السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

مسعفات في دبي: السيارة مائدة إفطارنا

مسعفات في دبي: السيارة مائدة إفطارنا

ذهب المهيري.

يعمل أبطال خط الدفاع الأول في القطاع الصحي على مدار الساعة لإنقاذ المرضى والمصابين في أي وقت وتحت أي ظروف، ومن بين هؤلاء الأبطال، العاملون في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، والتي تضم كوادرها عناصر من النساء المناوبات، ما يضطرهن في أوقات كثيرة إلى الإفطار في سيارة الإسعاف أثناء الذهاب لإنقاذ مريض هنا أو هناك.

وقالت المسعفة هبه حسن، من مركز إسعاف دبي بالمحيصنة: في الليل نرتب كل شيء في المنزل وأهمها الطعام والشراب، ثم نخرج إلى الدوام في الصباح، ونعود إلى المنزل بعد الدوام، لنضع ما جهزناه ليلاً لإفطار الأسرة، لعدم توفر الوقت، وفي كثير من المرات نفطر في الشارع ثم نعود للمنزل، لأن الحالات المرضية لا تنتظر ولا بد أن نكون في خدمتهم طوال الوقت.



وأوضحت أن الدوام يستمر لمدة 12 ساعة، وفي كثير من الأوقات يستمر لأكثر من ذلك إذا جاءت أوامر إنقاذ المرضى قبل انتهاء الدوام بوقت قليل، أو حتى في الحوادث الكبيرة التي تحتاج لساعات للعمل لإنقاذ المرضى.


وأضافت: الدوام لدينا قد يستمر من 2 ظهراً حتى 2 بعد منتصف الليل، أو من 5 مساءً حتى 5 صباحاً، ولدي 4 أطفال، ولكن زوجي يدعمني طوال الوقت لتفهمه أن واجبي عمل إنساني، وأحصل على كثير من وقت أبنائي الأربعة من أجل العمل، وكثيراً ما كانت سيارة الإسعاف هي مائدة الإفطار السريع في طريقنا للمرضى، ولا نتناول ما يكفينا من الطعام بل القليل لكسر الصيام وتوفير الوقت لإنقاذ المرضى.

وأشارت إلى أن حالات المرضى في رمضان مختلفة، حيث تظهر كثير من الأعراض عند الصيام لدى مرضى السكري أو الجهاز الهضمي وغيرهم، ما يجعل الحالات مختلفة نسبياً عن الأيام العادية.

وقالت المسعفة ذهب المهيري، إن وقت عملها في رمضان يمتد من 2 ظهراً إلى 2 ليلاً، وإنها قد تتناول الإفطار والسحور في العمل، ولكن قد لا تتمكن من تناولهما في وقتهما، حيث أن البلاغات لا يمكن السيطرة عليها.

وأضافت: إذا جاء بلاغ قبل الفطور نصطحب التمر والماء معنا لنفطر عندما يحل الأذان.



وأشارت إلى أن أكثر الحالات التي تواجهها في رمضان هم مرضى السكري الذين يتعرضون لجفاف أو هبوط السكر أثناء الصيام.

واستذكرت حادثاً قاسياً لدراجة نارية قبل الإفطار بنصف ساعة، في رمضان عام 2019، إذ بذلوا جهوداً غير عادية لإنقاذ المريض وتكلل جهدهم بالنجاح.

ولفتت إلى أنها تعمل على قدر المساواة مع الرجل في الدوام، مبينة أن المتعاملين يتفهمون ويقدّرون دور الإسعاف، ويصل هذا التقدير إلى رفض بعض المرضى الاتصال بالإسعاف وقت الإفطار حرصاً على تناول المسعفين إفطارهم.