسباب الرئيسة التي تؤثر سلباً على المستويات التعليمية للأطفال بهدر وقتهم وصرفهم عن الدراسة.

تحقيق النجاح

وقال ممدوح السيد إن احتراف الأطفال للرياضة أضحى من المتطلبات الملحة للحياة العصرية كونها تسهم في تغيير أسلوب حياتهم وجعلهم أكثر تنظيماً فيما يتعلق بجدولة الوقت وكذلك الحرص على تناول الطعام الصحي والتخفيف من مضايقات الحياة وضغوطاتها اليومية، لا سيما التي تخص الدراسة وعدد الحصص والتكاليف اليومية التي تشكل عبئاً يومياً على عاتق الطالب.

وتابع «في حال تمكن الطفل من الوصول لمرحلة الاحتراف في الرياضة فإن مستوى شغفه لتحقيق النجاح وحصد البطولات في مجاله يزيد، ما يعزز ثقته بنفسه وينعكس على شخصيته المستقبلية التي تصبح أكثر اتزاناً وقدرة على مواجهة تحديات الحياة».

سلوك التعاون

وأيدته في الرأي ريهام رفيق جاد الله التي ذكرت أن احتراف الأطفال للرياضة يغرس بنفوسهم صفة التعاون والمشاركة والروح الرياضية التي تجعلهم يتقبلون الفشل ويحبون الخير للجميع، عبر المشاركة الجماعية في الفرق الرياضية التي تعزز الجانب الاجتماعي في شخصية الطفل وتشجعه على توسيع دائرة معارفه، فضلاً عن أن الرياضة تجعله أكثر قوة في مواجهة التحديات التي تواجهه في مواقف حياته اليومية والتغلب عليها.

ولفتت إلى أن احتراف الأطفال للرياضة يسهم في رفع سقف الطموح لديهم والتطلع لتحقيق أكبر قدر من النجاح في مجالات الحياة المختلفة بما فيها الدراسة وتنظيم الوقت وتسخير كافة الإمكانات الذاتية من أجل الوصول إلى أعلى مراتب النجاح".

سقف الطموح

ورأت زمزم السيد أن احتراف الأطفال للرياضة يجعلهم يتمتعون باللياقة البدنية والرشاقة لا سيما في هذا العصر الذي انتشرت فيه البدانة بينهم بسبب الثقافة الغذائية غير المدروسة التي دفعتهم للإقبال العشوائي على الوجبات السريعة ذات السعرات الغذائية العالية، وعدم التوجه لمزاولة التمارين الرياضية.

وذكرت أن احتراف الطفل لرياضة محددة ولفترة طويلة تجعله يشعر بقيمة الإنجاز الذي يحققه كما أن تقديره لذاته يكون عالياً، ما يسهم في رفع سقف الطموح لديه الذي يجعله أكثر استقلالية واعتماداً على النفس من ناحية الدخل المادي".

تعرض للتنمر

من جهته، رأى سلطان سالم أن احتراف الأطفال للرياضة هدر للوقت كونها تصرفهم عن متابعة دروسهم وحضور الحصص التعليمية، فعند احتراف الطفل لأي نوع من الرياضة فإنه يضطر لحضور التدريبات اليومية في النادي الرياضي المسجل فيه، علاوة على السفر مع الفريق للمشاركة في البطولات ومعسكرات التدريب، كما أن الطفل قد يتعرض للتنمر من زملائه في النادي، الذين يقضي معهم ساعات طويلة يومياً، بدافع غيرتهم من نجاحه وتحقيقه لبطولات رياضية، ما يصيبه بالإحباط ولحالات نفسية سيئة تؤثر سلباً على مستواه في الرياضة وكذلك بمجال دراسته، ويقوده للانطواء والانسحاب من المجتمع".

عاهات مستديمة

وقالت ولاء سليم: «على الرغم من أن توجه الأطفال لمزاولة الرياضة واحترافهم لها يكسبهم اللياقة البدنية العالية ويحقق لهم حياة صحية من جميع الجوانب، إلا انه سبب رئيس لعدم شعورهم ببراءة طفولتهم إذ لا يعيشون تفاصيل المراحل الطبيعية من أعمارهم في اللعب مع إخوتهم وأصدقائهم كونهم يقضون ساعات متواصلة من التدريبات في الأندية الرياضية، كما أنهم قد يتعرضون لإصابات في أجسادهم يصعب علاجها فتنتج عنها عاهات مستديمة لا سيما عند تأدية حركات رياضية خاطئة وكذلك في الرياضات الجماعية التي تتطلب فرقاً تتنافس مع بعضها في وقت واحد مثل كرة القدم أو السلة».

البعد عن العائلة

وأكد عصمت رشاد أن احتراف الطفل للرياضة يؤثر على ارتباطه بمحيطه الأسري لأن طبيعة الاحتراف الرياضي تحتم عليه البعد عن عائلته لأيام وأسابيع متواصلة، كما أن بعض الرياضات تتطلب من مزاوليها برنامجاً غذائياً صارماً وحمية مستمرة قد تؤثر على صحة الأطفال وعلى نمو كتلتهم الجسدية.

وتابع: «مزاولة الأطفال للرياضة أمر إيجابي على الناحيتين الصحية والذهنية وإلا قد يتسبب في انشغالهم عن دراستهم ويكون سبباً رئيساً في تراجع مستوياتهم التعليمية الأمر الذي يؤثر سلباً على مستقبلهم، كما أن البعض ممن يحترفون نوعاً محدداً من الرياضات البدنية يجعلونها على قائمة أولويات طموحاتهم ولا يسعون لإكمال تعليمهم الجامعي بعد حصولهم على شهادة الثانوية العامة».