الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

الصحة أولوية في نهج زايد.. والتصدي للجائحة يثبت فاعلية المنظومة الطبية

الصحة أولوية في نهج زايد.. والتصدي للجائحة يثبت فاعلية المنظومة الطبية
أثبتت جائحة كوفيد-19 حجم التطور الكبير الذي وصل إليه قطاع الصحة في الإمارات، والذي يتبوأ حالياً مكانة كبيرة بين الأنظمة الصحية في العالم، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والتي كان هدفها تقديم أفضل سُبل الرعاية الصحية لكل سكان الإمارات.

وبدأ القطاع الصحي في الإمارات، وفقاً للكتاب التذكاري الذي أصدرته جمعية البيت متوحد «قصة مائة عام»، بعيادة صغيرة في مدينة العين عام 1960 أقيمت في مبنى تبرع به الشيخ زايد، وكانت هناك عيادة أخرى في دبي بها كبير الأطباء الدكتور عاصم الجمالي من سلطنة عمان، بينما كان يوجد في العين مجموعة من الأطباء من باكستان والهند والسودان وإنجلترا.

وقال وزير الصحة الأسبق والمدير العام السابق لهيئة الصحة بدبي حميد القطامي، في تصريحات لـ«الرؤية»، إن المغفور له الشيخ زايد أعطى الصحة أولوية خاصة بحكم اهتمامه بالإنسان، حيث أنشأ المستشفيات والمراكز الصحية، وأصبحت الخدمات الصحية تصل للمواطن في القرى النائية، وأنشأ مستشفيات متطورة مزودة بأحدث التقنيات، وتم توفير أفضل الكوادر الطبية على مستوى العالم والاعتماد عليهم بشكل أساسي.



وأضاف: قطاع الصحة في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كان على رأس أولويات الأجندة الوطنية، وما زال حتى الآن، لكن النواة الأولى لتطوير العلاقات مع المستشفيات العالمية والمؤسسات الصحية الدولية، وتوقيع اتفاقيات للتبادل العلمي والطبي، كان بتوجيهات مباشرة من الشيخ زايد، وهو ما ساهم في تعلم الأطباء المواطنين في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة في المجال الطبي.

ولفت إلى أن القطاع الصحي في بداية تكوين الاتحاد، لم يكن به أكثر من 20 طبيباً على مستوى الاتحاد كاملاً، وعدد قليل للغاية من الوحدات الصحية الصغيرة، وبدأ الشيخ زايد العمل على تطوير هذا القطاع، بسبب المشكلات الصحية التي كانت موجودة حيث الأمراض المعدية والأنيميا وغيرها من الأمراض التي كانت تنتشر في منطقة الخليج العربي، بفعل الصحراء وعدم وجود مقومات كبيرة للحياة، حتى وصل القطاع الصحي حالياً إلى قرابة 30 ألف طبيب، وعشرات الآلاف من الممرضين والممرضات، وعشرات الآلاف من الصيادلة وأطباء الأسنان والفنيين، يعملون في أكثر من 150 مستشفى على مستوى الدولة، بها آلاف الأسرّة لكافة فئات المرضى كالحالات العادية والمتوسطة وأسرّة الرعاية المركزة والإقامة بالمنشآت الصحية، بينما وصل عدد العيادات والمراكز الصحية إلى قرابة 6000 عيادة ومركز، وهو رقم ضخم للغاية، يجعل القطاع الصحي الإماراتي في الريادة.

وأكد القطامي أن القطاع الصحي بالإمارات شهد قفزة نوعية في مجال تقديم الخدمات الصحية، وهو ما أدى إلى خفض أعداد المرضى المواطنين الذين يعالجون في الخارج، فأصبحت نسبة كبيرة من المرضى المواطنين يفضلون تلقي العلاج في مستشفيات الدولة، التي باتت تضم كافة التخصصات الطبية، بما فيها الأورام ومراكز متطورة لعمليات القلب المفتوح وجراحات الأعصاب والدماغ وجراحة الأطفال وجراحات العيون ومناظير الجهاز الهضمي، وتستقطب المستشفيات الحكومية والخاصة سنوياً عشرات الأطباء الزائرين في مختلف التخصصات، كما أنشأت العديد من المستشفيات والمراكز التخصصية ومنها مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية ومراكز علاج السكري ومراكز طب الأسنان وغيرها.

وقال وكيل وزارة الصحة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص الدكتور أمين الأميري لـ«الرؤية»، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كان يتعامل مع تطوير القطاع الصحي، باعتباره معيار أمن قومي أساسياً لنهضة هذا المجتمع، وكان من ضمن المبادئ التي ارتكز عليها ووجه بها طول فترة حكمه، أن يتلقى الجميع الخدمة الصحية دون تفرقة بين مواطن ومقيم، الكل سواسية بهدف خلق مجتمع صحي، ينعم فيه الجميع بالرفاهية والأمن الصحي، لأنه كان يؤمن بأن الفرد غير القادر على الحصول على الخدمة الصحية سيكون عبئاً على المجتمع وعلى عمله وعلى أسرته، ولن يفيد المجتمع بشيء.



وأضاف الأميري أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بفضل توجيهات المغفور له الشيخ زايد صارت كياناً كبيراً للغاية، يضم 8 مستشفيات ومراكز صحية في دبي، من بينها مستشفى الأمل للصحة النفسية وهو مستشفى فريد في منطقة الشرق الأوسط، وحوالي 36 مستشفى ومركزاً صحياً بالشارقة، و7 منشآت صحية في عجمان، و7 في أم القيوين، و15 منشأة صحية في الفجيرة، و15 مثلها في رأس الخيمة، وتتنوع خدمات هذه المنشآت الصحية التابعة للوزارة في تقديم كافة الخدمات الصحية بلا استثناء، ولا يوجد تخصص طبي من التخصصات المعروفة لا يتواجد في مستشفيات أو مراكز وزارة الصحة.

وأشار إلى أن، جائحة كوفيد-19، أثبتت قوة ما بناه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث كانت المستشفيات على أهبة الاستعداد للتعامل مع هذا الطارئ، وأثبت القطاع الصحي جدارته، بما يمتلكه من نظام تقصٍ وبائي قوي للغاية، وهو ما كان يقصده الشيخ زايد بضرورة الوقاية من الأوبئة والأمراض المعدية، لأنها أخطر ما يواجه المجتمع ككل، حيث إن الأمراض الأخرى تصيب أفراداً، لكن الوباء يصيب أكبر عدد ممكن ولا يمكن السيطرة عليه بسهولة.

وقال أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية الدكتور إبراهيم كلداري، وهو من أوائل الأطباء المواطنين، إن الشيخ زايد، أرسى أسساً شامخة للقطاع الصحي في الإمارات، ما جعل هذا القطاع حالياً في صدارة القطاعات الجاذبة للسياحة الصحية، فهناك أكثر من 300 ألف سائح من أجل العلاج يأتون إلى دبي وحدها سنوياً، وهو ما يؤكد الثقة الكبيرة في هذا القطاع، الذي يتميز بتشريعاته الصحية القوية والتي تحافظ على حقوق المريض والطبيب، وتؤكد على الجودة في الخدمة الصحية.