الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

حسابات القُصّر على السوشيال ميديا.. أرشيف ذكريات أم أفخاخ إلكترونية؟

حسابات القُصّر على السوشيال ميديا.. أرشيف ذكريات أم أفخاخ إلكترونية؟

أرشيفية.

اختلفت آراء أولياء أمور وشباب، بين مؤيد ومعارض لإنشاء حسابات للأطفال مادون الـ15عاماً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول صور ومقاطع شخصية لهم توثق يومياتهم على العلن.

وبيّن البعض أن هذا يصنَّف ضمن الحرية الشخصية لأولياء الأمور، طالما أنهم المسؤولون عمّا ينشر، فيما رأى آخرون أن هذا يعرض الأطفال لمخاطر واحتمالية الاستغلال والتحرش.

تنمر وإيذاء

وأكدت الشابة آية سكوري أنها ضد إنشاء حسابات للأطفال على أي موقع سوشيال ميديا، لتأثيرها على مهاراتهم الاجتماعية وتواصلهم مع الآخرين، كما تجعلهم عرضة للتنمر والأذى النفسي، وعدم تقبل الذات بسبب الفلاتر المستخدمة في الصور، موضحةً أنه من الأفضل تأجيل هذه الخطوة قدر الإمكان حتى يصبح الابن أكثر وعياً وثقة بالنفس.

وأردفت أن المحتوى المتداول على السوشيال ميديا غير ملائم للأطفال، ويمكن أن يصبح التصفح بالنسبة لهم إدماناً على غرار كثير من البالغين.



أيدتها الرأي، ربة المنزل ليلى محمود، بأن إنشاء حسابات للأطفال أمر شديد الخطورة، وله تبعات لا تُحمد عقباها، مبينةً أن هذه المنصات لا تسمح أصلاً بتسجيل حسابات للأطفال، وعلى الأهل إدراك ذلك وحماية أبنائهم.

أرشيف ذكريات

من جانبها، رأت ربة المنزل مرح حسن، وهي أم لطفلة، أنه لا مانع من إنشاء حساب للطفل مادام سيكون تحت إشراف الأهل، ليصبح كألبوم صور لهم أو أرشيف يخلد لحظاتهم الجميلة وذكرياتهم، موضحةً أن السماح لهم باستخدام السوشيال ميديا تحت الرقابة أفضل من إخفائهم الأمر عن الأهل مستقبلاً.

ولفت الموظف محمد نشأت إلى أنه لا يمكن منع النشء من استخدام السوشيال ميديا بهذا العصر، خاصة أنهم في سن صغيرة باتوا يحملون الهواتف الذكية أكثر من الأهل أنفسهم، لكن إذا تم إنشاء هذه الحسابات يجب أن تدار عن كثب من قبل أحد الوالدين، وأن تكون محمية ببريد إلكتروني مستخدم من قبل الأب أو الأم، لملاحظة أي خلل.



سلاح ذو حدين

وعلّقت الخبيرة التربوية ياسمين محمد على أن حسابات الأطفال على السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، منوهة بأنه أصبح من الاعتيادي وجود حسابات للنشء في مرحلة المراهقة على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن الأطفال دون الـ6 أو 7 سنوات بات لديهم تواجد على «تيك توك» و«إنستغرام».

وأضافت أن انعدام الرقابة الأسرية على هؤلاء الأطفال يعرضهم لمخاطر جسيمة أو حالات ابتزاز شخصي أو عاطفي من قبل متربصين ومرضى نفسيين، خاصة حين ينجرف الطفل في تقليد المشاهير أو نشر مقاطع من حياته اليومية.



ولفتت إلى أن الطفل يتأثر، ليصبح سلوكه إما عدوانياً أو انطوائياً يشعر بالخوف في كل الأوقات، ناصحةً بتشديد الرقابة على سلوك الأطفال خاصة بمنصات السوشيال ميديا حال الاضطرار لإنشاء حساباتهم.

وقالت: «للأسف.. اليوم لا يمكن التحكم في طفل بعمر الـ13 عاماً ومنعه من إنشاء حساب على منصات التواصل.. لأن بإمكانه إخفاء الأمر عن والديه ونشر ما يريد دون علمهم بطرق كثيرة.. لذا يفضل أن ينتهج الأهالي مبدأ التوعية والإرشاد والتوجيه المستمر لهم منذ الطفولة، حول كيفية التعامل مع هذه المنصات والمسموح والممنوع فيها وأبعادها السلبية الخطيرة إذا أسيء استخدامها».

تحرش واستغلال

وأفاد الأخصائي النفسي ناصر الريامي «الرؤية»، أن إنشاء حسابات للقُصّر على السوشيال ميديا ينتج عنه مخاطر جسيمة وأبرزها التعرض للتحرش الجنسي، مبيناً أن هناك قلة خطيرة تستهدف الأطفال بسبب قلة وعيهم ولأنهم فريسة سهلة، لتحاول استغلالهم عبر مواقع التواصل.



وأوضح أن من يرى تداول صور الأطفال وفيديوهاتهم يعرض الأطفال للخطر فهو محق، وكذا من يقول أن ذلك منوط بأولياء الأمور ويتبع حريتهم الشخصية والتربوية، إلا أنه لا بد في الحالتين من تعليم النشء كيفية استخدام هذه الأدوات.

ولفت إلى أن رفع الوعي مسؤولية تقع على عاتق أولياء الأمور بشكل كامل، فكما يعلم الأب ابنه آداب الحوار والحديث، يجب كذلك تثقيفهم بآداب التعاملات عبر السوشال ميديا.