قال فضيلة الشيخ علي أحمد خليل الرئيس السابق لقطاع المعاهد الأزهرية في جمهورية مصر العربية خلال ندوة ضمن برنامج ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» بعنوان «صحبة الأسحار»، إن الأيام المتبقية من شهر رمضان الفضيل فرصة للتعود على القرب من الله عز وجل في وقت السحر (الثلث الأخير من الليل)، حيث إن الله يتجلى على عباده في هذه الأوقات.
وأوضح أن الأسباب المؤدية إلى التقوى كما ذكرها الله عز وجل في قرآنه هي الاستغفار في وقت السحر، لافتاً إلى أن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، خشي أن تفرض صلاة التهجد على أمته بعد أن التزم لمدة عام كامل هو الصحابة رضوان الله عليهم بالمداومة على الصلاة والذكر في وقت السحر.
وأضاف فضيلة الشيخ علي أحمد خليل أن آيات القرآن الكريم حثت على التهجد في الثلث الأخير من الليل وهي الأوقات التي يدعو العبد فيها الله دون رياء أو سمعة فليس بين العبد وربه أي شيء ويكون فيها العبد أقرب إلى ربه، لافتاً إلى أن واجب المسلم أن يتحرى أوقات العبادة والتي يكون فيها إلى الله أقرب، حيث إن الله يتجلى في تلك الأوقات على عباده ويسمع مناجاتهم.
ولفت إلى أن الرسول صلى الله -عليه وسلم- قال إن أحب الصلاة إلى الله عز وجل هي صلاة نبينا داود فقد كان يقوم ثلث الليل تهجداً ما جعل صلاته أحب إلى الله لأن المداومة على الطاعة وإن قلت أفضل من انقطاعها، موضحاً أنه من الأفضل أن يبدأ المسلم قيام الليل بأوقات قليلة لساعة على سبيل المثال إلى أن يعتاد على ذلك.
وأشار إلى أهمية النية والهمة في صلاة التهجد في وقت السحر، حيث إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضع إناء مملوءاً فوق رأسه حتى إذا قام من نومه يغتسل فوراً ليقوم جزءاً من الليل، مضيفاً أن من الأسباب المعينة على شكر الله وعبادته هي الاستعانة بالله والإكثار من ذكره والمداومة على العبادة وإن قلّت والالتزام بقيام الليل، حيث يستشعر العبد بالأنس مع ربه في تلك الأوقات.
وذكر فضيلة الشيخ علي أحمد خليل أنه يجب على الآباء أن يُعوّدوا أبناءهم على لذة الطاعة وأن يحاولوا التعرض للنفحات الإلهية مما يكون سبباً لإجابة دعائهم، لافتاً إلى أنه من الناحية الصحية أيضاً فإن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة لا سيما من فئة الشباب.