الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مصانع غير مرخصة تنتج أعلافاً مغشوشة بالشارقة.. وجهات مختصة: ضبطنا 14 مزرعة مؤجرة

مصانع غير مرخصة تنتج أعلافاً مغشوشة بالشارقة.. وجهات مختصة: ضبطنا 14 مزرعة مؤجرة

من المصدر.

تمكنت الجهات المختصة خلال الأعوام الأربعة الماضية بالشارقة، من ضبط 14 مزرعة مهجورة مؤجرة بشكل غير قانوني لآسيويين، بينهم مخالفون لقانون الإقامة بالدولة، وحولوا المزارع إلى مصانع غير مرخصة لإنتاج الأغذية الحيوانية المغشوشة عبر خلط الأعلاف منتهية الصلاحية والمتعفنة بمواد فاسدة، ثم تعبئتها في أكياس مدون عليها بيانات مغلوطة وتاريخ صلاحية حديث، وتحمل علامات تجارية لمنتجات ذات جودة عالية يقبل عليها مربو الحيوانات.

وشكا مربو ماشية مواطنون بالإمارة من وجود أعلاف حيوانية مغشوشة في محال البيع ولدى الباعة المتجولين، حيث تصاب ماشيتهم عند تناولها بأمراض خطرة تؤدي لنفوقها، ما يكبدهم خسائر مالية فادحة، لا سيما أن قيمة الرأس الواحد من الأغنام تزيد عن 1000 درهم، مناشدين الجهات المختصة بتكثيف الرقابة على سوق الأعلاف الحيوانية، والتأكد من مصادر استيرادها وقنوات بيعها.

فيما أكد طبيب بيطري أن تناول الماشية للأعلاف المغشوشة ينتج عنه تسممها وانخفاض مناعتها، وتالياً إصابتها بالأمراض التي تؤدي لنفوقها.


يشار إلى وجود أكثر من 4000 مزرعة في المنطقة الوسطى، طال الجفاف منها أكثر من 70% فهجرها أصحابها.


تلاعب بالأوزان

وتفصيلاً: قال عبيد حمدان المنصوري: «نظراً لأني أملك ما يزيد على 200 رأس من الأغنام والماعز، أضطر لتخصيص ميزانية مالية لها تزيد على 30 ألف درهم شهرياً لشراء الأعلاف المجففة والشعير والبرسيم، لكني تفاجأت أخيراً بأن أعداداً كبيرة من الماشية أصيبت بأمراض مثل الكبد الوبائي والحمى القلاعية، فتواصلت مع المركز التابع لوزارة التغير المناخي والبيئة الذي أرسل طبيباً بيطرياً إلى العزبة، وبعد إجرائه للفحوص اللازمة عليها.. أخبرني أن هذه الأمراض التي أصيبت بها نتجت من تناولها أعلافاً مغشوشة على فترات طويلة أثرت بشكل مباشر على جهازها المناعي».

وأشار إلى أن غياب الرقابة من الجهات ذات الاختصاص على الباعة الجائلين وأصحاب المحال التجارية لبيع الأعلاف دفعهم للتلاعب بمحتويات الأعلاف، لا سيما بعد أن توقف استيرادها من بلدان التصنيع نتيجة تأثرها بأزمة «كورونا».

وأوضح أن الآسيويين يتلاعبون في أوزان الأعلاف بعد شرائها من المصنع، إذ يبيعون للمستهلكين الأكياس زنة 40 كلغ على أنها 50 كلغ، بعد تفريغها من أكياس المصنع، ووضعها في أكياس مطبوع عليها أسماء محالهم والأوزان التي يريدونها، وأيضاً يخلطونه بمواد أخرى لزيادة وزنها.



باعة جائلون

من جانبه، شكا محمد الطنيجي من سعي ملاك المزارع المهجورة إلى تأجيرها لآسيويين يتولون تحويلها لمصانع غير مرخصة للأعلاف، تكون عادة مغشوشة ومخلوطة بالرمل وبرادة الحديد، علاوة على أنهم يضعون مجموعة أعلاف مثل البرسيم المجفف والتبن في أكياس مطبوع عليها أسماء تجارية لنوع آخر من الأعلاف المستوردة، لضمان بيعها لمربي الماشية عبر التجول بها بين العزب، مشيراً إلى أن معظم المزارع تحولت إلى أماكن يتجمع فيها أعداد كبيرة من المخالفين لقانون الإقامة بالدولة، بعد تأجيرها لهم من الباطن عبر مستأجرين بغية الربح المادي.

وأضاف: «يخدع بعض الباعة المتجولين مربي الحيوانات الذين يشترون منهم الشعير بسعر النوع الأمريكي عالي الجودة، بينما هو في الأصل نوع قليل الجودة، وذلك في ظل غياب أي رقابة من الجهات ذات الاختصاص على الأوزان والأسعار الأصناف، وعلى محال التجارية لبيع الأعلاف».

