الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

فاروق حمادة لشباب الوطن: يوم بلا إنجاز يعني تراجعاً في السباق العالمي

فاروق حمادة لشباب الوطن: يوم بلا إنجاز يعني تراجعاً في السباق العالمي

فاروق حمادة.

تدّرج المستشار الديني بديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي الدكتور فاروق محمود حمادة في العمل الإداري والتدريس الجامعي، صاعداً هذا السلم إلى أعلى درجاته، حتى تخرّج تحت يديه آلاف الطلبة والباحثين من بلدان كثيرة، في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وأشرف على باحثين كثر، كما أنجز عدداً كبيراً من النتاجات العلمية التي تجاوزت 50 مؤلَّفاً، منها ما تُرجم إلى لغات أخرى.

وقدّم حلقات من الأحاديث الإذاعية والتلفزيونية والمحاضرات العامة في مدرجات الجامعات والمراكز الثقافية والمؤتمرات الدولية، وحاز جوائز وتقديرات محلية وعالمية.

وفي حواره مع «الرؤية»، وجّه الدكتور حمادة رسالة إلى الشباب، بضرورة أن يواظبوا على التفوق وتحقيق الإنجازات، قائلاً «اليوم الذي يمر دون إنجاز هو تراجع إلى الوراء في سباق عالمي»، ومضيفاً أنه تعلم من الحياة «الجد أساس النجاح والصبر أساس السعادة والتفوق وقبلها الإيمان بالله الذي يجعل للحياة معنى واستمراراً».

وتالياً نص الحوار:

ماذا عن المسيرة العلمية؟

حصلت على شهادة الثانوية العامة ثم بكالوريوس من كلية الشريعة، وبعدها كلية العلوم القانونية «الحقوق»، وتابعت إلى أن نلت الماجستير في الدراسات الإسلامية، ثم الدكتوراه في الدراسات الإسلامية والسُنة النبوية.



متى كانت بداية حياتك المهنية؟

بدأت حياتي العملية عام 1974 في العمل الإداري والتدريس الجامعي، وصعدت في هذا السلم بفضل الله تعالى إلى أعلى درجاته، وخلال هذه العقود تخرّج من طلابي آلاف الباحثين من بلدان شتى، في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وقد أشرفت على عدد كبير من الباحثين، وأنجزت مؤلفات علمية تجاوزت الـ50، بعضها ترجم إلى لغات أخرى ومنها «مصادر السيرة النبوية وتقويمها»، «الورثة الصالحة للحضارة العامرة»، «بناء الإنسان والمجتمع»، «بصائر وأفكار»، «قطوف من مكارم الأخلاق»، «قيم في سلم النجاح»، «منهج البحث في الدراسات الإسلامية»، «المعرفة ضوابطها وآفاقها»، «آباء وأبناء ملامح تربوية في القرآن الكريم»، وأبرز المناصب التي شغلتها هي مدير جامعة الخامس في أبوظبي لمدة استمرت نحو 7 سنوات، ومنصب المستشار الديني بديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي منذ عام 2008 حتى الآن.

وطيلة هذه السنوات، قدمت مئات الحلقات الإذاعية والتلفزيونية، والمحاضرات العامة في الجامعات والمراكز الثقافية، فضلاً عن المؤتمرات الدولية والمحاضرات التي كنت أقدم بها الرسائل والأطروحات للدكتوراه وكنت أشرف عليها وعددها كبير جداً، ولا أزال أكتب أبحاثاً وكتباً في الدين والفكر والحضارة.



ما الجوائز والتقديرات التي أحرزتها؟

لقد كانت أول جائزة تلقيتها في السنة الأولى من الجامعة، إذ كنت واحداً من 7 أشخاص حققوا النجاح بشكل نهائي في الدورة الأولى من مئات الطلبة، وكانت هذه الجائزة عبارة عن مجموعة من الكتب القيمة التي أعتز بها مختومة بختم الكلية، وقد نلت شرف التكريم في اثنينية الوجيه عبد المقصود خوجة بجدة عام 1431 ه، وكنت ضيف شرف لمؤتمر للحائزين على جائزة نوبل عام 2008، كما نلت شرف التكريم من جامعة محمد الخامس بالرياض في مهرجان كبير، علاوة على التكريم من جامعة القاضي عياض بمراكش في المغرب عام 2020، حيث جمَعت الأبحاث والدراسات التي أعدها المشاركون وطبعتها في كتاب وهي أكثر من 20 دراسة أكاديمية تحت عنون «العلامة فاروق محمود حمادة.. تجربة رائدة في خدمة القيم»، وأخيراً أحرزت جائزة ابن بطوطة الدولية للتواصل الحضاري وحوار الثقافات.



