الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جلسة رمضانية تبحث الأشكال الإيجابية والسلبية للشهرة في وسائل التواصل

أكدت الجلسة الرمضانية «السعي للشهرة.. مكسب مادي أم موهبة» التي عقدت أمس الأربعاء في مسرح المجاز بالشارقة، أهمية المحتوى الإيجابي المسؤول لمشاهير التواصل الاجتماعي وضرورة الحفاظ على القيم الاجتماعية، لدورهم المؤثر في المجتمع وخاصة على الأعمار الصغيرة والناشئة.

وناقشت ثاني جلسات المجلس الرمضاني الذي ينظمه نادي الشارقة للصحافة التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، الأشكال الإيجابية والسلبية للشهرة في وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير المنصات الاجتماعية ومسؤوليات روادها.

وثمنت الجلسة الرمضانية التي عُقدت بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ومدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق سعيد علاي، جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في تفعيل القوانين المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي والتصدي للمحتوى السلبي.

وتناولت الجلسة الطرق الوقائية للحفاظ على القيم المجتمعية من آثار المحتوى السلبي لبعض المؤثرين من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من دول العالم مؤكدة أهمية الضوابط القانونية وتحصين الأبناء بالتربية الأخلاقية والتوعية.

وشارك بالجلسة الرمضانية رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم سامي الريامي، والناشط الكويتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي طلال البحيري وأدارها الإعلامي محمد الكعبي.

وأكد سامي الريامي مدى التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمعات، مستشهداً بالإحصاءات الأخيرة لموقع (جلوبل ميديا إنسايت) التي تشير إلى 32.73 مليون حساب نشط في الإمارات على تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب، فيسبوك، إنستغرام، تويتر، ولينكد إن» بينما يبلغ معدل الوقت الذي يقضيه الأفراد على الإنترنت 3 ساعات و50 دقيقة، ما اعتبرها مؤشرات بالغة الأهمية تستدعي الوقوف على الإيجابيات والسلبيات.

وتناول فئات مشاهير العالم الافتراضي: منهم فئة الشخصيات المعروفة التي لا تبحث عن المال والشهرة لكنها تقدم المفيد لإثبات وجودها وخدمة مجتمعها إلا أن تأثيرها محدود، بينما تبحث فئة أخرى من أصحاب الاختصاص عن مال دون الشهرة وتقدم المفيد، منوهاً إلى خطورة الفئة الثالثة التي تبحث عن الشهرة والمال دون تقديم محتوى مفيد، لتأثيرهم السلبي وخاصة على الشباب وصغار السن.

ودعا الريامي إلى ضرورة تنمية الوعي والقيم الأخلاقية لدى الأفراد ابتداءً من الأسرة والمدرسة مثمناً جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في إنشاء أكاديمية «الإعلام الجديد» لبناء كوادر مؤهلة لقيادة الإعلام الرقمي، وإدراج مادة السنع والتربية الأخلاقية ضمن المنهاج الدراسي لخلق جيل محافظ على القيم والهوية الإماراتية العربية، وقادر على صناعة المحتوى الإيجابي.

وشدد على دور وأهمية القوانين التي تضمن الاستخدام الصحيح وتحد من أي تجاوزات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من شأنها العبث والإضرار بقيم المجتمع، وتشكيل قدوة غير حسنة للأجيال الجديدة.

ونوه الريامي إلى دور الإعلام التقليدي في الحفاظ على تقاليد المجتمع وقيمه بالوقت الذي أثبت استمراريته ووجوده عبر المنافذ الإلكترونية الحديثة واستقطاب ملايين المتابعين.

واستعرض رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم تجربة الصحيفة في استثمار شهرتها وزيادة أعداد متابعيها في خدمة القضايا الإنسانية والمجتمعية من خلال مبادرة «الخط الساخن» التي تمكنت من جمع مبالغ تجاوزت 300 مليون درهم لتغطية العديد من الحالات الإنسانية والمرضية للفئات المحتاجة.

وتناول الناشط الكويتي طلال البحيري ظاهرة المتابعين الوهميين والمحتوى السلبي لبعض المشاهير الذي يساهم في تكوين صورة نمطية سلبية لبلدانهم، مشيراً إلى أن بعض المشاهير ينشرون خصوصياتهم العائلية والأفكار الغربية لرفع نسبة المشاهدات والمتابعات التي تتزايد بشكل طردي مع الممارسات غير المألوفة، ما يجذب الإعلان على حساب المحتوى المفيد.

وأكد البحيري دور المجتمع في التصدي للمحتوى السلبي والفارغ، مشيراً إلى أهمية وضع ضوابط للحرية المطلقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على القيم المجتمعية من بعض المؤثرين السلبيين وترسيخ ثقافة الحرية المسؤولة.

ولفت إلى كيفية إحداث التأثير لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي باحترام المتلقي وانتقاء المحتوى المفيد، لافتاً إلى دور المعلنين في عدم دعم أصحاب المحتوى السلبي والتوجه نحو المحتوى الإيجابي والمسؤول ودعم أصحابه.

وتناول الناشط الكويتي بعض الممارسات السلبية لبعض النشطاء الرقميين التي تؤدي إلى الإضرار بالأفراد داعياً إلى ضرورة تعميم الضوابط القانونية في العديد من الدول للتصدي لكل من يستغل وسائل التواصل الاجتماعي للكسب المادي السريع والإساءة للقيم المجتمعية.

ودعا جميع الجهات الرسمية والمعنية إلى دعم صناع المحتوى الإيجابي المدروس والمسؤول وأصحاب الموهبة ليشكلوا قدوة إيجابية للجيل الصاعد ويساهموا في بناء الوعي المجتمعي، ما يدعم جهود الحفاظ على الهوية والقيم المجتمعية، مؤكداً ضرورة بناء الشهرة على المحتوى المفيد وليس بالرقم.