تكثيف الرقابة

فيما أبدى علي بن نهيلة استياءه من توجه معظم أصحاب المزارع بعد نضوب المياه الجوفية فيها إلى تأجيرها لآسيويين معظمهم من مخالفي قانون الإقامة بالدولة، يستغلونها لأنشطة تجارية غير مرخصة مثل تعبئة أسطوانات الغاز وتأسيس مصانع للأعلاف منتهية الصلاحية، التي يعيدون تعبئتها وتصنيفها في أكياس مدون عليها بيانات مغلوطة وتاريخ صلاحية حديث لشركات وهمية غير مرخصة ولا أساس لوجودها بالدولة.

وناشد الجهات ذات الاختصاص بتكثيف الرقابة على المزارع التي أضحت تستخدم في غير الأغراض المخصصة لها، بهدف تحقيق الربح المادي، دون مراعاة لنشاطها المخالف الذي يتمثل في تحويلها لمصانع تنتج أعلافاً مغشوشة تسوق لدى الباعة الجائلين أو في محال البيع، تؤدي لنفوق أعداد كبيرة من الماشية التي تصل قيمة الرأس الواحد منها إلى 1000 درهم.

مصانع مخالفة

تمكنت الجهات ذات الاختصاص بالإمارة خلال 4 أعوام من ضبط نحو 14 مزرعة مؤجرة بشكل غير قانوني لعشرات الآسيويين، منهم مخالفون لقانون الإقامة بالدولة، حولوها إلى مصانع لإنتاج الأعلاف المغشوشة المخلوطة بمواد فاسدة مثل «التبن» و«قشور العدس والفول غير الصالح للاستهلاك الحيواني».

وجرى خلال المدة ذاتها ضبط نحو 7 محال تجارية تبيع أعلافاً حيوانية مغشوشة، تحمل علامات تجارية لمنتجات وطنية ومستوردة وغير مطابقة للمقاييس والمواصفات، معبأة ومجهزة لبيعها لمربي الحيوانات.

مجهولة المصدر

فيما أوضحت بلدية مدينة الذيد أن هؤلاء الآسيويين يجلبون أعلافاً مجهولة المصدر وغير مطابقة للمقاييس والمواصفات المطلوبة للاستهلاك الحيواني، ويبدو العفن عليها ظاهراً للعيان نتيجة الرطوبة وسوء التخزين، ثم يعيدون فرزها، وتعبئتها في أكياس مدون عليها بيانات مغلوطة وتاريخ صلاحية حديث لشركات وهمية غير مرخصة، ثم يوردونها إلى المحال التجارية، في أكياس تحمل علامات تجارية لمنتجات وطنية ومستوردة ذات جودة عالية يقبل عليها مربو الحيوانات بكثرة.

وأضافت: «أهم المضبوطات في هذه المصانع هي آلة خياطة خاصة لتغليف الأكياس، وميزان بسعات مختلفة، إضافة إلى أكياس تعبئة».

ونوهت بالقرار الصادر عن المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رقم 2 لسنة 2007، الذي ينص على أن «الأراضي الزراعية منحت لمواطني الإمارة بغرض الزراعة والترفيه، ولوحظ كثرة استغلال هذه الأراضي في غير الأغراض المخصصة لها، وذلك باستعمالها للأغراض الصناعية والتجارية والسكنية بقصد الاستثمار، خلافاً للنظم والقوانين والتشريعات السارية، وعليه تتخذ الإجراءات الإدارية بإزالة هذه المخالفات وتحرير مخالفات بحق ملاك هذه المزارع مثل فرض غرامات مالية، وأحياناً تصل العقوبات إلى سحب ملكية المزرعة في حال تكرار المخالفات».

تداعيات صحية

من جانبه، قال الطبيب البيطري إسحاق عدنان، إن استمرار تناول الحيوانات للأعلاف المغشوشة يؤدي إلى نفوق الماشية أو إصابتها بالتسمم، ما يؤدي لتعطل جزئي لوظائف الكبد والطحال لديها، وأحياناً قد تصاب بأمراض مثل الحمى القلاعية أو الالتهاب الرئوي «الباستريلا»، بالإضافة إلى أمراض أخرى، كما أن الأعلاف الحيوانية غير الجيدة ينتج عنها انخفاض من مناعة الماشية تجاه مقاومة الأمراض الموسمية التي قد تفتك بها.

وحذر المستهلكون من ذبح الماشية قبل التأكد من سلامتها، تجنباً لإصابتهم بالتسمم جراء تناول لحومها حال كانت غير صالحة للاستهلاك البشري.