الاحد - 02 يونيو 2024
الاحد - 02 يونيو 2024

خبراء إماراتيون وعالميون يستشرفون مستقبل وتحديات الأنظمة الصحية

خبراء إماراتيون وعالميون يستشرفون مستقبل وتحديات الأنظمة الصحية

أكد خبراء إماراتيون وعالميون أهمية تطوير استراتيجيات صحية شاملة ترتكز على الشراكات الفاعلة بين كافة الحكومات والمنظمات الدولية والشركات العالمية المتخصصة في هذا القطاع الحيوي، بما يسهم بدعم الأنظمة الصحية حول العالم، وتطوير خدماتها للارتقاء بجودة حياة الأفراد والمجتمعات ومواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد.

جاء ذلك، خلال ورشة عمل حول «مستقبل الصحة» في أولى فعاليات سلسلة «المستقبل X» التي أطلقتها مؤسسة دبي للمستقبل، بهدف استشراف توجهات القطاعات الحيوية، ودراسة أهم التغيرات والتحديات الحالية والمقبلة، وذلك بمشاركة نخبة من المسؤولين والمدراء والتنفيذيين والخبراء والمتخصصين في مختلف القطاعات الرئيسية مثل الصحة والتكنولوجيا من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم.

وشارك في الجلسة كل من مدير مكتب إدارة المشاريع ومدير إدارة المعلوماتية والصحة الذكية في هيئة الصحة بدبي الدكتور محمد الرضا، ومدير برنامج التنمية البشرية والمسؤول عن الخدمات الاستشارية للبنك الدولي في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية وسوق العمل في دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور سامح السحرتي، ومدير معهد لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الاستوائية البروفيسور بيتر بيوت، ومدير التسويق الصحي بشركة مايكروسوفت عثمان شهاب، وأدارتها الأستاذة المساعدة في أكاديمية دبي للمستقبل مادالين كامبيوني.

وتطرق المتحدثون في الجلسة التي نظمتها أكاديمية دبي للمستقبل إلى أهمية تطوير رؤى وتصورات مستقبلية جديدة لقطاع الصحة ودعمه في مواكبة تحديات الأنظمة الصحية، عبر تبني التكنولوجيا المتقدمة وتسريع عمليات التحول الرقمي في حفظ السجلات الطبية، وتقديم الرعاية الصحية عن بُعد، وضمان الالتزام بمعايير خصوصية وأمان البيانات الطبية.

وأكدوا أهمية التركيز على الاستجابة الاستباقية للتحديات الصحية والوقاية منها بدلاً من الاعتماد على الاستجابة العلاجية للأمراض والعوارض الصحية، بما يسهم بالارتقاء بمؤشرات جودة حياة أفراد المجتمع، وتعزيز مسؤوليتهم ووعيهم بأهمية الحفاظ على الصحة والسلامة، وتبني ممارسات وأسلوب حياة صحي.

وأوصى المشاركون بضرورة الاستعداد لتحديات صحية عالمية جديدة، والاستفادة من الدروس والتجارب التي مرت بها دول العالم، وضرورة توفير الدعم للمبتكرين والعلماء والباحثين لتطوير تقنيات علاجية جديدة وفعالية بالاعتماد على التقنيات الحديثة والابتكارات المستقبلية التي تساعد في الارتقاء بقطاع «الطب الدقيق» الذي يتيح إمكانية تخصيص عمليات التشخيص والعلاج.

كما أكد المشاركون أهمية تطوير تشريعات قطاع الصحة وتعزيز مرونتها، وإعداد أطر عالمية لتبادل الخبرات والمعلومات والبيانات وجعلها متاحة للجميع لتعميم الفائدة العلمية، وضمان التركيز على كافة متطلبات الأنظمة الصحية بشكل شامل، وتوفير أفضل المرافق الطبية والمركز الصحية، ودعم المبادرات الهادفة إلى تشجيع الناس على إتباع نمط حياة متوازن وصحي.