هل من رسالة توجهها لأجيال المستقبل؟

إن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أصبحت اليوم بتفوقها وحكمة قيادتها وحسن تصرفها، حديث العالم ومحل إعجاب العقلاء والمفكرين، ما ينيط بالشباب، من الجنسين، مسؤولية أن يكونوا عند حسن ظل القيادة الرشيدة، للمحافظة على هذا التفوق والمثابرة في تطويره باستمرار، فاليوم الذي يمر دون إنجاز هو تراجع إلى الوراء في سباق عالمي، وهذا يتطلب من أبناء الوطن الحرص الشديد على التفوق والريادة وإضافة المزيد من إسهامات هذا الوطن الذي لم يبخل على أبنائه بكل ما يحتاجونه لبلوغ القمة.

ماذا عن أولادك؟

رزقني الله تعالى بفضله 4 أولاد، هم بنتان وصبيان وقد كبروا الحمد لله ودرسوا في مدارس متميزة وجامعات عالمية باختياراتهم ورغباتهم، فالبنتان تخصصتا في دراسة الطب، وهما تقومان بعملهما بكل تفانٍ وإخلاص، ونشرتا أبحاثاً طبية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، أما الذكور فتخصصا في الرياضيات وحصلا على الدكتوراه من جامعات مرموقة في الرياضيات التطبيقية والاستثمار، ولهما أبحاث ودراسات منشورة باللغة الإنجليزية.



كيف تقضي أوقاتك مع أولادك؟

لقد كبرت معهم كأخ وموجه لمسيرتهم، أملأ عليهم حياتهم ويملؤون عليّ حياتي، حتى تزوجوا واحداً بعد آخر وأصبح لهم العيال وعلاقتنا تزداد متانة وحباً، وأضفى عليها الأحفاد بهجة وجمالاً وتواصلاً أكثر من أولادي، وقد علَّمت أولادي ما استطعت: الاستقامة والجدية وأنا أحاول اليوم أن أغرسها في أحفادي.



بماذا خرجت من تجاربك في الحياة إلى الآن؟

أساس ما تعلمته من الحياة: الجد والصبر، فالجد أساس النجاح، والصبر أساس السعادة والتفوق، وقبلها الإيمان بالله الذي يجعل للحياة معنى واستمراراً، وقد تعلمت من مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أموراً كثيرة وهامة، في طليعتها سعة التفكير وبعد النظر، وعزيمة المثابرة والمتابعة.

ما الأمور التي تلازمك في حياتك اليومية؟

ثمة ثوابت أواظب عليها يومياً: أولها صلاة الفجر، وقراءة جزء من القرآن الكريم، ثم متابعة التطور الفكري على المستوى العالمي عبر الكتب والمجلات والأبحاث والدراسات والأخبار العلمية.



هل تمارس أي نوع من أنواع الرياضة؟

كنت في شبابي أمارس عدة هوايات رياضية، ومنها كرة الطاولة والسباحة، لكن المرحلة العمرية التي أنا فيها الآن جعلتني أقتصر على المشي في غالب الأيام، وعندما تسنح لي فرصة السباحة فلا أتردد، فالرياضة تجديد لشباب الجسم والعقل وارتقاء بآفاق النفس.

بمن تأثرت في طفولتك وصباك؟

لقد كان لوالدي، رحمه الله، الأثر الكبير في ترسيخ حب العلم والمعرفة في قلبي منذ طفولتي، ومنه تشرّبت حب القراءة والقرآن الكريم، وكان يحب أهل العلم والثقافة ويحرص على التواصل معهم واستضافتهم، وكان ذلك في منتصف القرن الماضي والمثقفون قلة.