الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

حامد بن زايد يشهد محاضرة «تعزيز الصحة عالمياً» بمجلس محمد بن زايد

حامد بن زايد يشهد محاضرة «تعزيز الصحة عالمياً» بمجلس محمد بن زايد

حامد بن زايد.

أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي أن الجائحة التي خلفها انتشار فيروس كوفيد-19 أثبتت أنه لا يمكن مواجهة الأمراض والأوبئة في العالم إلا من خلال التعاون والعمل الجماعي المشترك، لذلك الأمل كبير في مواصلة الجهود الدولية لإيجاد أرضية قوية للتحرك والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول والتآزر فيما بينها لمواجهة أي تحديات صحية مستقبلية.

وقال سموه: «إننا جميعاً نتفق بأن الصحة هي أغلى ما يمتلكه الإنسان، والحمد لله، وبفضل الله ثم قيادتنا الرشيدة، أصبح المجال الصحي، سواء على مستوى المرافق أو التشريعات، جزءاً أساسياً من التنمية والتطور في الدولة».

جاء ذلك خلال حضور سموه المحاضرة الرمضانية الثانية لمجلس محمد بن زايد لهذا العام، التي عقدت «عن بعد» تحت عنوان «تعزيز الصحة والسلامة عالمياً.. صحتنا وسلامتنا في تآزرنا».

وسلطت المحاضرة الضوء على أهمية ترسيخ قيم التضامن والتآزر والتراحم الإنساني لتحقيق الصحة العالمية، إلى جانب التحديات التي تواجهها الصحة في العالم، والمبادرات والحلول المبتكرة التي تسهم في الوصول إلى الميل الأخير من كل مرحلة من مراحل المبادرات الهادفة إلى إنقاذ حياة الإنسان من الأمراض وسرعة تحقيق الأهداف المنشودة.

ورحب سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان بالمشاركين، ناقلاً إليهم تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتمنياته لهم الصحة والسلامة بمناسبة شهر رمضان المبارك.



كما هنأ سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان المشاركين بهذا الشهر الفضيل، داعياً الله عز وجل أن يجعله شهر خير وبركة على الجميع.

وأعرب سموه عن شكره وتقديره للجهود التي يبذلها المشاركون في دعم مجالات الصحة المختلفة، ولا سيما في ظل الظروف التي يعيشها العالم اليوم إثر تداعيات جائحة «كورونا».

المداخلة الأولى

وفي مداخلته مع وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، قال سموه إن الاهتمام بالتعاون الدولي في مجال الصحة كان نسبياً في ظل انتشار جائحة «كورونا»، فكيف يمكن تعزيز هذا التعاون وجعله أقوى ومستمراً حتى بعد الجائحة؟



وأجابت الهاشمي على ذلك التساؤل بأن التعاون الدولي في ظل «كوفيد-19» لا بد أن يكون مبنياً على أسس ومبادئ سامية، مضيفة: «اعتدنا في الإمارات في كل مبادرة تطلق أن تبنى على قيم التسامح التعايش والتآخي، هذه القيم التي تحدد وترسم الشخصية الإماراتية».

وأضافت أنه في ظل أزمة عالمية «نرى دولة الإمارات، ‏بتوجيهات بقيادتها الرشيدة، ترسل 2000 طن من المساعدات الطبية إلى أكثر من 130 دولة، في إطار سعيها إلى نشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر».

وأشارت في هذا الصدد إلى مبادرة مبادرة «100 مليون وجبة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تجسد حب شعب الإمارات وقيادته للخير وسعيهم إلى الارتقاء بالإنسان وصون كرامته.

المداخلة الثانية

وبشأن مكافحة مرض الجدري عامة وكيفية التعامل مع جائحة مثل كوفيد-19 خاصة، سأل سموه العالم في مجال الأوبئة والناشط في المجالات الإنسانية والخيرية الدكتور لاري بريليانت: ما هي الدروس التي نتعلمها من واقع خبرتك وتجاربك في هذا المجال؟



وقال الدكتور بريليانت إن هناك نوعين من الدروس، أولهما الدروس التقنية التي تعلمها من القضاء على الجدري وثانيهما الدروس البشرية، فالدروس التقنية هي أنه لا يمكن السيطرة على مرض معد ما لم نتمكن من تحديد مكانه وتطويقه، أما الدروس البشرية فهي تكاتف أشخاص من نحو 100 دولة، يمثلون كل الأديان والمعتقدات والأعراق ومختلف اللغات، اجتمعوا معاً كإخوة وأخوات وعملوا معاً ضمن برنامج عالمي لإنقاذ حياة الناس.