وذكر مدير أكاديمية دبي للمستقبل سعيد القرقاوي أن تنظيم سلسلة جلسات «المستقبل X» يهدف إلى دعم الجهود الوطنية والعالمية لتصميم وصناعة المستقبل، واستشراف رؤى أصحاب الخبرات العالمية في توظيف أحدث ما توصلت إليه العلوم المتقدمة لدراسة الفرص والتحديات والممارسات الناجحة، وتعريف المجتمع بأبرز الاتجاهات المستقبلية، والخروج بتوصيات ترسم صورة متكاملة للمستقبل تساعد في اتخاذ أفضل القرارات وإعداد استراتيجيات تواكب المتطلبات الجديدة.

وقال إن الجلسات الاستشرافية التفاعلية تأتي في إطار مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل وتحقيقاً لرؤية القيادة بأهمية تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات وجهة عالمية رائدة تحتضن أفضل العقول المتخصصة في مجال استشراف المستقبل وتوفر منصة تجمع الخبرات المتخصصة في تصميم مستقبل القطاعات الحيوية.

وقال مدير مكتب إدارة المشاريع ومدير إدارة المعلوماتية والصحة الذكية في هيئة الصحة بدبي الدكتور محمد الرضا: "يجب علينا أن نركز أكثر على التفكير بأسلوب مبتكر لاستشراف مستقبل قطاعاتنا الحيوية، والاستعداد للمرحلة المقبلة، وتبني أفكار جديدة غير تقليدية، وتبادل المعرفة والتجارب والممارسات الناجحة مع كافة الجهات الحكومية والخاصة، وتوفير التمويل لدعم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي.

وأشار إلى الدور الكبير للتكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق وتعلم الآلة وغيرها من التقنيات الناشئة، في تحليل وتشخيص الأمراض واختيار العلاجات والأدوية الأنسب والتحذير من العوارض وإمكانية الإصابة بالأمراض مستقبلاً، لافتاً إلى تسارع التحول الرقمي بشكل عام في قطاع الصحة ونجاحه بتقديم الدعم في مختلف الحالات الطبيعية والطارئة.

من جهته، أكد مدير برنامج التنمية البشرية والمسؤول عن الخدمات الاستشارية للبنك الدولي في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية وسوق العمل في دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور سامح السحرتي، أن عدد سكان المنطقة سيرتفع بشكل كبير خلال العقد المقبل وخاصة في المدن الكبيرة، ما سيزيد من التحديات الصحية والبيئية، ويفرض توظيف نهج مبتكرة للتخطيط الحضري يراعي متطلبات الصحة والسلامة، ويحمي أفراد المجتمع من السلوكيات الصحية الخطيرة.

ولفت إلى أهمية إعداد نماذج عالمية جديدة لأنظمة الرعاية الطبية مع التركيز على تطوير الخدمات المقدمة لكافة الشرائح المجتمعية وخاصة الأطفال وكبار السن، إضافة إلى ضرورة دراسة التوسع في أنظمة الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والمعاشات التقاعدية، والحرص على توظيف الطاقات الشابة وتسهيل فرص المساهمة الإيجابية.

وقال مدير معهد لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الاستوائية البروفيسور بيتر بيوت، إن العالم سيشهد خلال السنوات والعقود المقبلة المزيد من الأمراض الجديدة بسبب الفيروسات الخطيرة التي تنتقل من الحيوانات إلى الناس، ما يؤكد أهمية الاستعداد لأي تحديات طارئة والتعامل معها بشكل جدي وسريع، مشيراً إلى أهمية التركيز على التحديات العالمية الأخرى مثل التغير المناخي وزيادة عدد السكان والصراعات والنزاعات وأعداد اللاجئين والنازحين والأمن الغذائي، خلال عملية تقييم المخاطر وتخطيط الاستراتيجيات المستقبلية.

وتطرق بيوت إلى تباين أساليب الدول في مواجهة الجائحة وضرورة دراسة هذه الحالات للاستفادة منها في المستقبل، وقال إن النجاح بتطوير عدة لقاحات لهذا الوباء خلال أقل من سنة تجربة متميزة تؤكد أهمية توظيف التكنولوجيا في تسريع الابتكار والاكتشافات العلمية والعلاجات الطبية، وضرورة تعاون الدول لتوفير العلاجات للمجتمعات الأقل حظاً.