وأضاف: إن مشكلة «كوفيد-19» هي أننا استجبنا على المستوى المحلي، وليس على المستوى العالمي، ونتيجة لذلك كان هناك رابحون وخاسرون، فاستراتيجية التعامل المحلي لا يمكن أن تنجح مع الجائحة وإنما نحن بحاجة إلى تنسيق وتعاون عالمي.

المداخلة الثالثة

وفي مداخلة مع مدير عام مكتب فخر الوطن الدكتورة مها بركات، وجّه سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان سؤالاً بشأن أهمية مساندة العاملين في الخطوط الأمامية، قائلاً: كيف يمكن للدول دعمهم وتعزيز جهودهم، من وجهة نظرها؟



وردّت الدكتورة بركات أن للعاملين في الخطوط الأمامية دوراً حاسماً في نجاح أي مبادرة صحية عالمية، ما يستوجب مساعدتهم في توفير التدريب المناسب وتأهيلهم للتعامل مع كل عقبة تواجههم، وضمان توفير السلامة الشخصية للعاملين في الخطوط الأمامية من خلال توفير معدات حماية شخصية.

وأضافت: المؤكد أن السلامة الشخصية هي أولوية قصوى، وهي أولوية قصوى للبلدان لدعم صفوفها في الخطوط الأمامية، ولا بد من دعم العاملين في الخطوط الأمامية بكل احتياجاتهم الصحية، ولا سيما الدعم النفسي.

وشكر سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، الدكتورة مها بركات، قائلاً سموه: «نحن نعلم مدى ضخامة تضحيات الخطوط الأمامية، ونحن في دولة الإمارات نقدر كثيراً تضحياتهم وجهودهم الجبارة ونلمس مستوى الرعاية التي يقدمونها على مدى اليوم للمرضى الذين يحتاجون إلى هذا النوع من الاهتمام، لأنهم أحياناً يصابون بالخوف من العزل ومن هذا النوع من المرض، أعتقد أن الخطوط الأمامية تستحق حقاً الكثير من بلدنا ومن العالم أجمع».

المداخلة الرابعة

وخلال حديثه مع الرئيس التنفيذي لـ«دبي العطاء» الدكتور طارق القرق، قال سموه إن العلم ومواصلة الابتكارات العلمية الصحية هما المحرك الرئيسي في سرعة القضاء على الأمراض، فكيف يمكن لنا في دولة الإمارات تعزيز استفادتنا في هذا المجال؟



فقال الدكتور القرق، في رده، إن دولة الإمارات وضعت التعليم على قمة أولوياتها بفضل رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي رسخ أهمية التعليم في الدولة وأسسه، وكان دائماً يرى أن نهضة الأمم تتعزز بالتعليم، والصحة والتعليم يكملان بعضهما البعض.

وأشار إلى أهمية نشر الوعي بالأمراض الموجودة وأفضل وسيلة هي التعليم من خلال المناهج الدراسية، مشيراً إلى منهج «دبي العطاء» الذي يبدأ منذ الطفولة من خلال وضع برامج متنوعة في مراحل التعليم المختلفة،

المداخلة الخامسة

وفي مداخلة مع مدير مكتب الشؤون الإستراتيجية في ديوان ولي عهد أبوظبي المشرف على حملة بلوغ الميل الأخير نصار المبارك، قال سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان إن التحديات موجودة في كل عمل، كما أن العمل في بيئات مختلفة ومناطق صعبة ليس أمراً سهلاً، فكيف تجاوز فريق بلوغ الميل الأخير هذه الصعاب واستطاع الوصول إلى أهدافه؟



وأوضح المبارك أن التحديات موجودة، وازدادت خلال فترة انتشار جائحة «كورونا»، «ولكن بفضل الله عز وجل ثم دعم القيادة الحكيمة، استطعنا تخطي هذه المرحلة الحرجة من خلال وضع برامج تنموية، كان فيها الإنسان أولاً».

وأشار إلى أن «السبب الرئيسي لنجاح مبادرة بلوغ الميل الأخير هي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان السديدة طويلة الأمد التي لا تتغير بغض النظر عن التحديات وهذه هي خارطة الطريق التي نسير عليها وتساعدنا على تحقيق الأهداف».

تأصيل القيم الإنسانية

من ناحيتهم، أكد المحاضرون والمشاركون في الجلسة أن التضامن وتأصيل القيم الإنسانية وإعلاءها على كل الاعتبارات هو الركيزة الأساسية لتعزيز الصحة العالمية والسلامة ونجاح جهود مبادرات القضاء على الأمراض وإنقاذ حياة البشر، ولا سيما خلال الأزمات والتحديات الصحية والظروف الصعبة، مشددين على أن مواجهة الأوبئة للحفاظ على أرواح البشر يتطلب استجابة عالمية فاعلة وعملاً جماعياً مشتركاً.

وقالت ريم الهاشمي إنه قبل جائحة كوفيد-19 كان أكثر من نصف سكان العالم محرومون من خدمات الرعاية الصحية الأساسية وكان على سكان الأرياف أن يقطعوا مسافات طويلة للوصول إلى مرافق صحية، عادة ما تكون فقيرة بالتجهيزات، مشيرة إلى أن الجائحة «كشفت لنا أن الأمراض التي تهدد معيشة الأفراد والمجتمعات واقتصاداتهم هي مؤشرات إلى تحد أكبر ألا وهو بلوغ الميل الأخير».

وأضافت الهاشمي تستمر دولة الإمارات في تجسيد التزاماتها وتأكيدها ضرورة ألا يُترك أحد أو يُهمل إنسان من خلال الوصول إلى أكثر الفئات ضعفاً وتهميشاً، موضحة أن دولة الإمارات أدت دوراً رائداً ليس في تقديم الدعم المادي فقط بل المعرفي والمهارات والمساعدة في إطار عدة منصات دولية، أهمها منصة «إكسبو 2020 دبي» الذي سيكون أول حدث عالمي في مرحلة ما بعد الجائحة.

من جانبه، تحدث الدكتور لاري بريليانت عن الصحة العالمية والأوبئة، خصوصاً مرض الجدري وتاريخه وضحاياه وآثاره على المجتمعات، وقال إن الجدري قتل نحو 300 مليون إلى نصف مليار خلال القرن العشرين، حيث يعود تاريخ المرض إلى عهد الفرعون رمسيس الخامس ويمتد إلى آخر ضحية توفيت بسبب المرض فتاة صغيرة تدعى رحيمة بانو في جزيرة بانو وفي قرية صغيرة تسمى كوراليا.

وأضاف أن جائحة «كوفيد-19» شأنها شأن مرض الجدري، وإن اختلفت الظروف والأوقات، حيث يمكن الاستفادة من دروس التعامل مع مرض الجدري للسيطرة على الجائحة من خلال التعاون والتضامن والعمل معاً تحت مظلة منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والمظلات التي أنشأتها دولة الإمارات والعمل على توفير اللقاحات وإيصالها إلى مختلف أنحاء العالم، بجانب إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وابتكارات القرن الواحد والعشرين والأنظمة الرقمية في سرعة القضاء على هذه الجائحة.

من جهته، قال مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عبدالله الغفلي أن حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال والتي تنفذ في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم استطاعت خلال 7 سنوات، منذ عام 2014 حتى نهاية عام 2020، تقديم أكثر من نصف مليار جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال إلى نحو 86 مليون طفل في جمهورية باكستان الإسلامية.

وأضاف عبدالله الغفلي أنه في ظل تفشي فيروس «كوفيد-19» وتحدياته الميدانية، وما ترتب عليه من توقف خطط وحملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، كانت حملة الإمارات أول حملة في العالم تستأنف التطعيم ضد شلل الأطفال وتمكنت خلال عامي 2020 والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 من إعطاء 83 مليون جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال.